أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علاء مهدي - البحث عن الوطن !














المزيد.....

البحث عن الوطن !


علاء مهدي
(Ala Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 1800 - 2007 / 1 / 19 - 02:53
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


كانت الهجرة العراقية إلى الخارج ، تكــاد تقتصرعلى عدد قليل من أبنــاء الطوائف المسيحية العـــراقية ، حيث لعبت المنظمــــات الكنائسية والدينية والتبشـيرية دوراً كبيراً في تشجيــع العــــراقيين على الهجــــــرة إلى الـــــدول الغربية . وفي السبعينيات ، بـــــدأت العقول والكفاءات العراقية في الهجرة إلى أوطان جديدة تتوفر فيها مبادئ الحرية الشخصية والعدالة الاجتماعية والمساواة ، وكان أغلب المهاجرين ممن أكملوا دراساتهم العليا خارج العراق فأثرت فيهم طبائع الحياة الغربية ففضلوا البقاء فيها وبتشجيع من الأنظمة الغربية لاستقطاب العقول المتميزة والكفاءات العالية . وفي العقد نفسه ، بدأ النظام العراقي البائد بعملية تهجير لمواطنيه لم يسبق أن قام بها نظام مهما بلغت شراسته واستهتاره من قوة ورعونة ، حيث هَجّرَ عشرات الآلاف إلى إيران بحجة "التبعية الإيرانية"، ثم بدأ بتهجير أبناء الشعب الكردي من كردستان إلى الجنوب ، وأجبر العديد من أبناء الوسط والجنوب على الهجرة إلى الشمال ، معتقداً أن ذلك سيقلل من الضغط القومي الكردي المتصاعد والمطالب بحقوقه القومية المشروعة . وكنتيجة للحروب التي تورط النظام العراقي البائد فيها فقد هاجر الملايين من العراقيين ومن كل الانتماءات القومية والدينية والسياسية بحثاً عن الأمان والاستقرار ، وتطلعاً إلى مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم وهرباً من بطش نظام البعث البائد واستهتاره الذي فاق كل تصور .
الهجرة هذه ، كانت صعبة وشاقة ومريرة للمهاجرين ، ورغم أن الآلاف منهم قد تمكنوا في النهاية من الاستقرار في وطن ما ، إلا أن عدداً كبيراً منهم لا زال يبحث عن ملاذ يؤمن له ولعائلته الإستقرار والأمان. وها هي دول الجوار تعج من جديد بآلاف العراقيين الفارين من وضع مأساوي تمكن بقايا فلول البعث من خلقه في الداخل تنفيذاً لوصية المقبور وتعليماته.
وقد يشعر من أستقر في بلد ما ، بأنه أفضل حالاً ممن لا زال يعيش في مخيمات اللجوء ومخابئ الحدود والمدن بدون إقامة قانونية . وقد يحسد الذين لا زالوا يبحثون عن وطن لهم من أستقر وحصل على جنسية بلد ما ، إلا أن الوضع يبقى أسوأ حالاً لكل من بقي تحت رحمة الوضع المتردي في الداخل ممن لا يملك القدرة أو الفرصة على المغادرة أو الهرب ، يعانون من ظواهر الإحتلال الخارجي والإرهاب والإجحاف الداخلي ، حتى بلغت رغبتهم في ترك أرض الوطن والهجرة إلى الخارج أمنية بعيدة المنال ، فهم بذلك مهجرون نفسياً وفكرياً رغم تواجدهم في الداخل.
الهجرة العراقية إذن ، ليست هجرة مكانية ، إنها هجرة فكرية ونفسية يعيشها الجميع ، أولئك الذين منحوا ورقة الجنسية الجديدة أو الذين ينتظرونها بأمل ولهفة ، أو القابعون في زوايا مدن العالم هرباً من إجحاف أنظمتها ، وأخيراً الصابرون داخل العراق ممن لا حول ولا قوة لهم !. ولا فرق أو تمييز بينهم من الناحية القومية أو الدينية أو الانتماء السياسي.
فما بقي من وطننا ، هو شعورنا بالألم لبعدنا عنه . . والإحباط لما آلت إليه حالتنا من التشتت والفرقة . . والحسرة على ما فاتنا من فرص لم نحسن استخدامها . . والخوف من الآتي الأعظم . . !! وما بقي من وطننا ، أرض أحرقتها قنابل الأعداء وصواريخهم وقبلها كيمياويات نظام البعث البائد، أرض تشكو الظمأ بعد أن نشف النظام ما كانت تروي به نخيلها وبساتينها ، وبشر يئن من الجوع والمرض والظلم والموت والإرهاب.
فإلى متى سنظل نبحث عن الوطن ؟ . . وهو الذي فقدناه في غفلة من الزمن ، انه وطن سليب مقهور ينادينا ، يستصرخ ضمائرنا ، يطالبنا بالثأر من مغتصبيه ، وطن بحاجة إلى وحدتنا كي نكون قوة رادعة لكل محاولات تدميره، صوتاً واحداً يؤثر في مراكز القرار العالمية ويشعرها بحقوقنا المشروعة ، صوتاً مؤثراً يقنع العالم بقوته وأصالته وأحقيته في حياة حرة كريمة تسودها العدالة والمساواة والكرامة والحرية . . . متى ؟ ! . . .



#علاء_مهدي (هاشتاغ)       Ala_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تَعَلَّمْ كيف تَقْتُلْ
- أما آن لليل العراق أن ينجلي؟
- أستعراض بالبكيني
- يا عيشه عيب
- المشكلة الضّاريه
- نحن ورامسفيلد
- عيد الضحايا
- لحم حلال ، لحم حرام
- الموتُ عضاً !
- ديمقراطية -القندرة- !
- الولاء لمن؟
- الشعب العراقي هو صاحب القرار
- جسرٌ ثقافي بين السَماوة وأديلايد
- الإرهاب الفلسطيني في العراق
- جان دمو تربية الصعاليك بدل تربية الشعر
- بين زمنيين عن علاء اللامي والباججي و الجادرجي والجلبي ومكية
- الكويت تستقبل الحريري بالبيض الفاسد والباججي والمجلس يتسولون ...
- نداء من اجل تحرير العراق من الجزيرة مثلما تحرر من الدكتاتوري ...


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علاء مهدي - البحث عن الوطن !