أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - مرثية ( بكائية ) لضحايا فاجعة المستنصرية















المزيد.....

مرثية ( بكائية ) لضحايا فاجعة المستنصرية


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1801 - 2007 / 1 / 20 - 12:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



للصبايا اللواتي تناثرت أجسادهن على أرصفة الجامعة، للأحلام العريضة المهدورة، وللأحلام البسيطة في العودة الى البيت بأمان، أو حتى للدفء الشحيح، للقاء العائلة ثانية، للأم المفجوعة بوحيدتها، للأوراق الجامعية التي تطايرت في هواء الإنفجار الخسيس، للطموح العلمي المفتوح، للنقاش والجدل الجامعي، للولدنة وفصول المراهقة والرغبات الجامحة، للحقائب الخاوية بسبب العوز، لعبوات المكياج الغارقة بالدم، للوجنات الشاحبة من فقر الدم، لشبيبة الجامعة، لموعد عاطفي تأخر الى أبد الآبدين، لبياض عقل قلب الضحية، ولسواد قلب وعقل المفجر ، لوحشية بعض ( اللابشر)، لسوء النوايا الخارقة، للعراق جريح بشكل بالغ، لبغداد الخائفة على أبناءها، لبغداد من غير جامعات ومن غيرثقافة ، حيث لاأمان ولا خدمات ولاحياة !! لجميع الضحايا، أرثي صرح المستنصرية، أرثي أساتذة وطالبات وطلاب الجامعة المستنصرية، مدينة العلم، وبيت الحكمة، والجامعة الأزلية، ومنارة العقل وفنارالروح، الخارج من العتمة، والهادي الى النور، ومؤسسة التعليم الراقي والصارم، المؤسسة العالمية والتاريخية الشهيرة، والتي علمت البشرية مالم تعلم .
فاجعة المستنصرية، ليست حدثاً عابراً، في سلسلة أحداث ليست عابرة أبداً، وهي تهز وتزعزع أسس المجتمع العراقي، وتستهدف مقوماته وشروطه التاريخية بشكل مدروس ومحسوب خطوة خطوة، لذلك علينا أن نعتبر هذه الجريمة كجرس إنذار جديد، على خطورة وبشاعة المخطط، ونقطة تحول نوعي آخر، في سلسلة التحولات النوعية الخطيرة والمميتة، التي قادتها الفاشية والحروب، والإحتلال، وخروج الطائفية السياسية الى السطح، ومشاريعها المشبوهة والمحمية من قبل المحتل، وهذا مقطع من الخارطة التي يجري رسمها وتشكيلها في وطننا، فالأسس العامة لهذا المشروع، هو التدمير المنهجي للإنسان من خلال إنعدام الأمن بأسسه البسيطة، ثم تخريب السياسة والإقتصاد والتعليم والثقافة، ليتم تشكيل البلاد الخاضعة على الطريقة الأمريكية، وهنا سيظل يدور الصراع الوطني، والذي لن يتوقف مع وجود المحتل .
لماذا يستهدف التعليم بهذه الطريقة المباشرة ؟؟ هل هناك مخطط لقتل الأساتذة والعلماء وجميع الكفاءات العلمية ؟؟ هل هناك قوائم مسبقة معدة لهم ؟؟ وهل الجهة المنفذة، جهة عادية لاتعرف ماذا تفعل أو تقصد ؟؟ الذي يريد الإجابة، فليرجع الى عملية نهب وتخريب المتحف العراقي، والذي قال البعض عن الحادثة، أنها مجرد أحجار لاتستحق كل هذه الضجة، وهي لاتساوي شيء أمام مهمة التحرير ..كذا !! وتذكروا تدمير المكتبة الوطنية، والأرشيف الوطني ، وتدمير المراكز الثقافية، ونهب وحرق وتدمير اللوحات والتماثيل .. السؤال الأساسي لماذا يستهدف التعليم والثقافة والأدب والفن، بالتزامن مع إنعدام الأمن وتخريب الإقتصاد، بواسطة النهب والتعطيل والفساد ؟؟ إذن ماذا تبقى لنا من أسس مادية أو روحية وعقلية وأخلاقية ؟؟ أنظروا، هذه الأسس التي يتحرك عليها المحتل والجهات الداعمة والمشاركة له، من الداخل والخارج، وهذا هو عمق الأزمة والمأساة الوطنية الشاملة التي يمر بها شعبنا ومجتمعنا، وهي مأساة ليست من النوع العادي أو البسيط، إنما تلخيص مكثف للكارثة المستمرة، ومؤشر واضح، على ما ينتظرنا في المستقبل القريب جداً .
