أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - بمناسبة موت الشاعر كزار حنتوش3 موت شاعر















المزيد.....


بمناسبة موت الشاعر كزار حنتوش3 موت شاعر


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 1798 - 2007 / 1 / 17 - 12:39
المحور: الادب والفن
    


بغداد/ الخميس 25/8/1994 العاشرة صباحا
الصديق العزيز سلام
آثرت أن أكتب إليك من بغداد، أنا الآن أكتب في مقهىً يطل على ساحة الميدان، وضجيج جهاز "الفيديو" التي انتشرت بكثرة في مقاهي بغداد يطغي على ما عداه.. والجميع يتناولون الشاي بالأقداح، إذ أن صاحب المقهى من الشقيقة مصر العربية‍‍.. والشاي بخمسة وعشرين دينارا ـ تصور ـ، ويثير منظري الغريب ـ أنا قريب الشبه بالمصريين ـ حنق العراقيين وغبطة المصريين.. وأنا أتجول في بغداد بالنعال والقميص الذين لم أغيرهما منذ بداية الصيف، وأنّى لشاعر مثلي أن يرتدي ملابسَ جديدةً.. على الرغم من كوني شاعراً مرموقاً.. ولكن الشاعر هنا له مواصفات أخرى، عدا كونه مرموقاً.
عُينت في دائرة السينما والمسرح براتب قدره مائتان وخمسون دينارا على الرغم من كون الأجرة بين بغداد والديوانية تتراوح بين 75 ـ 100 دينارا فقط لا غيرها ـ تصور.
علي الشباني، لا زال حيوياً، وسمينا، ومرفها، وكذلك حبيب الأجرب الذي عنده الآن أموال قارون، ولكن ـ لقد تغيرت ملامح (الجديدة) إذ هُدمت ، ويعاد الآن بناءها إذ شقت فيها الشوارع العامة طبقا للتصميم الجديد للمدينة. وبطل العرق أصبح أغلى من الذهب، تصور بطل العرق العصرية ها بـ 800 دينار، ولذلك أقلع العراقيين عن الشرب.. وهذه هي الحسنة الوحيدة.
كنا البارحة في بيت "رضا ذياب" وتكلمنا كثيرا عنك. وقال لي أنه سيرسل إليك رسالة أخرى رغم أن أخر بطاقة منك قد وصلت إليه في نيسان، ويحاول الاتصال بك من عمان أواخر شهر أيلول من عمان إذا ما وجّهت إليه الدعوة من الجهات الفنية هناك.
أكملت الآن إنجاز ديوانين الأول: "قصائد لا يحبها الرأسماليون" الذي أرجو أن يموله علي الكحلي.
والثاني: "أسعد إنسان في العالم" الذي أرجو أن يموله كريم الحلاق إذ أن طباعة الديوان في عمان تتجاوز الثلاثمئة دولار.
عزيزي: كيف هو حال علي الكحلي، ومنعم الكحلي، وشاكر السماوي، وجاسب وعباس المهاويين.. أرجو إخباري عن (ابيحي) صباح كاظم الذي هو في السويد كما أشيع، كيف أخباره؟. أكتب لي عن ذلك أرجوك..
عزيزي: إخوانك بخير صدق، وأهلك الآن فتحوا دكاناً من الدار دكاناً محترماً، وإخوانك جميعهم بخير.
قد تسنح لي فرصة لزيارة عمان، من هناك سأبرق إليكم. ولكن على إخواني هناك أن يتأكدوا أنني سأبقى "كزار حنتوش" الطيب رغم كل شيء.. كل شيء.. وسأظل أتذكركم حتى في الدار الآخرة..
الحياة جميلة تبقى، ونبقى نكتب الأشعار، ونحب، ونصادق، ونعيش بين الزهور والأوحال حتى النهاية.. حتى النهاية..
تحياتي للعائلة الكريمة في الدانمارك.. مع تحياتي للصحاب وأسلم.

