أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشار العيسى - المعارضة السورية: عبد الحليم خدام حصان طروادة السلطة















المزيد.....



المعارضة السورية: عبد الحليم خدام حصان طروادة السلطة


بشار العيسى

الحوار المتمدن-العدد: 1795 - 2007 / 1 / 14 - 07:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أقل ما يقال في المعارضة الوطنية السورية تضحياتها الكبيرة وحصيلتها الهزيلة البائسة على جميع الأصعدة. ففي الوقت الذي يطوي الشعب السوري السنين على آلامه بالآفاق المسدودة في وجهه، وتترصد بجاره اللبناني رياح الفاشيـة الدينية المذهبية في صيغة إلهية متماهية في سلطة الوطن السوري وحكامه، وفي الوقت الذي يتدمر جواره العراقي مذهبيا ووطنيا في أتون حرب أهلية مركبة، تعاني النخب السياسية السورية المعارضة من غفوة أهل الكهف ولعنة بعض المحدثين على صفوف المعارضة من المهمشين، الذين يرقصون طربا وفجورا لتبقى الصورة التي يشكلونها لأنفسهم زاهية في مخيالهم الخدماتي.

شيء من التاريخ الإفتقار إلى قيادة
يصح القول أن المعارضة السورية أحزابا ونخبا، ضحية نظام قمعي فاحش القوة والفساد، كما وأنها أسيرة مراهناتها الغارقة في المفارقات، لقد راهنت المعارضة السورية التي تبلورت منذ منتصف السبعينات، في صيغة أحزاب ـ فقدت أنصافها في انشقاقات عمودية أشرف عليها الأسد الأب شخصيا، تأطر النصف السلطوي منها في جبهة حافظ الأسد الوطنية التقدمية وهي على شاكلته وحزبه يخلف فيها الأبناء الآباء والزوجات الأزواج، ـ على احتمالات استقطاب شعبي من حول طروحات تمازج فيها القومي الحلمي باليساري الشاعري في تداعيات هزيمة حزيران1967، لكنها ظلت أسيرة المراهنة ـ بالنيات الحسنة ـ على التغيير بالاحتمالات المرجوة بفعل مدد خارجي، ولا نقصد هنا بالخارجي أنها كانت تصيغ لعملها بتحالفات مع قوى ومراكز خارجية، ـ للأسف حتى هذه لم تستطع أن تقوم به، ـ لأن طموحاتها كانت دون هذا بكثير. فلقد تأملت، ولا زالت، أن تساهم تحولات خارجية عن فعلها، في دفع النظام إلى تحول يجد مخارج لازمتها لا بل أزماتها.
منذ الدخول السوري إلى لبنان سنة 1976 وإعلان بعض أطرافها، مثل، الحزب الشيوعي المكتب السياسي، شعار إسقاط النظام، ـ توهما في أن الاعتداء على المقاومة الفلسطينية؟!!! والحركة الوطنية اللبنانية ؟!!!! يوفر أرضية شعبية صلبة لإسقاط أي نظام كان، ـ مرورا بسنوات الجمر التي شنت السلطة فيها الحرب على المجتمع وتعابيره الرافضة المتمثلة في أصوات حزبية معدودة ـ الأخوان والشيوعيين ـ قطعت مع الاستبداد بالقول بالخيار الوطني الديمقراطي حلا للتغيير والبناء، لكنها افتقرت إلى مراكمة رصيد سياسي ونضالي، غير لحم أعضائها وقادتها وفئات الشعب التي انفصلت عن سلطة الأسد الفئوية، لكن الكتلة الشعبية لم تستطع أن تجد لها حاضنة نفسية و تنظيمية في أحزاب المعارضة، ترقي بقدراتها الكامنة إلى مستوى الفعل، للخلل الحاصل في توازن القوى بين سلطة عالية الكثافة في التمحور من حول مصالح جماعتها بالمفرد والجمع، ومعارضة متواضعة تطهرية تفتقد أرضية تاريخية وفكرية تربطها بالناس الذين لا تتعرف مصالحهم إلا برومانسية ثورية خليقة بالشعر لا بالسياسة. أحزاب، أسيرة سياسات خطاب حزبي على غير تماس مع الواقع الحي للمجتمع والناس بالقدر الذي هو هوى نظري، خطاب في صيغة ردود أفعال تفتقد برامج يتحسسها الناس، ببرامج نخبوية معلبة لا روح فيها، برامج لا برامج ولا آليات لتنفيذها.
