أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - وسام جوهر - القومية الايزيدية ...حق مشروع















المزيد.....

القومية الايزيدية ...حق مشروع


وسام جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 1798 - 2007 / 1 / 17 - 11:56
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


2007/01/15
يقال انه ليس هناك ما اختلف عليه المؤرخون و الباحثون كما اختلفوا على الايزيدية من حيث ماهية العقيدة الايزيدية و اصولهم العرقية والى ما ذلك من الامور. نجد ان هذا الخلاف لايعكس ولا يتطابق مع ما يدين به و يشعر به الايزيدي.
لاغبار لدى الايزيدي على معرفته و احساسه بانتمائه الطبيعي لهذه المجموعة البشرية على مر العصور. الايزيدي لا يشك بهويته الدينية و الاجتماعية انما اشكالية اقرار هذه الهوية تجدها عند الاخرين ممن وضعوا من انفسهم باوصياء على الايزيدية اذ يفرضون هويتهم على الايزيدية لخدمة اجندتهم السياسية. بالامس القريب قالوا للايزيدية بانكم عرب وكذا الحال لشرائح اخرى في العراق كالاخوة المسيحيين. اذن كان هناك عرب مسلمين و ايزيدية و مسيحيين و اخرين.!!
سقطت الطاغية و هبت رياح الديمقراطية و الحرية على الاقل هكذا طرح مشروع العراق التعددي الفيدرالي. سرعان ما تبين ان موت النظام الشمولي لم يحصل دون وريث له ولد في نفس اليوم و سمي بالطائفية و بما ان هناك مقولة مفادها الطفل المحبوب له الف اسم و اسم اصبح للمولود الجديد اسماء عديدة كالوطنية و القومية و الديمقراطية ....الخ. هذه الطائفية اصبحت القاعدة في رسم خارطة العراق السياسية فرأينا استقطابات و اسطفافات سياسية طائفية مذهبية كما هو الحال مع الاحزاب الشيعية و السنية و اخرى قومية كما هو الحال مع الاكراد و التركمان. بين هذه الاستقطابات الرئيسية وجدت شرائح اجتماعية عراقية عريقة بحاجة الى هوية معينة تتمحور حولها عملها السياسي حالها بذلك حال الاستقطابات الرئيسية التي جعلت من هذا النمط السياسي واقع مفروض. تباينت الاساليب و الطرق باختلاف الشرائح حيث وجدنا على سبيل المثال بان المسيحيين استقروا على الهوية القومية عفوا على هويات قومية مثل الكلدان و الاشور و السريان, بينما احتارت شرائح اخرى بين الانتماء الى قوميات ادعت بانتماء هذه الاقليات اليها و بين البحث عن ايجاد هوياتهم الضائعة او المغيٌبة كما هو الحال مع الايزيدية و الشبك. بين الشبك من اراد الاستقرار على الهوية المذهبية و بالتالي الاسطفاف خلف القطب السياسي الشيعي و بينهم من لا شك لديه بكردية الشبك و بذلك كان الاستقطاب واضحا. و جدنا ايضا بين الشبك من نادى بهويته الخاصة به و لله اعلم الى اين ينتهي الامر بهم في نهاية المطاف.
الايزيدية حيث موضوع مقالنا هذا, لم يكونوا اكثر حظا من اخوتهم الشبك في الاستقرار على الهوية فالجميع بحاجة الى هوية على اساسها توزع الحصة التموينية عذرا الحقوق السياسية و المدنية في ظل نظام طائفي. بين الايزيدية اختلفت الاراء بعدد الايزيدية حول موضوع الهوية مما ولد خطابا مرتبكا شاركت فيه جميع النخب الايزيدية من المهتمين بالشان الايزيدي دون استثناء. هذا الارتباك له اسبابه الموضوعية و غير الموضوعية. لم يكن الموضوع مجرد خيار بل تبين انه حساس يسوده نوع من الحضر و الكبت و اخذ النقاش طابعا متشددا و متشنجا من مختلف الجهات و الاطراف. فبين الفرقاء وجدنا من اراد الاستقرار على القومية الايزيدية تسمية لهذه الهوية و اخرين من رفض غير القومية الكوردية هوية قومية للايزيدية لان الايزيدية على حد زعمهم لا يختلفون بشئ عن الاكراد سوى العقيدة الدينية و يزعمون بان الايزيدية هم ليسوا فقط اكراد بل هم اصل الكورد او الاكراد الحقيقيون و كانه هناك اكراد غير حقيقيون مع الاحترام الشديد للجميع. بين هذين