مع الرسالة قصائد كتبتها مؤخراً
كزار حنتوش
بغداد ـ دائرة السينما والمسرح
الأسماء الواردة في الرسالة:
1ـ علي الشباني الشاعر العراقي المعروف
2ـ علي الكحلي القاص والروائي علي عبد العال
3ـ شاكر السماوي الشاعر العراقي المعروف
4ـ رضا ذياب ممثل مسرحي عراقي يعيش الآن في كندا
5ـ حبيب الأجرب: هو حبيب ظاهر كان مقاتلا في حركة الأنصار أوائل الثمانينات شجاع مقدام عاد إلى الداخل سرا وعاش حياة مختلفة وهو الآن من أثرياء مدينة الديوانية
6ـ كريم الحلاق، جاسب على مهاوي، صباح كاظم "ابيحي" التحقوا بحركة الأنصار في كردستان عام 1982 والآن يعيشون في اسكندنافيا.
ـ عباس مهاوي، ومنعم الكحلي اشتركا في انتفاضة 1991 ولجأ إلى رفحا في السعودية ثم إلسويد
هذه الأسماء سوف يتكرر ذكرها في رسائل كزار التالية

القصائد

قصائد عابسة
كزار حنتوش

1 ـ نهاية قيصر الصعاليك

ها إني وقعتُ
كبعير
وسكاكيني كثرت
ـ لا تعبأ..
جارحنا كالطاعن في الماء
أووه.. أووه...
لكن "حميد بروتش"
وأنا أعدو زحفاً صوب حدائقه
هدّ الحيل بنرجسة بيضاء
ـ آه.. آه..
فات الوقت إذن
ها إني وقعتُ
كبعير
وسكاكيني كثرت
أووووووووووووو

2 ـ الحظ
كل خميس
أنصب نفسي كالسدره
في الميدان العام
لكن الطير الذهبي
يصرف عني
ويحط على غيري

3 ـ مجد القط البري
إلى جان دمو

القطط البيض الناعمة
ما آوتني
في البيت الدافئ
ونمور الأحراش الصعبة
طردتني
من وجر الليل الخافي
ولذا همتُ على وجهي
في الحرية!
دون رفيق

4 ـ كعب أخيل

أخرجت من السجن
كنبيذ عتق دهراً في قبو
كان القمر الأخضر
كوة زنزانة
والليل، الليل، الليل، الليل، الليل
يراقب سكناتي
بنجوم لا حصر لها
وأنا أمشي فوق رؤوس حوافري
الخمسة
مشطوباً كالزابرا بالأسلاك الشائكة
سأدبغ جلدي
في نادي البغل الذهبي
وأدور هناك.. هناك، هناك، هناك
كعمود غبار في الديوانية
يلتف، يلتف، ويلتف، ويلتف، ويلتف
وأعب من الخمرة هناك
ما يكفي لهلاك ثلاثين مقاول
هم.. هم.. وسأرمي عند الفجر إلى
الوحل
مثل الأشعار البرناسية!
لا..
سأروح إلى مقصفنا
بين القصب العالي...
وساحسو كأس العاصفة الحمراء
وأوقع محموماً بالحافر
(مارسليز) الماء
" هه.. هه.. أو ما تدري؟"
ـ قال زعيم الأفاقين الخمسة ـ
مقصفنا السفري بين القصب العالي
راح...
بتنا نسكر مكشوفين
والليل، الليل، الليل، الليل، الليل
يراقبنا بنجوم لا حصر لها،
حسناً
سأروح.. أروح، أروح، أروح، أروح
كي أروي الروح، الروح، الروح
الروح، الروح
من حانة دمع
عند نواصي الدغارة
لكن الأفاقين المحترفين
رفعوني كالنخب
فتحوني من حافري الخامس
كالشمبانيا
واحتفلوا منفردين.

5 ـ أسعد إنسان في العالم

أمشي رياناً.. كزهور تحت النارنج
صوب صديقي الشاعر
المعدة تكفيها حفنة باقلاء.. وعدس
والروح ستكفيها أشعار كرستال
للصائغ يوسف
ولدي من الأحزان
ما يكفي كي أسكر بالمجان
والجيب هو الآخر
أفلا يكفيه دفتر شيكات
من بنك "السياب" الذهبي؟
أمشي تحت سماء مرعدة
تحت حنان الشعب
تحت دموع الرب
تحت طيور بيض
تبغي مأمنها
في منتجع آخر.
.................
أمشي رياناً.. كزهور تحت النارنج
صوب الطرف الآخر

6 ـ عقوق

مسكين شاعر "غماس" الفائض
ظل يجوب الحانات طويلاً
بالجيب الخالي
والحلم الباهض
في الكأس المترع
كان ذبابة
وأزيحت
في باب الصمت المشرع
كان ربابة
وأزيحت
مسكين شاعر "غماس" الفائض
كسرير دون نوابض
ظل يصر طويلا
تحت الصمت الذهبي والعمر القائظ