في الوضع العام: تنتمي الأحزاب المعارضة السورية في غالبيتها إلى شرائح هامشية مجتمعيا يتوزعون بين العاملين في التعليم طلبة ومدرسين والمهن الحرفية أو موظفي الدولة من الفئات الهامشية، أن أهم ما تفتقر إليه المعارضة السورية شخصية قيادية كاريزماتية تقيم من حولها إجماعا وطنيا وشعبيا.
يبلغ متوسط عمر المنضمين في أطر أحزاب المعارضة الخمسين سنة، و يبلغ معدل عمر القيادات الستين سنة، ممن فقدوا كل صلة بالمجتمع السوري الحديث الشاب، لم تراكم المعارضة، علاقات سياسية عربية أو دولية، عاشت وتعيش عزلة داخلية فيما بينها لا تسمح لها بالارتقاء بوعيها وحركتها إلى مستوى وعي ومتطلبات الأحداث في بلد من أكثر بلدان الشرق الأوسط إشكالية وتداخلا في دوره الإقليمي والداخلي والدولي. كما لم تستطع أحزاب المعارضة استيعاب واستعادة كوادرها التي تثقفت عاليا في سجون الأسد فترة الثمانينات والتسعينيات. في حين أن أغلب الوجوه الثقافية المعارضة والتي برزت في أطر "ربيع دمشق"، عاشوا فترة سنوات الحمر في تصالح مع السلطة وعلى حوافي منافعها المادية والوظيفية، قفزوا إلى واجهة الأحداث في لحظة توقعوا فيها أن النظام يغير جلده ولا بد من أكسسوارات تجميلية لقباحته.
أثناء الحرب اللبنانية ودخول النظام إلى لبنان بالاتفاق مع كيسنجر وإسرائيل، وقفت أحزاب المعارضة السورية تبكي على"قبر لا ميت فيه" تضامنت بصخب استنكاري مع ما سمي بالحركة الوطنية اللبنانية ـ التي غدت بسرعة حليفة للسلطة السورية: الحزب الشيوعي اللبناني منظمة العمل الشيوعي الحزب السوري القومي الاجتماعي قوى وتنظيمات قومية تدور في فلك المقاومة الفلسطينية ـ ووقفت مع يسار المقاومة الفلسطينية، التي اختارت التحالف مع السلطة السورية في صراعها مع و ضد فتح/عرفات .صنفت فتح على مدى عشرين سنة يمينية في قاموس اليسار السوري. وهي القوى ذاتها، روجت لطريق التطور اللارأسمالي السوفيتي، وقت كان ينتج ويفرخ أنظمة استبدادية، عند العرب خاصة، وهللت للبريسترويكا باعتبار أنها راح تطلع الزيراللينيني من البير الستاليني. وحين بدأت أنظمة المعسكر الاشتراكي تسقط بفعل النهوض الجماهيري في الشارع، توهمت المعارضة السورية أن الأمر يتم بفعل تداعيات رياح التغيير ـ الربانيةـ وأن سوريا بدورها،ـ لا بدـ مقبلة على التغيير فتهيأت للتكيف مع السلطة بتصغير رأسها على حجم طربوش النظام، لم يخطر على بالها رؤية المظاهرات والغليان الشعبي في تلك البلدان، وحين لم يسقط النظام أرادت أن تتعايش بالتصالح معه تحت شعار المصالحة الوطنية والإصلاحات الوهمية عل وعسى يرمى لها الرئيس الشاب ـ الإصلاحي ـ بماء وجهها فلم يحدث. ويوم نشطت النخب اللبنانية المعارضة في جريدة النهار ضد الاحتلال السوري رأت هذه الأحزاب، إلى جريدة النهار، وجبران تويني وسمير قصير ضالتها المنشودة و المرجعية