أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام ابراهيم عطوف كبة - الشيوعيون العراقيون مصدر قلق جدي للطائفية السياسية















المزيد.....


الشيوعيون العراقيون مصدر قلق جدي للطائفية السياسية


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 1803 - 2007 / 1 / 22 - 12:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


- ما أشبه اليوم بالبارحة -

الحزب الشيوعي العراقي فصيل سياسي وطني تقدمي حي ، حتمت وجوده الاستقطابات الاجتماعية في بلادنا اوائل القرن العشرين وتنامي دور الطبقة العاملة في الوحدات الانتاجية وتصاعد حدة الاضطهاد الاجتماعي .... وكانت طبقية الحزب حقيقة واقعة . وواقع الحال يؤكد انه لا يمكن لأي حزب ما أن يكابر ويدعي التحلل من السير ضمن المصالح الطبقية. ومن هنا نفهم تضليل جميع الأحزاب التي تدعي السمو فوق المصالح الطبقية والتعبير عن مصالح الأمة كمجموعة واحدة سواء كانت تلك الامة العربية او الاسلامية او الشيعية الخ من المصنفات اللغوية .وقد ثبت لدينا كما هو معلوم ان الأحزاب التي ادعت هذا الادعاء – ولا تزال تدعيه – سواء أكانت أحزاب اليمين ، أي الأحزاب التي تسمي نفسها القومية والطائفية على اختلاف اضرابها والوانها وصورها، أو احزاب اليسار التي تدعي انها تقف موقف الوسط بين اتجاهي التطرف لليمين أو لليسار، ثبت لدينا انها جميعا في حقيقة الأمر أحزاب طبقية صرفة : الأولى منها احزاب القوى الرجعية المباشرة ؛ والثانية منها احزاب القوى الرجعية غير المباشرة ، واحيانا احزاب البورجوازية الصغيرة المتعلقة بحكم مصالحها بأذيال الطبقات الحاكمة. ولكن لا يعني ذلك ان الحزب الطبقي لا يتبنى أحيانا كوسيلة من وسائله العملية أي من وسائله ( التكتيكية ) مصالح بعض الطبقات الأخرى.كما انه لا يعني ذلك ان الحزب يستبعد من أهدافه الرئيسية أحيانا ووسائله المهمة حماية مصالح الطبقات الأخرى في بعض المراحل الاجتماعية التي تتوحد فيها مصالح الطبقات المختلفة في بعض النقاط الهامة . ان لهذه النقطة أهمية خاصة في العمل الحزبي في العراق. ويمتلك الحزب الشيوعي العراقي الرؤية الوطنية الواضحة للمشروع الوطني الديمقراطي ، وهو يشارك بمسؤولية وطنية عالية بالعملية السياسية ... سلاحه الكلمة الصادقة المخلصة ... وينتقد ويقترح ويحاور علنا من خلال ممثليه بالبرلمان او من خلال صحافته والصحف الاخرى ، صوته مسموع وتاريخه مشرف. وليس مستغربا ان ترى الطائفية السياسية في بلادنا هذا الحزب العتيد عقبة كأداء في مسيرة احلامها الشريرة ... احلام طمس الحقائق ومحاولات تشويه وعي الناس ، محاولات التمشدق بالدين والأخلاق والتمويه والمخاتلة ، تكريس نهج الطائفية السياسية والمحاصصات الطائفية .
