أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - مهاباد مهداة إلى عبد الله أوجلان















المزيد.....

مهاباد مهداة إلى عبد الله أوجلان


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 1795 - 2007 / 1 / 14 - 07:53
المحور: الادب والفن
    


من أجل الفقراء المقهورين هنا ..في هذا العالمِ
أفتح شرْيان القلبِ..
وأزرع كل دمي خطوات للقادم من جبل النار بشعلة أطفال الآتي..
أبسط كفي للأرضِ..
وصدري في جدران السجن أفجرهُ..
أبدأ من صمت الأشياء هنا..وجعي..
أركض في سهل الحجر الطالع من جمجمتي..
من خيط رفاقي يمتد جنوبا/شرقا..
وجنوبا/ غربا..
وجنوبا..
أبدأمن قطرات الدم ينزف من قدميْ أحمدَ..
حيث يلاحقه أغنياء قريش بحجارة أحقادهمو..
أبدأ من ريح الحلاج هناك..دما يتقاطر في الجوعِ..
ومن شجر الرجة في البدء هنا..كفي..
ثم أرتل قامة غيفارا..ممتشقا قمر الأرض بعيدا..
وجهَ أبي ناظم تمتد أصابعه فوق العشب الليليِّ حنينا لأصابعنا خلف القضبان الفولاذيةِ..
أبدأ من لينينَ يشق الصحراء الثلجية آلاف السنوات الليليةِ
من صمت أبي ذر في الربذه..
وأنين المكي يسحب خلف حصان الصهد دما..
لحما يتناثر فوق الشوك حصى..للكلماتِ..
هناكَ..هنا..
في صحراء الغرب ثلوجا تتراكم في الأحشاء..
والموج الكرديُ يؤوبْ..
يجرف صخر الصمت البشري..
ينقضُّ على أمريكا الطاعون..
أبدأ من عينيْ عبد الله سجينا في أقبية جنرالات الجيش التركي..
أبدأ من كف سواحله تمتد إلى الأحراش عميقا..
من وجد طفولتهِ..
حين فتى كان يرتب أوراق دفاتره صبحا..
يمشي خلف شعاع الحزن غريبا بين أزقة قريتهِ..
حيث الفلاحون الأكراد يمرونَ ..
الجدران تلاحقها الجدرانُ..
غبار الأرض..العنز الجبلي يسيرُ..
وحيث السهو دمٌ..في الطرقاتْ..
أبدأ من وتر الليل الغارق في رجتهِ..
ويمام الشرق المتأهب للغربةِ..
والأسفار السرية تجمع ريح البدء لقامته في الصحراء المرمية في الأسوار هنا..بين الموصل حيث القصف الإمبرياليُ..
وبين ديار للبكرسعيرِالردهات التركية/رمل الجنرالات الموبوئين دمارا برصاص القتل.. جنوبا..
في كردستانْ
ـ لارمل لكردستانَ..
ولا شمسَ لتركيا ـ
أبدأ من جرح أناملهِ..
حين يحمِّل صمت مساء القرية دفتر غربتهِ..
ثم عميقا يفتح بابا للمنفيين هناكَ..
وبابا للمنفيين هنا..
ويغادر حجر الأمس حزيتًا
نحو البحر الآخر في الكفِّ..
وقائمة الشهداء..
ـ لاصمت لكردستانَ..
ولاماء لتركيا ـ
يقرأ آي البدء بآلاف السنواتِ..
مرورا بصلاح الدينِ
القدسِ
وغيم الألم الرابض في القلبِ..
حنينا لمدى برد طفولتهِ..
دفء شفاه الأم تغطي وجنتهُ..
ابدأ من قامته..حين فتى كان بعيدا في العشبِ..
ومبتهجا بأناملهِ..
يتألق في شدو الغنم الحبلى بخراف السفح الجبلي..
في المحراث الخشبيّ تجرُّ شقوقَ الرض به البقراتْ..
في السهل تموج سنابلهُ..
وتلال العشب يغطي قدميه/الحجل البريِِ..
قطا السنواتْ..
أبدأمن هامته حين فتى كان يرش الأشجار بماء يديه سعيدا..لتصير بنادقْ
والأحجار يمسِّح كفيه عليها..
فتعانق خطوته..فلاًّ..وزنابقْ
وعصافير الوهج يعانقها..
فتزقزق فرحا بأصابعهِ..
