أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تقي الوزان - بين الأنقاذ و-المنقذ-














المزيد.....

بين الأنقاذ و-المنقذ-


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1806 - 2007 / 1 / 25 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تطلع الكثير من العلمانيين والديمقراطيين واليساريين خيراً في قيام القائمة "العراقية" , وبرنامجها السياسي الذي دخلت به الانتخابات . ورغم قلة الاصوات التي حصلت عليها قياسا بموروث اليسار والعلمانية في التاريخ الوطني الحديث, الا ان جماهير واسعة من ابناء شعبنا وبالذات الفئات التي لاترتبط بالطائفية والقومية تأملوا كثيراً على ان تكون هذه القائمة حجر الاساس لبناء المشروع الوطني العراقي . وجاءت تأكيدات اقطاب القائمة بالمشاركة في الحكومة الحالية - رغم هشاشة المواقع التي منحت لها - تأكيدا لتثبيت صيغة التوافق الوطني , ومحاولة التأثير على سير العملية السياسية التي انحشرت بين ضفتي مصالح المحاصصة من جهة , ومصالح الاحتلال الامريكي من جهة أخرى . وما من شك ان هاتين الضفتين تضافرتا لأضعاف وتهميش هذه القائمة , لما تمثله من مصالح وطنية عامة تبلور المشروع الوطني لو كتب لها النجاح .
لقد تعرضت القائمة "العراقية" الى ضغوطات كبيرة ومتنوعة , وصلت الى حرق مقرات , واغتيالات لمنتسبي هذه القائمة كما هو معروف , والتشكيك الذي مارسته بعض القوائم , وبالذات بعض اطراف قائمة "الائتلاف" التي بنت دعايتها الانتخابية على اتهام الشيوعيين وهم طرف اساس في القائمة بأعادة تأهيل البعثيين المتمثلين بتنظيم "الوفاق" الذي يتزعمه الدكتور اياد علاوي . ومثلما هو معروف ايضا , فأن علاوي بعثي منشق وصارع النظام الصدامي المقبور لثلاثين عاماً , وتعرض لمحاولة أغتيال في لندن نجى منها بأعجوبة , وتعامل مع كل اطراف المعارضة الوطنية قبل سقوط النظام بدون ان يشكك به احد . وبعيداً عن المحاججات التي اصبحت مملة لكثرة تكرارها , ومن الذي يعيد النظر اليوم في قانون " اجتثاث البعث " والقيادات العسكرية المنحلة , ومن الذي دفع الامريكان لأعادة تعاونهم مع فصائل البعث , ومن أوصل السفينة العراقية الى هذه المياه الضحلة , وغرزت في وحل المليشيات الطائفية , والعصابات , وسرقات المال العام والخاص , وآلاف المشاكل اليومية التي تركت وأصبح البحث فقط لهذا الشعب المنكوب عن كيفية سلامة يومهم .
ورغم كل هذه الضغوطات كان يمكن لهذه القائمة ان تتصدى للمشروع الوطني , وتنهض به , لو توفرت الارادة الحقيقية لأطراف مكوناتها . الا ان الرغبات الشخصية , والنزعة للتزعم على حساب البرنامج السياسي رافق تشكيل القائمة , وافقدها الكثيرمن الفرص في توحيد مواقفها السياسية , ومنعها من ان تكون عنصر استقطاب لباقي الاطراف الديمقراطية .
فقبل عدة ايام صرحت وزيرة الخارجية الامريكية : بأن الادارة الامريكية اعطت مهلة محددة بشهر تشرين الثاني القادم لحكومة " المالكي " الشرعية في القضاء على المليشيات , وتحقيق خطوات جادة في السيطرة على الامن . والا ستسحب الثقة منها ويصار الى خيارات اخرى . وفسر الكثير من المراقبين هذه التصريحات على انها للضغط على حكومة "المالكي" للاسراع والجدّة في تنفيذ خطوات الخطة الامنية الجديدة . وليس من المعقول ان تعمد الادارة الامريكية لأبدال حكومة شرعية جاءت بعد سلسلة عمليات سياسية , وبرعايتها بالذات , ما لم تستنفذ كل وسائل دعمها . وفي حالة الفشل , سيحّمل الامريكان هذا الفشل على عاتق العراقيين الذين لم يبلغوا سن الرشد في ادارة شؤونهم .
بعد تصريح وزيرة الخارجية الامريكية صرح الكتور عدنان الباجه جي من ابوظبي التي يسكنها بشكل دائم خاصة بعد انتخابه لعضوية البرلمان عن القائمة "العراقية" لصحيفة "الشرق الاوسط" يوم 20070118 وكبديل لهذا الوضع هو" تشكيل حكومة طوارئ او حكومة انقاذ وطني لتتمكن من ضبط الامن وتحقق الاستقرار للبلد على ان يقود هذه الحكومة شخص قوي وغير طائفي ولا يؤمن بالمحاصصة الطائفية , واجد ان الدكتور اياد علاوي هو الشخص المناسب لهذه المهمة " . بعدها بيومين خرج علينا الدكتور اياد علاوي من " عرينه " في لندن , ويكاد ان يكون الوحيد رئيس قائمة لم يعد الى العراق منذ الانتخابات ولحد الآن , بإبتسامة عريضة واثقة يؤكد ضرورة قيام " حكومة الانقاذ " .
ولاشك ان الحكومة العراقية برئاسة " الائتلاف " تلاقي الكثير من الانتقادات بإعتبارها لم تحقق برنامجها الوطني الذي جاءت من اجله , وتتحمل مسؤولية الانحدار الامني , وبالذات تفشي ارهاب المليشيات الشيعية .
وحكومة "الانقاذ الوطني" ستكون اشبه ب"الكي" وهو آخر العلاج لأخراج العراق من هذا الوضع المتأزم , لا أن يجري التهليل لها مع كل تصريح امريكي يحث او يضغط على الحكومة العراقية لتنجز بجد التوافق مع الخطة الامنية الجديدة . ان مثل هذا التهليل يزيد من الارباك الموجود اصلاً , وكأن حكومة "الانقاذ" ستشكل غداً . ان الذي سينقذ العراق لو شكلت حكومة "الانقاذ" هو آليات عمل هذه الحكومة , والتي ستختلف جذرياً عن أليات عمل الحكومة الحالية , وليس " المنقذ " اياد علاوي , فقد ذهب زمن الفرسان المنقذين .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيب الصاية الأمريكي
- حبل الأحتلال
- تناقض الدروب
- مشاريع في طريق التنفيذ
- بين الفيدرالية والتصويت في البرلمان
- بين الفيدرالية والحكومة المركزية
- باب البعث الدوّار
- حكومة المالكي والمشروع الوطني
- للتذكير فقط
- تجريف كردية الفيدرالية
- التراقب القلق
- المشروعان والأفق المفتوح
- على ذات الخطى
- النفط وتداخل مقومات الأزمة
- الطريق الاسلم رغم مرارته
- ألنفط وتداخل مقومات الأزمة
- -اللجان الشعبية - والمهام المنتظرة
- بين الأ نحراف والتسلط الأمريكي
- الخطأ المقصود
- في ظل المأساة


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تقي الوزان - بين الأنقاذ و-المنقذ-