• خبايا الحياة الحزبية في العراق
تأسست بعد تشكيل الدولة العراقية عدة أحزاب سياسية استمرت في نشاطها الحزبي بصورة متعثرة غير منتظمة.. وكانت اهم مميزات هذه الأحزاب مايلي: أ – إنها كانت أحزاب أفراد لا أحزاب مناهج ومبادئ عامة ب – ضيق الأهداف. ج - انها كانت بعيدة كل البعد عن مصالح الناس والحياة اليومية .ويستثنى من ذلك ( الحزب الوطني )الذي كان برئاسة جعفر أبو التمن اذ كان الى حد كبير حزب البورجوازية الصغيرة من أبناء المدن الكبرى وخاصة في بغداد... على ان الحزب الوطني لم يختلف عن الأحزاب الأخرى من حيث الخصائص العامة التي سبق ذكرها ، من حيث ضيق الاهداف وعدم الاهتمام بالمشاكل الداخلية ، وعدم اتباع الوسائل العلمية في العمل الحزبي ، واتباعه الاصلاحية من حيث الأساس وعدم اهتمامه بالتعاون مع الأحزاب والهيئات المماثلة في البلاد الأخرى فضلا عن انه كان يجمع شتى التناقضات الفكرية في قيادته : من القومية المتطرفة الممثلة ب( احمد عزت الاعظمي و محمد مهدي كبة ) والروح الخيرية العامة الغامضة التي كان يمثلها زعيم الحزب ،الى الاتجاه القومي الاسلامي الضيق المعادي للاتجاهات القومية الديمقراطية الحديثة ( فهمي المدرس و عبد الغفور البدري وامثالهم).وكان هذا التناقض اهم عوامل انحلال الحزب في النتيجة والغائه رسميا بعد تصديق المعاهدة العراقية – البريطانية سنة 1930.
وقد خلف الاستعمار طبقة جديدة من أبناء المدن من كبار رجال السياسة وابناء العائلات الكبرى فيها ،ترتبط مصالحها الاقتصادية مباشرة بمصالحه عن طريق تكوين الشركات المالية الكبرى المرتبطة بروؤس الأموال الأجنبية ، والمعتمدة في نشاطها المالي على الأسواق و روؤس الأموال الاستعمارية ( عبد الهادي الجلبي وشركة أندووير ، السويدي وعلي ممتاز وتجارة العطاريات مع الشركات الإنكليزية في الهند ، المدفعي وعلي كمال وعبد الهادي الدامرجي وبتجارة الاراضي ، صباح نوري السعيد وطارق العسكري وبتجارة الحبوب والمواد الغذائية الأخرى …)الخ من مظاهر تردي الحياة العامة في العراق ادت الى اختفاء الحياة الحزبية وعدم تطبيق شروط النظام الديمقراطي.
كما اسهم الاستعمار في ديمومة التقاليد الدينية والطائفية والعشائرية التي كان يقوى عودها مع بطء وتيرة تشكل المجتمع المدني في بلادنا .وتزعم قادة الانتماءات الاهلية البدائية المرحلة الاولى من حركات التحرر الوطني وافلحوا في الاحتفاظ بمواقع ظاهرة وكامنة مهمة حتى في المراحل التالية ... وشكلت المؤسستان الدينية الطائفية والعشائرية مجموعات ضغط لوبية مستقلة وقوية نسبيا ، وعينت في البنية السياسية العراقية قواعد السلوك التي يجب ان يتبعها المجتمع والدولة وفي اتخاذ القرارات ، في نفس الوقت الذي استخدمت فيه الشعارات والاعراف الدينية الطائفية العشائرية لتغطية المصالح الشخصية للزعماء والمرجعيات السياسية والدينية – الطائفية التي اعتمدت على تقاليد دعم مؤسسات الانتماءات البدائية .