وتمد حنين الرعشة في الأفْقِ. .
دما..
ماء جبليا يحفر في العمق السهليّ سواقي الجبهات/البدءِ
هنا..
حين فتى كان بعيدا تحت الأشجار يوزع آي قصائدهِ..
ونداهْ..
يتسرب عبر شقوق الأنغام الأرضيةِ..
حيث رغاء العطش اللافحِ..
ماء الرمل هناكَ..
وحيث قريبا من بدء دوائرهِ..
يغرس حجر الرجة زلزالا في الأحياء الفاشستيةِ
قصفا ..وحرائق أخرى..أبديه..
أبدأ من غيمتهِِ..
حين فتى كان يسابق خطوته الحبلى بالريحِ..
يمرر بسمته في الصمتِ
يفتّح أزهار مداه الأخرى..
ثم يميل إلى جهة القلب بعيدا..في العشبِ..
ينط غزالا في البريةِ..
والأغصان الحبلى بثمار طفولتهِ..
بندى الوتر الليليّ..
أغاني البدوِ..
غطاء الصوف القمريِ..
تعمّدهُ..
أبدأ من خيمته الحجريةِ..
حين فتى كان يشد الصمت إلى شفتيه/الماء الحامضَ..
والأرض تدورُ..
تدور الصفعة صاعقةً..
وغبارا..
سوط جنود الترك يغربه..وترا جبليًا..
حبل حديد الآلات الليلية يبعده في العمقِ..
الضرب على الخوذة في الرأس يردده أرقا..
وحنينا للرعشة تبدأ من أحجار قرى أضنه..
يقرأ رايتها..مطرا..
مطرا..
ويسمي بسمته في الجرح مدى..
والأرضَ دخانا..
وأنين السحب على الوجع الغجريّ سمادا أخضرَ
حين فتى كان يشد الصوت رحيلا في الغيم الآخرِ
والأرض تدور رحى
وحصارا من دباباتٍ
تغرس في الأحشاء صراخا..
وضراعة عصفور يتخبط في دمهِ..
ألما..
وسواد..
* * *
مرت سنواتٌ..
كبر العشبُ ..
وصارت أشجار الجبل الرابض خلف القرية شمسا..
ودما..
عبد الله مشى..
ـ والأحجار/الصخر ممر للطرقاتْ ـ
مشت الأرضُ..
الفتيات ..الفتيةُ..
والجدران ..الصبيةُ..
نحو النبع/صدى مهابادٍ..
فاتحة الطلقاتْ
ـ لاحلم لتركيا..
لاموت لكردستانْ ـ
بزغت شمس الماء هنا..
ومشت نحو طفولته الشطآنْ..
حجرا موجيا..
قطعانا من إبل الصحوِ
ندى وبريا..
ودما تلبسه الأشجارُ..
رمادا للغرب..هناكَ..
صحارى شاسعةً..
وترا منتشيا بخصوبتهِ..
زهوًا..
ورصاصا ..للطلقاتْ..
* * *
مرت سنوات أخرى
مشت الغابات إليهِ..
مشى..
لم يرضخ عبداللّه..هنا..
فتح الأرض حنينا للكدريّ يدفّئهُ..
لزغاريد النسوة في الجبل القمريِ ترش خطاه..هناكَ..
لغيم الفلاحين البسطاءِ..
لأحجار قرى كردستان محطمةً ..
ريحا..تهتز بها الأغصانْ..
* * *
مرت سنوات أخرى..
مشت الأحجار بعيدا..
وبعيدا ..حط خطاهُ..
هناك الليل الثلجيُ..
هناك الأرغفة الملآى بالعرق اللافحِ..
بالصمت غبارا..
كان وحيدا عبد الله يجوب الصحراء الليليةَ..
شرقا..
غربا..
وشمالا..
يبحث عن قطرة ماء..
كل البيض تكسّرَ..
لاشيئَ هنا..غيرُ رمال تملأ هذا الأفْق ..دماء..
نادى الأرضَ..
بحار الأرضِ..
ولمّ صراخ النسوة/أحزان المقهورينَ..
وآلاف السنوات الكردية..في نبض يديهِ..
وكان جنوبا يرحلُ..
لكن البحر يضيقُ..
الأرض تضيقُ..
وصار سجينا في أقبية جنرالات الفاشيين الأتراك..
* * *
لمطارات العالم غربتها..
لجليد الطرقات الإسفلتية زرقتهُ..
للثلج الجبليّ بياض التعب الآخرِ..
للبحر بواخره الغرقى في التيه الأبديّ..
ولي كلماتك تفتح ذاكرة الجرحِ..
خطاكَ ..تحركني..
ولك الجدران العليا..
