أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - أفلامُ عطلةِ الأعياد ، المفضّلة















المزيد.....

أفلامُ عطلةِ الأعياد ، المفضّلة


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 1797 - 2007 / 1 / 16 - 06:45
المحور: الادب والفن
    


1
مضى الأسبوع الأخير من العام 2006 ، المتصرّم بدوره ، وكان محمّلاً بباقة من أوراد الأعياد ، السماوية والأرضية ، على السواء . بهجة العيد الكبير ، بالنسبة للكثيرين منا ، مؤتلفة في الذاكرة دوماً بالصالة السينمائية ؛ هذا المحجّ الأثير للطفولة ، والمتوافق مع حجّ بيت الله الحرام ، المنذور لمن هم أكبر سناً . في أعوامي الغضة إذاً ، المنتمية لأواخر ستينات القرن الآفل ، كان الأخوة يفترقون ، إناثاً عن الذكور ، في طريقهم لمركز المدينة : الشقيقات يتنكبنَ صحبة ً صديقة ، في توجههن نحو هذه الصالة أو تلك ، ممن تعرض أفلاماً رومانسية المواضيع ؛ وخصوصاً إذا كانت سمواتها مكللة بأسماء نجوم مصر ـ كسعاد حسني وفاتن حمامة ونادية لطفي ورشدي أباظة وعمر الشريف .. وغيرهم من المشاهير . فيما كنت ، من جهتي ، مرتبطاً آنذاك بصلة ذوق ٍ ، حميمة ، مع المزاج العتيّ لشقيقي الأكبر ، المتولع بأفلام الكاوبوي والمغامرة والحروب والكوارث والحرائق .. ! بيْدَ أنني لم أُعدمَ مزاجي الخاص ، المستقل نوعاً ؛ المزاج الذي كان آنئذٍ ينفر من أدوار سينمائية عنيفة ، مملة ، من قبيل " سانتو " و " زورو " . وبالمقابل ، فإنني إعتدتُ الإحتفاء بأفلام الوسترن ، وبالأخص تلك المناطة بالنجم الإيطاليّ جوليانو جيما ـ كما في سلسلة " رينغو " ، الشهيرة . نكبرُ إذاً ، والتوله بالفن السابع ما فتيء في قلوبنا طفلاً رقيقاً ، في عامه السابع بعدُ ، حريصاً على الأعياد وبهجتها . وها أنذا في صقيع المنفى ، الشماليّ القصيّ ، أنصت لشكوى طفليّ ، المحقة في عتبها عليّ لقلة طريقنا السالك إلى السينما ؛ الشكوى ، التي كانت أكثر علواً ومرارة في عطلة الميلاد هذه ، المنقضية للتو . مشاويرُ الأعياد ، الحميمة ، بتواشجها بالشاشة الكبيرة ، كانت بمثابة طقسنا الأقدس في الوطن . فيما بعد ، إستعضنا عنها هنا ، في غربتنا ذات الطقس البارد ، الكئيب ، بعادة المكوث أمام الشاشة الصغيرة ؛ الغربة ، المضيفة لخلقنا تلك العادة المكتسبة من تقاليد أهل البلد ، وخصوصاً في عطلة الميلاد ورأس السنة . ففي بلاد ـ كالسويد ، أينَ أقيم ـ محكومة بالعزلة والوحدة ، علاوة على الليالي المتطاولة دهراً في عزّ فترات شتائها ؛ في هكذا بلاد ، لا أنيسَ تسعدُ بصحبته من الأنام ( مع إعتذارنا من " الكتاب " ! ) أكثر من جهاز التلفزيون : قنوات متعددة ، متنافسة فيما بينها على أهواء مشاهديها ورغباتهم ، حافلة سهراتها بالفيلم تلوَ الفيلم ، كلاسيكياً كان أم معاصراً . النوع الأول ، يسودُ عادة ً في هذه الفترة ، المُعيّدة ، من العام ، وهوَ النوعُ نفسه ، لحسن الحظ ، المتطابق مع هوايَ السينمائيّ . وكان من مبلغ تناهي الهوى ذاكَ ، أن إشتركتُ بقناة " تي سي إم " ، الخاصة ، والمتخصصة بعرض الأفلام الكلاسيكية . ثمة ثلاثة من تحف السينما هذه ، إفتتنتُ بها حدّ إعادة مشاهدتها مراراً وتكراراً ، ودأبتْ من جهتها قنواتُ التلفزيون السويدية ، المختلفة ، على بثها ـ كهدايا عيد الميلاد .