ظهرت الحياة الحزبية من جديد بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية نتيجة الظروف الاجتماعية والسياسية الجديدة التي خلفتها الحرب المذكورة في العراق وسائر انحاء العالم . وبرزت الحزبية الحديثة مع نمو العلاقات شبه الرأسمالية اذ احلت التحزب بمحتوياته الجديدة محل التحزب العائلي او الطائفي او العشائري او المناطقي ، واسهمت في نقل المجتمع العراقي الى اوضاع اكثر تطورا من التجمعات الاهلية العفوية الى المؤسساتية المدنية انسجاما مع المصالح الرأسمالية في توحيد الاسواق والدوائر الاستهلاكية وبما يناقض اساسا ارتسامات التأطير الاهلي – الاقليمي . انسجم هذا التطور مع مصالح الكادحين والاوساط الشعبية التي لا تستطيع مقاومة الاستغلال والحد من ويلاته الا على اسس جديدة تتجاوز الاطر الضيقة والانتماءات البدائية !.وذلك استلزم تطوير البنى الداخلية للاحزاب الجديدة والتخلص قيود من جعل الانتماء ولاءا ، والاختيار الحر تعصبا ... واتسمت الأحزاب الجديدة الناشئة في العراق بخصائص جديدة ظهرت لأول مرة في تاريخ العراق السياسي . من هذه الخصائص :أ – ظهور الطابع الطبقي لحد ما في الأحزاب الجديدة …فهناك الأحزاب التقدمية وهي تمثل بمجموعها من الوجهة النظرية " الفلسفة الاشتراكية "على اختلاف درجاتها وصورها } الحزب الوطني الديمقراطي تبنى الاشتراكية الإصلاحية {،وحزب الشعب والاتحاد الوطني تبنيا الماركسية مع محاولة تكييفها لظروف العراق الاجتماعية.وتبنى حزب الاستقلال القومية البورجوازية مع محاولة فاشلة لمسايرة التيار التقدمي السائد بعد الحرب بوجه عام. ولم يتبلور هذا الطابع في حزب ما ، بشكل محدد ،نظرا لعدم ظهور الطبقات الاجتماعية المستقلة في العراق ونظرا لتداخل المصالح الاجتماعية في تلك الفترة. ب – ظهور الشمول والسعة والتفصيل في مناهج الأحزاب الجديدة والاهتمام النظري على الاقل بمعالجة المشاكل الاجتماعية وادراك واضح ( خاصة في الأحزاب اليسارية) لوحدة الجوانب المختلفة في الكفاح الحزبي ، والربط بشكل آلي بين الاصلاح الداخلي والعمل في سبيل الاستقلال الوطني.
على ان هذه الاحزاب الجديدة لم تخل من نواقص جوهرية سواء أكان ذلك في مبادئها أو في تشكيلها أو في وسائلها في العمل مما كان ولا يزال من أهم أسباب فشلها الى جانب الأسباب الأخرى التي تتصل بحداثة الحياة الحزبية من جهة وبضعف الإمكانيات الاجتماعية الحزبية في العراق من جهة أخرى . فحزب الاستقلال مثلا : تعامى بشكل ساذج عن حقيقة التناقض الاجتماعي القائم في العراق وافترض وحدة الشعب العراقي وبنى مبادئه وحلوله على هذا الأساس الزائف ، ووقع بسبب ذلك في أخطاء فيما يتصل ببعض المشاكل الأساسية في البلاد ، والتزم بمنهاج سلبي في اكثر دوافعه وأهدافه . وقد مثل مصالح الطبقة الوسطى الناشئة التي تخشى الشعب وحركاته ووعيه بقدر ما تخشى الاستعمار.واتسم هذا الحزب بعدم الانسجام في قيادته وفي الاتجاهات الفكرية لمؤسسيه ، إذ انهم وان كانوا جميعا ينتمون الى الطبقة الوسطى ويمثلون مصالحها الأساسية الا انهم أختلفوا في وسائل تبني هذه المصالح وبالتالي في الاتجاهات الفكرية التي تمثلها... تبنى بعضهم القومية الضيقة متأثرا تأثرا واضحا بالمبادئ الفاشية ( صديق شنشل – السامرائي ) وبعضهم ساير الاتجاهات الاصلاحية في اوربا الغربية ( محمد مهدي كبة ، عبد الرزاق الظاهر )وبعضهم لم يفرق بين الدين والقومية وحاول حشر الدين الاسلامي في السياسة الوطنية باعتبار الدين المذكور من المقومات الرئيسية للقومية العربية ،متأثرا في ذلك بالفاشية اليابانية (محسن الدوري ، عزيز الدوري ، ناجي معروف ، عبد الرحمن الجليلي).