أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد السعد - الحزب الشيوعى العراقى وسياسة التحالفات















المزيد.....

الحزب الشيوعى العراقى وسياسة التحالفات


أحمد السعد

الحوار المتمدن-العدد: 1799 - 2007 / 1 / 18 - 12:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد سقوط النظام الصدامى كان لابد من ملأ الفراغ السياسى وطنيا فكانت تجربة مجلس الحكم مع ما رافقها من أشكالات
لازال يعانى منها الوضع السياسى العراقى حتى الآن بسبب ما كرسه من نظام المحاصصه الطائفية التى حملت بصمات بريمر ومن وراءه الأدارة الأمريكية. وكان لابد للحزب الشيوعى بأعتباره أحدى القوى السياسيه المناضله ضد الدكتاتورية وصاحب اعلى رصيد وطنى فى المواقف والتضحيات أن يكون له موقفا واضحا من عملية المحاصصة تلك وأن يعترض على الصيغة التى تشكل على اساسها مجلس الحكم ( رغم انه كان الصيغة الوحيدة المتيسره وطنيا فى ظل سلطة احتلال)
وأن يحذر من تداعيات تلك الصيغة وأمتداداتها وأحتمالية تكريسها كأمر واقع . وكانت تجربة الأنتخابات الأولى رغم نتائجها تجربة عززت موقف الحزب من جماهيره عندما طرح الحزب قائمته (أتحاد الشعب) ورغم عدم حصول قائمة الحزب على الأصوات المتوقعه وللأسباب التى يعرفها الحزب جيدا كان ذلك بحد ذاته خطوة الى الأمام يخوض فيها الحزب غمار التجربة الديمقراطية بثقه عالية بالنفس . ولكن الذى حصل فى الأنتخابات الثانيه عندما انخرط الحزب فى تحالف (أنتخابى ) مع أياد علاوى رغم ما يعرفه الحزب عن تاريخ الرجل وعداءه للشيوعيه وهو العداء الذى لاينكره علاوى حتى اللحظه ، هذا التحالف الذى ابعد الحزب عن جماهيره وأبقاه ذيلا لقائمة الوفاق ,انسحبت بذلك على الحزب كل التصريحات غير المسؤوله وغير المبدأيه التى صرح بها علاوى لوسائل الأعلام أبان الحملة الأنتخابية والتى سحبت الجماهير من القائمة العراقية وتأثر بها الحزب سلبا . لقد وضع الحزب نفسه وجماهيره وتاريخه الطويل تحت مظلة علاوى وحركته التى تضم قدماء البعثيين وكبار مهربى النفط والمعروف جيدا بأرتباطه بالمخابرات الأمريكيه مما اعطى لأعداء الحزب الفرصة للأنتقاص من مواقف الحزب وتشويه صورته امام الجماهير وتصويره بالذيل التابع لعلاوي وقائمته ولقد عانى الحزب وكوادره وتعرضت مقراته لهجمات راح ضحيتها عدد من أعضاء الحزب نتيجة لذلك التحالف غير الموفق الذى ارتضته قيادة الحزب الحالية وعرضت سلامته ومواقفه وتاريخه للنقد والتهجم من قبل أعداءه وأعداء العراق وأعداء التقدم وأعطتهم المسوغ لمهاجمته .أن المؤتمر القادم للحزب لابد له من ان يتوقف عند هذه الحاله ويعرضها بالنقد ويحلل النتائج التى آ لت اليها سياسة التحالفات التى انخرط بها الحزب والتى جعلته فى نظر الجماهير حزبا لايختلف عن باقى الأحزاب الباحثه عن السلطه واللاهثه وراء المناصب .
لقد ابتعد الحزب عن اكبر حليف له وهو الشعب العراقى ، الحليف الذى لايخسر من يتحالف معه ويربط مصيره به فالحزب ولد من رحم الجماهير وأنتمى اليها منذ اللحظات الأولى لتأسيسه وكان الرفيق الخالد فهد يشبه الحزب بالسمكه والشعب هو الماء فهو مصدر حياة الحزب وبيئته ومرتعه ومجاله وفضاءه الذى يتحرك فيه ويتفاعل معه وينمو فى أحضانه ويشرب من معينه الذى لا ينضب .لقد افقد ذلك التحالف الحزب الكثير من مكانته بين اصدقاءه ومحبيه ورفاقه حتى اؤلئك الذين يحملون للحزب مودة خاصه واحتراما خاصا لتاريخه وطول نضاله فى مقارعة الأنظمة الدكتاتورية وفى مواجهة الأمبرياليه الجديده اصيبوا بالأحباط الشديد وهم يرون أن الحزب أختزل فى شخص امينه العام الذى لم تختلف تصريحاته عن تصريحات اى سياسى عراقى آخر من السياسيين التقليديين او الجدد او من الطارئين على الساحة السياسيه والتى تعج بهم المنطقة الخضراء والذين جاءوا من الخارج يحلمون بمناصب فى عراق جديد يدفع الرواتب بالدولار.