2
أول الأفلام تلك ، المنذورة عادة ً لعطلة الميلاد ورأس السنة ، هوَ " ذهبَ مع الريح " ، ويعدّ أقدمها بإنتاجه العائد للعام 1934 . كنتُ قبلاً ، كما الكثير غيري ربما ، أعتقد أنّ هذا الفيلم مشغول أصلاً بالأبيض والأسود ، وأنهم إرتأوا تلوينه في زمن ما ، أحدث . على أنني قرأتُ فيما بعد ، في كتاب شامل عن تاريخ الفن السابع ، عن كون " ذهب مع الريح " ، للمخرج الرائد فيكتور فليمينغ ، بمثابة الفاتح للتقليد الجديد ( ألوان سكوب ) ، الطاريء ، والزاحف منذئذٍ رويداً على أفلام هوليوود ، حتى غلبته فيها ومن ثمّ في كل مكان من العالم . تقليدٌ آخر ، مستجدّ أيضاً ، أدخله هذا الفيلم إلى السينما ؛ وهوَ إعتمادُ النصّ الروائي للسيناريو : فقصته مأخوذة عن رواية بالإسم نفسه ، شهيرة في زمنها ، للكاتبة مرغريت ميتشيل ( 1900 ـ 1949 ) . إنها حكاية حبّ ، ضائع في مهبّ الريح ( كما يوحي عنوانها للفور ) ؛ ريح الحرب الأهلية ، التي إندلعت بين الجنوب الأمريكيّ وشماله ، على خلفية تحرير العبيد ، الأفارقة . هؤلاء الأخيرون ، كما ظهروا في فيلمنا الرومانسيّ ، كانوا سعداء بعبوديتهم وممتنين جداً لمالكي رقابهم ، الأسياد الطيبين الحالمين ـ كذا . على كل حال ، فإننا أمام مأثرة الفنّ السابع هذه ، لا بدّ أن نتجاوز أطروحاتها تلك ، السياسية والفكرية ، كيما نحلق في المشاهد الفذة ، المؤثرة حقاً ، لحربٍ ضروس أرختْ ظلالاً قاتمة على حبّ جارفٍ ، ما كان سوى وليد المصادفة : إنّ " سكارليت " ( النجمة فيفيان لي ) ، تودّع رجلها الضابط ، الذاهب للجبهة لمقارعة الشماليين ، ولا تلبث هيَ أن تجدَ نفسها في غمرة الفوضى العارمة ، الشاملة مدينتها بسبب تلك الحرب . في موقف متأزم ، مصيريّ ، يتهيأ لبطلتنا منقذاً شهماً ، وهوَ المدعو " ريت " ( النجم كلارك غيبل ) ، الذي كان في المقابل شخصاً مستهتراً ، أفاقاً ، فما أسرع أن تطورت أواصر الصداقة بينهما إلى وَلهٍ عنيف ، ضافرَ من قوته تلك التحديات الحياتية ، سالفة التوصيف . إلى ذلك ، كان مقدّراً لهذا الحبّ أن يُضحي ، في كل مرة ، ضحية ً لسوء الفهم بين قطبَيْه ، المذكوريْن ، والناتج عن مشاعر الغيرة أساساً . وفضلاً عن إبراز الفيلم لصور الحرب الأهلية ، المهولة ، فإنّ ما لا يمكن أن يسلوه المُشاهدُ قط ، هوَ مَشهد النهاية الدراماتيكية ؛ المتعاقبة فيها المصادفاتُ ، بنحسها وسعدها ، على السواء .