وتجلى التناقض من جهة ثانية بالشعور الواضح بلزوم مسايرة الاتجاه اليساري السائد في العالم بسبب الظروف الجديدة التي خلفتها الحرب والى عدم امكانية الوقوف في وجه هذا التيار بشكل محدد صريح ومحاولة مسايرته في بعض الحلول التفصيلية التي جاءت لا تتلائم بحال من الاحوال مع المقدمات والافتراضات الفلسفية التي تبناها الحزب. لم تجمع قيادة حزب الاستقلال جامعة فكرية إيجابية بل كل ما تجمعها الى جانب الصلات الشخصية الخاصة والاشتراك المؤقت الطارئ في المعتقلات والسجون أثناء الحرب الأخيرة ، الأهداف السلبية المذكورة وهي كراهيتها للانكليز من جهة وعدائها للتقدمية من جهة أخرى ، ويستطيع الانسان ان يلاحظ بضعة اتجاهات واضحة في القيادة المذكورة وفي عناصر الحزب بوجه عام…منها القومية بالمعنى الضيق مع سائر مستلزماتها الاجتماعية والاقتصادية (الوحدة العربية ، سياسة الحماية الكمركية ، اعتبار العمل واجبا مقدسا ، تحديد حرية النقابات ، تدخل الدولة الاقتصادي على الأساليب الفاشية المعروفة ،تفسير التأريخ العام والعربي تفسيرا قوميا محضا ، تشجيع الروح العسكرية …الخ)، ومنها الروح الطائفية التي تسود الجانبين والجماعتين في القيادة .ومنها الروح الاسلامية التي اتضحت في بعض مبادئ الحزب وفي منهاجه …كتشجيع الدراسات الاسلامية ، وتقوية الروح الدينية في التعليم ، ووضع التشريع المدني على أساس الفقه الاسلامي ، الى غير ذلك من ظواهر هذه الروح. واخيرا ، الاتجاه الاشتراكي الاصلاحي الذي ظهر أثره في بعض مبادئ الحزب أيضا كموقفه من مشكلة الاقطاع وبعض الحلول التفصيلية المتصلة بالمسألة المالية كالضرائب التصاعدية وتشجيع التعاونيات الزراعية …الخ.
وفي هذا المخاض الاجتماعي ظهر الحزب الشيوعي العراقي عام 1934 ، وتميزت شخصيته بالوطنية العالية المؤمنة بصياغة الوعي الوطني العراقي الذي يتجاوز الاطر العشائرية والطائفية .. لقد اكتشف الحزب الشيوعي العراقي ضرورة تجميع القوى والفئات الاجتماعية التي همشها التدخل الكولونيالي ، وهي كادحو الارض او الفلاحون الفقراء والعمال الزراعيون الذين ولدوا مع التمايزات الطبقية في الريف واتهيار المشاعية الفلاحية ومشاعة الارض وظهور طبقة مالكي الارض الاقطاعيين وما رافقها من انتهاكات بشعة لحقوق الكادحين بعد تجريدهم من ملكياتهم الزراعية ، القوى الخارجة عن الدورة الاقتصادية بسبب غزو السوق من قبل السلع الانكليزية وما رافقها من انهيار للصناعات الحرفية وتحول شغيلتها الى هذه القوى الخارجة ... وما افرزه ذلك من تصدع كبير في التماسك الاجتماعي في المدن والحواضر ، قوى العمل الجديدة في الصناعات الفتية والقطاعات الخدمية - الانتاجية من استخراج نفط ، موانئ ، سكك حديد ... وهي قطاعات جذبت الفئات المهمشة ووفرت فرص اعادة بناءها الطبقي وتنظيمها وفق متطلبات الظروف الاجتمااقتصادية الجديدة !. وتجسدت في مواقف الحزب الشيوعي العراقي الاممية الواضحة بالاعتراف بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي في العراق ، والاعتراف بحق الامة الكردية في تقرير مصيرها بنفسها !. لقد تأثر ابناء السادة والشيوخ بالاخلاق الشيوعية واصبح العديد منهم كوادر داخل الحزب الشيوعي العراقي بعد انتزاعهم من البيئة الدينية – الطائفية – العشائرية في بلاد سادتها عقلية الولاءات دون الوطنية ! .. وعمل الحزب الشيوعي العراقي على اعادة الاعتبار لترسيخ القيم التربوية الانسانية وتصفية مظاهر التملق والمسايرة والولاء الشخصي والديني والطائفي والعشائري والجهوي والابتعاد عن مظاهر الاستعلاء والتسلط والغطرسة وميول الانتقام والثأر وتصفية الحسابات .. واعتماد معايير الكفاءة والمعرفة والثقافة والتجربة السياسية والتكوين النظري والسجايا الثورية والخصائل الاخلاقية والانسانية والتوازن النفسي والعلاقة الحميمة اساسا في اصطفاء وتقديم الكوادر ...