سياج العسس المرميين بكل شقوق الصمت يفتّت في..
كبدي..
عيناك على العشبِ..
وكُلاَّب القيد على الزندين..هنا..
فرق الموت تحيط سماكَ..
تجر خطى قدميك الأغلالُ إلى الجزر /الرملِ..
هناكْ..
ـ مرٌّ هذا العالمُ..
موحشة هذي الأرجاءْ..
لابحرَ هناك..
ولا شمسَ هنا ـ
عيناك على العشبِ..
ووجهك يفتح كل شوارع هذي المدن المسبيةِِ..
صوت رفاقك يعلو فوق الجدُران الإسمنتية برقا..
ينزف عرقا من زفرات الصبيةِ..
تشتد رياح الثورة من وقع خطاهم..
للبحر.. مداكْ..
عيناك على العشبِ..
ووجهك يفتح كفي..
يمتد إلى الأرض جذورا لسواحلها..
يملأ كلَّ شوارع مدن العالم هذا المنفيّ حنينا للبدء هنا..
وهناكَ..
هنالكَ..
حيث الفلاحون تشد أياديهم أشجار الشوق إلى العمقِ
وحيث العمال نشيد يتعالى في الأجواءِ..
يغطي صوت الآلات الطبقيهْ..
ورحى الأيام لأسماء الفقراء المنبوذين جليدا..
في أقبية وحش المدن الغربيةِ..
والـ(c I a) نتهارْ..
عيناك على العشبِ..
ووجهك يفتح كفي.
ترتد إليك أزقة أكواخ العالمِ..
فتيات الجرحِ..
ونسوة صهد الطرقاتِ..
وصبيان الطينِ..
وعمال الورشات الحجرية في موسكو ..
شيكا غو..
برلينَ..
وفاتحة البحرِ..
دم الشهداءْ..
عيناك على العشبِ..
ووجهك يفتح كفي..
يملأ مدن النفي حنينا للبدء..هنا..
وهناكَ..
هنالكَ..
تبقى وطنا يبني فرحته عرقُ الآتينَ
وعشب البحر يعانق أمواج المقهورينْ..
عيناك على البحرِ..
وصوتك يفتح كفي..
يحلم في ـ صمتا ـ :
لو أن دمي ينزف في كردستانَ..
وأشواك الأرضِ..
حجارتها ..تجرحني..
لو أن الريح تضمد جرحي..
وخرير الماء يعانق كفي..
والبدء أزقة أكواخ المنفيين ضواحي اسطنبولَ
صفيح الحزن يلم الأطفال لمد طريق الحجر الرافضِ..
لو أن خطى وجعي..
وسهاد الأيام الحجرية في الترحال حنينا للشجر الغارق في القمع يحاصر أطفال قرى كردستانَ بعيدا..
حيث بنادق جند الترك تمزق أحشاء النسوةِ..
في الجدرانِ..
وتخنق آهات الفتيةِ..
تشعل كبريت الموت بأثداء الفتياتِ..
وترمي بالصبية في قعر الجب طريقا..لمدى الطلقاتْ..
لو أن خطى وجعي تفتح أغلال رجال قرى كردستان هناكْ..
كنت مشيت إلى الحجر الزاحف في كف الأطفالِ
إلى النبع هناك..مدى مهابادٍ..
شمس خطى عبد اللهِ ..
وكف الآتي تمسح أحزان قرى كردستانَ
وتشعل نار الثورة في اسطنبولْ
تحرق أغلال أخي عبد اللهِ..
تعيد الماء يزغرد في كل شفاه الكردياتِ..
هنا ..في هذا العالمِ..
فرحا بخطى عبد اللهِ ..
ربى كردستانْ..
لو أن خطى وجعي..
لو…
لكني منفي أيضا..
في القهر ..هنا..
أغلال القمع تشدُّ..
خطاي..!



مها باد:هي جمهورية مهاباد التي أقامها الأكراد عام1946م بزعامة القاضي أحمد ، والتي استمرت حوالي السنة،حيث هاجمها الجيش الإيراني وقضى عليها وأعدم زعيمها.



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب بيت الديكتاتورية والفهم المتخلف للدين


المزيد.....




- روسيا.. جمهورية القرم تخطط لتدشين أكبر استوديو سينمائي في جن ...
- من معالم القدس.. تعرّف على مقام رابعة العدوية
- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - مهاباد مهداة إلى عبد الله أوجلان