السياسية والفكرية حتى دون أن تكلف خاطرها توسيع إطار تحركها استرشادا بحركة هؤلاء بل ظلوا في مقاس وحجم صفحة قضايا النهار وملحق النهار. وفي تداعيات حادث اغتيال الرئيس رفيق الحريري وحدوث الانكفاء السوري راهنت هذه القوى الحزبية والنخب الثقافية على حدوث ما تأخر فاستعجلت لنفسها إطارا مهلهلا مبتسرا فوضويا بامتياز في صيغة " إعلان دمشق " حتى لا يفوتهم قطار يوهم بالانطلاق، فأتى الإعلان على صورتهم ومثالهم وهم، كل يوم يتناتفونه مزقا، بالتوضيحات، تصويبا، وترضيات، ومكاتب عامة، وناطقين رسميين وغير رسميين، تاركين للسيد عبد الحليم خدام أمر تمثيلهم مثلا، لدى قوى 14 آذار اللبنانية الساحة الأكثر حيوية اليوم للعمل السياسي السوري.

في الوضع الداخلي السوري: حصرت القوى الحزبية السورية المعارضة برامجها على التغني بالشعارات القومية، أي أنها انغلقت في دائرة الصراع العربي الإسرائيلي وهي دائرة خارجية عن حياة الناس اليومية وتحمل تآويل شتى، وظلت تدور في ملهاة الصراع هذا الذي، عمليا، كان قد انتهى منذ ما قبل أن تنفصل هذه القوى عن سلطة الأسد الأب في اتفاقات فصل القوات مع إسرائيل، التي أشرف عليها كيسينجر، وهي بالتالي غابت عن الحيوي في حياة الناس: التدمير الاقتصادي الزراعي والصناعي والمالي ( مزارع الدولة الحزام العربي حصر الاستيراد والتصدير بجهاز الدولة البيروقراطي والأمي، مستعينا في أغلب الأحيان بالتجار الدمشقيين ضالتهم الى الفساد والرشوة بالاحتكار الاشتراكي، عزلت الشرائح الجنينية للبرجوازية المحلية وفتح باب الفساد الإداري والمالي على مصراعيه). مثلا لم تنتبه، أو لم ترغب، هذه القوى الحزبية المعارضة وهي تقدم التضحيات البطولية المجانية، ـ تقريبا ـ، إلى وجود كتلة شعبية كردية مهمشة ذات وزن وقدرة على الفعل السياسي برقانون رد الفعل على سياسات التمييز العنصرية. وحين انتفضت هذه الكتلة ـ عفويا ـ في وجه تمادي العسف الحكومي، وقفت بداية، جلُ قوى المعارضة منها، موقف الريبة والتشكيك لصالح السلطة قبل أن تعود وتصحح بعضا من أخطائها غير القابلة للتصحيح. وكما وأن هذه القوى التي أغمضت العين طويلا عن حشد سلطة الأسد الأب كل الوسائل، المشروعة وغير المشروعة، لخلق شرخ بين الجماعة العلوية وكتلة الشعب السوري لجعلها متراسا أمنيا وعسكريا لسلطة آل الأسد وأعوانهم، هاهم اليوم، ومنذ أكثر من عقدين يغمضون العين عن حجم التغلغل الإيراني بحجة المزارات الدينية والحرية الدينية، في مؤسسات وبيئات المجتمع السوري لفتن لن ينزل الله بها من سلطان. فسيارات المراكز الثقافية التابعة للسفارة الإيرانية تجوب البوادي والمدن والتكايا السورية ـ تحت أبصار المعارضة ووشوشتها الصامتةـ ، بحرية أكثر من جهاز البعث فهي هيئات وأشباح بقرارات عليا فوق الدولة والناس، دون أن نرى تحذيرا وطنيا واحدا.

