أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نائل الطوخي - صاحب مدونة على الإنترنت.. نتنياهو في اخر ادواره الثقافية














المزيد.....

صاحب مدونة على الإنترنت.. نتنياهو في اخر ادواره الثقافية


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1797 - 2007 / 1 / 16 - 12:50
المحور: الصحافة والاعلام
    


هل يحتاج قائد سياسي لمدونة علي الإنترنت؟ أو هل يحتاج للكتابة أصلا؟ ولماذا وهو يملك بالفعل جمهورا أكبر من جمهور أي كتابة، وهو يري كلماته ليس فقط أنها تبرز في نشرات الأخبار وعناوين الصحف بل يتم تنفيذها كذلك علي مشروعات وميزانيات بل وحروب وحشية، في حالة قادة ملطخة أيديهم بالدماء. فوجئت مؤخرا دولة إسرائيل ببنيامين نتينياهو رئيس وزراءها الأسبق وهو يعلن في برنامج تليفزيوني شهير أمام محاوره يائير لابيد أنه يملك مدونة علي الإنترنت وأنه يتلقي عليها عشرات الألاف من التعليقات. كان هذا مفاجئا للكثيرين، فنتنياهو يتعامل بنزق رهيب مع مدونته. هو يقول مثلا في تدوينة نشرتها صحيفة هاآرتس:
أنشأت مدونة وأصبحت صوتا، ولو حتي في التعليقات التي كتبتها. تتبعت أولمرت وفاجئته من يساره، في مطالبتي بفتح محادثات مع سوريا كم ضحكنا وحككنا أيدنا في هذه الليلة! . أجروا معي لقاءات في التليفزيون مع البروفيل المفضل لي، ونكتتين تلقائيتين كنت قد قمت بإعدادهما.
تبدو لهجته مضحكة في التدوينة، خاصة وهويتحدث عن أمور خطيرة للغاية مثل دعوته لإقامة محادثات مع سوريا. ولكن أحد قراءه يقول بأسف: هذا مضحك دائما، حتي اللحظة التي نتذكر فيها أن الحديث هوعننا نحن. أوف
غير أن الهجوم الأبرز علي مدونة نتنياهو كان من بعض الزملاء من أصحاب المدونات، مثل الشاعر بني تسيبار الذي يقول في مدونته علي موقع صحيفة هاآرتس:
فكرت:أنا الآن زميل مدونة لهذا الرجل المقزز. ربما أن نفس الأشخاص الذين يكتبون تعليقات في مدونتي يكتبون تعليقات في مدونته بدون حتي أن يغسلوا أيديهم عندما ينتقلون منه إلي.
ليست الحكاية أنني أشعر بالتفوق علي نتيناهو.ولكنني فقط أعتقد أنني أكتب مدونتي من داخل بطني، بألم حقيقي، لست رجلا غارقا في البحبوحة ويكتب لمتعته بهدف جمع التعليقات. باختصار، هو سياسي وأنا غير سياسي. أنا احتاج للصراخ بصوت مبحوح حتي يسمعوا ما أريد قوله، وأحاول أن أكون علي هذه الشاكلة إلي درجة أنني أحاول في الحقيقة قول كل شيء بتلك الدرجة من الحدة التي يسمح لي بها تفكيري، أما هو فدليه ثقته الماكرة التي يملكها من يعرف ماذا يريد الجمهور سماعه ويزوده به. كل هذا أكتبه، بالمناسبة، بدون أن أدخل أبدا لمدونته. وليست لدي نية للدخول إليها. تكفيني رؤيته في التليفزيون.
لا يكتفي تسيبار بهذا. بل يحلل أيضا واقع إسرائيل وواقع وجود نتنياهوفيها:
حقيقة أن نتنياهو يظل حيا بشكل مافي المعركة السياسية يبين إلي أي حد دولة إسرائيل هي دولة ريفية. حقيقة أنه يعد شخصا ما يمكن دعوته للحديث أمام يائير لابيد وأن يصفق له الناس،تبين إلي أي حد هذه الدولة، من الناحية الذهنية، لا تزال بلدة نائية تحوي كل أنواع نصف المتأخرين ذهنيا، الذين يثيرهم الساحر الذي يزور المعرض السنوي ويقوم لهم بالهوكس بوكس ويقفون هم أمامه سائلي اللعاب.
لم يكن نتنياهوعدوا للعرب فقط. بل بدا أيضا أنه عدو لمواطني دولته، يكتب تامي مولاد حيف في صحيفة يديعوت أحرونوت ساخرا من عرض نتينياهو في مدونته للأزمة الاقتصادية التي ألمت بإسرائيل مؤخرا ومن طموحه السينمائي للظهور بمظهر البطل المنقذ للاقتصاد المنهار:
الآن يقتحم بنيامين نتنياهومجالا جديد للعمل: لقد بدأ في إخراج أفلام قصيرة علي مدونته علي الإنترنت. وفيها يحاول الرد علي أسئلة المعلقين. لدي نتنياهو دوران أساسيان في الفيلم: هومحلل يضيف بهارات علي الدراما، وكذلك بطل مخلص ينقذ اقتصاد إسرائيل المنهار.
وصل نتيناهو البطل، بالضبط كما يصل الأبطال، بينما كان الوضع متأزما إلي درجة كبيرة وكانت الدولة تقف أمام حافة هاوية من البطالة والفقر المتفسخ. يصف المحلل السياسي بنيامين صاحب الصوت الدرامي بطولة المخلص عبر إدانه كل سابقيه في الوظيفة.
المشكلة التي يحاول البطل نتياهوان يتعامل معها هي صورة الواقع الذي تركه بعد العملية البطولية الحداثية. تتضمن هذه العملية تقليص في الموازنات وحصص الرفاهية والتعليم. إلي جانب إصلاحات ضريبية تبدو جيدة في أعين من يملكون.
ماذا كانت المشكلة من وجهة نظر البطل؟ الفقر المتزايد. من كان المذنب؟ الفقراء وبشكل خاص الشباب الذي فضلوا حياة الفقر والعوز علي العمل وتحمل المسئولية الشخصية. أوبكلماته: المحتاجين المتخيلين. يوضح قائلا: كثير كثير من المحتاجين المتخيلين . ويضيف المحلل بنيامين: ليس فقط الذين لا يريدون العمل تلقوا حصص هؤلاء وإنما أيضا الكثير والكثير من الذين يعملون يتلقون حصص بحجج واهية.
بصوت درامي يصف المحلل نتائج إدارة هذا الجمهور من الكاذبين وعديمي المسئولية، جمهور المواطنين: ميزانية الحصص سوف تتضخم وتتجاوز بحجمها ميزانية التعليم والأمن.
وبينما لا يزال منحنيا أمام المشاهدين فهو يصف الكارثة التي نجح بيديه في إيقاف خطواتها: كادت البنوك أن تنهار. أوشكت البطالة علي الوصول إلي 12 % ، منظومة الموازنات كادت تتحطم، كارثة رهيبة.
يمكننا العثور علي الكثير من الأخطاء في الفيلم. لم تكن ميزانية الرفاهية أبدا أكبر من ميزانية الأمن والتعليم. لا يختار أحد حياة الفقر والعوز في سبيل تلقي بدل جوع. وضع الخزانة القومية تحسن ليس فقط وبالتحديد بسبب سياسة نتنياهو، وإنما بالأساس بسبب الواقع الاقتصادي العالمي. انتفاخ جيوب الأغنياء لم يتسرب ولن يتسرب، وفقا للنظرية الرأسمالية، إلي الفقراء.
ولكن نتنياهو لم يدع أبدا الحقائق تربكه. هو يلعب وظيفة حياته، بشكل استثنائي يمكن القول أنه يستمتع بكل لحظة. هو يشرح بلغة بسيطة وواضحة لجمهور البلهاء الذين يشاهدونه أن المشكلة تخصنا، السياسة القاسية تخصنا أما أنا، نتنياهو، فقد بدأت في مساعدة المحتاجين. أي ليس فقط أن المواطنين كاذبون وكسالي وإنما أغبياء أيضا، وإلا فكيف يمكن شرح حقيقة أن الجمهور لا يفهم أن الوضع جيد بالنسبة له عندما يكون الوضع سيئا. وأن الخطأ الوحيد هنا هوإبعاد نتنياهو عن الساحة.