التخبط الأمريكي الراهن، وخاصة مابدى في الخطط والتحركات الأخيرة، سيدعو الى المزيد من التدمير والتخريب، وقد بدأت مؤشراته وإحتمالاته. وهناك سؤال أساسي جداً، وهو ماذا لوفشلت الخطة الأمنية الجديدة ؟؟ وهذا إحتمال قوي وراجح، بل الأرجح، حتى على لسان وزير الحرب الأمريكي غيتس، الذي إستبق الأحداث، ليقر بإحتمال الفشل الكبير، الى جانب مؤشرات كثيرة، أمريكية داخلية، حيث الإمكانيات المحدودة، والعجز الإقتصادي، والإنقسام السياسي، الى جانب البلادة السياسية الفاضحة التي يمارسها بوش وبقايا إدارته ومستشاريه، والإعتراض الفعال والمتزايد، على الصعيدين السياسي والشعبي، كما إن الوضع الميداني في بلادنا خطير الى درجة غير مسبوقة، بسبب التداخل والتشابك بين قوى وعوامل وأطرف عديدة، لايمكن السيطرة عليها بعد الآن، بعد إن ساعدها وأشرف عليها المحتل، لتنفلت وتتحول الى قوى ( مستقلة ؟؟ ) تقوم بنشاطها وتخريبها الخاص، وتتوفرعلى إمكانيات مادية هائلة، ودعم خارجي وداخلي لايتوقف، في ظل غياب الدولة المقصود، بإسسها وشروطها الحديثة، وليس بجيش وشرطة، متداخل ومختطف من قبل فرق الموت، وبتسليح بسيط، لايصل الى تسليح وإمكانيات الميليشيات وفرق الموت الوحشية .
لقد سقطت ( العملية السياسية ) الأمريكية، منذ البداية، وهي التي ولدت مشوهة بل ميتة، بعملية قيصرية فاشلة، وهي تعمل ضد أسس الوطنية العراقية برمتها، ثم تلاشت تحت اخطاءها وآثامها وفضائحها وفسادها العلني المريع، وإنفصلت عن الناس وطموحاتهم البسيطة، بل وقفت ضد الناس، وفشلت في تقديم أي شيء، مهما كان بسيطاً، أو للدعاية على الأقل، لقد سقطت العملية السياسية الأمريكية، لإنها عملية خارجية فصلها وفرضها المحتل، وإستخدم فيها أدوات رخيصة ومتخلفة وركيكة في مستواها وأداءها الهزلي والهزيل .
فضائح جيش الإحتلال تتواتر، والجرائم تغطي خارطة الوطن الجريح، جرائم حرب جماعية وفردية، بينما ما يسمى ( بالبرلمان المنتخب ) صامت أزاء هذه الفضائج والجرائم، يتلهى بتشريعات عجائبية، وأطراف العملية السياسية، لاتتطرق الى هذه المحظورات بسبب الخطوط الحمراء والملونة، التي يرسمها لها المحتل، بواسطة القوانين غير المشروعة، أو بواسطة الأوامر الشفوية المباشرة الصادرة عنه .
الإحتلال وأعوانه يستبيحون كل شيء، بشكل مخطط ومدروس، خطوة خطوة، وكما في كل حالات الإحتلال، فهو المسؤول قانونياً وسياسياً عما يحدث في بلادنا، ولكن ليس على الطريقة، التي تجعل من المحتل صمام الأمان لدرء الحرب الأهلية، أو القفل الذي يقف ضد الإنفلات الأمني، فالحرب الأهلية قائمة، والإنفلات يضرب وجهة العراق الجميل بقسوة، ويحرق ويشوة وجه بغداد المقدس بضراوة، وهو من سبب وقاد كل عمليات التخريب والتدمير، في جميع المجالات بشكل مباشر وغير مباشر، وهو المسؤول عن النتائج الراهنة، دون إغفال وطمس الأسباب والأدوار الأخرى مهما كانت صغيرة أو كبيرة، ومن أين ما تأتي، من الداخل أو من الخارج . إن الرؤية الوطنية دقيقة في رصد كل التفاصيل، وتشخيص جميع الأسباب والعوامل والنتائج الحاصلة بسبب الإحتلال ومساعديه .
من هنا لايمكن للإحتلال، أي إحتلال أن يكون جزء من الحل الوطني الداخلي، كما توهم البعض، والحل هو بطرد المحتل بأسرع وقت وطني ممكن، لكي يستطيع المجتمع إن يلملم إشلاءه المتناثرة، بسبب هذا الجسم ( الاسفين ) الغريب .. هكذا أرى مايحصل في بغداد والمستنصرية ومدينة الثورة والرمادي وبعقوبة، وحتى غزة أيضاً، وما قد يحصل من فواجع في الأيام القريبة الحبلى بالدم والفجيعة، حسب الخطة الأمريكية الأخيرة، التي تصر على فرض الإحتلال، بأبشع الأساليب الهمجية، لذلك أتابع الوضع بدقة وقلق، وأكتب عن هذه المدن المنكوبة والمهددة، وأراقب غزة من بعيد ..هذه علاقتي الإنسانية العميقة بالمدن، وهو مالايدركه خائن ريفي ساذج بلا أحاسيس .
لندافع عن صرح جامعة المستنصرية، ولنقف بوجه الوحشية والخسة والتخلف والإنحطاط، ولنحم هذا الصرح ، وبناته وأبناءه وأساتذته، من الأيدي والعقول القذرة والهمجية، وبذلك ندافع عن الوطن الجميل .
ستبقى جامعة المستنصرية منارة هادية للعلم والثقافة، وكتاب مفتوح بوجة التخلف .