مع إطلاق سراح معتقلي الثمانينات في نهاية التسعينات ومجيء بشار الأسد الهني إلى السلطة وتدمير الجمهورية حدثت انطلاقة الأنشطة التي سميت ب "ربيع دمشق " تداخل فيها السياسي بالثقافي بالحقوقي. انصرفت القوى الحزبية كليا عن آليات العمل السياسي بعدما كانت قد تدجنت في التسعينات تحت حجج شتى ومفاهيم متناقضة ناقشناها في أكثر من مقال سابق.
الجديد والمهم مع انصراف القوى الحزبية عن العمل السياسي باعتباره فعلا في الناس والأحداث، إلى الحكي في السياسة، أصبح كل السوريين يحكون بالسياسة باعتباره استحقاقا رئاسيا يترافق و مجيء بشار الأسد السلطة بفرضية تقول بالتغيير، روج لصورته مستشارون أمنيون وأكاديميون ومنافقون، وصيادي الفرص الساقطة، منى وسلوى.

مع انكفاء القوى الحزبية عن العمل السياسي إلى الحكي، تنشطت إمعات في العمل السياسي سواء تلك التي تبلورت في صيغ دكاكين خارجية استسهلت العمل السياسي دون تضحيات وصعاب، فضلا عن أولئك اللذين رأوا في العمل الحقوقي مصادر رزق، ووجاهة، لدرجة أصبح عدد هذه التنظيمات تفوق عدد الأحزاب بانقسامات وخلافات فكرية ومرجعيات خارجية مالية، سخرت لها و لهم وسائل الإعلام العربية وغير العربية وسال للجوائز الحقوقية الخارجية اللعاب. يكاد العمل السياسي المعارضي السوري ينحصر في أطر هذه المهمات/ المفاهيم الحقوقية!!!!. فمثلا إذا اعتقلت أجهزة السلطة أحد كوادر الحزبية أو نشطاء حقوق الإنسان، أو استدعتهم، أو منعت لأيام ناشطا ثقافيا أو اجتماعيا من السفر تقيم هذه المجموعات ـ وكأنها سوبر فئات ذات مصالح مستقلة عن الشعب السوري ـ الدنيا ولا تقعدها ببيانات متشابهة مكررة الصيغة والمحتوى لتنتهي بترجي السلطة والأجهزة والرئيس العفو بحسن النية، وفك المحظور في حين تقوم السلطة ورموزها المالية والأمنية كل لحظة بنهب وتدمير مصالح الناس تصل مضاره إلى أعماق الاقتصاد الوطني ومستقبل وحياة ملايين الناس، حين تتجاوز مخاطر وتأثير مضار رموز القوى المالية الفاسدة المرتبطة بهرم السلطة ورموزها المؤسسات الأمنية التابعة، فأن المعارضة تبدو بلهاء صماء وكأن الأمر لا يعنيها. ولا حاجة لذكر أمثلة تكفي نظرة واحدة على أدبيات هذه المعارضة للوقوف على همومها المحصورة في البلاغات لا غير، وهي ما تنفك تتحدث عن حجم الهوة بين السلطة والشعب وفي الحقيقة أن حجم الهوة التي تفصلهم ـ الأحزاب ـ عن الشعب اكبر بكثير، وتراهم بدل التوجه إلى الكتلة الشعبية لتفعيلها فأنهم يبكون إغلاق السلطة الأبواب في وجه نشاطهم الذي يستجدي ولا يفعل.