3
" دكتور جيفاغو " ، المُنتج عام 1965 ، يبدو في بعض مشاهده وكأنما هوَ مقترنٌ بمناسبة عطلة السنة الجديدة ؛ وخاصة ً واقعة ليلة الميلاد ، الموسكوفية ، الشاهدة على ولادة الحبّ الخالد بين بطليْ الفيلم . لأنسَ إذاً كلّ ما حفظته حقيبة ذاكرتي ـ المثقوبة على أيّ حال ! ـ من روائع الفن السابع ، وليتبقّ لي منها ذلك المشهد حسب ، الفذ ، الفائق الرومانسية : ذلك المساء الروسيّ ، المرقطة سماؤه وأشجاره وشوارعه وعماراته بندف الثلج ، الناصعة ـ كبشرة " لارا " ، ( النجمة جوليا كريستي ) ، الشقراء الفاتنة. كانت هذه الفتاة متجهة ليلتئذٍ نحوَ منزل النبلاء المنيف ، المُعيّد ، بحثاً عن زوج أمها ، " كوماروفسكي " ( النجم المخضرم رود ستيغر ) . وكان الطبيب الشاب " جيفاغو " ، بدوره ، قد حلّ ضيفاً في ذلك المنزل ، رفقة بعض أقاربه ، للإحتفال بليلة الميلاد ، فلفت نظره تلك الغادة ، الشقراء ، الماضيَة بتصميم مُمضّ ، غيرَ خافٍ ، نحوَ صدر الصالة المخصصة للعب الورق . ما أن عاد طبيبنا إلى مشاغله ، حتى دوّى صوتُ إطلاقة نارية ، أصمّ ، فما عتم أن هرع مع الآخرين ، المتيقظين من الصدمة ، إلى ذلك المكان المرهون للمقامرة : كانت هيَ ثمة ؛ الفتاة ذاتها التي سبق أن إلتقاها خلال ليلة كالحة ، لما تمّ إستدعاؤه ومعلمه لعيادة إمرأة كانت قد حاولت الإنتحار ؛ هيَ " لارا " هناك إذاً وبيدها مسدس صغير ، مرتعدة ، واجفة ، إنما رابطة الجأش ، فوق كل شيء : لقد أحبّ " جيفاغو " الفتاة هذه ، منذ ليلة الإنتحار المشؤومة تلك ، وها هوذا هنا بمقابلها ثانية ، وقد شعر بأنه نذرَ روحه ومصيره كلياً لها دون غيرها . وبالرغم من حقيقة إرتباط طبيبنا هذا بخطيبته " تونيا " ( الممثلة جيرالدين شابلن ) والتي كانت في الآن نفسه إبنة خاله ، الذي ربّاه وأنشأه في بيته . ولكننا ندَع بقية أحداث الفيلم ، المُشوقة ، لفضول قرائنا الأكارم أو ذاكرتهم ، بما أنه علينا التعرّف أيضاً على مخرجه . كان دافيد لين قد حقق شهرة واسعة في عالم السينما منذ خمسينات القرن الماضي ، وتحديداً مع فوزه بأوسكارَيْن لأفضل إخراج وأفضل فيلم ، عن عمله " جسر على نهر كواي " . ثمّ إتجه مخرجنا هذا نحوَ الأفلام ذات الطابع الملحمي ، فكان أن قدّم على التوالي مأثرَتيْه " لورنس العرب " ( 1960 ) و " دكتور جيفاغو " بعده بخمس سنين : وكان ممثله ، المفضل ، لكلا الفيلمين نجمنا العربي العالمي ، عمر الشريف ؛ الذي لعب الدور الثاني في العمل الأول ، ودوراً أولَ ، رئيساً ، في العمل الثاني . كل من أسهم في هذه التحفة الفنية ، الرائعة ، " دكتور جيفاغو " ، قدّر لإسمه أن يظل محفوراً في رخامة تاريخ السينما : ففضلاً عن تلك الشخصيات ، الموسومة ، لا بدّ من ذكر صاحب قصة الفيلم ، الشاعر الروسي باريس باسترناك ( 1896 ـ 1960 ) ؛ من أصدر روايته الحاملة العنوان نفسه ، في عام 1957 ، فجلبتْ له جائزة نوبل ، الأدبية ، وفي آن لعنة سلطات موطنه ، السوفياتية ، والتي إتهمته بالمروق والردّة ، ثمّ منعت سفره إلى ستوكهولم لإستلام تلك الجائزة ! الموسيقى التصويرية لـ " دكتور جيفاغو " ، والتي وضعها موريس جار ، كانت معجزة فنية ، بحدّ ذاتها . كان نغم آلة الهارمونيكا ، الروسية ، يطغى على الكثير من مشاهد الفيلم : كمثل المُفتتح ، الآسر ، الذي نرافق فيه البطل وهوَ في العقد الأول من عمره ( أدى الدور طارق عمر الشريف ) ، إلى المقبرة تشييعاً لأمه ؛ أو مشهد بطلنا نفسه ، في مرحلة أفتى ، حينما يفلت من الأسر ويؤوب إلى المدينة ، حيث حبيبته المقيمة مع إبنتها ، فيخفق قلبه لمرأى مفتاح المنزل في موضعه المعلوم . فلا غروَ إذاً أن تصبح موسيقى الفيلم ـ والتي حملت إسم بطلته " لارا " ـ من الأعمال المُصنفة في إسطوانة خاصة ، تلقى الرواج بين محبي النغم . هذه الحقيقة ، تحيلنا إلى فيلم آخر ، لا يقل فتنة في موسيقاه والتي تحولت ، بدورها ، إلى عمل مصنف ..