• التاريخ لايعيد نفسه بل يعيد دروسه
من عادة العراقيين التعلم حتى بعد فوات الأوان... فالتاريخ لايعيد نفسه بل يعيد دروسه كما يقول علماء الاجتماع .... وهاهي الخلاصة السياسية والاجتمااقتصادية في بلادنا بعد اربع سنوات من حكم الطائفية السياسية التي لم تستفد من تجارب : 1- ارهاصات ايران الدولة الإسلامية - اسطع برهان على زيف الإعلام الديني الموجه عبر الفضائيات الجديدة والإعلام الديني للجوامع والحسينيات التي تمارس دورا يبتعد عن الواجب الديني ليصب في التخلف الديني ... لقد انتجت ايران الاسلامية الهرمية والتراتبية فعزلت نفسها عن الشعب .. انها حكم رجال الدين – السادة الجدد الذين الغوا سيادة الشعب والاحكام الاسلامية معا ! .. انها حكم آخوندسالاري اي حكم الكهنة واغتراب الحكام عن الدين .. انها الشعبوية ، والخميني فيها ابو الفقراء . وفي الدستور الايراني الاسلامي تنفي سيادة فقهاء الاسلام سيادة الشعب ، والمجتمع الاسلامي قائم ضد الامة الايرانية ، والتعاليم والمبادئ الطائفية تحد من حقوق الشعب ، ومجلس الصيانة يجرد البرلمان من السلطات ، ويقمع القائد رئيس الجمهورية ، ويجعل مفهوم ولاية الفقيه من فكرة الجمهورية عبثا ! ( انظر : فارزن سرابي / عهد ما بعد الخمينية في ايران / Middle East Journal / الجزء 48 / العدد 1 / ص(89- 107)/1994. وكذلك هوشنك شهابي / الدين والسياسة في ايران / مجلة الاكاديمية الاميركية للفنون والعلوم / القسم 120 / العدد 3/ ص(69- 91)/1991). 2- الواقع الكارثي الذي خلفه لنا الدكتاتور كحمل ثقيل تنوء به الجبال من جهل وفقر وهدر لكرامة المواطنة والمواطن العراقي وفهم خاطئ لمعاني احترام حقوق الإنسان والديمقراطية ... وكذلك اقتصاد مدمر وضرر بالغ بالبنية التحتية وهدر سريع للثروات وهلاك لمئات الآلاف من العراقيين والقوى العاملة واستنزاف العقول والهجرة الجماعية للكفاءات العلمية والثقافية وهبوط حاد في مستوى المعيشة وتدني أنظمة الصحة والتعليم.3- وليس اقل أهمية ما ينتجه ارهاب الاصولية الاسلامية والطائفية من واقع صعب بالقتل لأغراض القتل الامر الذي اتاح الفرصة للمتسلقين من بعض السياسيين الجدد في ترسيخ المحاصصة الطائفية والفساد الإداري ... 4- ولا ننسى الحاجة النابعة من انتشار البطالة التي تبقي العراقيات والعراقيين في دائرة العوز والحاجة.هكذا يقدم العراق تجربته الغنية في كيفية تلون الاحزاب الدينية والطائفية كي تصل الى السلطة ومن ثم تفعل ما يفوق أي دكتاتورية أخرى ! ان العودة الى الماضي والبدائل الاسلامية والطائفية ردود افعال على التخلف ودليل عمق ازمة المجتمع العراقي .. وهي نتاج المرحلة التي سببت التخلف . فالتخلف والبدائل الاسلامية – الطائفية يرتبطان بعلائق تاريخية !