من جملة أسوأ مظاهر ضعف المعارضة ـ ربما ـ تسلق السيد عبد الحليم خدام بمهارة البعثي الشاطر شجرة المعارضة العارية. وكأنه أتى ليكمل الهواية السياسية التي نشط فيها بنجاح ما السيد فريد الغادري ، أبديت سابقا رأيا لا يختلف عن هذا في شكل وآلية انشقاق السيد خدام إلا أنني أراني مدفوعا للتوضيح أكثر لتمادي السيد في دوره المعطل حين ينتقل بالترويج لشخصه بالفتنة الأهلية التي تطال شريحة هامة وأساسية في المجتمع السوري وأقصد الجماعة المسيحية.
أتى السيد عبد الحليم خدام مسرح المعارضة من الباب الخلفي ـ أو أدخل إليها كحصان طروادة، لم تتوقف لليوم آثاره التفتيتية على عمل المعارضة المدمرة والمهمشة ـ وهو البعثي الأشد حرصا على أحكام الطوارىء من أجل الاطمئنان على ديمومة سلطة البعث وفساده، أشرف على حملات السلطة ضد النشطاء ممن أعلنوا "ربيع دمشق " كما أدار حملات ترويض الزعماء اللبنانيين بالعصا والجزرة. حين تبارى وفاروق الشرع، في من الأكثر فائدة ومصداقية لسلطة نظلم الأسد.
عن سابق قصد وتصميم انفرد خدام بإرث وتاريخ وسمعة حركة الأخوان المسلمين وعينه على المحيط الإسلامي السني الذي لم تلحقه السلطة بها، وهو لا يريد من المعارضة غير هذا والوجود الشعبي الكردي لخصوصية يعرفها خدام جيدا وأن لم يفلح فيها كما فلح في زرع الأخوان لأن حدود جماهير السيد خدام لم ولن تتجاوز في الداخل السوري إلى شخص واحد أما في الخارج الوطني فكل الذين يدورون في فلكه يرون فيه المطية الأسهل إلى الشهرة.
وقعت قيادة الأخوان الميدانية ضحية آمال واهية، في شرك الوهم بخدام الذي قد يصبح لهم سلما إلى علاقات عربية ودولية، لن يتمكنوا منها بصفتهم الإسلامية، تصرف الأخوان البراغماتي ـ لا زالت محط التساؤل ـ، حين تخلوا عن قوى العمل الوطني جماعة إعلان دمشق، على ضعفها وعجزها ولكن لها مصداقيتها الوطنية التاريخية بعكس خدام الهارب من حاشية السلطة التي استغنت عن خدماته باعتباره القطعة الأكثر اهتراء واحتراقا في خردة الحاشية. تناسى الأخوان بسهولة أن السيد خدام كان ولعقود حامل أهم وأخطر ملفات السلطة السياسية وأهمها مواجهة المعارضة الداخلية بوجه سني لا حدود لوقاحته في الدفاع عن جرائم البعث والسلطة التي كان للإخوان ـ ربما ـ حصتهم الأكبر بين ضحاياها.

مخطىء من ظن يوما أن للثعلب دينا
لقد انحصرت معارضة السيد خدام منذ اللحظة الأولى في إرباك المعارضة وأشكلة وحدتها، وأسال الرجل لعاب الكثير من المغامرين وهواة الفرجة، كما استفز غضب بهائم السلطة وأمعاتها من المنافقين التابعين، الذين واجهوا إعلانه التلفزيوني بطريقة أضافت إلى رصيده رصيدا ـ مقصودا أم غير مقصود ـ أكبر بكثير من الحجم الذي يستحقه في مطلق الأحوال. سهلت عليه مهمته في بيع الأوهام لمن لا يحمل بين كتفيه رأسا يفكر بالحد الأدنى من الواقعية.
وخدام المعارض العتيد، لم يخرج إلى اليوم، من حدود ومصالح دارته الباريسية التي حازها بالتسلط على مال السيد رفيق الحريري، الذي ـ رحمه الله ـ لم يقصر في إفساد الفئة الفاسدة السورية، بدءا من محيط البوريفاج وصولا إلى هرم السلطة لآل الأسد.