4
إنها ملحمة " العرّاب " للمخرج فرانسيس فورد كوبولا ، والمجزأة على ثلاثة أفلام تتالى شغلها وعرضها على مراحل زمنية ، متفاوتة ؛ إبتداءً من الأول عام 1971 ، إلى الثاني عام 1974 وحتى آخرها عام 1991 . قصة الفيلم ، هنا أيضاً ، مستمدة من رواية بالعنوان نفسه للكاتب ماريو بوزو ( 1920 ـ 2005 ) . إنها قصة المجتمع الإيطالي ، الغريب ، في مدينة كبرى كنيويورك ، رويتْ بوقائعها وعِبَرها عَبْر أحد المهاجرين الصقليين ، وإسمه " فيتو كارليوني " : من أسحَقَ ، وحيداً ، إلى ذلك " العالم الجديد " ، من قريته " كارليوني " وكان لا يتجاوز العقد الأول من عمره ، يتيماً عاثر الحظ هارباً من إنتقام ثأريّ . إلا أنّ الجزء الأول من الفيلم ، والمتأثر طبعاً الرواية الأصل ، يقصّ علينا حكاية البطل هذا ، وقد أضحى " عراباً " للمافيا الإيطالية في نيويورك ، عتياً مُهاباً ومحسوداً ( النجم مارلون براندو ) . فيما عاد الفيلم بجزءه الثاني ، ومن خلال لقطات فلاش باك ، إلى مراحل طفولة " فيتو " ، ثمّ فتوته التي تعهّدها النجم روبرت دي نيرو . هذا الأخير ، تقمّص دورَ زعيم المستقبل للمافيا ، حينما كان ما فتيء شاباً ساذجاً ، متعطلاً ، ومتسكعاً غالباً في أزقة منطقته ، الفقيرة ، التي كانت أشبه بقرية في ريف " صقلية " أكثر منها حياً نيويوركياً . وكما نال دي نيرو أوسكاراً ، للبطل الثانوي ، عن دوره ذاك المطوّب إياه نجماً عالمياً ، كذلك الأمر بالنسبة لآل باتشينو ، في دور " مايكل " ، إبنُ عرّاب المافيا نفسه وخليفته لاحقاً ، والمؤدى بإسلوب غاية في القوة والإقناع والأصالة ؛ حدّ أننا بتنا نتعرّفه على الدوام في شخصيته تلك . من جهتي ، أعتقدُ أنه لم يسبق لفيلم كـ " العراب " في تاريخ الفن السابع ، الطويل نسبيا ، أنْ حشدَ كل ذلك " الجيش " الجرار من الممثلين ، المبدعين ، سواءً بسواء أكانت أدوارهم فيه أساسية أم ثانوية . وتكمن عبقرية المخرج كوبولا ، التي لا يرقى إليها شكٌ ، في تمحيصه حقيقة مجتمع المهاجرين ، عموماً ؛ وهوَ أصلاً إبنه ، الأصيل ، الذي تمكن من تقديم صورة شاملة عنه ، بانورامية وملحمية . وقد ضافرَ من حِرفية مخرجنا ، الخلاقة ، ما كان من تبنيه لأساليب حديثة في تصوير المَشاهد .. إلى موسيقى شجنة ، غامضة ، بالغة الأثر على المُشاهد ؛ حدّ أنها تجعله في مقدمة " العراب " مشدوداً إلى مواصلته حتى لو كان قد سبق له حضوره إياه للمرة العاشرة .