لقد علمنا الحزب ومنذ نعومة أظفارنا الفباء النضال وحب العراق والنضال من اجل الحرية والعدل والمساواة بين البشر وكرهنا الأستعمار وأستغلال الأنسان للأنسان والحروب التى اشعلتها الدول الأستعمارية والتى دفعت شعوب العالم ثمنها غاليا من ارواح وثروات وتعلمنا من الحزب حتمية انتصار الشعوب فى نضالها من أجل التحرر والسلام والحرية وخرجنا فى مظاهرات ونظمنا الأعتصامات وحملات التضامن مع شعوب فيتنام ولاؤس وكمبوديا وشيلى والجزائر فهل يجرى التضحية بكل ذلك التاريخ من اجل تحالفات وقتيه من اجل الوصول الى مقعد او مقعدين فى مجلس نواب أو جمعيه وطنية تحت علم الدكتاتور الذى نست الأحزاب فى ذروة اقتتالها على السلطه ان تغيره حفاظا على ماء وجهها على الأقل ولتشعر العراقيين بأن كل ما يمت للطاغيه ونظامه قد قبر والى الأبد. ثم هل نسيت قيادة الحزب ان أياد علاوى كان احد المشاركين فى ضرب الحزب عام 1963 ؟ وهل غاب عن بال قيادة الحزب طبيعة القوى الكرديه التى تحالف معها وأرتضى لنفسه ان يعمل تحت لواءها وتاريخها الأسود فى أضطهاد الشيوعيين وتدبير المذابح لهم وزجهم فى المعتقلات ، هل نسى شهداء بشت آشان وعصابات عيسى سوار وما فعلت بالشيوعيين فى كردستان ؟
لقد كان حريا بالحزب الشيوعى العراقى ان يحافظ على يساريته ويتمسك بمبادئه الماركسيه والشعارات التى رفعها طيلة تاريخه فى مواجهة الأمبرياليه وعدم التهادن معها وطرح برنامج للمرحلة القادمة يستوعب تناقضاتها وحيثياتها ويحلل جزئياتها وتفاصيلها ليخرج بتصورات سليمه وعلمية لما ستؤول اليه العملية السياسيه فى العراق وكيفية مواجهة المشاكل التى يعانى منها الشعب العراقى ومستقبل الوجود الأمريكى على الأرض العراقيه ومصير ثروة العراق وتأمين خبز الشعب ودواءه ومستقبل اطفاله . ويتطلب ذلك ايضا الأنفتاح على قوى اليسار العراقية والتقارب معها وتوثيق الصلات النضاليه بها وتوحيد المواقف معها وعدم التضحية بالهوية الطبقية للحزب ومنع تحوله الى حزب برجوازى ديمقراطى وفق النموذج الأوربى .
لقد كان أنهيار المعسكر الأشتراكى بمثابة نهاية الحلم لدى الكثير من الشيوعيين واليساريين وأعتقدوا بأن ما آمنوا به طيلة عقود لم يكن سوى كذبة كبيره وما ضحوا من اجله كان وهما او سرابا وبأنه من المستحيل عليهم مواصلة النضال دون (الحليف القوى) وأن الرأسمالية قادرة على تطوير نفسها بحيث تستطيع الألتفاف على التاريخ وتلغى الحتمية التاريخية .لقد اضحت نبوءة ماركس بنهاية الرأسماليه وأنهيارها وقيام دولة العمال والفلاحين أمرا مستبعدا لدى الكثير من الشيوعيين مما جعلهم يتركون صفوف الحزب وينضووا تحت لواء الليبرالية الديمقراطية التى اعتقدوا انها البديل (المقبول) واقعيا . لقد قالها ماركس متمثلا بقول غوته ( النظرية رمادية اللون يا صاح ولكن شجرة الحياة خضراء الى الأبد).
أن ألأيمان بالمبادىء الأساسيه للحركة الشيوعية ونقلها الى الجماهير والتثقيف بها هو الركيزة التى ينبغى على الحزب ان لا يحيد عنها وان لا يتخذ من العملية السياسية الجارية والاتجاه نحو اقامة نوع من الديمقراطية البرجوازيه فى العراق ذريعة للتخلى عن الشعارات الأساسية للحركة الشيوعية وأن يوقف عملية التحول من حزب ثورى يؤمن بالصراع الطبقى وسيلة للتغيير الثورى للمجتمع الى حزب برجوازي صغير يؤمن بالنضال البرلمانى للوصول الى كرسى فى مجلس نواب تسيطر عليه اكثرية رجعيه فيصبح هو جزءا من ألتركيبه السياسية التى شكلتها الإدارة الأمريكية 0
الشيوعيون الحقيقيون يرفضون أن يتحول العراق الى نموذج لفوضى اقتصاديه ويرزح تحت مديونية مستديمة تستنزف خيراته وثرواته وتحرم شعبه من التمتع بثرواته الوطنية ، الشيوعيون الحقيقيون يرفضون أن يضحى بقطاع الدوله ويسرح عشرات الآلاف من العمال ليتحولوا الى باعة على الأرصفة فلا يجد المواطن العراقي الخبز والدواء 0 لن يكون الشيوعى شيوعيا عندما يضع يده بيد امريكا ويعتبر ان خلاص الوطن بيدها لأن خلاص الوطن بيد أبناءه ولن تبنى امريكا وطنا عراقيا بل ستبنى كانتونا ممسوخا يسير نحو الهاوية باقتصاد مرهون بإرادة البنك الدولي ونادي الدول المانحة0



