أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نادر قريط - العراق وكوميديا اللغة














المزيد.....

العراق وكوميديا اللغة


نادر قريط

الحوار المتمدن-العدد: 1805 - 2007 / 1 / 24 - 05:10
المحور: كتابات ساخرة
    


لو سمعنا الجاحظ نقول: الدستور الأردني! لاتهمنا بالعجمة أو ضعف العقل، فالأردن بالنسبة له، نهير في جنوب الشام. أما" دستور" فكلمة نحتها لغويو جيل النهضة العربية أواخر القرن التاسع عشر من لفظ أعجمي ..اللغة كماهية ليست أداة إبلاغ وحسب، بل وعاء للفكر، يستحيل التفكير بدونها. من هنا فإن المصطلحات، تكثيف للمعرفة والتجربة والصيرورة، وما اللغة الحديثة إلا سلاسل من مصطلحات ذات خواص معرفية وتجريدية ورياضية. لكن رغم الجهود العظيمة، التي بذلها أمثال البستاني واليازجي ورواد الكلية الإنجيلية السورية ( لاحقا جامعة بيروت الأمريكية) ودور مجمع اللغة العربية في دمشق والقاهرة، إلا ان تدجين لغة الحداثة في أذهاننا، ظل مسألة عويصة، تتعدى طاقة الجميع. فالكثير من ألفاظ تلك الحداثة، تحتاج إلى تربة معرفية تساعد على تخصيبها (مجتمعاتنا عرفت مثلا الشريعة، ولم يكن من اليسر أن تستوعب فكرة الدستور ودلالاته). وقد سبب هذا إلتباسا وضبابية في المفاهيم ..فكلمة ناشيونال تطلّ برأسها بمعنى وطني أو قومي ..وكذلك الأمر مع شعب جمهورية دولة سلطة سيادة....

في عصر الأنتيكا ميّز القانون الروماني بين(اوتوريتاس) بمعنى السيادة أو المشروعية العليا، وبين (بوتيستا) بمعنى السلطة، بعكس العالم الوسيط الذي دمج بينهما، ففي الدولة العباسية مثلا، كانت السيادة( قرآن، سنة، فقه) تذوب فعليا في الأطر السياسلطوية للدولة، وتخضع دائما للإرادات النفعية والأوامر السلطانية، وحراس المقدس(الذين يحتكرون تأويل النصوص الدينية),وقد خلق هذا التماهي، معضلة حقيقية للفضاء الإسلامي يمكن تشبيهها (بالإحتواءالمزدوج) فالسلطة (سلطان)كانت دائما تحوي السيادة(الدين) وكذلك فإن الدين إحتوى السلطة أوظللها بمشروعيته، مما سهّل على تأبيد الإستبداد (والهيمنة على المصائر الفردية)، ووأد أية فرصة للتعددية.أما في الفضاء الأورومسيحي، فقد تماهت السيادة مع السلطة أيضا، عبر العلاقة النفعية بين الكنيسة (الفاتيكان)، وملوك أوروبا الإقطاعية (تتويج الملوك في القرون الوسيطة على يد البابا) ولعل الفرق الجوهري يكمن في طبيعة الكنيسة، التي تمحورت وتمركزت، حول إدارة القربان المقدس أو الجسد المسيحي وطقوسه(اللاتينية)(وحجب أو توزيع المنح السماوية) في حين ظلت أوروبا متحررة من هيمنة الدوغما نسبيا(ومن لاتينيتها)، وتعيش في بحبوحة فكرية، أدت إلى تحرر العقل النقدي، وإزدهار الثقافة الكتابية، وبالتالي الإنقضاض على المركزاللاهوتي، وإلغاء سيادته العليا ، بما سميّ! بعصرالتنوير:الذي تضمن فكرة الإنسنة والمواطنية ( مساواة حرية عدالة)وهي الشرط الحاسم لدخول عصر الحداثة. لذا فإن السيادة والسلطة في الدولة الحديثة، هي رديف لعقد اجتماعي ينزّل المرجعيات القانونية والتشريعية من السماء إلى الأرض(إلى الصندوق الإنتخابي)

من تابع كيف تسلّم أياد علاوي لسيادة العراق، في منتصف 2004 فلا بد أن يقلب على قفاه من الضحك!! كيف تعود السيادة إلى بلد محتل؟؟ ناهيك عن ان السيطرة على الموارد والثروات، والقدرة على حفظ الأمن وحماية الأرض والسماء، وقيادة دفة الثقافة والتربية؟؟ هي ألف باء السيادة..أية كوميديا سواء تلك؟ ألا تشبه من حيث الجوهر مقولة إعادة الإعمار( التي أسقطت السين والتاء سهوا) أخيرا اختفت الكلمة من سوق الهرج السياسي، أوضاعت وسط أنين العراقيين، ودويّ آلات الموت الطائفي المفبرك، تماما كما اختفى قبلها لفظ أسلحة الدمار والزرقاوي والديمقراطية. إختفى كل شيئ، ليعود صدى كلمات ت.ا.رويتر(مناضل يساري ألماني) الذي قال:الدولة هي تطور تاريخي لمفهوم العصابة، والقانون هو لائحة رغبات يمليها الأقوياء على الضعفاء.



#نادر_قريط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة واللغو
- وفاء سلطان..مطرقة من خشب
- الصورة وإعدام الكلمات
- المطأطئون وذهب رغد
- رسالة إلى حسن نصرالله..إعدام صدام مصيدة
- وداعا صدام!!
- هرطقات أبو سفيان 2
- هرطقات أبو سفيان
- أسئلة في لوح بابلي؟


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نادر قريط - العراق وكوميديا اللغة