أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - العلاقة المتضادة بين الشعب والأمن














المزيد.....

العلاقة المتضادة بين الشعب والأمن


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1799 - 2007 / 1 / 18 - 07:30
المحور: المجتمع المدني
    


تبقى العلاقة بين الأمن والشعب محكومة بثنائيتين متضادتين , الأولى, تكمن في تغليب النظام الأمني المحدود على المنظومة الشعبية الواسعة , والعبث بمصائرها وطمس معالمها على المديين القريب والبعيد.
الثانية , بعكس الأولى أي تسبيق ما هو شعبي محض على الأمني المفرط في أمنيته إن جاز التعبير.
كلا الثنائيتين لا تصحان من الوجهة المنطقية تطبيقاً وإسقاطاً على حال أي مجتمع بشري , وإن كانت الحالة الأولى أكثر استخداماً ورواجاً في مجتمعاتنا العربية , أسبابها كثيرة ولا تقف عند حد ما , فهي بدأت منذ لحظة معينة في تاريخنا الحديث ويستحيل انتهاؤها عند لحظة أخرى تالية .
وبالوقوف قليلاً لتحديد أصل كل من هاتين الثنائيتين , يتبين أن أصل الأولى هو ذاته أصل الثانية , أي العنصر البشري الممثل بالإنسان , غير أن جوهر القضية ينصب على من يسير من أولاً ؟ الأمن بما هو مجموعة أفراد , أم الشعب بما هو مجموعة أيضا .
يستطيع الأمن تسيير الشعب عندما يلتزم حدوده المنصوص عليها قانوناً , وتقضي بمراعاة التلوينات الإنسانية التي يتشكل منها الشعب , سواء العرقية أو المذهبية , وهذا يحتم على الأمن أن يكون جزءاً من ذاك الطيف بألوانه المختلفة , وغالباً ما يتولد التضاد أثر حصر الوظيفة الأمنية بلون معين , دون الأخذ بالحسبان ما لهذا التضاد من مخاطر وتداعيات كارثية على حاضر الدولة ومستقبلها.
بالمقابل يستطيع الشعب تسيير الأمن وفقاً لصلاحيات يحددها القانون كذلك , كألا يلغي الشعب دور الأمن نهائياً , فلا تستقيم المجتمعات بدونه, فإذا أُلغي دخل الشعب في فوضى وحرائق عارمة يصعب إخماد نيرانها , وقد أثبتت الساحة العراقية المندلعة والغير منضبطة أمنياً ولا شعبياً مدى الهشاشة بين الأمن ذي اللون الأحادي والشعب المنفلت من عقاله , بعيد الحرب الأميركية التي لازالت تشن عليه.
الافتراض الوحيد الذي يمكن طرحه لتقويم وتصحيح العلاقة بين الأمن والشعب , تبرز في تقابلهما لا في تضادهما, فالعودة إلى القانون والقول بأنه الناظم الوحيد لتلك العلاقة , يبقينا في الحلقة المفرغة ذاتها دون جدوى, ولأن تخطي عتبة القانون واردة دوماً, جميع مواده لا يعتد بها نتيجة ذلك التخطي الأرعن , ولعل النزف القائم في الأراضي المحتلة بين الفلسطينيين أنفسهم كسلطة وحكومة من جهة وكحركتين لها أذرع مسلحة من جهة ثانية, عبر محاولة كل واحدة منها استغلال ما يمكن استغلاله من الامتيازات الأمنية , فمظاهر التسلح والاحتكاكات التي تجوب الشوارع دليل حي على الدوس فوق عتبة القانون .
ولطالما كان الشعب والأمن والقانون , أحد أهم مكونات الدولة حتى لو كانت هزيلة البنيان , ينبغي أن تظل الجسر الذي يمر عليه الجميع , وتقف على مسافة واحدة
منهم.
فكما الشعب والأمن ملكية الدولة , لهما الحق في ملكيتها كونهما عضوين أساسيين فيها , شرط ألا يفهم التملك هنا على أنه اقتناء الشيء بالشيء , بل بالشعور العميق في الانتماء المتبادل بينهما.



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يصبح الرأي خيانة وطنية
- العراق: يودع صدامه
- خدام وبيضة اغتيال الحريري
- ادعموا ديمقراطيتنا كما دعمتم مقاومتهم
- سورية / فرنسا : أوهام استعمارية جديدة
- المحكمة الدولية وأزمة تشكيلها
- في سورية .. لا بد من الرشوة
- لماذا يكذبون علينا ؟
- الغرب وحواره المشروط
- ديمقراطية أغبياء قصيرة النظر عظيمة الخطر
- سأترقرق إلى أبد الآبدين
- بالمختصر.. حياتنا كلها مقلوبة
- لبنان بين التابع الوطني والطائفي
- الدولة الإسلامية وحسابات المنطقة
- السوريون وثورة الشك
- في أن يكون الوطن خدعة
- على ذكرى حرب أكتوبر .. من سيدافع عن سورية؟
- أوطان مصلوبة بأيدٍ مسلوبة
- الوكلاء الأقليميون لحروب المنقطة
- الحرية التي سيكتبها التاريخ


المزيد.....




- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة
- تفاصيل قانون بريطاني جديد يمهّد لترحيل اللاجئين إلى رواندا
- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة
- العفو الدولية تحذر: النظام العالمي مهدد بالانهيار
- الخارجية الروسية: لا خطط لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إ ...
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة تلقيه رشى


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - العلاقة المتضادة بين الشعب والأمن