أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - امة تليق بأصنامها ... والعكس














المزيد.....

امة تليق بأصنامها ... والعكس


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1795 - 2007 / 1 / 14 - 08:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ولله.. لم اشهـد او اسمـع فـي الدنيـا ’ من قطبهـا الى قطبهـا ’ ومـن شرقهـا الى غربهـا ’ ان هناك ثمــة شعوب تعشق عبوديتهـا وتقدس مظلوميتها وتفتدي اصنامهـا وتحتفل بهزائمها وتصنع انقراضهـا وتسمـي موتهـا صحوة مثل شعوب ما يسمى بالأمـة العربيـة .
ومـن آخر مفارقات نوباتهـا العجيبـة تلك الضجـة العروبيـة المفتعلـة التي رافقت عمليـة اعـدام الزنانـة صـــدام حسين ’ وتواصلت هوساً مخزياً مضحكـاً .
فأذا ما وجدنـا عذراُ للأنظمـة’ وهـي اصنام تشبـه بعضهـا والصنم العراقي المقبور واحداً منهــا’ فأي عذر نعطيه لشعوب يقبع ابناءها في سجون انظمتهـا ومقابرها وفـي المنافي فـي افضل حالاتهـا ... انهـا وللغريب ترقـــص قمعاً وجوعاً وحرماناً وخوفاً على طبول رعـب اصنامهـا ... كيف نقنع السوري ’ ان هضبـة الجولان تقــع فـي الجانب الآخـر على بعـد اقـل من نصـف متر عـن سيادة سوريـا وليـس فـي العـراق ... ونقنع المصري والأردني ان العلـم الأسرائيلي مرفوعاً خفاقاً فـي قلب القاهـرة وعمـان وليس في بغـداد او اربيل ... ونقنع الفلسطيني بأن ارضكم المحتلـة هناك حيث انتم وليس فـي العراق ... ونقنع الخليجي ان المكاتب التجاريـة والمخابراتيـة والبضائع الأسرائيليـة هي في شوارعكم واسواقكم ومؤسساتكم وعلى اسرة اصنامكم وليس في الشورجـة وسوق مريدي ... ونقنع الليبـي ايضاً ان صنـم شعبيتكـم العظمـى !!! قـد رفـع ذيلـه وسلـم مؤخـرتـه متوسلاً بأحـــــر نوبات الأشتهاء ... ونقنع وهابـيي السعوديـة وخـدمـة حرميهـا ’ بأن قدس عروبتكم ووهابيتكـم هـي فـي قبضــة الأسرائيليين وتحت رحمتهـم وليس فـي كربلاء او النجـف ... ونقنع الشعوب العربيـة الآخرى وبعض الأسلاميـة بأن عاركم فيكم .. وموتكم وانقراضكم فيكم ... تحجركم وتفاهتكـم في مقابر امتكم ويمكنكـم ان تتنفســوا عفونتكـم فيها مثلما ترغبون ’ اما العراق الحـي فقــد تجاوزكـم وليس فـي نيتـه ولا رغبـة لديـه اطلاقاً للتراجع او الأقتراب من مصيركم ومصافحـة اصنامكم بعـد ان اغتسل من عار صنمـه واستطاع اهـل العراق ان يرغموه فقط على دفـع القليل مـن ثمـن جرائمـه البشعــة .
مفارقـة غريبـة : ان ينتحـر الفلسطيني بعيداً عن قدسـة وارضـه المحتلـة .. ويفخخ السوري بعيداً عن جولانـه ويتفجر الأردني والمصري بعيداً عن العلم الأسرائيلي وتفطس البهائم الخليجية بعيداً عن المكاتب المخابراتية والتجاريـة الأسرائيليـة وبضائعها المكتضـة في اسواق الخليج’ ويحاولون جميعهم ان يأخذوا ثأر هزائمهم وعجزهـم ويغسلون عارهم بدم الأبرياء مـن اهــل العـراق ... فأي جهـاد هذا الذي يشبـه الطرطرة ... وأي استشهاد هذا الذي يشبه السفلســة .. واي فردوس هذا الذي ينتظر اللوطيين .. امر محير ... بلادة لا يمكن فهمهـا .. غوغائيون يستسيغون من الجريمة قناعهـا العروبي ... مغفلون حـد الأغماء ’ ايديهـم .. وجوههم .. تاريخهـم .. ملطخـة بدمـاء الأبرياء من العراقيين ... امـر محير .. كيف استطاعت تلك الأصنام العروبيـة ان تفصـل شعوبـاً على مقاس خياناتهــا وفضائعهـا وتقنعهـا ان تهتف بحياة بؤسهـا وادامـة عبوديتهـا ثـم تتمناها للآخريـن ..؟