#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل من غرفة اعدام صدام
- عن المسيح و جيفارا و إسماعيل: صدام حسين.. البطل المدلل لكامي ...
- الرسالة الكامنة للانتحاري
- معارضو الشارع واولاد الشوارع
- عن اطفال الشوارع و معارضي الشوارع
- قراء غير جيدين أو تجار متنكرون: مجانين مكتبة الاسرة
- الحجاب صليب المسلمين
- الشيعة ما بين حزب الله و الكائنات ذوي الذيول
- الروائي الإسرائيلي دافيد جروسمان: انظروا كيف شاخت إسرائيل
- من كفر قاسم الى بيت حانون:ولازال القتل مستمرا
- الإخوان المسلمون يشترون طواقي حماس في مؤتمر بعنوان لبيك فلسط ...
- بيني و بين أبي. بين الإخوان والقاعدة
- كتب المسلمين الاعلى مبيعا في اسرائيل.. اشكال من العنصرية ضد ...
- الرواية بعد محفوظ.. العقوق الجميل لأبناء الجبلاوي
- يوم الكيبور.. صفعة لصورة الدولة التي لا تقهر
- السلطة المطلقة للافيه الرمضاني.. من الشعر و المسرح إلى شوقية ...
- حسين عبد العليم: تحريم الجنس أمر ممل جدا
- الأم المقدسة، أمي، الأرض و الهوية
- أمي، الأم المقدسة، الأرض و الهوية
- عن تصريحات البابا و الأديان المصابة بالزهايمر


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نائل الطوخي - صاحب مدونة على الإنترنت.. نتنياهو في اخر ادواره الثقافية