أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جبار قادر - علوجات..(2 ) بعثيون يهربون من الشباك و يعودون من الباب !















المزيد.....

علوجات..(2 ) بعثيون يهربون من الشباك و يعودون من الباب !


جبار قادر

الحوار المتمدن-العدد: 543 - 2003 / 7 / 17 - 15:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

                                                                     د.جبار قادر

من شيم البعث اللامبدئية و ركوب الموجة و رفع الشعارات الغوغائية. فمن حزب علماني مارس القمع بحق المتدينين تحول الى حزب ( يقود الحملة الأيمانية و يرفع

راية الله أكبر). ومن حزب منع أعضائه و أبناء الشعب كافة من حمل الألقاب القبلية و الجهوية و الدينية و غيرها ، بإستثناء التكريتية منها بطبيعة الحال ، الى حزب أول ما يسأل عنه هو الأنتماء القبلي و المذهبي للمواطن العراقي . و قس على ذلك جميع الشعارات و المواقف التي لم يكن البعث يكل و يمل من ترديدها على مدى نصف قرن من الزمان . وقد أثبتت تجارب العقود الثلاثة الماضية على أن هذا الحزب لم يكن الا شبكة من القتلة و الأفاقين و مرددي الشعارات الجوفاء .

ويبدو أن الذين تخرجوا من مدرسة البعث هذه يطبقون اليوم و على أرض الواقع العراقي ما تعلموه من اللامبدئية و ركوب الموجات و عدم تفويت الفرصة للحصول على المكاسب السياسية و الأقتصادية في ظل النظام الجديد.

مناسبة هذا الكلام هي محاولات رموز عديدة من البعثيين الذين تلطخت أياديهم بدماء العراقيين تغيير جلودهم و الأنخراط في صفوف الحركات السياسية و المنظمات المهنية و التجمعات العشائرية و منظمات المجتمع المدني التي أخذت تظهر على السطح في ظل الفوضى السائدة و بخاصة في بغداد .

قبل أيام كنت أتابع تقريرا تلفزيونيا عن مؤتمر للعشائر العراقية تحت شعار ( عراق حر ديمقراطي موحد ). وكالعادة يحاور موفد القناة الفضائية المعروفة بمواقفها المنحازة  في هذه الأحوال إما أحد البعثيين المنبوذين من قبل الشعب العراقي أو أحد المزايدين من الذين يتناغمون مع الخطاب السياسي للقناة لكي يضمن إطلالته علينا في القابل من الأيام من شاشة الفضائية . وإذا بي أراه دون غيره وقد تخلى عن ملابسه العصرية ليخفى ملامحه تحت الغترة و العقال و العباءة العربية ليفلسف لنا أهمية العشيرة السياسية و التعبوية في ظل العولمة و تصادم الحضارات و الثورة التكنولوجية . تعجبت لأمر هذا البعثي القبيح . فقد كان و حتى سقوط الطاغية يطل علينا من الفضائية البعثية أو الفضائيات الرديفة ، على وزن الأحزاب الرديفة التي لم ترى النور و الحمد لله في إمبراطورية الرعب ، ويتحدث عن ( رسالة البعث ) في تحرير العالم من براثن الهيمنة و الأنحطاط الحضاري و الخلقي نشر ( قيم البعث الأنسانية ) في فرم الأنسان و زرع المقابر الجماعية بدل الزهور في العالم. هذا الزعيم العشائري الجديد و الذي يحمل شهادة عليا في موضوع لا يختلف كثيرا عن موضوع زميل له وهو ( الفكر الأستراتيجي للقائد في توزيع الخضراوات )، كان بعثيا من الطراز الأول و تتجسد فيه ( قيم ) البعث في عبادة القسوة و القوة . جمعنا في الثمانينات المؤتمر الأول للدراسات التركية في جامعة الموصل. وقد أسرع زملاؤنا القادمون من بغداد من غير البعثيين لتنبيهنا منه كونه ممن يحملون عن جدارة لقب ( تقريرباز) ، المصطلح الذي كنا نتداوله فيما بيننا للتعريف بكتبة التقارير على زملائهم من أمثال هؤلاء. مع ذلك قرر أحد زملاؤنا من كبار أساتذة جامعة الموصل أن يتصدى له لأن ما تفوه به في المؤتمر لم يمت بصلة الى العلم و التحليل العلمي . وعندما عاتبنا زميلنا على دخوله في نقاش مع شخص بهذا المستوى غضب علينا و قال وجود مثل هذا الشخص إهانة للعلم و لشئ يسمى بمؤتمر علمي . أتذكر جيدا من جملة ماسأله زميلنا : قلي هل أنت مع الحق أم القوة ؟ وكان جوابه أنه مع القوة . عند ذلك أعلن زميلنا أنسحابه من النقاش .

خلال الأشهر الثلاثة الماضية و التي أعقبت سقوط الدكتاتورية في العرق شاهد كل واحد منا العشرات من البعثيين الذين أطلوا علينا من على شاشات التلفزيون أو على صفحات الجرائد تحت مسميات جديدة. ولايمكننا التصديق دائما بأن هؤلاء الناس تخلوا و بهذه السرعة عن منظومة القيم التي آمنوا بها و تربوا و عاشوا في ظلها لعقود طويلة. الخطر الكبير يكمن برأيي في أن يكون هؤلاء مندسون أصلا للقيام بالسيطرة على مقدرات الحركات و الأحزاب و التنظيمات الجديدة لتسليمها الى رفاقهم البعثيين في الوقت المناسب . لقد تسبب الأمريكيون بتصرفاتهم و سياساتهم الغير مدروسة بإختلاط الحابل بالنابل وظهور البعثيين الذين تبخروا في التاسع من نيسان ليعودوا الآن و يندسوا في صفوف الحركات و التنظيمات السياسية و المهنية خاصة هناك دوما فضائيات جاهزة لنقل وجهات نظرهم دون غيرهم الى العالم . 

من الضروري التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة التي لن يقوم بها الأمريكيون بدلا عنا نحن العراقيين الذين من مصلحتنا و مصلحة أجيالنا القادمة قلع البعث من الجذور ومنع أفكاره في العراق الديمقراطي كونها افكارا نازية معادية للأنسانية و تسببت في إرتكاب جرائم الحرب و الأبادة و جرائم بحق الأنسانية . ولا تصدقوا كل من يقول لكم أن هذه خطوة غير ديموقراطية . لا علاقة لهذا بالديمقراطية ففي ظل أعرق الديموقراطيات تمنع الأفكار الفاشية و النازية الأفكار المعادية للأنسانية.



#جبار_قادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علوجيات .. (1) الصحاف محمد بن سعيد ..
- - سياسات التطهير العرقي في كوردستان العراق بين المباركين لها ...
- سياسات التطهير العرقي في كوردستان العراق بين المباركين لها و ...
- هل يصلح الموديل التركي نموذجا للعراق ؟!
- محاولات تركيا لزعزعة الأستقرار في كوردستان العراق
- التهديدات التركية توحد الأكراد
- الأنفال: تجسيد لسيادة الفكر الشمولي والعنف و القسوة // 20 مق ...


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جبار قادر - علوجات..(2 ) بعثيون يهربون من الشباك و يعودون من الباب !