أعداء الحزب الشيوعي العراقي ......هل يستوعبون التاريخ ( انظر : مقابلة فضائية الجزيرة مع جبر صولاغ العضو البارز في المجلس الاعلى أحد اعمدة الائتلاف الشيعي الطائفي الموحد اوائل ايار 2006 )؟ لو أن أحفاد هتلر وموسوليني وبينوشيت وخميني وملا عمر واسامة بن لاذن وابو درع ونوري السعيد وصدام الذين يريدون اليوم مواصلة رفع رايات العداء للشيوعية بالعراق هم جهلاء فقط ، لهان الأمر ولتدبرنا أمرهم بالتعليم والتثقيف وتكرار التعليم والتثقيف حتى يعوا من أمرهم شيئا .... الا أنهم جهلاء وأغبياء أيضا . لقد تكالبت قوى عاتية ، ولعشرات من السنين دون ملل أو هوادة ، تفوقكم عدة وعتادا بآلاف المرات على الحزب الشيوعي العراقي محاولة النيل منه ومن نضاله الوطني وتاريخه المعمد بدماء شهداءه وتضحيات مناضليه .. فماذا جنت هذه القوى الآثمة الشريرة....؟ اذا كنا نريد للشيوعيين ان تتطابق آرائهم مع الفئات الاخرى ومنها الحاكمة الان في العراق فما الفائدة من اسقاط نظام صدام ، الم يكن احدى اهداف القوى الحاكمة الان في العراق هو اقامة مجتمع عراقي تعددي ديمقراطي ! مجتمع تحترم فيه الحريات العامة .... أم يا ترى حكامنا اليوم لا يعرفون معنى التعددية الا المحاصصة الطائفية والقومية ! ( انظر : ملفات امنستي AMNESTY ، منظمة مراقبة حقوق الأنسان، تقارير منظمات وبعثات الأمم المتحدة للاعوام الاربعة المنصرمة ). لقد اشترك الحزب الشيوعي العراقي منذ سقوط الفاشية في العملية السياسية ، انطلاقا من مسؤوليته الوطنية تجاه شعبنا ، وليساهم في دفع العملية السياسية بالاتجاه الصحيح ، لبناء العراق الجديد ، عراق الديمقراطية والتعددية والفيدرالية ، من خلال المشروع الوطني الذي يحمله والذي يقف بالضد من المشاريع الطائفية والقومية الضيقة ، والدولية والاقليمية، واقامة حكومة الوحدة الوطنية التي تشترك فيها جميع القوى الوطنية على اساس المعيار الانتخابي والوطني لطبيعة المرحلة ومتطلباتها . لقد عاهد الشيوعيون أمام من يحبونهم أن يفرشوا طريق الناس بالورود لا بالأشواك وهم يدركون " لم يكن سبيل الحرية يوما ما مفروشا بالرياحين والازهار " .. فما بالك بمن يتوعد بالمفخخات ونسف المقرات والقصف بالهاون والاغتيالات واعمال الاختطاف الجماعي وبفرق الموت وبمحاكم التفتيش القروسطية وقتل العقل والادب والفن وبنشر اللطميات !. الشيوعيون العراقيون لم تقهرهم السجون واعمال الاختطاف والاغتيالات بل قهروها!. الشيوعيون العراقيون مصدر قلق جدي لأعداء الديمقراطية والتعددية السياسية وهم يناهضون الطائفية السياسية لأنها تريد ان يقرأ العراقي تاريخه كما هو مقرر له ومن ورائه شارع مسلوب العقل والارادة كما فعل صدام حسين وبما ينسجم مع رغبات التيارات الدينية – الطائفية السائدة اليوم .. ثمة صفتين يجب أن يتحلى بهما المرء عندما يتعاطى مع التاريخ ليضمن رأسه فوق كتفيه في عهود الطائفية السياسية ، وهما: النفاق والغباء. ان الارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية ، وتفويت الفرصة على من يريدون سوءا بوطننا وشعبنا ، لا يستلزم فقط العمل على اشاعة روح التآخي والتآزر والمحبة والتحلي بالحكمة والتروي وترجيح العقل والتعامل الواقعي ، ووقف التراشق الاعلامي والكف عن توجيه الاتهامات دون تمحيص وتدقيق، مما يثير الحساسيات ويشدد حالة الاستقطاب ... بل يستلزم القول