أحمد الناصري



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطة الأمريكية الأخيرة وفاجعة المستنصرية
- أمنيات شخصية ساذجة لكنها مستحيلة على أبواب السنة الجديدة
- عودة الى موضوع حركة الانصار
- الحوار المتمدن .. رؤية مختلفة
- محاولة لتحديد حجم وأهمية تقرير لجنة بيكر، وفق نظرة وطنية
- التداعي والتراجعات والاحتمالات
- التداعي
- التحركات الأمريكية الأخيرة، هل هي تحركات اللحظة الأخيرة ؟؟
- ماذا سأفعل لك ياغزة ؟؟
- العراق على مفترق الطرق وبداية التحول النوعي
- تعليق على تطورات مثيرة ... أرقام مجلة لانست ولجنة بيكر وتصري ...
- ماذا تفعل رايس في بغداد الآن ؟؟
- الفكر السياسي الوطني والفكر السياسي التابع للإحتلال في ضوء ا ...
- رايس : الشيطان وحاوي الثعابين
- مرثية لوجه الوطن المقدس، وكلمات ضد من وقف ضده .
- موقفان من الإحتلال العسكري الأمريكي لبلادنا، وتصريحات جلال ا ...
- كلمات أخرى الى ستار غانم راضي العابر في الزمن المفقود
- تعليقات سريعة على أحداث وأخبار أمريكية ساخرة ومتنوعة
- متابعة وتعليق : حول تصريحات ورسائل بوش والإدارة الأمريكية ال ...
- كلمة : رأي في المسألة النووية الإيرانية وأوضاع المنطقة


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - مرثية ( بكائية ) لضحايا فاجعة المستنصرية