التيارين وجدنا بين الايزيدية تيار ليبرالي وسطي ان صح التعبير اراد للايزيدية الاستقرار على حل وسط و ابتكروا مصطلح "الخصوصية الايزيدية" لاعطاء الايزيدية الحد الادنى من هذه الهوية التي نحن بصددها دون ان يثير ذلك حفيظة التيار القومي الكوردي بشقيه الايزيدي و غير الايزيدي. بعد مرور ما يقارب الاربع سنين على الاحتلال الامريكي للعراق لم نجد تحسنا ملموسا للشان الايزيدي بل على العكس يتحول من سوء الى اسوء بسبب تردي الاوضاع في العراق من جهة و بسبب النهج الخاطئ من قبل الحكومة المركزية تجاه مواطني سهل نينوى من الاقليات من جهة اخرى اضافة الى اخفاق القيادات الكوردية في التعامل الصحيح مع الملف الايزيدي حيث استمرت هذه القيادات في نهجها التهميشي و سياسة الاحتواء و الوصاية. اخفق كذلك التيار القومي الايزيدي من طرح مشروعه السياسي بشكل ناضج و لم يفلح و للاسف الشديد في الدفاع عن فكرته بشكل علمي بل كان سطحيا وعاطفيا و دينيا اكثر مما يستوجب و هذا امر مغفور الى حد بعيد اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار التحديات التاريخية و الحاضرة و الامكانيات الذاتية لشعب صب جلٌ اهتمامه لقرون من الزمان في التفنن من اجل البقاء.مأخذنا على قيادة الحركة و شخص امينها العام هو نزعته الفردية وعدم توفيقه لقراءة الواقع بشكل موفق. كما أن التنازعات المفتوحة بين قيادي الحركة الايزيدية و على صفحات الانترنيت افقدتهم مصداقية كبيرة و كان مؤلما و مضرا للقضية الايزيدية. هفوات قيادة الحركة هذه كان السبب الرئيسي في اخفاق هذا التيار لوضع الشان الايزيدي على الخارطة السياسية بشكل يتناسب الاستحقاقات التاريخية و الوطنية للايزيدية في العراق و الاقليم على حد السواء.
في اعتقادنا ان الخطاب الايزيدي المرتبك هو السبب الاساسي في تأويل الامور الى ما هي عليها اليوم و ان كافة التيارات الايزيدية السالفة الذكر و دون استثناء تتحمل مسؤولية هذا الارتباك. ربما اختلفت هذه التيارات على كثير من الامور الا اننا نعتقد بانها جميعا تشترك بالخوف الذي يمنع الايزيدية من وضع النقاط على الحروف. هذا الخوف مفهوم الى حد ما كنتيجة لتراكمات تاريخية ماساوية و طويلة شكلت لدى الايزيدية عقدة نفسية ليس من المستحيل بل من الصعب تجاوزها. هناك مثل سويدي يقول ان الصبايا الخائفون لا يقبٌلون الفتيات الجميلات و طالما خافت الايزيدية طالما اصبح هذا الخوف حاجزا في طريقهم الى الذات الحقيقية و الطبيعية و التي بغيابها غابت الحقوق المشروعة.
اذن الحقوق الكاملة لا توجد دون هوية اجتماعية معينة قومية اكانت ام دينية, مذهبية اكانت ام وطنية. هذا يؤدي بنا الى مصطلح القومية و احقية و عدم احقية هذه المجموعة البشرية او تلك في هويتها القومية الخاصة بها. لكي نقرر هذا الحق لا بد لنا من النظر الى مفهوم القومية قبل الحكم على مجموعة بشرية باحقيتها او دونها في امتلاك صفة قومية خاصة بها تجسيدا للهوية الاجتماعية للمجموعة البشرية. للاسف الشديد نجد بان مفهوم القومية السائد في عموم العالم العربي و العراق منه لايتخطى مفهوم القوميون العرب و الذين بدورهم استمدوا هذا المفهوم من الدولة العثمانية و بعدها المفهوم التركي الاتاتوركي للقومية. اذ يتداول مفهوم القومية في العالم العربي على اساس جامد و محدد على عكس الباحثين و العلماء في مجال علم الاجتماع حيث يحدثوننا بان القومية انما مفهوم ديناميكي اي بمعنى لاتوجد هناك قومية واحدة او بالاحرى لا توجد نوع واحد من القومية بل توجد هناك انواع من القوميات!!!