7 ـ نحو الخمسين

الكلم الطيب
والعمر المذهل
رفعاك إلى الشمس
أتدير الظهر إلى بغداد وتنزل
لا..
اقلب جبل العمر الموثق
انشب خطافك فيه.. وتسلق
يا عمر نسور أربعة
يا شهر ثلاثين فرزدق

8 ـ طابور البيض
هل هذا طابور
أم ذيل ديناصور؟
..................
مرات يتقوس كالمنجل
ليخيف المندس هنا، وهناك
مثل الحجل
مرات يمتد كالسكين
ليغوص بعيداً في لحم الوكلاء السريين
..........................
طوراً ترسمنا الأطوار
قبائل "زولو"
"هناك البيـ...ض، هنالك البيـ.........ض"
طوراً تكتبه الأمطار
وشماً في كف فلاة
"هناك البيـ..............ت، هناك البيـ......ت
فنعود الأدراج
كدجاج
بغداد




2

الديوانية 1/9/1994، الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر

الأخ العزيز سلام
لا خيلٌ عندكَ تهديها ولا مالُ
فليسعد النطقُ إنْ لم يسعدِ الحالُ
" المتنبي"
وهكذا لا أضمر لك إلا القول الجميل الأنيق
لأحدثك أولا عن "رضا ذياب"، ذلكم الممثل الطويل المقوس ذي المظهر المتبتل المتقشف الذي يذكر بأحد صحابة محمد "صلعم" كنت في شقته الأنيقة (ليست ملكه قطعا) مع العاق خيري، وبتنا على خير ما يرام، وقدا بدا "الحصار" واضحاً على لحيته البوهيمية وطريقة عدم خروجه من البيت إلا عند الضرورة القصوى، وقد جاءه ولد جديد سمين ـ لا أتذكر أسمه الآن ـ ولكنه جميل جدا "اللهم لا حسد".
أما علاقتي بعلي الشباني "أبي صمد" فهي سمن على عسل، وعادت علاقتنا إلى سابق عهدها، فلقد أعدنا اكتشاف نفسينا خلال الظروف الأخيرة، ولكنه أحسن حالاً مني بكثير، فهو يجيد تدبير أموره ويتأقلم مع أي ظرف ـ دون المساس بالكرامة أصلا ـ وأنت تعرف أبا صمد خير مني.. نلتقي كثيرا عند العشيات أمام مطعم ناظم جاري أمام عمارة عبد الأمير سلطان التي احتلت جزءاً كبيراً من بيت علي الكحلي.
عزيزي سلام
أنني الآن في الديوانية أضيع من الأيتام على مائدة اللئام. لقد رحل عني أصدقائي إلى السماء، أو إلى بلاد أخرى، والجزء الضئيل الباقي غيّره المال، أو لعبت به الظروف، حيث نصبته غرض المفقرات يصبنه، كما يصيب النبل حشا حمار الوحش.
لكنني ما زلت أنعم ببضعة أصدقاء لا يزيدون عن أصابع الكف يواسونني وأواسيهم، نتذكر أصدقائنا الراحلين وحياتنا الغاربة.. سارحين عند الأرصفة والمقاهي منتظرين بصبر نافذ قدوم الفرج... ولا فرج.
عزيزي.. لقد عزمت على السفر إلى الأردن، وكتبت بهذا الخصوص إلى كريم الحلاق وعلي الكحلي، إذ أن البقاء في الديوانية هو الموت بعينه، ومقارعة الحياة وإعادة الصفعة إليها هو أجدى من موتٍ يائس مستسلم.. وفي الرسائل المطولة القادمة سوف أكتب إليك نماذج من أشعاري، وأخباري الأدبية، وأنا واثق بأنها ستروق لك، فلقد أضحى مقامي الأدبي في هذا البلد عالياً جداً على الرغم منهم، إذ لا يمكن ستر الشمس بغربال، ولا بد للعملاق أن يظهر وسط أقزام غشاشين تنكروا لكل شيء، وباعوا حتى الشرف، وسوف يقتص منهم التاريخ بلا ريب.
عزيزي
تجد مع رسالتك رسالة إلى الأخ الحبيب جاسب على مهاوي، أرجو إرسالها إليه على عنوانه مع الاعتذار عن المتاعب سلفاً، كما وأرجو أن توافيني برسالة تخبرني فيها عن حالتك الصحية مفصلا.. إذ أن الأنباء التي تصلني تبعث في نفسي القلق والخوف.. أريد أن أطمئن يا صديقي. وفي حال وصولي إلى الأردن سأخبرك برقيا لكي ترسل مجموعتك القصصية الجديدة على عنوان سوف أحدده لك لاحقاً.
لقد جاء صحوي متأخراً، وهو أفضل بكل المقاييس من عدم الصحو إلى الأبد، لقد بلغت الخمسين وأضحى لزاماً عليّ أن أقوم بمساعدة نفسي وعائلتي في خطوة أخيرة نحو الضوء والحرية.. وأرجو أن لا يحالفني الفشل وإلا كانت النهاية.. وما أخاف النهاية.. لقد أصبح الموت بالنسبة لأي عراقي مثل شرب الماء، سهل، ومتوفر، وغير مخيف.. تحيات أصدقائك الكثر في الختام.
راسلني على العنوان الرسمي التالي
بغداد/ وزارة الثقافة والإعلام/ دائرة السينما والمسرح ـ الشاعر يوسف الصايغ/ ليد كزار حنتوش
كزار حنتوش
ديوانية



