أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - ..يا أمة ضحكت من جهلها الامم















المزيد.....

..يا أمة ضحكت من جهلها الامم


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1796 - 2007 / 1 / 15 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فكرت ان اطلب المغفرة لصدام من رب العالمين الذي هيأ له عذاب الجحيم, لانه لم يعتذر ولم يستغفر عن مافعله من جرائم يندى لها الجبين. لكني وقد اكتشفت وانا اقرأ ردود فعل بعض المساكين من العرب على تنفيذ الحكم به! انه لم يكتف بخيانة الشعب العراقي وتدميره, لم يكتف بشراء ضمائر العرب الذين بلا ضمير. بل تسبب بتجهيل ذلك الكم الهائل من العرب وتسبب بتحطيم كل القيم الخيرة والانسانية بداخلهم.
فبالرغم من توقع الاعدام, بعد محاكمة امتدت لثلاث سنوات راح ضحيتها الاف العراقيين الابرياء على يد القتلة من انصار صدام وعصابات القاعدة المتعاونين مع الاحتلال. فوجئت بردود فعل البعض من بسطاء واعلاميين وسياسين من العرب والتي منها ايقنت ان قول الشاعر (ياامة ضحكت من جهلها الامم) ينطبق على عرب اليوم اكثر من اي زمن اخر.
فهل من المعقول ان يكون هناك انسانا ذو عقل او ضمير يتهم الشعب كله بالخيانة, والجلاد بالبطل فقط لان الجلاد سرق شعبه ليشتري ضمائر بعض المتسولين العرب؟
الشعب الذي اضطراشرافه لبيع حتى فراشهم ليشتروا لقمة الخبز لاولادهم! ايام الحصار, ليتجول السلطان صدام بالشوارع الخربة بعربة ذهبية ولاعربة الملكة اليزابيث, التي بلدها لم يتعرض للحروب ولا للاحتلال.
بالرغم مما كتب عن فضائع وفضائح صدام وجرائمه السياسية والعسكرية التي ارتكبها ضد العراق وشعبه وضد فلسطين وضد القيم التي ادعى تبنيها من وحدة وقومية عربية. يصر البعض على الجهل والتجاهل, فسطروا كلام تخجل الحروف منه وتستحي:

فهاهو (دكتور) كاتب مصري, يخاطب كاتبة عراقية (فاتن نور)من احد المواقع المصرية " ان العراقيين اليوم يحملون على أكتافهم من الذل والعار مايكفى .. فلتصمتى أنت وقومك ولتبحثوا لكم عن قبور".
للاسف مع احترامي للشعب المصري اريد ان اسأل ذلك (الدكتور) من اين اشترى لقبه ذاك, من سوق الصفارين؟ ام من سوق النخاسة الصدامي, فهذا كلام لاينطق به حامل شهادة ابتدائية ولا حتى جاهل فكيف بـ(دكتور)؟
أهذا جزاء الشعب العراقي الذي احتضن ملايين المتسولين المصريين والمغاربة والفلسطينيين؟ منحهم بيوتا هو نفسه لم يسكن بمثلها, ليسرقوا امواله ويهربوا دون ان يقدموا اي خدمة للعراق مقابل مانهبوه.
لقد صمتوا بالامس حين شاركت دولهم بضرب العراق وشعبه في التسعينات. وليكتفوا بعدها بادانة شعب العراق وتمجيد المجرم ولي نعمتهم الحرام.
وعبقري اخر فاق المغاربة والتوانسة والليبين نفاقا وغباءا سياسيا بقوله: "حتى لو كان صدام فعلا حاكم ظالم يجب ان نقر ان صدام رفض الهرب من مواجهة الاحتلال"!
صدام كان يجب ان يعدم لخيانته العظمى, لانه هرب فعلا من المعركة بعد ان فتح الابواب مشرعة للمحتل واختبأ بجحره المعروف! فكيف لم يهرب؟ من الذي هرب اذن؟
من الذي تعاون مع الامريكان في حربه مع ايران, وفي غزوه للكويت؟ من الذي شق صف الفلسطينين اثناء غزو اسرائيل للبنان؟ لكنه الجهل مع سبق الاصرار والترصد.
بعضهم اكثر جهلا حتى من عبدة الاصنام! يكفروا برب العرش ليسجدوا لمجرم تافه! يغمضوا اعينهم عن المجازر التي ارتكبها صدام حتى ضد ابنائه."لو كان السجود لغير الله لسجدت لصدام".
يهتز عرش السماوات من تلك الدعاوي بما قد يغضب الله عز وجل، ولا يغفر لهم ولا لفقيدهم ، حين يسمع لاولئك المغفلين المنافقين، الطامعين ببعض المال من رغد او امها اللاتي هربن بما سرقنه من مال العراق ليوزعنه على متسولي الشعارات.
"صدام مات شهيدا وهذا قدر الرجال ولكنه سيبقي حيا ليدحر اعداء الامة واذنابهم".
هل دحر الاعداء وهو حي ليدحرهم الان! متى؟ خلال حربه مع ايران التي اشعلها ابان غزو اسرائيل للبنان وتشريد الفلسطينين؟.
ام اثناء غزوه لاخوته بالعروبة الذين ساندوه بحرب الثمان سنوات، ليعرض العراق لابشع احتلال منذ عام 1991 ثم هروبه من المعركة لتسيطر امريكا على كل العراق والخليج!
"سيتحول الى اسطورة شجاعة تلهم المترددين في العراق الى الالتحاق بصفوف المقاومة والتخلى عن اوهام المصالحة مع الخونة".
اي شجاعة؟ انا لم ارى بصدام غير عيون زائغة لاتحمل سوى الحقد والكذب. ثم عن اي مقاومة يتحدثون, مقاومة عزت الدوري المعروف بديبلوماسية الاحذية والقنادر؟! ام المقاومة التي تترصد تلاميذ المدارس والصحفيين والفنانين العراقيين, والاسواق الشعبية ومجالس العزاء؟. تلك مقاومة جبانة وعاهرة ولا يشرف اي عراقي او انسان ذو ضمير ان ينتمي لها.
ام مقاومة بن لادن واشباهه من الذين حولتهم امريكا لمكائن للقتل البربري العشوائي للابرياء؟. هؤلاء عملاء للشر والقتل والكفر مهما تعالت اصواتهم بشعارات فارغة.
نعم لامصالحة مع كل الخونة الذين ايدوا ويؤيدوا صدام، لامصالحة مع كل خونة العراق وشعب العراق، لامصالحة مع كل الذين تلطخت ايديهم بدماء اطفال العراق وابريائه، باسم الجهاد او المقاومة التي شوهوا معانيها.لامصالحة مع المتطرفين الطائفيين اوكل من يحمل السلاح ضد العراقيين.
فمهما كان الخلاف مع الحكومة العراقية الان لايبرر لهؤلاء القتلة الذين اعتادوا القتل والغدر, ليواصلوا مادربهم عليه سيدهم وزعيم عصابتهم.

