أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الإرهابيون يعيشون بيننا, فهل سنعي مهمتنا إزاء هؤلاء القتلة؟














المزيد.....

الإرهابيون يعيشون بيننا, فهل سنعي مهمتنا إزاء هؤلاء القتلة؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1805 - 2007 / 1 / 24 - 12:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإرهابيون الذين يمارسون مهنة القتل والتدمير والتخريب العام في العراق, سواء أكانوا من العراقيين أم من غيرهم, يعيشون بيننا ويتعاملون ويأكلون ويشربون في لحظات معنا, ولكنهم في لحظات أخرى يمزقون أجسامنا ويهدرون دمائنا ويخربون بيوتنا وينهبون أموالنا يعطلون عملنا ويسرقون الحلم والأمل والبسمة من عيون أهلنا وأطفالنا. يبدون لنا أحياناً وكأنهم أناس اعتياديين, كأنهم بشر, لا يختفون عنا, ولكنهم في حقيقة الأمر يختلفون كلية عن الإنسان الطبيعي, إذ أن في نفوسهم مرض, وفي عقولهم اختلال, وهم عاجزون عن رؤية أو إدراك عمق وسعة عواقب أعمالهم الشريرة.
الإرهابيون يعيشون بين ظهرانينا. يصرحون بصوت مرتفع, يتحدثون بلغة دينية وطائفية مقيتة معادية للآخر. لو أمعنا النظر إليهم لعرفناهم بحصافة العراقي, فسيماء هؤلاء في وجوهم من كثرة ارتكاب الجرائم بحق الناس. ولكننا لا نمعن النظر فيهم, لا ننظر في عيونهم مباشرة لنعرف منها أسرارهم الشريرة, لا نتابع تحركات هؤلاء القتلة لنكتشف أوكارهم ونخبر عنهم الجهات المسؤولة, لأننا ما زلنا نخشى وجود المتسللين منهم في صفوف القوات المسلحة, في صفوف الحكومة, لأننا نخشى انتقام هؤلاء, فالموت يتربص بالناس من هؤلاء الأوباش.
لا تزال ثقتنا بالحكومة ضعيفة وبقدرتها على حمايتنا, لأن فيها من له أتباع يمارسون سياستين ويتخذون موقفين, يمارسون السياسة ويمارسون القتل في آن واحد. ولكن هل سنصحح الأمور في الصف الحكومي أن واصلنا غض النظر عن أفعال الإرهابيين المتسترين بغطاء جزء أو جزئين من الحكومة؟ هل نسكت عنهم لأنهم ما زالوا غير قريبين منا, ولم تصلنا موجات إرهابهم الدموي والقتل العشوائي؟ ولكن إلى متى سيبقى من يفكر بهذه الطريقة في منجاة من هؤلاء القتلة؟
الإرهابيون الطائفيون قتلوا المسيحي والصابئي المندائي وأحرقوا كنائسهم ومعابدهم, ثم قتلوا المسلم الشيعي والمسلم السني, وأشعلوا النيران في الحسينيات والجوامع والمساجد, قتلوا الإنسان العراقي امرأة كانت أم رجلاً وأطفالاً وطلاب مدارس, قاموا باختطاف البنات والأولاد والابتزاز للعوائل, ورغم ذلك فهم يعيشون بيننا ونعجز عن وضع اليد عليهم, فهل هذا أمر طبيعي أم أنه حالة استثنائية إن دامت دمرت البلد ومن فيه؟
الإرهابيون القتلة يعيشون في أحيائنا. يمكن وضع اليد عليهم لأنهم يتحركون بيننا والخشية من اكتشافهم تلاحقهم وتبدو صارخة في تحركاتهم وعلى وجوههم, ولكننا غير منتبهين لهم, إذ أصبحت أعمالهم وكأنها أمر اعتيادي, فهل سنواصل هذا الضرب من اللامبالاة القاتلة حتى تمزق أجسامنا سيارتهم المفخخة أو إرهابييهم المفخخين الذين يريدون قتل أنفسهم وقتلي وقتلكم معه ومعنا عشرات الناس الآخرين الأبرياء.
بالأمس قتل الإرهابيون عشرات الطلبة الأبرياء في الجامعة المستنصرية وجرحوا العشرات الأخرى منهم. حرموا عوائلهم من نعمة اللقاء بهم والحديث معهم, حرموا الأم ابنها أو ابنتها والأخ اخته والأخت أخيها. وبالأمس قتلوا العشرات في سوق الشورجة في بغداد وفي مدينة الثورة وفي كركوك وفي الأعظمية والكرادة وفي الكثير من مواقع بغداد وكركوك والموصل والبصرة وغيرها من مدن العراق. هل أصابنا الإرهاب بالشلل فكراًُ وممارسة, وهل سنستمر بهذا الوضع؟ ألا يحركنا موت أخواتنا وأخوتنا وأبناؤنا وبناتنا وأقرباؤنا وأحب الناس إلينا؟ هل أقعدنا الإرهاب عن ملاحقة من ينغص علينا حياتنا ويحرمنا من البسمة والضحكة والمزحة والحركة الطبيعية في الشوارع والعمل؟
لا يمكن أن نقبل بأن يعيش هؤلاء القتلة الجبناء بيننا ويأكلون ويشربون معنا ثم يسرقون البسمة والنور من عيوننا.
إننا أمام محنة كبيرة لا تحل إلا بتضافر جهد الحكومة مع جهود الناس, كل الناس, لا يمكن وضع اليد على القتلة من خلال العمل الأمني والعسكري, بل لا بد من تعاون الناس مع الحكومة ودعم جهودها باكتشاف أوكار القتلة وتسليمهم للعدالة.
كل الدلائل تشير إلى أن القوى الإرهابية التي تختطف حياة الإنسان وتحرمنا منه ترتبط بهذا الشكل أو ذاك بقوى سياسية عراقية وعربية وإيرانية وربما تركية أيضاً. ففرق الموت ترتبط بمليشيات شيعية وسنية وبقوى بعثية صدامية وبقوى لا تستنكر بل تؤيد فرق الموت التابعة لابن لادن والظواهري وأنصار الإسلام السنة, نعرف العلاقة القائمة بين هذه المليشيات وبين القوى والأحزاب السياسية, وهي ليست بعيدة عن معرفة وتأييد القياديين العاملين في تلك القوى والأحزاب.
إن الحكومة العراقية لا يمكنها إنجاز مهماتها دون عمل ومساندة وتأييد أفراد المجتمع لنشاطها وفعالياتها ودعم إجراءاتها ضد الإرهابيين. ولكن بالمقابل لا يمكن للناس أن يتحركوا دون أن يجدوا ثلاث مسائل جوهرية, وهي:
• أن تكون الحكومة وطنية وليست طائفية وترفض ممارسة الطائفية السياسية والتمييز بين المواطنات والمواطنين.
• أن تتوجه بالنضال ضد كل الإرهابيين ممن يعملون مع هذا الحزب أو ذاك التابع لهذا المذاهب أو ذاك.
• أن توفر للناس العمل والخدمات والعيش الكريم وتحميهم من القوى الإرهابية ومن المتسللين إلى صفوف الحكومة وأجهزتها.

