أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - توما حميد - يجب وضع حد لاستهتار شيوخ الاسلام بمنجزات البشرية














المزيد.....

يجب وضع حد لاستهتار شيوخ الاسلام بمنجزات البشرية


توما حميد
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 1802 - 2007 / 1 / 21 - 12:52
المحور: المجتمع المدني
    


شهدنا في الفترة الاخيرة تصعيد نوعي في هجمة الاسلام السياسي على مكتسبات المجتمع في استراليا. ففي شهر تشرين الاول قام شيخ الاسلام في استراليا، المدعو تاج الدين الهلالي، من على منبر جامع لاكمبا في سيدني بهجوم على النساء، حيث حمل النساء اللواتي يقعن ضحية الاغتصاب مسؤولية مايحصل لهن لانهن حسب الهلالي يقمن باغراء الرجال بألف طريقة وطريقة. اذ شبه جسم المرأة التي لاترتدي الزي الاسلامي في المناطق العامة بلحم متروك في الشارع امام القطط. حسب هذا الرجعي، كما لايمكن القاء اللوم على القطط التي تلتهم لحم متروك في الشارع على نفس الاساس لايمكن القاء اللوم على المجرم الذي يقوم باغتصاب امرأة ترتدي زي عصري.
لم تهدأ العاصفة التي نتجت عن هذا التصريح الصفيق والذي يعبر عن تفكير صاحبه الرجعي حتى اتحفنا بتصريح اكثر صفاقة. ففي مقابلة مع قناة تلفزيونية مصرية قال الهلالي ، ان "للمسلمين" حق في العيش في استراليا اكثر من الانكلوساكسونيين الذين ينحدرون من مجرمين نفيوا الى استراليا كعقوبة حسب تعبيره. في هذا التعليق يتبين الجوهر العنصري لايدولوجية وتفكير الهلالي. لسنا هنا بصدد تفنيد الادعاء القائل بان الاوربيين الاوائل نفيوا الى استراليا كعقوبة على جرائم ارتكبوها، رغم ان الدلائل تشير بان معظم الذين صنفوا كمجرمين كانوا عمال عارضوا ارباب العمل بشكل من الاشكال. ان عنصرية وتخلف الهلالي تكمن في انه يقسم الجماهير في استراليا الى مسلمين وانكلوساكسونيين ويضعهم مقابل بعضهم البعض. كما انه يحكم على الملايين من الناس على اساس اعمال عدد محدود من الناس وعلى جيل اليوم على اساس ماقام به اسلافهم قبل 200 سنة وعلى كل الاوربيين على اساس اناس انحدروا من بريطانيا الخ.
من جهة اخرى يقوم بتصنيف كل الذين انحدروا من الدول المبتلية بالاسلام كمسلمين ويقوم بتنصيب نفسه ناطق باسمهم في حربه غير المقدسة ضد الغرب التي هي في الاساس حرب ضد البشرية. هذه هي العنصرية والرجعية بعينها.
والان جاء دور فيض محمد رئيس ما يسمى بالمركز الاسلامي العالمي للشباب في ليفربول- سدني المولود في استراليا والذي استقر في لبنان في السنة الاخيرة حيث قام بتسجيل خطب ومواعظ دينية على مجموعة من اقراص DVD يصف فيها اليهود بخنازير ويدعوا الشباب " المسلم" الى تبني الجهاد. كما يدعوا المسلمين الى الانجاب حتى يفدوا اطفالهم من اجل الاسلام. أن هذه الخطب موجهه بشكل رئيسي الى الشباب في الدول الغربية وخاصة استراليا لان الشيخ يتحدث باللغة الانكليزية وتم عرضها للبيع على صفحة مركز الشباب المذكور على شبكة الانترنيت وفي مكاتب في سدني ومدن استرالية اخرى. مواعظه هذه مليئة بالدعوة الى الارهاب والعنصرية و معاداة البشرية والتمدن والتجاوز على حقوق الاطفال واعتبارهم ملكية خاصة بالوالدين لهم الحق في تقديمهم قرابين من اجل الاسلام.

