أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - النظام السوري ..على مفترق طرق الإستراتيجية الأمريكية والإيرانية .!.















المزيد.....

النظام السوري ..على مفترق طرق الإستراتيجية الأمريكية والإيرانية .!.


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1795 - 2007 / 1 / 14 - 07:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في ظل سياسة التخبط والإرتجال التي يعيشها النظام السوري الذي رهن نفسه كليا ً على مساومة الخارج وبالذات أمريكا وإسرائيل ولم ولن يدرك من مفاعيل السياسة الخارجية شيئ ولم يفهم حدود اللعبة الدولية التي تجري على أرض المنطقة ولم يستطع قراءة ماحدث في لبنان وماهي تداعيات ارتكابه للجرائم وفي المقدمة عملية اغتيال الشهيد رفيق الحريري وآخرين من رموز الحركة الوطنية اللبنانية ولم يستوعب بعد أنه خرج من لبنان إلى غير رجعة , بل على العكس من ذلك لازال يعيش حالة الوهم ...وهم الرجوع إلى لبنان وتجديد خدمته هناك والبحث عن دور له في العراق وفلسطين الذي يدخل الصراع مرحلة جديدة وعلى رؤى جديدة تتناقض كليا ً مع نظرة النظام السوري الذي تمرس لفظيا ًوأصبح يجيد الخطابات ويجهل الحسابات على مستوى الداخل والخارج .
وسبق أن أشرنا سابقا ًونكرر الآن وهو أن النظام السوري وجد نفسه ضمن عواصف وبراكين إقليمية غرق فيها ولم يستطع الخروج بل لم يحاول وكل مافعله هو التعلق بحبال الإستراتيجية الإيرانية النووية الصاعدة في المنطقة متوهما ً أن قوة إيران هي له في حين يشير الواقع بأن قوة إيران موجهة ً أساسا ً لتفتيت المنطقة العربية واستخدامه من فلسطين والعراق ولبنان كأوراق تكتيكية في يديها لتحقيق استراتيجيتها الإقليمية المذهبية في المنطقة والتي تصب في إضعاف سورية والعرب جميعا ً لتصبح هي القوة الإقليمية الثانية مع إسرائيل في رسم أمور المنطقة.
واستمر في سياسة الغباء الشديد بالتعامل مع الصراع الإستراتيجي الأمريكي الإيراني الإسرائيلي في المنطقة العربية وهي استراتيجيات متناقضة تعمل كل منها لتحقيق مصالحها على حساب موت الآخرين وكل الأطراف تدرك جيدا ً ماهي حدود الدور الذي يمكن أن يلعبه النظام السوري في أحداث المنطقة وماهي الخدمات التي يمكن أن يقدمها لمجموع الأطراف الخارجية التي تسرح وتمرح على الأرض العربية وعلى حساب الدم العربي والمستقبل العربي , وكل ما يدركه ويفعله النظام هو إعطاء الإشارات لكل الأطراف بأنه جاهز لأي مساومة وأي دور يخدمها سواء ً في سورية أولبنان أو فلسطين والعراق , وبغباء شديد قرأ التركيز على دور سورية باعتباره دوره في حين أن حقيقته هو دور الجغرافيا السياسية لسورية ومايعكسه ذلك من تداخل في عوامل التأثير التي تشد المنطقة وترخيها لإحداث التخلخل السياسي والأمني والإجتماعي فيها لتصبح عملية تنفيذ الإستراتيجيات الخارجية أكثر مرونة وسهوله لدى الأطراف المعنية في الصراع الدائر الآن على الأرض العربية وعلى حساب مصالحها واستقرارها.
وبالكثير من الفوضى والعجزوانعدام الشعور بالمسؤولية استمر الغرق بالوهم الذي تشيعه الأطراف الدولية يجتر الطعم تلو الطعم التي ترميه أمامه القوى الخارجية فيزداد وهما ً بأن له دور في إعادة الإستقرار للمنطقة مما دفعه إلى تقديم كل التنازلات المطلوبة وأكثر منها للطرف الإسرائيلي والأمريكي مبديا ً المساومة والمفايضة على المحكمة الدولية وهربه من عدالتها ,وجهر بارتكابه الكبائر واستعداده للذهاب إلى إسرائيل وإعادة محادثات السلام بدون شروط وأعطى تعهدات مجانية لأمريكا بتقديم كل مايستطيع خدمتها على الساحة العربية وبنفس الوقت فتح الأبواب على مصراعيها لإيران لتعبث بمصير سورية والمنطقة مذهبيا ً وتفتيتا ً كما تشاء , ولم يعد يرى سوى عملية استمراره المهين في السلطة والركوع على هذا الطريق .
وفي ظل وصول الإستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية مع الإستراتيجية الإيرانية إلى نقطة التصادم والتناقض في أكثر من مفصل على الساحة العربية وتحديدا ً في لبنان وفلسطين والعراق والخليج العربي التي أدت بالضرورة إلى عملية الفرز في المواقف ولم تعد سياسة الكذب والخداع والمساومة التي يمارسها مطلوبة أو لها قيمة سياسية أو أمنية في الصراع الدائر بعنف في المنطقة , الأمر الذي كشفه وعرى عجزه وخواؤه نتج عنه عزله نهائيا ً عن مسرح الأحداث , رغم أن الأطراف المتصارعة تدرك جيدا ً دور سورية الجيوسياسي في المنطقة وتأثيرها وهذا فرض عليها إعادة تقييم الخطوات التي تسير عليها في تنفيذ استراتيجيتها في المنطقة والنظام السوري ينتظر عطف تلك القوى عليه بإعادة الإعتبار له ولو بدور شرطي هنا وهناك .
ولكون النظام السوري بحماقاته قد عزل نفسه عربيا ً وهذا أول مؤشر مباشر على فقدان الدور أولا ً وعزل نفسه دوليا ً على خلفية جرائمة في لبنان واستمراه بالتدخل في شؤونه عبر عملاؤه وفيالق الملا حسن نصرالله المتجحفل في وسط بيروت لأسقاط لبنان ثانيا ً وتسليم كل أموره إلى الجانب الإيرايي ثالثا ً واستطرادا أصبح غير قادر على الفعل أضيف إلى فقدان العقل وأصبح أسير الإستراتيجيات المتناحرة بشكل مكشوف في المنطقة , وعلى خطوات إعادة النظر من قبل أمريكا في المنطقة العربية وتعديل استراتيجيتها بما يخدم الوصول إلى أهدافها النهائية وبما أشاعه تقرير بيكر – هاملتون من خلط ولغط حول تعديل أساسي في الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة وفي العراق حيث أصبحت إيران طرفا ً في معادلته الداخلية , وعلى صدى وصايا التقرير بإعادة إشراك سورية وإيران في صياغة رؤى مشتركة جديدة للخروج من أزمات المنطقة , مرة ً أخرى ظن النظام السوري واهما ً أنه سوف يكون طرفا ً في المعادلة الإقليمية وانتشى بوهم الدور وصحة فهم أمور المنطقة وفشل أمريكا بحلها دون مشاركته السحرية التي تنقذ أمريكا مما هي فيه في العراق !! .
وعلى غير توقع جاءه خطاب الرئيس الأمريكي في العاشر من الشهر الجاري كالصاعقة التي هزته ليفيق من أوهامه وينحصر في خيار أمريكي.. الجديد فيه هو القطع شبه النهائي مع النظام السوري وإيران وضمن رؤية أو طور جديد في تنفيذ الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة وكانت بدايته التحذير الواضح حول موقفه من القضايا الأساسية وهي المحكمة الدولية وعدم التدخل في شؤون لبنان والإبتعاد عن اللعب بالنار المشتعلة في العراق وفلسطين .
وليس غريبا ً أن يصف النظام السوري على لسان خبراؤه الإستراتيجيين الورقيين واللفظيين وأركان حكمه المرتبكين بأن الموقف الأمريكي الجديد هو كارثي على سورية والمنطقة , لكن الغريب هو استمراره في مسلسل الغباء والإستجداء وقراءة الكف والتكهن بجدية الموقف الأمريكي بدلا ً من أن يعيد النظر في أسس حكمه وفي طريقة قراءته للأحداث وفي علاقته مع الشعب وفي عجزه عن تصحيح العلاقة الداخلية التي هي أساس الموقف الإقليمي والدولي منه .
وأخيرا ً يبقى إلى وقت ما يتحرك النظام السوري وحيدا ً حافيا ً في المربع الملتهب من بيروت إلى بغداد إلى فلسطين إلى دمشق , وخاويا ً هذه المرة من كل أوراق المساومات وخائبا ً في عقد الصفقات وطائشا ً لأنه قد قدم كل ماعنده على كافة الجبهات , ويقف الآن حائرا ًمصطدما ً بالتغييرات الجديدة في سياسة المنطقة , إنها لحظة الخلخلة التي أوصله لها سلوكه وجهلة باللعبة الإستراتيجية الجارية في المنطقة التي دخلت أطوارها التنفيذية النهائية الحاسمة والتي تفرض هي الأخرى الإستغناء عن دور بعض اللاعبين المنهكين الآن وغياب الكثير عن مسرح الأحداث , وليس لنا في هذا الحال سوى أن نقول بأن من يلعب بالنار يحرق أصابعه وأكثر في النهاية.
د.نصر حسن
12 كانون الثاني 2007



