أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - (‌2 )...ما بعد النبوّة ... الخلافة ..















المزيد.....

(‌2 )...ما بعد النبوّة ... الخلافة ..


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1796 - 2007 / 1 / 15 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(لمحة عن الكاتب علي الدشتي وأعماله في مطلع مقالنا – معجزة القرآن) الحوار المتمدن تاريخ10/12/2006
فالخلاف في سقيفة بني ساعدة يبيّن بوضوح أنّ ما كان يحظى بأرفع الأهمية في عقول المتنازعين هو الطموح إلى القيادة ، وليس الاهتمام بإيجاد الخليفة القادر على إدارة الأمور بحسب القرآن والسنة . ففي ذلك الاجتماع ، ادّعى كلّ من الأنصار والمهاجرين أنّ لهم حق التصدّر ، الأُول لما قدموه من عون ونصرة ، والاُخر لقرابتهم بالنبي .
لم يلتحق أحدٌ من عشيرة النبي ، بني هاشم ، بذلك الاجتماع الذي عقده رؤوس القوم لحسم أمر الخلافة . فقد غاب عنه ابن عمّه علي وعمّه العباس ، أقرب أقربائه . كما غاب عنه إثنان من ( العشرة المبشرين بالجنة ) ( أي العشرة الذين كانوا أول من أسلم ) ، وهما طلحة بن عبد الله والزبير بن العوام ؛ فقد كانا في بيت علي، منشغلين بترتيبات غسل النبي ودفنه. وحين اُخبِرَ عليّ بأمر الاجتماع وما كان من غلبة المهاجرين على الأنصار بقوّة احتجاجهم أنّهم - شجرة - النبي ، أولياؤه وعشيرته ، فلا ينبغي أن ينازعهم أحد سلطان محمد وأمارته، نُقِلَ عنه قوله: لقد احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة .
أما الزبير فقد دفعته أنباء اجتماع السقيفة لأن يخترط سيفه ، ويقول : لا أغمده حتى يُبايَع عليّ .
أما الأخبار عن ردّة فعل أبي سفيان فتنقل عنه قوله : والله إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا دمّ . يا آل عبد المناف ( الجد المشترك لبني هاشم وبني أمية ) فيم أبو بكر من أموركم؟ ما بال هذا الأمر في أقلّ حيّ من قريش( عشيرة أبي بكر ) ؟ أين المستضعفان ! أين الأذلاّن عليّ والعباس؟ ثم قال لعلي : أبسط يدك حتى أبايعك ، والله لئن شئت لأملأنها عليه خيلاً ورجالاً . فأبى عليّ .
من الواضح كل الوضوح أنّ رؤوس القوم جميعاً ، سوى عليّ ، الذي رفعه ولاؤه الصادق للنبي وإيمانه بالإسلام إلى مستوى أرفع من المستوى العربي القديم ، كان يحركهم الطموح إلى الحكم والتطلّع إليه . وما يثبت هذا الرأي خبرٌ يورده كلّ من الطبري في تاريخه وابن هشام في سيرته ، ويستحقّ أن نورده نحن أيضاً : خرج علي بن أبي طالب من عند رسول الله(ص)في وجعه الذي توفي فيه ، فقال للناس : يا أبا حسن ، كيف أصبح رسول الله؟ قال: أصبح بحمد الله بارئاً. فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب، فقال : ألا ترى أنك بعد ثلاث عبد العصا، وإني أرى رسول الله سيتوفى في وجعه هذا ، وإني لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت فاذهب إلى رسول الله فسله فيمن يكون هذا الأمر فإن كان فينا علمنا ذلك ، وإن كان في غيرنا أمر به فأوصى بنا ، قال علي : والله لئن سألنا رسول الله (ص) فمنعناها لا يعطيناها الناس أبدا، والله لا أسألها رسول الله (ص) أبداً .
ومن الحقائق التي لاسبيل لإنكارها أنّ عهدي الخليفتين الأولين قد سارا سيرة حسنة، فعلى الرغم من أنّ خلافتيهما ربما تكونان قد دُبِّرَتا بوسائل تمكن مساءلتها ودون إجماع صحابة النبي عليهما ، إلاّ أنّ منهجيهما في الحكم لم يحيدا عن القرآن والسنة. فأبو بكر وعمر كانا رجلين صادقين أمينين. وإذا ما كان عليّ ، أشدُّ المرشحين أهلية للخلافة ، قد قعد ستة أشهر لم يبايع فيها أبا بكر ، إلا أنه لم يبد أي تلكؤ ، كما تنقل الأخبار ، في مبايعة عمر .
بيد أنه يصعب قول الشيء ذاته عن الخليفة الثالث. ففي خلافة عثمان ، وقع الحيد عن قواعد القرآن إلى الحدّ الذي اغضب جماعة المسلمين برمّتها وفجّر ثورة .
ولقد شهدت خلافة عثمان ما يشبه الديمقراطية، من حيث أن اختياره كان من قبل أهل الشورى وبدعم من الرأي العام . فقد عيّن عمر ستة أشخاص ليتشاوروا ويختاروا من بينهم خليفة . وهؤلاء الستة هم عليّ وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف . وبناء على اقتراح عبد الرحمن بن عوف ، قـُدِّمَت الخلافة لواحد من إثنين ، إما عثمان أو عليّ ؛ وحين أبدى عليّ ممانعة ، بايع عبدالرحمن بن عوف عثمان بن عفان ، وتبعه الآخرون. وبغية إجراء ضربٍ من قياس الرأي العام ، كان عبد الرحمن قد أجرى خلال الأيام الثلاثة السابقة نوعاً من الاستفتاء أو استمزاج الرأي.
