نيلة زرقا

محمد سليم

الحوار المتمدن-العدد: 1796 - 2007 / 1 / 15 - 08:19
المحور: كتابات ساخرة
    

** بعد تناول وجبة الغداء .. حان موعد التثقيف والتسطيح.. وعلى اقل من مهلى.. أضع وسادة خلف ظهرى وأتمدد على سريرى بهدوء وراحة وجها لوجه مقابل التلفاز.. ساعتين ثلاثة أربعة ويدى تعبث بالريموت .. أتنقل من الجزيرة للعربية للمنار للأمارات .. ومن الرأى الى الرأى المضاد ..ماشاء الله ..امتلك أربعمائة قناة عربية مختلفة ومتنوعة وقمر صناعى مصرى على سطح منزلى ..نيلة زرقاء .. تجعلك تؤمن بمقولة رومانية قديمة ؛ لكى تعيش فى عالم المجانين لا بد أن تجن .. جل قنواتنا الإخبارية تنقل حركات وسكنات مستر بوش و السيدة كوندليزاريس..والمعلقون والمحللون ينتفون ريش مستر بوش الابن ويتركون ديك تشينى العجوز ..ويبررون همسات سيدة الشاشة كوندى رايس.. ولا يحللون أحاديث زعمائنا العرب !؟ ..، كل يوم كل يوم ..ما فى جديد ..
غير كابوس فيلم الكاوبوى الاستعمارى و قتلى الشوارع والطرقات فى بلادنا الاسلامية ..أو المظاهرات والاعتصامات ..وأخيرا بدأت تظهر المهرجانات والمهرجين..
وفجأة .. خطرت لى فكرة جعلتنى أضحك بصوت مسموع ثم اغتم بقطرات من الدموع ،..هى .. البحث عن زعيم ورئيس الدولة..أم الدنيا مصر.. فى قنواتنا العربية ! .. لم أره ولم اسمع به منذ احتلال العراق من قبل القوات الامريكية البريطانية ( منذ شرائى الدش- القصعة )..قلبت القنوات الفضائية رأسا على عقب ..
لا حس ولا خبر..ما الغريب ؟ .. تذكرته ..أليس الرمز لأكبر دولة عربية ؟ ..اشتقت له وخفت عليه بعد ليلة عيد الأضحى المبارك التى ذبحت معها الرجولة والنخوة العربية بأيد مذهبية عميلة خائنة حاقدة..، وجدته أخيرا ..أين ؟ .. على الشريط الأسود السفلى من الشاشة.. يهرول ويسرع الخطى ..أسرعت لإحضار ورقة بيضاء وقلم رصاص أسود وتربصت عودته..وسرعان ما التقطته وحددت قوله ؛ إعدام صدام حسين حوله الى شهيد .. ؛ أتفهم دوافع أثيوبيا فى دخول الصومال.. ،
لم أدقق فى معانى كلماته القليلة والغير واضحة المغزى لكونها باللون الأسود وبخلفية حمراء وأيضا نظرى شيش بيش ..ولكنى حمدت الله على أنه حيا يرزق وفمه تخرج الكلمات ..لك الحمد ربنا .. زعيمنا بألف خير وصحة ويدلى بأقوال تتراقص على الشريط ذهابا و إيابا..نعم .. ها هى كلماته ترى وتدلل على وجوده ..
بوست يدي ومسحت وجهى ..ودونت ما قال فى قصاصة من الورق وعلقتها على مسمار صلب مثبت بالحائط ..مرت الأيام.. تذكرته مرة أخرى وفجأة وجدته .. يحبو على استحياء قادما من يسار الصورة قائلا ؛ الإخوان المسلمين خطر على مصر ...دونتها أيضا باستغراب ودهشة لأن المعارضة الوحيدة بمجلس الشعب للدولة التى يرأسها هم من الأخوان .. ،واليوم وجدت العجب ..بلحمه وشحمه مع رئيس الوزراء اللبنانى فؤاد السنيورة ..عدلت من تسطيحى لأتأمل الصورة وأصغى جيدا ..ضاعت الصورة بلمح البصر ..تبدلت بصورة السنيورة وحيدا يلقى بيانه على الصحفيين ويؤكد أنه تلقى الدعم من الرئيس مبارك والحكومة المصرية ...، خطفت قصاصة الورق وبرمتها كقرطاس وسلكت بها أذني وغيرت القناة .. باحثا عن فيلم لإسماعيل ياسين ...فوجدته على المحطة التالية .0
‏2007‏-01‏-13

#محمد_سليم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات