أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادر قريط - ( أمة إقرأ ) عليها السلام















المزيد.....

( أمة إقرأ ) عليها السلام


نادر قريط

الحوار المتمدن-العدد: 1808 - 2007 / 1 / 27 - 01:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العقيدة قوة محركة للتاريخ، خصوصا إذا كانت خاطئة
ويل ديورانت ( المجلد الرابع)
بينما كانت ماكينة الحفر، تصمّ أذنيّ بضجيجها، ألتفت الحاج وقال: أنظر كيف تعمل هذه الألة الرائعة!! إن هؤلاء الأوروبيين أولاد أبالسة ؟
اكتفيت كالعادة بهزّ رأسي ...قال بعد أن هدأ الضجيج:سمعت أن علومهم استنبطت من القرآن الكريم؟؟ربما قرأ في ملامحي بعض إمارات التعجب.. فمن الحماقة أن أجادل رب عمل أعرابي، باركته السماء بنعمتي الجهل والمال..استرسل: صدّق أو لاتصدّق ...سمعت أن لديهم غرفة سرية ذات أقفال عديدة، لايؤذن إلا للعلماء والقساوسة بدخولها، ففيها قرآن نسخت آياته بماء الذهب، ومنه يخرجون اكتشافاتهم واختراعاتهم !!! في الحقيقة لم أخذ كلامه على محمل الجد.. لأني شخص لوثته المدرسة بالأفانين والحيّل وأنواع الفساد .....فقد تعلمت على سبيل الترهات :أن النهضة العلمية قامت على مبادئ نيوتن للحركة ، وقوانين لافوازييه ، وجدول ماندلييف الذري...ونسبيه آينشتاين ونظريات الكموم...أما أن تكون النهضة العلمية الأوروبية، قد أنجزت في تلك الغرفة السريّة ..فهذا لعمري قاصمة الظهر !!

وهكذا مرت السنون، ولم أعثر على تلك الغرفة السريّة (ولم أصبح مثل هاورد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون) فكل مافي الغرب، لايشير إلى طقوس سحرية غامضة. المكتبات مفتوحة لمن أراد إليها سبيلا، وكلها تشهد للقرن 19، الذي كان بحق قرن الإبداعات العلمية الكبرى، وأزدهار الفلسفات الوضعية ...وعلوم مقارنة الأديان، ففي نفس القرن اكتشفت اللغة المصرية القديمة وحلت طلاسم اللغة المسمارية، وكان هذا الحدث، ثورة معرفية، هزت قلاع اللاهوت الديني، بما فتحت من آفاق جديدة أمام دراسات الميثولوجيا، رغم ذلك، استمر البعض يدافعون عن كلمة الله الأزلية؟؟ ففي منتصف ذلك القرن اخترق عالم الوثائق القديمة قسطنطين تيشندورف، أسوار دير كاترين في سيناء ..ليعود بمخطوط ( الكتاب المقدس ) السينائي، ويثبت للعالم المادي المشكك أن كلمة الله ماتزال محفوظة عبر القرون ( حرفا حرفا )، ولتقدم هذا المخطوط هديّة للقيصر الروسي، بمناسبة إرتقائه العرش( باعه البلاشفة، بعد الثورة للمتحف البريطاني بمبلغ 2مليون باون!! وهنالك من يجزم بأن المخطوط ليس أكثر من تزوير فبركته أنامل تيشندورف نفسه؟؟؟)

قصة الحاج الآنفة الذكر ليست عبثا فرديا، فقد سمعت الرواية من أشخاص كثر، والأنكى أن بعضهم، من خريجي الجامعات، ودارسي الطب والفيزياء!! وقد تعمقت تلك الرواية وترسخت، بفعل كتابات الإعجاز القرآني، التي بدأت مع الباقلاني وانتهت بمصطفى محمود، وزغلول النجار، وزغاليل آخرين..وهي تعكس صورة واقعية عن مجتمعاتنا المنوّمة بسحر المقدس. لكن ومعرفة مني بدور الدين في صياغة الهوية والوجدان الجمعي، وتقديرا لنفوذه السلطوي على الوعي، وما يحدثه من راحة وقيلولة للمؤمن، أجد أن الإسراف الكلامي في هذا الموضوع، والوقاحة في طرحه، قد يجرح مشاعر البعض( على المستوى الإنساني ) ..لذا فإن اللجوء إلى دراسة علوم المقارنة بين الأديان، واركيولوجيا اللغات القديمة، تساعد في ردم الهوة بين الأديان، فكلما إزداد الإنسان تعصبا لدينه، إزداد جهلا به؟ فكثير من البحوث والمقالات التي تتناول الإسلام، لاتقوم بعملها لوجه الله، أوبدوافع معرفية نزيهة.. جلّها يقوم على تصفية حسابات، وثأر تاريخي..لكن من العقم أيضا أن يترك الزغاليل يسرحون ويمرحون، بترهاتهم ..فلا علاقة للفاكس والكاميرا بآيات القرآن، ولا علاقة للفائف التوراة والإنجيل، بهذا الملف الرقمي، الذي سأرسله إلى آخر العالم بضغة زر..الكتب المقدسة جميعها هي ذاكرة للشعوب القديمة، فمن يبحث عن تفسير أو إعجاز، فما عليه إلا أن يذهب إلى خرائب سومر ولكش وبابل ووادي الملوك ..هناك سيعرف منشأ قصة الطوفان، وهناك سيكتشف قصة موسى، وفكرة الخلود والبعث..وكل القصص الديني

واستطرادا، يمكنني الزعم بأن المشهد الثقافي العربي لايزال مسرحا للإدعاء وعرض العضلات والوصولية والإنتهازية، فقد بحّ صوت المفكر الجزائري محمد أركون، وهو ينادي بضرورة ترجمة المجلدات الثمانية لجوزيف فان إس( حول القرون الهجرية الأولى ) دون جدوى، ولاتزال أمهات الكتب بعيدة عن قارئها العربي ( وأنا منهم ) فمازلتا نسمع عن دراسة إبراهام غايغر: ماذا أخذ محمد من اليهودية 1833م، وتيودور نولدكه عام 1856 وكتابه الذائع الصيت : قصة القرآن ، ثم بارث بكتابه نقد وتأويل القرآن ، وغولدتسيهر: إتجاهات التفسير القرآني أو كتاب شتراوس ( قصة المسيح )....ومئات الدراسات الأخرى...وصولا لدراسة لكسنبورغ ( القراءة الآرامية للقرآن عن دار شيلر برلين 2000).....في الحقيقة حيّرني صمت العالم العربي وتجاهله لهذه الدراسات المعرفية، واكتفاءه بذمّها، وغرقه في جدل سفسطائي، إستفزازي لا معنى له. فالذين يتشدقون بعالمية الإسلام، تجدهم ينكفأون أمام حوار الحداثة والعصر، ليثبتوا أن الإسلام دين فصّل على مقاس العرب والباكستانين والأفغان؟؟ألم يتساءلوا كيف يفكر الفرنسي الذي يقرأ ترجمة بلاشير للقرآن أوالإنكليزي الذي يقرأ ترجمة بل، وما دخله بأبي لهب، أو بزيد ووطره، وما علاقته بقصة تلك القبيلة الإسرائيلية البدوية الهائمة في سيناء؟ وماذا تعني الأنهار والأفياء والظلال لنرويجي يتوق للشمس والشواطئ الدافئة؟؟ألم يحن الوقت لتقديم قراءات عصرية، تتناسب مع الإدعاء بعالمية الإسلام؟

إشكالية إقرأ ؟؟؟
استوقفت سورة العلق معظم الباحثين، وهيجت أقلامهم، ربما لأن السورة كانت فاتحة النص القرآني( ومعظم الناس تكتفي بمطالعة بدايات الكتب، ثم يضيق خلقها !!)..وربما بسبب الغموض الذي اكتنفها...ففعل ( قرأ) اصطدم بقناعات الكثيرين كنولدكه وهارتفيغ وهيرشفلد، لأن القراءة ترتبط إلى حد بعيد بوجود ثقافة كتابية ( وهذا ماتنقضه الحقائق التاريخية..راجع جواد علي ، تاريخ العرب قبل الإسلام)..ففعل القراءة يفترض أن الوحي يحمل مكتوبا ويفترض عدم علمه بأميّة الرسول( وهذا استخفاف بقدرة الوحي)؟؟لقد التفت هؤلاء إلى تفسير أبي عبيدة الخارجي ( معلم لأبن هشام ، تم الطعن به بسبب خارجيته) الذي أكد أن فعل ( قرأ) تعني( ذكر)وبالتالي فإن الآية (إقرأ باسم ربك) تعني أذكر الله، أما لوكسنبورغ، في كتابه القراءة الآرامية، فإنه يعثر على مفتاح لغوي آرامي مفيد، ( قرا بشم ماريا ) وتعني هذه الجملة ( اقم صلاة الرب) أو أدع باسم الرب.. هذا نموذج من آلاف أخرى ما زالت تنتظر (أمة إقرأ) التي آن لها أن تتعلم القراءة.



#نادر_قريط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق وكوميديا اللغة
- اللغة واللغو
- وفاء سلطان..مطرقة من خشب
- الصورة وإعدام الكلمات
- المطأطئون وذهب رغد
- رسالة إلى حسن نصرالله..إعدام صدام مصيدة
- وداعا صدام!!
- هرطقات أبو سفيان 2
- هرطقات أبو سفيان
- أسئلة في لوح بابلي؟


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادر قريط - ( أمة إقرأ ) عليها السلام