أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الرزاق السويراوي - النخب السياسية العراقية :وحرية التعبير عن الرأي














المزيد.....

النخب السياسية العراقية :وحرية التعبير عن الرأي


عبد الرزاق السويراوي

الحوار المتمدن-العدد: 1798 - 2007 / 1 / 17 - 12:34
المحور: المجتمع المدني
    


يمكن إلحاق موضوع حرية التعبير عن الراي ضمن التصور العام للسياقات الديمقراطية الصحيحة . وقد يصعب الإتيان بتعريف متكامل ومحدد لهذا المفهوم , وأعني به حرية التعبير عن الرأي , نظرا لتعلقه وإرتباطه بجملة من الأنشطة والممارسات , ولكن لا بأس بالقول بأنّ التعبير عن الرأي , يعني بشكل عام , حرية التعبير عن الأفكار عبر اللجوء الى العديد من الوسائل ومن بينها الكلام المباشر أو الكتابة في الصحافة والدوريات وغيرها , أو عن طريق الوسائل الأعلامية المرأية منها والمسموعة وغيرها من الوسائل الأخرى التي من شأنها العمل على إيصال ما يُطرح من أفكار ورؤى الى الآخرين أو حتى لمجرد التعبير عمّا يدور في الذهن من أفكار . على أنّ هذا الحق في طرح وجهات النظر والآراء لكي يكون متكاملا , يجب أنّ لا يخضع لأيّ نوع من الرقابة صادرة من جهات رسمية أو غير رسمية , داخلية أو خارجية , ولكن في قبال هذا الشرط , يجب أن لا يتبادر الى الذهن بأن يصار الى التعسف في إستعمال مثل هذا الحق , بحيث يسوّغ المساس بالأخلاقيات العامة والأنظمة المرعية التي هي ملك للجميع , لكي يتاح بذلك توفر موازنة تجمع الى جانب ضرورة الإلتزام بالمبادئ الإنسانية , حق التعبير عن الرأي .
في بداية الحديث ذكرت بأن مفهوم حرية التعبير عن الرأي , يرتبط ببعض الممارسات والنشاطات الأخرى , من هنا فأني أودّ بعد هذه المقدمة أن اسلط الضوء على هذا المفهوم وحصرا بالآلية التي تشتغل عليها بعض النخب السياسية العراقية وما أدّتْ اليه من نتائج , خاصة ما يتعلق منها بالمسألة الأمنية في الساحة العراقية الآخذة بالتفاقم يوما بعد آخر .
في الواقع , أن حرية التعبير عن الرأي , بقدر ما هي ضرورة ملحة وحاجة انسانية يفرضها منطق الحياة المعاصرة , فأن إساءة فهمها أوالإساءة في إستخدامها يتحول كجرعات دواء يتناولها المريض خلافا لإستشارة الطبيب , ذلك لأنها قد تضرّه من حيث يريد الإنتفاع بها . ممّا يعني أنّ حرية التعبير عن الرأي سلاح بحدّين , إذا لم يُحْسن فهمها وإستخدامها . ولعلّ الواقع الراهن في الساحة العراقية خير شاهد على ذلك , فالعراق بعد نيسان 2003 إنتقل من مرحلة الحكم الإستبدادي الى مرحلة أقل ما يقال عنها أنّ حرية التعبير فيها عن الرأي سواء على مستوى الأفراد او الجماعات باتت متاحة للجميع ودون تمايز , ولكن الذي حصل وما زال يحصل , أن الكثير من القيادات السياسية الفاعلة في العراق , سواء كانت على المستوى الحكومي الرسمي أو من النخب في الأحزاب السياسية ,لم يُحسن البعض منهم إستعمال هذا الحق , بحيث وصل الأمر بالبعض منهم أن يعسف في إستعمال هذا الحق ,فمعركة الحوارات الساخنة والتصريحات النارية عبر وسائل الأعلام وخاصة الفضائيات بات كل طرف من الأطراف المتصارعة يحاول إثبات صواب رؤيته مهما كان الثمن ويسعى جاهدا الأستدلال على خطأ الآخر , وبالتالي محاولة الإجهاض عليه بأيّ شكل من الأشكال , وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد رغم أهميته , وإنما راح البعض من المتحاورين لا يلتزم حتى بمبدأ مسؤولية الحوار البناء الذي يمكن بواسطته الوقوف على القواسم المشتركة بين الجميع وبالتالي التوصل الى الرؤى الناجعة التي ترسم منهج الخلاص من قبضة الأوضاع غير السليمة . والذي يزيد الأمر تعقيدا أنّ الكثير من هذه الشخصيات لها من الأتباع العدد الكثير , ولعل مكمن باب الخطورة الأهم هو في هذا الجانب , إذا ما إخذنا بنظر الأعتبار ان تصريحات هؤلاء الساسة وما تتركه من أثر على أتباعهم فأنها تتفاعل مع الظواهر السلبية الموجودة التي تحرك جزءا كبيرا من حالة الحراك السياسي وإفرازاته الأخرى . من هنا ينبغي على الكثير من النخب السياسية الإلتفات الى هذا الجانب وضرورة الوعي بخطورته والإبتعاد عن التعسف في إستعمال هذا الحق والحرص على إستخدامه بما يتناسب مع حساسية الظرف الراهن , خدمة للصالح العام بدلا من ترجيح المصالح الشخصية الضيقة فمن دون ذلك يصبح حق التعبير عن الرأي أداة تدميرية أكثر منها أداة خلاّقة .



#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لجنة بيكر :والملف الأمني العراقي
- الحالة العراقية : من يقود من؟ السياسة أم الأحداث ؟
- تساؤلات عن مصير لجان التحقيق الحكومية
- أمنيات ليستْ مستحيلة
- الراي العام العراقي بين الولاء للنخبة وسخونة الاحداث
- مجلة ( مدارك) في عددها الثاني
- ازمة المجتمع العربي في رؤية الدكتور برهان غليون
- قصّة قصيرة - صور جامدة
- (مقاربة فكرية بين( د. سميرأمين ) و( د. برهان غليون
- قراءة في مفهوم الأرهاب
- ( ليْلتان )


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الرزاق السويراوي - النخب السياسية العراقية :وحرية التعبير عن الرأي