#أحمد_السعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما سر هذا النفس (لثورى) عند قناة الجزيرة
- حكاية موظف عراقى
- حول البيان التأسيسى للتيار الوطنى فى البصرة
- ثقافة الحوار لا ثقافة الذراع
- صدام- الشخص والنموذج
- الديمقراطيه فى العراق بين تهكم بوتين وحذاء المشهدانى
- أيام المزبن وأيام اللف فى حياة العراقيين
- فنان الحرية - فؤاد سالم .. لك الحب وأنحناءة التقدير
- ils
- فاوست وهاملت - وجهان لتطور الفكر البرجوازى-
- مكارثية الثيوقراط الجديده
- الأنسان- المدينة- التاريخ قراءة فى قصائد الشاعر كاظم اللآيذ( ...
- العملية السياسية الجارية ومستقبل العراق
- مداخله مع حوارات سابقه
- الحديث عن حكومة انقاذ وطنى عجل فى تشكيل الحكومة العراقية
- بعد خط الشروع
- فى ذكرىالرابع عشر من نيسان
- تجربة أمريكية فاشلة
- حول الذكرى السنوية ليوم المرأة العالمى
- نحن والجعفرى وأنفلونزا الطيور


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد السعد - الحزب الشيوعى العراقى وسياسة التحالفات