5
قلنا أنّ عطلة الميلاد ورأس السنة ، لحسن الحظ ، قد صادفت عيد الأضحى ، المبارك ؛ أو العيد الكبير ، بحسب تعبير الطفولة . ولكن ما طغى على هذه المناسبة وتلك ، كان مشهد إعدام الطاغية صدّام حسين ، الذي عُدّ " عيدية " للعراقيين وغيرهم من شعوب الدول المتظلمة من بغيه وعدوانه . لكأنما تصوير دقائق الإعدام كان فيلماً آخر ، رابعاً ، للعطلة تلك ، الموسومة ! وكيما يصير الأمر كما لو أنه ما كان إتفاقاً ، نجدُ هذا " الفيلم " الصدّامي وقد توافرت فيه صلات قربى عديدة مع تلك الأفلام ، التي عرضنا لها فيما سلف : فمشهد الحرب الأهلية في " ذهب مع الريح " و " دكتور جيفاغو " ، لا بدّ أن يُحيل المرءَ إلى الحرب الأهلية ، الهمجية ، المندلعة اليوم في موطن الرافدين . كذلك فشخصية " باشا " ، الطالب الثوري في الفيلم الأخير ، والمتحوّل من بعد إلى طاغية جزار ، ليذكرنا بالتكريتيّ ، المقبور ، وتحولات حياته ، الشريرة . ومن غريب المصادفات ، أنّ صدّام حسين كان متولهاً بفيلم " العرّاب " ذاكَ ، حيث أجمعت مختلف المصادر على إيعازه بإعادة عرض أجزاءه في صالته ، الخاصة ، بين مناسبة واخرى : ربما جاز لطاغيتنا أن يرى نفسه في ذاك الفيلم ، وهوَ اليتيمُ المغادر إلى المدينة الكبيرة طلباً لحياة أفضل ؛ ليسقط هكذا في براثن اللصوصية والبلطجة والإجرام . أو أنّ مشهدَ " مايكل " وهوَ يغتالُ زعيماً للمافياً ، منافساً ، وهربه من ثم إلى صقلية ؛ ربما أعاد لذاكرة صدّامنا إشتراكه في محاولة إغتيال الزعيم قاسم ( مع عدم جواز المقارنة بين الشخصيْن ) ، ثمّ هربه إلى مصر عبْرَ سورية . قتل " مايكل " لصهره ومن ثمّ شقيقه ، ربما كان ـ على فرضيتنا ذاتها ـ في ذهن طاغية العراق ، البائد ، عندما كان يُعيد مشاهدَ الفيلم ؛ هوَ من أمر بتصفية أصهاره وأولاد عمومته وكاد أن يُلحق بهم إخوته غير الأشقاء ، لولا تحشيد الجيوش الغربية ، المتوالي ، والمودي إلى النهاية بحكمه الدمويّ . وكم كان خليقاً بتأمل طاغيتنا هذا ، ما كان من دفع " مايكل " لثمن باهظ ، لما تعيّن على المافيا المنافسة أن تغتاله هوَ ، لتقع إبنته الوحيدة ، الأثيرة ، قتيلة برصاصاتهم بدلاً عنه .



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة والمعارضة : الإسلام السياسي واللعبة الديمقراطية / 2
- شيطانُ بازوليني 1 / 2
- نفوق الوحش ونفاق الإنسان
- نوتوريوس : هيتشكوك وتأسيس الأدب السينمائي
- حكاية باموك : إسمٌ بينَ الوردةِ والأحمَر / 3
- حكاية باموك : إسمٌ بينَ الوردةِ والأحمَر / 2
- السلطة والمعارضة : الإسلام السياسي واللعبة الديمقراطية
- النبي ؛ هل كانَ جبرانُ نبأً كاذباً ؟
- الهولوكوست اليهودي والهلوَسة الإسلاموية
- سياحات : دمشق بأقلام الرحّالة 2 / 2
- نادية : نهاية زمن الرومانسية
- العتبات الممنوعة
- العصابة البعثية والتفجير الطائفي
- سياحَات : دمشق بأقلام الرحّالة 1 / 2
- جرائم أجاثا كريستي ، اللبنانية
- الحزب الإلهي وأولى ثمار الحرب الأهلية
- ناصر 56 : الأسطورة والواقع
- رحلاتٌ إلى مَوطن الجرْمان 3 / 3
- النظامُ القرداحيّ والقرون اللبنانيّة
- رحلاتٌ إلى مَوطن الجرْمان 2 / 3


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - أفلامُ عطلةِ الأعياد ، المفضّلة