يتفق العلماء ايضا على ان فكرة القومية حديثة العهد و يرجعون جذورها الى القرن الثامن عشر و هناك من يقرن نشوء القومية بالثورة الفرنسية التي اطاحت بالطبقة الحاكمة و نادت بسلطة الشعب للشعب. كان على الثورة الفرنسية عندئذ ان تعرٌف الشعب الذي سيستلم السلطة فولدت فكرة القومية على اساس الوطنية و ليس على اساس الانتماء العرقي او اللغة الفرنسية. كانت هذه الثورة لكافة الفرنسيين من الناطقين بالفرنسية و غير الناطقين بالفرنسية و لم تكن ثورة للناطقين بالفرنسية و الساكنين في كندا او افريقيا او بمعنى اخر اصبح مفهوم القومية الفرنسية مرادفا للوطن و ليس لعرق من البشر. في المانيا اتخذ معنى القومية مسلكا مغايرا لفرنسا عندما استقرت المانيا على العنصر الجرماني في تحديد القومية الالمانية و عليه لم يشمل الاخرين و ان كانوا مواطنين في المانيا بينما شمل الناس في دول اخر شريطة انتمائهم الى العنصر الجرماني!!
من الجدير بالذكر ان مفهوم القومية بغض النظر عن نوعيته لا تجده بمعزل عن المفهوم السياسي الذي يتخذ من القومية مادة لتعبئة الناس و تجنيدهم لقبول بل تحقيق برنامجا سياسيا يحدد حقوق الناس. اذا كان لا بد من تعريف لفكرة القومية نجد ان الغالبية العظمى من الباحثين يتفقون على تعريف مفاده ان فكرة القومية تسود او متحققة اذا ما توفرت بعض من العوامل. العامل الاساسي يتوفر ان كانت هناك مجموعة بشرية معينة يشترك فيها اعضائها مع بعضهم البعض بخصائص معينة كاللغة و الدين و العادات و التاريخ و الارض. هذا العامل يجب ان يكون مقرونا بعاملين اساسيين اولهما ان تكون هذه المجموعة البشرية واعية لهذا الاشتراك و الكينونة و ثانيهما ان يعي محيط هذه المجموعة تلك الكينونة ويتعاطى مع المجموعة على اساس ذلك الوعي. جميل جدا و تعالو لنرى الى اي حد اذن الايزيدية يستوفون هذه الشروط لكي يكون لهم هويتهم الاجتماعية الخاصة بهم كقومية.
لنبدأ بالخصائص المشتركة فنجد ان هناك ما يكفي من الادلة التاريخية و الواقعية على توفر خصائص اللغة و الدين و الارض و التاريخ و العادات. ماذا بصدد وعيهم بهذا الاشتراك و بهذه الكينونة؟ حسنا هل هناك ايزيدي يشك بذلك وان حاول البعض على اختزال هذا الوعي الى خصوصية الدين لاسباب سياسية هم يعرفونها قبل غيرهم. و اخيرا ماذا عن المحيط الايزيدي ووعيه و تعاطيه مع الايزيدية؟ المحيط هنا يكون المجموعات البشرية الاخرى و ليس الاحزاب و التنظيمات, كالعرب و الكورد و المسيحيين على اختلاف قومياتهم و التركمان. لا شك في انهم يتعاملون مع الايزيدية كايزيدية و ليس كاكراد او عرب او اشور. الم تتعاطى السلطة العثمانية مع الايزيدية كايزيدية وعليه تلك الفرمانات التي كادت ان تنهي الوجود الايزيدي و التي وصلت عددها الى 72 فرمانا معنونة للايزيدية دون الاكراد او العرب على سبيل المثال. كيف نفسر الملايين من الشهداء و كافة اشكال التنكيل و سبي النساء للايزيدية على مر المئات من السنين لتشبثهم بهويتهم الخاصة بهم, ان لم يكن دليلا قاطعا بان هذه المجموعة البشرية وعت قبل الكثيرين انتمائها الى هويتها الاجتماعية.
نستخلص مما تقدم ان القومية الايزيدية حق مشروع بقدر ما هو موجود كحب منقوش في صدور بناته و ابنائه و ان لم يعلنوه خوفا احيانا حاله حال الحب في المجتمعات الكابتة للحريات.
براينا ان تعامل المحيط الايجابي وغالبا السلبي مع مجموعة بشرية معينة يشكل عاملا محفزا في تعجيل بلورة الهوية القومية لدى هذه المجموعة و هذا ما نراه قد تحقق بدون ريب فيما يتعلق الامر مع الايزيدية كمجموعة بشرية.
واخيرا نعتقد بان هذه هي الخطوة الاولى في خطوة الالف ميل و صولا الى الغاية المنشودة في احقاق كامل الحقوق السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية لشريحة عريقة من النسيج الوطني و للحديث صلة.



#وسام_جوهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مات صدام ...هل سيعيش العراق؟


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - وسام جوهر - القومية الايزيدية ...حق مشروع