لا اعلـم ولله : هـل هـي امـة بـداوة وجاهليــة استيقضت من كهوفهـا متأخرة ’ لا تفهـم واقعـها والواقع من حولهـا عصيـة على الفهـم ’ ترى فـي صـدام حسين ’ السافل المنبوذ والأكثر دمويـة واجراماً ووحشيـة وجبنـاً من جميع اصنامهـا ومضطهديها ومستعبديها على انـه بطلاًً قوميـاً ومجاهـداً اسلامياً ...اغلب علمائها .. مفكريها .. اعلامييها .. باحثيها .. سياسييها ورجال دينهـا اكثـر سوءً ووضاعـة من غوغائييها ... واين اكتشفوا كل تلك البطولـة والجهاديـة فـي هذا الزنيم المعتوه الجبان ... ؟
امـة بائسـة تثيـر السخريـة والرثاء وخجل الأنتماء اليهـا .. لترحل بخزيها غير مأسوفاً عليهـا ... لكن ما يثيـر الدهشـة والأستغراب والقرف ايضاً : كيف ارتضت حكومتنا ( المنتخبـة !!! ) ان تتكرر التقاسيم المعيبـة لتلك الأمــة عبر دستورنـا وعلمنــا العراقيين ... ؟ والى متى يصبـر العراقيون على رؤيـة تلك العاهات ويدفعون ضريبـة استفزازاتهـا نفسيـاً ومعنويــاً ..؟
هـل هناك ثمـة خيـط علاقـة حتى ولو كان وهمياً يجمعنا بتلك الأمـة غيـر خيوط الدسائس والتآمر وحرائق الفتــن وقتل العراقيين تفخيخاً وتفجيراً ثم الشماتـة بمأساتهم والتمجيد ( نكايـة ) بجلاديهم ومضطهديهم وخونتهم .
انهـا امــة انتهـى زمانـها حقاً ’ لا تستحق العلاقـة والثقـة والعتب ’ وعلى العراقيين تجنبها والحذر من شرور علاقاتها وعدم الأضغاء الى نفاق نباحها وعوائهـا والسماح بتدخلاتها او الهبوط الى دركهـا ... فقط نستطيع ان نقول لهـا ’ بأصنام انظمتها وغوغائييها .. كونوا كمـا تشاءون ’ هذا شأنكم ... اما نحن اهـل العراق فلا يمكن لنا ان نكون الا عراقيين وللعراق فقط .. وعراقنا لا يمكن لـه ان يكون الا عراق ولنـا فقط .. اما جسور الأزمنـة الرديئـة التـي امتدت لأكثـر من ( 1400 ) عاماً ’ مآساة داميـة بيننـا وبينكـم ’ فقد بداءت تتساقط او نسقطها بأيدينـا ’ فالعربي فينـا عراقـي اولاً ... والكردي فينا عراقي اولاً .. والتركماني والكلدواشوري والمسلم بكلا مذهبيه والمسيحي والصابئي المندائي والأيزيدي وجميع الأطياف التي تكون منهـا العراق ’ هـم عراقيون ابناء وطنـاً واحـداً اولاً .
صحيح ان ضريبـة الطلاق معكم مكلفـة ’ والطريق عليه اشواك وفيـه عثرات مصائد ’ لكن اليقضـة ابتداءت من جروح التاريخ مخضبـة بمعاناتنا وخسائرنا وانتكاساتنا معكـم ’ وكلمـا نخطوا خطوة الى الأمام نسقط جسراً بيننا وبينكم ونبني آخـراً يمـر فوق رؤوسكم الـى عالـم آخـر يفهـم قيـم المحبـة والسلام والمنافع المتبادلـة ومثل ما نعطيـه نأخـذ منــه في عمليـة بناء وتقدم وتحضر مشتركـة .
11 /01 / 2007



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ننسى فعلتهم ... ؟
- صدام الرذيلة والهزائم ... يرتدي عباءة المجاهد !!! .
- جيش مقتدى وتياره الى اين ... ؟
- لجنة التنسيق في لقاءها التشاوري
- و ... متى سيحاكم ويعدم الصدام الآخر ... ؟
- المحاصصة الوطنية !!! .
- لا تقتلوا الأنسان فينا
- كان يوماً للتضامن مع الكرد الفيلية
- يا وطن : لا تعثر اسم اللّه عليك
- اشكالية المأزق العراقي ..
- بغداد ... يا عشق يعذبنا
- والمليشيات ... منتخبة ايضاً !!! ..
- مبادرة للتضامن مع الكرد الفيلية
- مدينة الثورة : شعاع على جبين تموز ..
- سوريا وايران : خرجتا من دائرة الشك الى الفضيحة .
- لا تخطفوها ... انها منتخبة
- لكم عروبتكم ... ولنا عراقنا
- يا اهل العراق : لا تحرقوا بيتكم
- شنقاً للبعث حتى الموت
- وداعاً ابو ماجد


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - امة تليق بأصنامها ... والعكس