يكاد لا يمر يوم دون أن ينشر على موقع السيد خدام "سورية الحرة" تعليقان أو ثلاثة وأربعة عن الوضع اللبناني والمحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة باغتيال رفيق الحريري. تدور كلها عن دور سلطة بشار الأسد في الاغتيال وعن أن التغيير في سوريا الذي غدا قاب قوسين أو أدنى إلى السقوط بين عشية وضحاها، بتدبير حكيم من براميريتس وقبله ميليس، فضلا عن الرسائل ـ الديغولية ـ التي تكاد تصبح أسبوعية يوجهها إلى نخب وشرائح الشعب السوري في صيغة الأمر اليومي لإعلان عودته مظفرا إلى السلطة بعدما ضاعت في الأوحال الأوهام التي انطلت على البعض في أن خدام ترك وراءه في السلطة: الجيش والبعث والطائفة العلوية ألغاما ستتفجر الواحدة تلو الأخرى في وجه بشار الأسد.
إذا كان السيد خدام ليس من نوع الرجال الذين يلقون الكلام جزافا، وهو الذي أمضى في السلطة أكثر من ثلاثة عقود نصفها وزيرا لخارجية سوريا ونصفها الآخر نائبا للرئيسين ، وهو بالتأكيد ليس من العمر الذي نشك بتضاؤل قدراته العقلية لان يأخذه الهوس والهوى فما الذي يدفع بالرجل إلى هذه الاستعراضات الكلامية التي تشوش على شكل ومحتوى عمل المعارضة الوطنية السورية.
منذ اليوم الذي تشارك والسيد حافظ الأسد، وزيرا للخارجية، سنة 1970 و خلال الثلاثين سنة من خدمته، كان السيد خدام القابض على أهم الملفات السياسية السورية المحلية والإقليمية والعربية، والمقرر العارف بخفايا جلها:
ـ مذبحة تل الزعتر والصراع على الفصائل الفلسطينية على مدى عقود من الزمان.
ـ مذبحة حماة وحصارات المدن السورية 1979 ـ 1982 .
ـ مذبحة القوى الوطنية الديمقراطية سني النار 1979 ـ 1987و قانون 49 القائل بالإعدام على الإخوان المسلمين
ـ مجزرة سجن تدمر، ومصير آلاف الرهائن والمختفين الذي ضاعت آثارهم،
ـ حجم وآفاق التعاون و التآمر السوري/ الإيراني على العراق العربي، سني الحرب العراقية الإيرانية وفي لبنان والساحة الداخلية السورية لجهة التغلغل الإيراني التشيعي،
ـ إشرافه المباشر على ملفات استدراج واستقطاب القوى العشائرية السنية العراقية بعد سقوط نظام صدام حسين والتأسيس للإرهاب إذ لم يكن يمر يوم دون أن ترتاد مكتبه الدمشقي أمام شاشات التلفزة وفود العشائر العراقية والسورية التي تربطها روابط بتلك العراقية.
وهو لم يقم إلى اليوم بفضح أسرار النظام في كل هذه الملفات وأنحصر همه في ما له علاقة بأسرة الحريري لما تدره هذه العلاقة من أضواء ومنفعة.
فالسيد خدام الذي :
1 ـ تخلى عن حقه الدستوري في نيابة الرئيس بوفاة حافظ الأسد ولو لأيام.
2 ـ شرعنة الاعتداء على الدستور وقيم الجمهورية حين تم تعديل الدستور قراقوزيا سنة 2000 ليتطابق ومواصفات الوريث الذي يكن قد بلغ السن القانونية. في مدة نصف ساعة لا غير.
3 ـ الترقيات التي أسبغها على ابن الرئيس رتبا عسكرية ومناصب قيادية تستقيم والانقلاب الدستوري على الدستور. وهو، الابن، لم يكن يوما حزبيا ولا عنصرا في الجيش إلا في وثائق مزورة.