الفاصل الرافض لأحزاب الولاءات دون الوطنية والتخاريف الاجتماعية ، فذلك وحده الكفيل بوأد النعرات الطائفية المقيتة التي تبث الفرقة بين ابناء الشعب والوطن الواحد ، والقيام بكل ما من شانه تبديد حالة التوتر والاحتقان ، التي ينطوي استمرارها على خطر داهم لن ينجو من عواقبه احد .. ان الاحزاب الطائفية والطائفية السياسية لا تقدم للبلاد سوى الفكر الاسود وخزعبلات الفتاحفالجية وثقافة التخاريف الرجعية ومشاريع الجهاد ( احتراف القتل ) الى مالا نهاية .... لأنها في حقيقة الامر تهدف الى تحديد النسل الديمقراطي وتدعو الى التكاثر الطائفي في العراق وهي تعمل على تأسيس عراق منقسم طائفيا بدلا من عراق موحد ديمقراطيا. وفي جميع الاحوال تعتمد سياسات الاحتلال والشركات الغربية على التخاريف الاجتماعية من مشايخ اقطاعية ومدينية واصوليات دينية من اصحاب العمائم واللحى والبيوتات الكبيرة والتجار الكومبرادور والشرائح الطفيلية والبورجوازيات البيروقراطية في المؤسسات الحكومية على اساس ايجاد وحدة في المصالح بين هذه الطبقات و المحتل ، وتسخير الحثالات الطبقية الرثة لخدمتها وفرض ديمقراطيتها بقوة السلاح والارهاب والقمع !..

راجع : الطائفية السياسية في العراق

1. الطائفية والمطالبة بتوحيد الخطاب السياسي ... من يخدع من؟
2. الطائفية السياسية والعمل النقابي في عراق التاسع من نيسان
3. المهندس العراقي والطائفية السياسية
4. الطائفية السياسية والاتصالات
5. الزراعة في العراق والطائفية السياسية
6. الثقافة في عراق التاسع من نيسان
7. الطائفية السياسية والردة الحضارية وانهيار الخدمات العامة
8. القوات المسلحة العراقية والطائفية السياسية
9. لا يحتمل الشعب العراقي طغاة جدد يتحكمون بمصيره
10. عام مضى وعام قادم .. انجازات الطائفية السياسية في العراق عام 2006 ؟



في المواقع الالكترونية التالية :
1. http://www.rezgar.com/m.asp?i=570
2. http://www.afka.org/Salam%20Kuba/SalamKuba.htm
3. http://www.al-nnas.com/article/SKuba/index.htm




#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية السياسية في العراق9،10-10
- الطائفية السياسية في العراق8،7-8
- الطائفية السياسية في العراق 6-8
- الطائفية السياسية في العراق 5-8
- الطائفية السياسية في العراق 4-4
- الطائفية السياسية في العراق 3-4
- الطائفية السياسية في العراق 2-4
- الطائفية السياسية في العراق 1-4
- ازمة صناعة الطاقة الكهربائية في عراق ما بعد التاسع من نيسان
- السيرة الذاتية للدكتور ابراهيم كبة
- منظمات المجتمع المدني في العراق ..... من سئ الى أسوء
- عامان على رحيل ابراهيم كبة
- حذار .. شركات النفط الغربية على الابواب مجددا
- مساهمة جادة في دراسة وثائق المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العر ...
- ديمقراطية عبد العزيز الحكيم والشعب العراقي – بدالة تلفونات ا ...
- خواطر كهربائية في بلاد الرافدين
- تأجيل الأنتخابات النقابية الهندسية في العراق .. من المستفيد ...
- حقوق الانسان في البلاد العربية – سوريا نموذجا
- الطرق الصوفية والمدارس الدينية في كردستان
- لا تستر على حماقات الاصوليات السياسية بعد اليوم


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام ابراهيم عطوف كبة - الشيوعيون العراقيون مصدر قلق جدي للطائفية السياسية