ليس الجديد في مثل هذه التصريحات من قبل رموز الاسلام في الدول الغربية زيادة عددها فحسب بل ان اهم مايميزها هو انتقالهم من موقع التشكي والتمظهر بمظهر الضحية التي تعاني من تميز وعنصرية من المجتمع الاصلي الى موقع الهجوم والتعبير عن اكثر الاراء عنصرية وارهابية. ان هذا التصعيد النوعي في هجمة الاسلام السياسي يتعلق بالتقدم الذي حققه في صراعه الارهابي امام الارهاب الغربي بقيادة امريكا وخاصة في العراق. يشعر الاسلام انه في موقع قوي وهذه التصريحات هي نوع من التحدي للدول الغربية.
و يجب الاشارة الى انه، اذا كان بامكان الاسلام السياسي في الدول المبتلية بالاسلام الاستفادة من ارهاب امريكا واسرائيل تجاه الجماهير والظهور بمظهر المدافع عن حقوق هذه الجماهير فانه يقف في الدول الغربية بشكل واضح ضد المدنية وحقوق الجماهير السياسية والمدنية وضد حقوق المرأة والطفل بشكل خاص. بحجة مواجهة الغرب وامريكا يشن الاسلام السياسي اقذر هجمة على مكتسبات البشرية.

ان من بامكانه التصدي للاسلام السياسي في الغرب كما في اماكن اخرى هو ليست الدول الغربية الملطخة اياديها بالدماء وسجلها مليئ بالعنصرية والارهاب والكيل بمكيالين. ان الحكومات الغربية هي التي تعطي المصداقية للاسلام السياسي وتبرر عنصريته وهجمته على البشرية. الحكومات الغربية واعلامها الماجور ايضا تلتجا الى نفس السياسة التي يستند عليها الاسلام السياسي، اي تقسيم البشر على اساس الهويات القومية والطائفية والقبلية وتنصيب حثالات مثل الهلالي ناطقين رسميين باسمهم. وقد كان رد الحكومة والمعارضة في استراليا ضد الهلالي وفيض محمد باهت جدا لانهم يحتاجون مثل هؤلاء وايدولوجيتهم وتخلفهم.
بامكان التقدميين في استراليا وخاصة التقدميين في الجاليات المنحدرة من الدول المبتلية بالاسلام فقط التصدي لهؤلاء الارهابيين والرجعيين و العنصريين. يجب ان لا ندع هذه التصريحات تمر بدون رد ودون ان تتخذ فرصة لتقليم اظافرهم وتحديد تدخلهم في حياة الناس. على التقدميين استخدام المظاهرات و الاعلام والمناسبات الاجتماعية لفضح رموز الاسلام السياسي ووضع حد لتجاوزاتهم والكشف عن حقيقة انهم لايمثلون الجالية بل يمثلون الاسلام السياسي وارهابه.



#توما_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا تقتل صدام على الطريقة الزرقاوية
- مؤتمر حرية العراق بحاجة الى دعمك الملموس
- انضم الى مؤتمر حرية العراق
- وجهة نظر في التغيرات العالمية الراهنة ...1
- لماذا مؤتمر حرية العراق و قوة الامان؟
- انتفاضة السلطة والنفوذ بحجة الدفاع عن مشاعر المسلمين! - الجز ...
- انتفاضة السلطة والنفوذ بحجة الدفاع عن مشاعر المسلمين!
- قضية الكاتب كمال سيد قادر والبلطجة العشائرية للحزب الديمقراط ...
- حول محاولات امرار دستور اسلامي في العراق
- ما هو السيناريو الاسود ومن هي قواه وما هو دور الشيوعيين فيه؟ ...
- ما هو السيناريو الاسود ومن هي قواه وما هو دور الشيوعيين فيه؟
- الاعمال الارهابية ليست نتيجة اليأس بل نتيجة الايمان بعقيدة ا ...
- الغاء البطاقة التموينية يخدم الجريمة والارهاب والفلتان الامن ...
- هل يقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي بالضد من العمل المشترك؟ ...
- بورصة نشطة لتجارة الدم في العراق نتيجة للارهاب الامريكي والا ...
- حرية التعبير هي من ابسط حقوق الانسان
- اختلافاتنا مع تقاليد اليسار الهامشي، رد على جليل شاهباز، الج ...
- الشيخوخة تصيب فرقة حميد تقواي في العراق
- الخلافات بين الشيوعية العمالية واليسار التقليدي-رد على جليل ...
- انا يساري فان لم تكن معي فانت يميني! رد على الرفيق جليل شهبا ...


المزيد.....




- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - توما حميد - يجب وضع حد لاستهتار شيوخ الاسلام بمنجزات البشرية