3

الديوانية 28/12/1944
صديقي الحبيب سلام
أعطاني الأخ خيري رسالتك بعد أن أجاز لنفسه الإطلاع عليها، وحسنا فعل إذ إن الأخت "أم روعه" تتنسّم أخبارك دائما.. وقد احتفظت بالقصة التي أرسلتها إلي.. والحق أن القصة تشي بمقدرة طيبه، وتتكشف عن قاص واعد، وجيد، صار له شأن في مسيرة القص العربي الحديث، وسوف تثبت الأيام ـ إن لم تكن قد أثبتت صحة استنتاجي هذا.
صديقي الحبيب:
تداولت مرات، ومرات، مع الأخ (أبو صمد)، بشأن أشعار الراحل طارق ياسين، وراعني أنني وجدت منه تهرباً لا يخفي على الإنسان الحاذق، وإن أختلق شتى المعاذير.. وأعتقد إنه يريد أن ينسب شرف طبعها لنفسه،وإنه لا يريد أن يشاركه أحد بهذا المجد، لكنني أخذت وعدا قاطعاً من كاظم غيلان، وهو من مريدي "طارق ياسين" وجامعي أشعاره، وهو يعمل ناسخاً في بغداد، بأنه سوف ينسخ لي أغلب أشعار "طارق ياسين"، ثم نكث عن وعده، ولاشك بأن السبب المال، وبعد أن توفر لدي المال، سوف أعطيه خمسة آلاف دينار، وسوف أرسل إليك القصائد دفعة واحدة، وبأسرع وقت ممكن.
لم أرَ الشباني منذ شهر، والسبب هو أنني معتكف حالياً في البيت لا أخرج منه إلا لماماً، وهذه النوبات تأتيني مرة، أو مرتين في العام، لكننا جرياً على العادة سوف نحتفل سوية بعيد رأس السنة، وسوف أفاتحه بشأن إرسال بعض قصائده الغزلية إليك.. وسوف أعطيه رسالتك ليقرأها، وأقبله عشراً بدلا من ثلاث.. وأظن أنه حالما يقرأ رسالتك فسوف يصاب بالانفراج.. وأنت يا عزيزي تعرف (أبو صمد)، إنه لا ينسى وعنده (نحاسه) قروية.. وإنه على استعداد لهجر أعز أحباءهن إن (شك) بأنهم لا يقدرونه حق قدره.
أننا حزانى هنا على تدهور صحة ( أبي سعود) ـ المرحوم الشاعر عزيز السماوي ـ ، وما في اليد حيله. إنه وهو الشاعر الحساس، لا يراعي صحته كما ينبغي، وسوف تتكالب عليه الأمراض، إن لم يتبع نظاماً صحياً صارماً. إننا نتمنى له الصحة والسعادة فهو أحد أعمدتنا الثقافية التي يقوم عليها صرح الثقافة الوطنية.
صديقي الحبيب: دائما أسعى لرؤية إخوانك، وهم أناس طيبون ومثقفون، باختصار: عائلتكم رائعة، ولله درّ من كان السبب في صنع هذا الأمر العجاب، والفتنة الفائرة، وهم بخير، أنيقون دائما، كالعادة، مبتسمون، إنهم ملائكة تسعى على الأرض.
ما كان ينبغي يا أخي ـ وأقولها بحرقة ـ أن تبعث لي مالاً أنت بحاجة إليه. أنني أقدر شهامتك مذ كنت فتىً يافعاً، ولست الآن بحاجة إلى دليل. نحن العائلة وأنا نشكر لك معاونتك رغم ظروفك الصعبة.
صديقي الحبيب وصلت المعونة (....) وباعتبار الأخ هادي ـ هادي حنتوش أخ كزار الصغير ـ مدبراً صارماً لا يقرب الكحول إلا لماما، وباعتباره أباً لأثني عشر طفلاً وطفلة فلقد أعطيته المبلغ بكامله، وهاهو يتصرف بحنكة وفطنة، وقد حسن وضع البيت كثيراً.. لكنه يقتّر عليّ تقتيرا،.. والحق أقول أن هذا يروقني جداً.. إذ لو كان المال عندي.. لكنت أقمت مآدب إمبراطورية!.. ولكني سوف (أستلف) من هادي مبلغا محترماً ليلة رأس السنة لكي نسهر والشباني الذي يتهمني ـ لاشك ـ في قرارة نفسه بأنني أصبحت ثرياً، وأنني.. وأنني..!!.
صديقي الحبيب.. أرسلت رسائل عديدة إلى الصديق كريم الحلاق، لماذا لم يرد عليها.. أهو غاضب مني.. أم ماذا؟ عسى أن يكون الكسل هو الدافع.. وبالمناسبة عندنا صديق في كولون بالمانيا أسمه ـ خالد جابر المعالي ـ وهو شاعر وناشر.. سأثبت عنوانه هنا (...............). وهو الآن شاعر مشهور في ألمانيا ويملك داراً للنشر ومجلة.. ومراسلاتنا مستمرة.. قد تحب أن تتصل به
وفي الختام: أجمل التهاني للعائلة ولك بمناسبة العام الميلادي الجديد وتقبل تحيات الجميع