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأخيرا ً أعلن بشار أسد برنامجه الإصلاحي !
- أين ستكون نهاية الشارع اللبناني ؟
- على ماذا الحوار : السوري الأمريكي ؟!(2)
- خطاب حسن نصرالله
- تقرير : بيكر - هاملتون .. والتدحرج على الفوضى !
- استعصاء النظام السوري في الصفقات وافتعال الأزمات
- صفقات سورية على طريق دمشق بغداد بيروت
- صفقات سورية على طريق دمشق بغداد بيروت (2)
- صفقات سورية على طريق دمشق - بغداد - بيروت..!
- شرعية المحكمة الدولية بين لاشرعيتين!
- النظام السوري ..وانتظار تمديد الدور !
- النظام السوري وطاولة الحوار
- أي سيناريو ينتظر سورية ؟
- إرادة التجديد في الخطاب الفكري والسياسي السوري
- المعارضة السورية بين إشكالية التجديد وضرورة التغيير
- إلى متى تبقى بعض أطراف المعارضة تدور في فلك الإستبداد؟
- أين دور المثقفين السوريين
- سورية والإرهاب .نظام ودور ..اللعبة الخطرة
- حالة الضياع هل هي أزمة ثقافة أم أزمة سياسة؟
- وثيقة الحقوق المدنية للمواطن


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - النظام السوري ..على مفترق طرق الإستراتيجية الأمريكية والإيرانية .!.