غير أنّ عهد هذا الخليفة الذي صعد السلطة باستحسان الجماعة كلها سرعان ما قصّر عن المعيار الذي وضعه النبي . فقد سُجَّلَ على عثمان ما لا يقل عن خمسين إثماً . وأكثرها تعرضاًً للملامة والانتقاد كان طموح أفراد عشيرته وطمعهم . فعثمان نفسه كان رجلاً متواضعاً قنوعاً ، لكنه كان أضعف من أن يقاوم إلحاف أقربائه ولجاجتهم . وقد بدأ ضعفه على تعارضٍ لافت مع صرامة عمر وشدّته . ولم تفلح حتى مشورة الحكماء من صحابة النبي في أن تجعل عثمان يهتم للأمر أو يلقي إليه بالاً .
أما الاختيار الأكثر شعبية من بين اختيارات الخلافة فكان اختيار عليّ. فقد رحّب بتبوئه إياها كلٌّ من الرأي العام في المدينة ومعظم صحابة النبي. غير أنه كان عليه ، في عهده القصير ، أن يخوض ثلاث حروب أهلية وأن يواجه مؤامرات وضروب غدر ومكر انصبّت عليه من أنحاء مختلفة. حتى الصحابيان القديمان طلحة والزبير نكثا عهد بيعته ، وامتشقا ضده السلاح حين رفض أن يوليّ أولهما على الكوفة وثانيهما على البصرة .
ويمكن لنا أن نورد عشرات من مثل هذه الحالات . فالتاريخ يبين أنّ النظرية السنيّة في الخلافة ، وإن أمكن قبولها من حيث المبدأ ، لم تكن تعكس حقيقة ما يجري عملياً ولم تكن تعمل لصالح جماعة المسلمين . فالطمع في السلطة والثروة سادا على الاهتمام بفرض أوامر القرآن وقواعد السنّة .
وهذا ما يدفع ، مرّة أخرى، إلى طرح السؤال أما كان محمد أقدر من أي شخص آخر أو جماعة أخرى على تعيين خليفته . فمّما يخطر في البال، بلا شك ، أن محمداً كان مؤهلاً لمثل ذلك أهلية فريدة ، ليس من حيث إلهامه ونبوته وحسب بل أيضاً من حيث ما يتمتع به من قوّة فكرية وأخلاقية وسواها تتجاوز بكثير ما كان يتمتـّع به معاصروه ، وكذلك من حيث إخلاصه المطلق لقضية الإسلام، وخاصةً من حيث معرفته بالطبيعة البشرية وبشخصيات صحابته . ومع هذا فقد أحجم النبي عن اتخاذ مثل هذه الخطوة ، حتى في ذروة مسيرته حين لم يكن أحد ليجرؤ على أن يعارضه . فلماذا أحجم النبي ؟ أيكون قد أهمل مثل هذه القضية المهمة ، قضية اختيار خليفته ، فلم يلق إليها ببال ؟ أم كان يرى أنّ الوقت لم يحن لمثل ذلك وأنّ سنوات كثيرة لا تزال أمامه كيما يقوم بهذا الاختيار .
لم يكن الرسول متقدماً في السنّ كثيراً حين وقع فريسة المرض؛ فقد كان ، كما ترى الروايات جميعاً ، في الثالثة والستين من عمره . وكان مرضه قصيراً . وثمة ما يدفعنا لأن نفترض أنه لم ينظر إلى ذلك المرض على أنه قاتله بل ظلّ يتوقّع إلى يومه الأخير أنه سيبلّ منه . ولا بد أن يكون هذا هو السبب الذي دفع النبي في أول يوم من مرضه لأن يسأل نساءه أن يُمَرَّضَ في بيت عائشة . ومما يُنقَل أنه مازح عائشة وقد ألّمَ بها صداع ، فقال : ما ضرّك لو متِّ قبلي فقمت عليك وكفنتُك وصليتُ عليك , ودفنتك ؟ فردّت عائشة ، ممازحة أيضاً : والله لكأني بك لو فعلت ذلك رجعتَ إلى بيتي فأعرست ببعض نسائك . من الواضح أنّ النبي لم يكن يتوقع عندئذٍ أن يكون مرضه مميتاً .
وهذه الفرضية تدعمها الواقعة التالية : فقبل فترة وجيزة من ذلك الحين أمر النبي بتجهيز جيش لمهاجمة العرب النصارى في الشام وأمّر عليه أسامة بن زيد بن حارثة ، الذي لم يكن قد تخطى العشرين من عمره . وقد أثار هذا الخيار ما أثار بين عسكر المسلمين ، فقالوا في إمرة أسامة : أمَّرَ غلاماً حَدَثاً على جلّة المهاجرين والأنصار .
وإذ أساء هذا التذمر النبي ، وهو في بداية وجعه ، خرج عاصباً رأسه حتى جلس على المنبر وأعلن أنّ هذا التذمر ضَرْبٌ من العصيان وأنّ أسامة خليق للإمارة . وهذا ماجعل المتذمّرين ينكمشون ؛ وهو يشير أيضاً إلى أنّ النبي كان يتوقع مرضاً قصيراً وإ بلالاًسريعاً .
ومما يزيد من وزن هذه الفرضية واقعة أن النبي قد مات قبل أن يولي عنايته قضية أخرى لاتقلّ أهمية عن قضية الخلافة بالنسبة لمستقبل الإسلام . فهو لم يُعِدّ لجمع القرآن وتحريره بإشراف منه .