فهل سيجد المواطن لدى الحكومة إذناً صاغية لكي يتمكن من تعزيز وتطوير تعاونه معها, هذا ما نرجوه ونتمناه لكي يمكن أن يعم الهدوء والاستقرار والأمن في العراق.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من جديد في السياسة الإيرانية إزاء العراق؟
- هل من بديل عن التعاون والتحالف بين القوى الديمقراطية في العر ...
- التيار الصدري وميليشيا جيش المهدي ... إلى أين؟
- هل سينجح المالكي في مواجهة التحديات الطائفية السياسية؟ الحلق ...
- هل سينجح المالكي في مواجهة التحديات الطائفية السياسية؟
- هل من علاقة ذهنية بين الدكتاتور ألقذافي والدكتاتور المقبور ص ...
- الطغاة ... لا يولدون في بلادي طغاةً ...!
- مات الدكتاتور ... فهل ستموت لدكتاتورية في بلادنا؟
- كيف يفترض أن يدار الحوار في إطار قوى اليسار العراق؟
- ما المهمات التي تستهدفها المصالحة الوطنية؟
- لو كانت زمرة صدام حسين البعثية جادة لقدمت اعتذاراً إلى من غد ...
- هل أن العلمانيين ملحدون حقاً؟
- هل من إستراتيجية جديدة في السياسة العراقية؟
- تعقيب على تعقيب الأستاذ القاضي زهير كاظم عبود حول مقالي النق ...
- سعيد قزاز وإعادة كتابة التاريخ في العراق!*
- هل انتصرت هستيريا القتل الطائفي السياسي المتبادل في العراق؟
- هل من أمل وطريق لإنقاذ لبنان من حلبة الصراع الإقليمي؟
- العراق وغياب الدولة المؤسسية!
- ما الدور الذي يمارسه الشيخ الضاري في أحداث العراق الراهنة؟
- هل من سياسة جديدة للولايات المتحدة في العراق؟


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الإرهابيون يعيشون بيننا, فهل سنعي مهمتنا إزاء هؤلاء القتلة؟