"نحن الفلسطينيين لن ننسى مواقفه المشرفة معنا، وانه لم يكن لاعب قمار يرهن بلد ليحصل على مال، وكذلك لم يكن همه الفرج ويشغل نفسه ويبيع شرفه من أجل شهوته" .
صدقت ايها الفلسطيني (الذكي)، لم يلعب صدام القمار بغزوه للكويت لم يلعب القمار بتعريض العراق لحصار اكل الاخضر واليابس من ارض العراق.
خدعكم ببضع دولارات سرقها من الشعب العراقي ليقتل خيرة شبابكم وهو يشجعهم على عمليات انتحارية غبية لم تجلب غير البلاء والخسارة للشعب الفلسطيني.حرص على تمجيد القضية الفلسطينية في خطاباته على مدى سنوات حكمه، وبقي يردد.. فلسطين حرة أبية.. مع انه كان احد اسباب نكستها بدعمه لفصيل ضد اخر, ودعمه لقوات الكتائب ضدهم في لبنان.
لكنها قضية فلسطين التي ستظل تقصم ظهر العرب لأجل غير مسمى، فهي المسمار الذي دقه الزعماء العرب بكراسيهم على الأرض, وبقيت تستخدم لابتزاز الشعوب.

"ليبيا تقيم تمثالا لصدام".
انهم يستحقون الرثاء حقا. فلابد ان الزعيم بسبب خبث بعض وسائل الاعلام التي تجاهلته وتتجاهل خطبه بالرغم من اهميتها, وبقي البعض منهم يسخر منه بشكل مبطن حتى حين اعلن قراره الشجاع بالخروج من الجامعة العربية التي كانت ومازالت (حديدة عن الطنطل) اي لاتحل ولاتربط.
يحاول اليوم ان يستجدي عطفهم من خلال حداده على صدام, الذي كان على خلاف مبدأي معه, وكنا نكن له الاحترام لموقفه ذاك. يقيم اليوم صنم له ليعبده بعض من عبدة الاصنام الليبين. لعل بعض العروبيين يلتفتوا له ويشبعوا رغبته بحب والظهور, ليثبت الان انه لايختلف عن صدام.
اذن لكل هؤلاء اقول ان فقيدكم لايستحق الرحمة بل ليذهب للجحيم هو وكل من يؤيده وكل من نفخ بريشه واستغله لزرع الفتنة بين العراقيين.
لندن 4-1-2007



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجاب بين السياسة والتقاليد
- لابد من التخلص من الافعى, لطرد الحاوي
- المكالمة السرية، بين العراب والقائد الشِفيّة
- البعث الصدامي: راس صدام لو راس الوطن
- الحزب الجمهوراطي والدكتاتورية الامريكية
- .... شر البلية
- ما الفرق بين شارون وصدام حسين؟
- هنيئا لاسرائيل بالقاعدة
- الحاضر غرس الماضي
- احلام مشاكسة
- وطنية مدفوعة الثمن
- قصة قصيرة جد
- انما للصبر حدود- نوافذ خاصة على محاكمة صدام
- الاحتجاج الكاركتيري
- متى يكون الجهاد عدوا وأخطر من قوات الاحتلال
- المخرج ليث عبد الامير وأغنية الغائبين
- المسيار، المتعة، العرفي..ثلاث اسماء لمعنى واحد مرفوض
- رامسفيلد وخططه (الذكية) لاشعال حرب اهلية!
- الرجل الذي فقد صوته
- رهينة الحصارات


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - ..يا أمة ضحكت من جهلها الامم