أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - من اجل انهاء نظام المحاصصة الطائفية !















المزيد.....

من اجل انهاء نظام المحاصصة الطائفية !


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 1806 - 2007 / 1 / 25 - 12:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد ان بدأ الطاغية صدام باستفزاز الطائفية ثم باعتمادها للحفاظ على عرشه الدموي، عزّزت بالنتيجة النهائية ادارة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش الطائفية وثبّتتها كنظام حكم قائم على اساس المحاصصة الطائفية والعرقية، والتي تتكشف باستمرار ان الأدارة الأميركية آنفة الذكر، اعتمدتها منذ البداية كخطّة متعددة الأهداف، منها ما اخذت تتناقله الصحافة ووكالات الأنباء الأميركية والبريطانية والدولية القريبة من مراكز صنع القرار مؤخراً، من ان الطائفية اعتُمدت من قبل التحالف (كسلاح فعّال لأجتثاث حزب البعث) على حد وصفها .
وفيما ادّت الحرب الى انهاء نظام حكم الطاغية، الذي افرح العراقيين باطيافهم، الاّ انها ادّت الى الأحتلال المستمر للبلاد، وادّت الى نتائج رهيبة من صراع دموي طائفي متفاقم ادىّ ويؤدي الى مزيد من الدماء والدموع والدمار، المهددة بزيادة تراكم صعوبات الأصلاح اكثر، و المؤدية الى مخاطر تزايد احتمالات تجذّرها في البلاد وفيما بين القوى الوطنية العراقية بكل اطيافها السياسية والقومية والدينية والطوائفية . .
لتصبح الطائفية وكأنما هي مشكلة العراق الأساسية وليست الدكتاتورية الشوفينية العرقية ونظام الحكم الشمولي وقضية النضال من اجل الحريات السياسية ودولة القانون، و حقوق البلاد العادلة بنفطها وثرواتها، ومن اجل الديمقراطية وحق تقرير المصير وقضية السيادة الوطنية. حتى وصل الأمر باطراف خيّرة ان تقترح ان يتحالف الشيعة مع السنة، والحال نحن العراقيون كشيعة وسنة ليست عندنا المشكلة بهذا الحجم والدموية، بقدر كونها مسألة استحدثت من قبل النظام الدكتاتوري السابق، ويستمر عليها للأسف النظام الحالي ان صح التعبير، بينما لم يعرف عن المجتمع العراقي ايمانه بهذا التقسيم.
وترى اوساط واسعة، بان العراقيين لايحتاجون الى وحدة مذاهب وأعراق بل يحتاجون استعادة روحهم الوطنية، ووحدتهم الوطنية التي تنأى بنفسها عن هذه التسميات الطائفية والعرقية ووفق فتاوي كبار المراجع والعلماء شيعة وسنّة، ومع كل الأحترام لخصوصيات الأديان والطوائف والقوميات الموجودة في العراق، وترى ان بدون ذلك التوجه، قد لايمكن الحديث عن خطط جديدة الآن.
لقد ادّت (سياسة الأخطاء) التي اتبعتها ادارة الرئيس بوش، الى غياب الدولة والى حكم الميليشيات المسلحة سنية وشيعية، ارهابية وسلفية، اجرامية ولصوصية . . في ظل حكومة صارت كمحصلة عاجزة حتى عن حماية حياة المواطن العراقي، اضافة الى عجزها كمحصلة عن تطبيق قراراتها التي تتخذها هي، بتقدير اوسع الأوساط العراقية والأقليمية والدولية .
وفي زمان تستمر فيه ملامح (جمهورية الرعب) ان صحّ التعبير بل وتفاقمها، برايات ومسميات جديدة سواء كانت مخططة او غير مخططة او افرازاً لتركة ثقيلة، في زمن التسميم الفكري الذي لاينقطع لأسباب كثيرة التنوع . . تأتي الخطط العسكرية الأميركية الجديدة كمحاولة الورقة الأخيرة لأصلاح الوضع على حد تعبير الأوساط الحاكمة الأميركية ذاتها، تأتي في زمان اقتراب ذكرى انقلاب شباط الدموي الذي صادف في 14 رمضان عام 1963 الذي لم يراعِ مجرميه و(ابطاله) حرمة شهر رمضان المبارك (1)، واقتراب يوم عاشوراء . . وتداعيات المناسبتين وكيف ستوظف ولصالح من ؟؟
تتيه اوسع الأوساط الشعبية العراقية بين واقعها الدموي الرهيب وبين شعارات (المستقبل الزاهر) التي لم تثمر بعد، وهي ترى القوى التي تملك مصيرها . . بين الأكثر حركة والأكثر سرية، حملة فتاوي سرية وفتاوي معلنة، مضغوط عليها ومتفقة على مضض، وبين الحائرة والصامتة التي تنتظر . . في مسرح تقوده القوى الخبيرة والشركات الدولية ذاتها التي قادته في السابق بسلسلة انقلابات . . لتكوين (حياة جديدة) بانقلاب او حركة او تعديل مسار لاحق (ابيض) على انقاضها . ويأتي فيه قرار ادارة الرئيس الأميركي بوش بتعميق النهج العسكري بارسال قوات اضافية، مترافقاً بالأعلان الأولي عن مسودة " قانون النفط " وفق " نظام تقاسم الأنتاج" لأقراره !