4 ـ لعب دور وجه المقابحة في تصديه للقوى الديمقراطية وحركة المثقفين التي سميت بربيع دمشق والمنديات الثقافية ومحاضرته في جامعة دمشق، شباط ،2001 وحديثه عن الجزأرة لا زالت ترن في أذن أكثر من ضحية ومثقف سوري بقد تباهى الرجل بدفاعه المستميت عن أحكام الطوارىء وسيطرة البعث، وحصر وطنية العمل السياسي والثقافي في تجلي استيعاب فكر الرئيس القائد بشار الأسد.
أما وقد انقلب الرجل على ماضيه ـ اذا كان صادقا ـ عليه أن يعيد للوطن بعض حقه، و للعمل الوطني شروطه وللانشقاق السياسي مستلزماته.
ولقد كتبت شخصيا في ذلك مرتين من موقع الناصح المرحب ـ غير المخدوع ـ وساهمت قدر طاقتي على أن يستوعَب من قبل قوى المعارضة، وكان عليه كواجب وطني وذكاء سياسي أن يقوم بمراجعة وطنية ليس في شكل توبة أو اعتذار بجلد الذات وإنما مساهمة في إضاءة الحقيقة إحقاقا لحق تأخر بإعادته كثيرا، لكنه لم يفعل ولن يفعل. كان على السيد خدام ـ المعارض ـ أن يقول الحقيقة لأسر الشهداء في حماة وتدمر وحلب وسائر السجون السورية أن يقولها لأسر آلاف المفقودين من الفلسطينيين واللبنانيين في تل الزعتر والبداوي ونهر البارد ومعتقلات عنجر وفرع فلسطين.
لأهل الجولان كيف سقط ؟ وأهل العراق في حروب الخليج، كلها، حين كانت سلطة الأسد وابنه عليهما وليس لهما سندا أو ظهيرا.اعتقد أن مكان وشخص السيد عبد الحليم خدام سيكبر ويزداد تألقا وبه سيكبر العمل الوطني أكثر،وتقوى المعارضة، لو أنه امتلك شجاعة الأستاذ الشهيد صلاح الدين البيطار حين قال قولته الشهيرة:
"عفوك يا شعب سوريا ".

إلا إن الواقع يقول عكس ما أتمناه ويتمناه كل وطني سوري غيور، فها هو السيد خدام يطغى كل يوم في عقله ومسلكه وكأنه لم يغادر مكتبه الدمشقي قط ، تغيرت المهمة والرجل واحد. حين يعلن نفسه أبـــــا للمعارضة، نعم أبــــا للمعارضة، وهو لم يتطهر بعد من حبل الصرة الذي يربط ماضيه القريب وسلوكه الحالي إلى أسوأ ما أنتجته السلطة السورية، الكذب/ الديماغوجية، الافتراء، العنجهية، والفتنة الأهلية.

الدسٌ على الجماعة المسيحية بالفتنة
لقد نشر السيد خدام على موقعه الالكتروني "سورية الحرة" رسالة موقعة باسم نكرة عن العمل الوطني الديمقراطي السوري المعارض تحت مسمى " أشرف المقداد" توحي رسالة خدام الجوابية انه يراسله من استراليا أو نيوزيلندا.
لم يُسمع يوما، خلال الأربعين سنة من حكم الاستبداد باسم معارض يدعى اشرف المقداد وها هو يطل علينا اليوم من مرآة السيد خدام في صيغة ممجوجة فتنوية تتوجه إلى الذي أمضى جلُ عمره في خدمة الاستبداد الذي دمر سورية وشعبها، باعتباره أبا بمعارضة ـ حقا اللي استحوا ماتوا ـ فإذا كان ولا بد له من وجود فهو أيضا ممن سقطوا من إحدى عربات قمامة السلطة الاستبدادية.
