أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - أزمة التغيير في سورية بين النظام والمعارضة - 2














المزيد.....

أزمة التغيير في سورية بين النظام والمعارضة - 2


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1806 - 2007 / 1 / 25 - 06:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لايخفى على أحد طبيعة الحياة السياسية في سورية , طبيعة الحياة السياسية الداخلية المركزية على مستوى الحزب الحاكم ومعه أحزاب الجبهة التابعة له , وأيضا ً وهو الأهم طبيعة الحياة السياسية الراهنة المتورمة احتقانا ً التي أنتجتها مسيرة النظام القمعية حيث يتحرك الشعب ونخبه ومثقفيه جبريا ًداخلها وهي محددة بشكل كبير بمفاعيل سياسة النظام الأمنية نفسه التي تلخصها حالة الطوارئ واشتقاقاتها اللامحدودة التي توفر شبه قانون وتشريع لإستخدام العنف والقمع ضد المواطنين وإجهاض كل بوادر تحرك سياسي مدني على مستوى الشعب والمعارضة وتوقف تطوره وامتداده الشعبي والإجتماعي العام , بقليل من الكلام : النظام الأمني يحاصر المواطن السوري من المهد إلى اللحد ,وفي كل مرة ينجح النظام سواء ً بالعنف أو بالفساد والإفساد أو بافتعال الأزمات الداخلية والخارجية من قطع الطريق علىبداية تطور حركة سياسية سواء ً إصلاحية أو تغييرية ويقفل الشعب في مربع النظام الذي أصبح مع مرور الزمن وتسلسل كوارث المنطقة أشبه بمربع اليأس المغلف بكمية كبيرة من الفقر والإضطهاد والخوف من المجهول, باختصار شديد الشعب السوري في حالة انعدام الفعل الذي يتطلبه التغيير , وهنا يكمن المدخل الأساسي لفهم آلية التغييروإمكانيته في سورية , وهذا يتطلب معرفة القوى الفاعلة في الواقع السوري والقوى الداخلية الحاملة للنظام التي تبقيه في السلطة .( على أن قوى الخارج وتأثيرها يعالج في مقال مستقل).
كثرت المقاربات السياسية التي تناولت موضوع التغييرالمطروح في سورية منذ سنوات على جدول أعمال المعارضة السورية , لكن بتكرارية هي أشبه للتأجيل منها إلى التفعيل , أحد أهم أسبابه هو الفردية وعدم وجود العلاقة السياسية الدائمة والواضحة مع الشعب أولا ً وعدم الوضوح في شكل التغيير ثانيا ً وكان الفاعل الأساسي فيه هو سياسي إقليمي أكثر مما هو داخلي رابعا ً ومحمول على شعارات إيديولوجية متصارعة أكثر مما هو محمول على برنامج وطني ديموقراطي خامسا ً وأخيرا ً , وفي خضم هذه الحالة المختلطة وبظروف سورية الداخلية والإقليمية تحرك النظام السوري في البداية على رافعة عقائدية بشكلها العام وطنية علنا ًوهي أبعد ماتكون عن هذا الوصف وتراجع سرا ً بوقت مبكرمن القومية والوطنية إلى بناء نظام فردي شديد المركزية وشديد الباطنية وشديد النفاق وشديد المساومة على المستوى الداخلي والقومي والدولي .
وفي ظل أجواء المنطقة التي طغت عليها مفاعيل وشعارات الحرب الباردة دوليا ً وتحرير فلسطين إقليميا ً بما وفر غطاء ً لتأجيل وتعطيل أولوية القيام بمشروع نهضوي إصلاحي سياسي اجتماعي علمي اقتصادي على مستوى الحياة العامة في سورية, راح النظام بصمت وبعنف وبقوة الدولة يفكفك أسس المجتمع الوطنية والفكرية والسياسية والإجتماعية وباشر بسرعة ببناء علاقات بديلة متمحورة كلها حول الحزب الواحد ومن خلاله حول الطائفة الواحدة ومن خلالها حول الأسرة ومنها حول الفرد , الفرد الذي سيطر على كل ثروة البلاد و قوة الدولة العسكرية والإقتصادية والسياسية , وعلى هذا الأساس إن النظام السوري ليس له شبيه ولا معيار من الناحية السياسية وهو يشبه النظم المركزية بنسبة معينة لكنه أسوأها وأخطرها بحكم المرتكز الطائفي الذي يقف عليه , من هنا ومن خلال فهم ميكانيكية العلاقة السياسية بين النظام والشعب في المجتمع السوري التي تشكل بدورها العامل الأساسي في استمرار النظام يكمن الفهم الصحيح لطريقة فكفكة النظام ولكيفية تحديد آلية التغيير .
وعليه أمام المعارضة السورية التي تبنت التغيير الديموقراطي مهمة تدركها أنها ليست سهلة وتفرض عليها أن تكون نظرتها مركبة وصحيحة إلى بنية النظام وحوامله لتحليلها وفهم طبيعة عملها وعلاقاتها على مستوى المجتمع وتشابكاتها السياسية والأهلية وأيضا ً فهم القوة المادية المضافة من نهب الثروة الوطنية واستخدامها في إحكام السيطرة على الشعب من خلال التحكم باقتصاد الدولة أي معيشة الشعب, وهذا زاد الطين بله وساهم بشكل كبير في عملية إخضاع الشعب وإذلاله من خلال التحكم بمفردات حياته اليومية وحتى البسيطة منها , وأمام هذه الحالة المركبة سياسيا ً واقتصاديا ًوطائفيا ً وبإصرار النظام على استمراره بالتلاعب بمصير الشعب ومصيرالوطن, وبهذا المستوى من العجز على المستوى الإقليمي والدولي , تصبح ضرورة التغيير حتمية وهي مصيرية مرتبطة بوحدة الشعب ومستقبله ومصالحه قبل أن تكون عملية سياسية تناوبية للسلطة بين هذا الطرف أو ذاك , وعليه إن عملية التغيير في سورية هي مركبة وطنية سياسية داخلية وخارجية يجب فهم علاقاتها مع بعضها لتصبح عملية فكفكتها عن بعضها وفرز العلاقة التي لاتزال تشكل الحامل الأساسي للنظام وعزلها وإبطال مفعولها وهي الخطوة الأولى في عملية التغيير الديموقراطي المنشود , من, و كيف, ومتى ,وكم من الوقت يلزم لنزع فتيل النظام ؟! هذا سيكون موضوع الجزء الثالث .
د. نصر حسن