( من كتاب : 23 عاماً دراسة في الممارسة النبوية المحمدية )
( الكاتب : علي الدشتي ترجمة ثائر ديب وإصدار رابطة العقلانيين العرب )




#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (1) ما بعد النبوّة...الخلافة ..؟
- تحية للدكتورة وفاء سلطان على منبر الحوار المتمدن ...
- نشأة الكون وتقسيم الزمن ....؟
- الجنّ والسّحر ...؟
- ..( 4 ) الله في القرآن..
- .. وأد العقل العربي هل تفاقم إلى ظاهرة تراثية إرثية ..؟
- ....(الله في القرآن ...(3
- ..(.الله في القرآن ..( 2
- ..- الله في القرآن ..-1
- ... النساء والنبي -2-؟
- .. النساء والنبي ....-1-..؟
- ... النساء في الإسلام ...؟
- النبوّة والحكم .....؟
- سياسة التقدم نحو السلطة ....؟
- الكاتب القاص المدمن عشقاً صبحي دسوقي يبتهل لنارا....؟
- بداية اقتصادية على أموال اليهود...؟
- ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - التغيّر في شخصية مح ...
- ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - الهجرة
- ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية-بشرية محمّد
- الشاعر الإنسان عايد سراج غيفارا يبحث عن صديق ...؟


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - (‌2 )...ما بعد النبوّة ... الخلافة ..