كزار حنتوش

على قصاصة صغيرة مرفقة بهذه الرسالة

الأخ العزيز سلام... بعد أن أتممنا الرسائل التقيت بالأخ أبي صمد مباشرة، وأعطيته رسالتك فقرأها على مهل.. وقد بدا محرجا بعض الشيء.. ثم شكا لي من ضيق الوقت جداً.. والحق إنه مشغول جدا، ولكن هذا لا يعفيه من مهمة إرسال القصائد، واتفقنا بعد ثلاثة أيام من الآن أن نجتمع سوية لنشرب، ونكتب، الذي نقدر عليه من القصائد.. وهذا حل معقول في رأيي
2ـ الدفتر ـ دفتر كفاح ـ ( كفاح إبراهيم سوادي لم يعثر على رفاته بالمقابر الجماعية شقيق سلام إبراهيم الصغير ) موجود لديه، وسأبعث به بكامله إذ أنه لا يحوي كما يقول أبو صمد إلا على عشرين ورقة، قد تنقص قليلا أو تزيد قليلا. أما صورة كفاح.. فستحاول العائلة العثور عليها، في الأيام القلائل القادمة وهم جادون بالبحث عنها.. وسنرسلها حال العثور عليها
وأسلم يا صديقي
كزار حنتوش


4

25/10/1995
الأخ العزيز سلام

تحية من القلب
أبعث بهذه الرسالة المختصرة، جريا على مبدأ المعاملة بالمثل!!. فأنت لم تبعث لي رسالة واحدة منذ سبعة شهور، وهي مدة طويلة على الرغم من رسائلي المتلاحقة كالمطر إليك.
عزيزي.. لا شيء يذكر.. الأمور أضحت أكثر تعقيداً من الناحية المعيشية وقفزت الأسعار قفزة جنونية بحيث أصبحت علبة الثقاب بـ (75) ديناراً. الجميع بخير، عدى (محمد)،" محمد حازم مرتضى ابن أخت سلام إبراهيم مواليد 1972 شارك بانتفاضة 1991 بقى مختفيا متنقلا بين كردستان وبغداد والديوانية أعتقل عام 1994 أعدم 1995 وسلمت جثته إلى أهله" الذي غادرنا إلى الرفيق الأعلى.. أبو صمد ينتظر رسالة منك، ورضا وزوجته في أتم حال.. والشاعر "رعد كريم عزيز" ـ يسكن الحلة الآن ـ يزجي تحياته إليك..
أريد أن أعرف آخر أخبارك الأدبية.. وأخبار الصحب الأدبية هناك ممن أطلعت على أخبارهم ونتاجاتهم وهل نُشر لي شيء عندكم، فلقد بعثت بعدة قصائد إلى جاسب وعلي..
تحياتي للعائلة، وللصديق العزيز كريم وزوجته، وعائلته تحيات الجميع
تحياتنا للجميع.. خصوصا أبي مخلص العظيم
كزار حنتوش
عراق/ القادسية/ بريد الديوانية
ص.ب 371
ملاحظة: أرجو أن تبعث إلى الأخ شاكر السماوي برسالتي الأخيرة، لأنني أضعت عنوانه.. وبالسرعة الممكنة مع الشكر