بدلا من اعتماد الحل السياسي الذي طرحه في وقت مبكّر . . القادة العراقيون الفاعلون كورداً وعرباً والذي استطاع مؤخراً فقط وبعد جهد كبير ان يسير عليه السيد الطالباني رئيس الجمهورية في زيارتيه الى جمهورية ايران الأسلامية والى الجمهورية العربية السورية، فيما سار ويسير عليه السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان واستطاع تحقيق خطوات هامة عليه، رغم التهديد التركي الذي لاينقطع. فيما يقف السيد المالكي رئيس الوزراء وبتقدير اوساط واسعة في مفترق طريق ليس سهل في مدى نجاح دعوته للمصالحة الوطنية والغاء الميليشيات في الأشهر الأخيرة . . بعد ما يقارب اربع سنوات مدمّرة لاتزال تستمر بالأشتعال والألتهاب والتدمير .. اثخنت الناس تضحيات وجروح واتعبتهم وارهقتهم ، حتى صاروا يتعطشون لحياة آمنة سلمية . . بأي ثمن !!
وفيما اثبتت السنوات الأربع الماضية، خطأ منطق ادارة الرئيس بوش العسكري المترافق مع نظام المحاصصة الطائفية، سواءاً كان في العراق في واقعه المدمّر، او في المنطقة او في داخل الولايات المتحدة الأميركية والذي تسبب بخسارة الحزب الجمهوري في انتخابات الكونغرس الأميركي . . تتساءل اوسع الأوساط العراقية، الى اي مدى ستغيّر الأدارة الأميركية سياستها . . والى اي مدى سيستطيع العراق بناء دولته البديلة والسير على طريق عراق فدرالي برلماني موحد.
وترى ان الأساس في ستراتيجية الأدارة الأميركية الجديدة باعتبارها صاحبة اكبرقوة عسكرية في البلاد . . يتطلب منها، ان يدعم تحرّكها العسكري الجديد، عملية سياسية عراقية كثيرة التعقيد والمخاطر لتكوين كيان دولة عراقية هدفها نبذ الطائفية والعرقية والجهوية وبناء عراق مستقل، مؤسساتي يعمل لأحترام القانون، ويعمل على انهاء التمزق الدموي والفوضى. على اساس عملية سياسية لها ظهير عسكري، باعلان البدء بقيام مرحلة انتقالية، لأنهاء نظام المحاصصة الطائفية الذي لم يثبت قدرته على الأستمرار، وصار لايحقق الهدف منه كما مرّ . .
يكون فيها المجلس السياسي للأمن الوطني برئاسة السيد رئيس رئيس الجمهورية(2)، بعد تعديلات ضرورية واجراءات دستورية . . اعلى سلطة سياسية عسكرية عراقية لها قرارها المستقل في هذه المرحلة، تضم ممثلي ابرز الكتل النيابية والشخصيات والقوى الأساسية للتغيير( من داخل وخارج مجلس النواب) ومن القوات المسلحة، لأجل :
ـ التحرّك على مفاوضة القوى المستعدة للأنضمام للعملية السياسية لضم ممثليها اليه، حل الميليشيات باعتماد التفاوض والعفو ـ وتشجيع الأنقسام في جبهة الخصوم واستثماره ايجاباً ـ ثم اعتماد الحزم في جعل الدولة، هي الجهة الوحيدة التي تحمل وتجيز حمل السلاح وتحاكم وتحكم وفق اصول قانونية وقضاء مستقل.
ـ حل حكومة المحاصصة الطائفية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية على اساس الكفاءة والنزاهة وعلى اساس تكافؤ الفرص وتساوي العراقيين بغض النظر عن القومية والدين والطائفة والجنس .
ـ التنسيق مع القوات الأميركية على اساس الحاجة اليها في الظروف العصيبة الحالية وعند الحاجة اليها . . . تمهيداً لجدولة رحيلها .
ـ اتباع العمل العسكري كجزء من عملية سياسية امنية اقتصادية معيشية متكاملة لأنهاء الحالة المأساوية التي لاتوصف باعتماد التحرّك السريع والحازم وتوفير التمويل الجيد وفق قوائم تدقيق، على اساس توفير ليس السلاح الضروري فقط، وانما الدعم المالي وتوفير فرص عمل سريعة . . وتوفير المستلزمات اللوجستية الأساسية من كهرباء وماء وتأمين وسائل اعلام وفضائيات سريعة . . واسكات وسائل الأعلام والفضائيات التي اثبتت مسيرة اربع سنوات ضررها وخطرها البالغ الى اشعار آخر . في ظروف تحتّم مواجهة مجتمع الأرهاب والميليشيات المنوّعة وتحكّم الجماعات المسلحة بالجموع، الحاجة الى اموال وسلاح وتكنيك لوجستي من كهرباء واجهزة انذار، لمواجهة الأجرام والسوق السوداء والمافيات التي صارت تكدّس اموالا خيالية من اموال ابناء وبنات العراق.
ـ التمييز بين القضايا الداخلية والأقليمية، بعد التغير الجيوبوليتيكي الذي حصل في المنطقة بسبب الحرب واعلان الأحتلال وحل الدولة والجيش، وادى الى تدافع القوى المحيطة عليه، حتى صارت التدخلات الاقليمية السلبية في الشأن العراقي، تتزايد مؤدية الى مزيد من الانحدار نحو كارثة ادهى وامر.