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة التغيير في سورية
- النظام السوري ..على مفترق طرق الإستراتيجية الأمريكية والإيرا ...
- وأخيرا ً أعلن بشار أسد برنامجه الإصلاحي !
- أين ستكون نهاية الشارع اللبناني ؟
- على ماذا الحوار : السوري الأمريكي ؟!(2)
- خطاب حسن نصرالله
- تقرير : بيكر - هاملتون .. والتدحرج على الفوضى !
- استعصاء النظام السوري في الصفقات وافتعال الأزمات
- صفقات سورية على طريق دمشق بغداد بيروت
- صفقات سورية على طريق دمشق بغداد بيروت (2)
- صفقات سورية على طريق دمشق - بغداد - بيروت..!
- شرعية المحكمة الدولية بين لاشرعيتين!
- النظام السوري ..وانتظار تمديد الدور !
- النظام السوري وطاولة الحوار
- أي سيناريو ينتظر سورية ؟
- إرادة التجديد في الخطاب الفكري والسياسي السوري
- المعارضة السورية بين إشكالية التجديد وضرورة التغيير
- إلى متى تبقى بعض أطراف المعارضة تدور في فلك الإستبداد؟
- أين دور المثقفين السوريين
- سورية والإرهاب .نظام ودور ..اللعبة الخطرة


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - أزمة التغيير في سورية بين النظام والمعارضة - 2