5
8/12/1995
سلام إبراهيم
تحية القداح والمروءة
قلبي يسمعك بين النجمة، والعشب، وأنت تومئ، لنا بقنديل الدمع، أتسّرب الرمان إلينا، أم تقمع الرغبة السرية بالفرح، لا فرح، لا بكاء، لقد صار كل شيء إلى عدم، وانتهى اللقاء..
سلام إبراهيم..
حلمي أن أراكم، ترى هل يمتد بي هذا العمر وأنا أتوكأ على ورقة حلفاء، بلى سأعيش لأراكم وأتمنى أن ينجدني الرب.
سلام إبراهيم
الجميع يتذكرونك، ويحيون، يا سلوتنا في السهرات الحزينة عند ضفاف النهر أو قرب الحدائق، المهملة مثلنا.
تحيات رضا ذياب، وخيري عباس
أتمناك رضي النفس، كاسراً للوحشة والوحدة، واليأس
حبي الشديد في الختام


6

الديوانية/ حي العصري
23/8/1999
سلام.. حبيب الناس
تحية قلب ديواني، وعمر غريب، وعجيب
تحية حياة غامضة، سريعة، وليست عادلة..
سلام العجيب، الغريب، اللص، الشريف، المقام دوماً على القلب،
وعلى قلوبنا جميعا، علي الشباني.. وأنا.. وكلنا.
بالأمس.. أي والله.. بالأمس.. سكرنا على الشباني وأنا في بيتٍ يطل على جامع "حي العصري".
سكرنا في بيت... الذي هو بيتي.. استأجرته البنت "أم روعة" ( سليمة إبراهيم شقيقة سلام إبراهيم) مع زوجتي ــ تصور لقد تزوجت من شاعرة لاشك بأنك تعرفها.. اسمها رسمية محيبس زاير ــ
كم أحبك أيها الولد
أنك أغصان شجرة حياتي
أحبك.. وأحب من يحبك
سكران منذ الصبح
وفي الحي العصري
وعلى بعد أمتار من بيتك القديم
حيث يقيم عادل وعلاوي.. والناس!.
أحبك مثلما يحبك خيري عباس (شاعر عراقي وشخصية شعبية لها طرائف)
وأم روعة
أخ.. أحبك جداً
وحق على بن أبي طالب
المخلص للأبد
كزار حنتوش



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة موت كزار حنتوش2 موت الشاعر
- تشوه بنية الإنسان في البيئة العربية المغلقة والقامعة- الجزء ...
- تشوه بنية الإنسان في البيئة العربية المغلقة والقامعة- الجزء ...
- تشوه بنية الإنسان في البيئة العربية المغلقة والقامعة- الجزء ...
- تشوه بنية الإنسان في البيئة العربية المغلقة والقامعة- الجزء ...
- تشوه بنية الإنسان في البيئة العربية المغلقة والقامعة
- أزقة الروح قصة قصيرة
- قصة قصيرة-جنية الأحلام
- تحجر
- العصفور
- حصار يوسف
- بمناسبة محاكمة صدام حسين وأعوانه بقضية الأنفال عندما أدخلني ...
- بمناسبة محاكمة صدام حسين وأعوانه بقضية الأنفال...عندما أدخلن ...
- بمناسبة محاكمة صدام حسين وأعوانه بقضية الأنفال...عندما أدخلن ...
- العمة الجميلة*
- النص العراقي والناقد
- أنها الحرب
- اختطاف
- كتّاب كانوا سوط الجلاد الثقافي
- بمناسبة المؤتمر الرابع للطائفة المندائية..يا عراق متى تنصف أ ...


المزيد.....




- الأدب الروسي يحضر بمعرض الكتاب في تونس
- الفنانة يسرا: فرحانة إني عملت -شقو- ودوري مليان شر (فيديو)
- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - بمناسبة موت الشاعر كزار حنتوش3 موت شاعر