24 / 1 / 2007 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حين تولى الطاغية المعدوم اخطر مهمة واكثرها دموية فيه بحق ابناء وبنات العراق، وهي مسؤوليته عن الجهاز " الأكثر تخصصاً وسرية وخصوصية " المسؤول عن قصر النهاية، راجع كتاب " اعداد دكتاتور ـ بيوغرافيا صدام حسين " ، بالألمانية عن الأنكليزية بقلم نخبة من
المتخصصين والباحثين ـ كون كوغلين ـ دار ليست ، الطبعة الثانية 2002 .
(2) لكونه ثمرة الأنتخابات السابقة ويكتسب شرعيته منها .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يريدون انهاء العراق بنهاية الطاغية ؟!
- ماذا يعني اعدام الطاغية صدام ؟
- المشروع السياسي الوطني كبديل للطائفية والمحاصصة !
- ثقافة الحوار والأختلاف و - الحوار المتمدن - !
- المأساة العراقية تدعو الى ضرورة النظام المدني العلماني !
- اي تعديل وزاري ننتظر ؟ ! *
- من اجل نهاية للعبة (فارس الأمة) المأساوية !
- الأحتكارات وحياد العراق في الصراع الأيراني الأميركي !
- العراق بين الفدرالية، النظام الشمولي والتقسيم ! 2 من 2
- عراقنا بين : الفدرالية، النظام الشمولي والتقسيم ! 1 من 2
- عراقنا و- المفاهيم الجديدة للنصر !
- القائد الأنسان . . توما توماس * 3 من 3
- القائد الأنسان . . توما توماس * 2 من 3
- القائد الأنسان . . توما توماس * 1 من 3
- هل المراد، تحطيم البرلمان بالبرلمان كما حُطّمت دولة القانو ...
- حول افكار (عراق مقسم مستقر افضل من عراق موحد مشتعل !!) 2 من ...
- حول افكار (عراق مقسم مستقر افضل من عراق موحد مشتعل !!)(*) 1 ...
- محاكمة صدام . . هل سيؤهَّل للحكم مجدداً ؟ - 2 من 2
- محاكمة صدام . . هل سيؤهل للحكم مجدداً ؟ 1 من 2
- عراقنا الى اين ؟


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - من اجل انهاء نظام المحاصصة الطائفية !