تقول رسالة المدعو اشرف مقداد فيما تقوله:
" عزيزي السيد خدام، تحية طيبة وبعد،
لقد ترددت كثيراً قبل التوجه إليكم بهذه الرسالة إلا أنني شعرت بحاجة ماسة لمناقشة هذا الموضوع معكم بشكل علني لكي نكشف أن ثمة سوريين يكافحون على الأرض من أجل إحلال الحرية والديمقراطية والعدالة في وطننا الحبيب سوريا."
"...نظراً لما يعانيه السوريون في ظل هذا النظام القاسي، يعزَ على قلبي أن بعض الأقليات تأمل ألا يسقط هذا النظام مهما بلغ فساده ومهما أساء للمواطنين السوريين. ويلجأ أولئك إلى حجج كثيرة أبرزها أن نظام آل أسد يضمن لهم حقوقهم في وجه حكم الأغلبية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الذي سيولد من جديد متى حلت الديمقراطية الحقيقية التي نسعى، نحن المنقذون الوطنيون، لتحقيقها. "
"....... لا شك أنهم لا يعرفون شيئاً عن تاريخ سوريا. فعندما كان نظامنا ديمقراطياً ( في الخمسينيات)، لم نحظ بمجلس نواب فعال فحسب لا بل كان رئيس وزرائنا مسيحياً أيضاً (فارس الخوري). وعندما كنا مشاركين فعَالين في الحكم، كنا ننتخب المرشح الأفضل. وهذا الأمر لم يكن ممكناً الا عندما تولت الأغلبية الحكم.....ويغيظنا كثيراً أن تتمنى هذه الأقليات لإخوتها وأخواتها أن تعرف معنى المعاناة والقتل والتعذيب والسجن والمنفى وذلك بسبب شعورها بالاضطهاد....".
لا ندري باسم من يتكلم هذا العضروط الخدامي وعن اية مشاركة فعالة يتحدث وعن أية انتخابات وأية معاناة؟.
" ... لقد نجح النظام السوري في تعزيز هذا الشعور لدى هذه الأقليات..... يدركون تماماً أن نظام الأسد أشبه بكارثة لكل السوريين الا أنهم لا يحركون ساكناً للمشاركة في موجة التغيير. ..."
(هذا باعتبار أن المدعو وسيده خدام منذ عشرات السنين سارعوا إلى التحرك للمشاركة في عملية التغيير ). ما شاء الله !!!
" ...ونشعر، نحن أخوتهم وأخواتهم بالخيانة. ونشعر أيضاً بضرورة تجييش مساعينا لمساعدة الأغلبية السورية. وإذا أرادت تلك الأقليات الانضمام إلى مسيرتنا فستلقى ألترحيب وإنما إن اختارت التخلي عن قضيتنا، فلن نهدر وقتنا أو طاقتنا في السعي إلى جعلها تبصر الحقيقة (حتى لو كانت، في أعماقها، تعرفها).
سيد خدام، بصفتك أب لنا ( المعارضون والسوريون كافة)، أود أن أعرب لك عن شعورنا بالإحباط. نعرف ما ستقوله لنا إلا أننا نظن أن الوقت قد حان لتظهر الأقليات حسن نيتها."
بعدما تبينت سوء نية العضاريط. وقد نامت عيون نواطير الكرم عن ثعالبه.
"... وقد شهد تاريخنا المعاصر مقتل الآلاف وسجن المئات ونفي الملايين من السوريين بالإضافة إلى تفشي الفقر و البؤس في كل أنحاء سوريا..."
بعدما جنى المدعو وسيده خدام مليارات الدولارات بالتواطىء كتفا لكتف هذه السلطة التافهة.
" ... ولم تشهد البلاد أي من هذه التدابير التعسفية عندما كنا نحن في الحكم. ( متى؟ ) ونحتاج اليوم إلى مناقشة هذه المواضيع علناً وأمام الجميع. ونشعر أن الوقت قد حان لكي يحدد كل منا خياراته وان يتحمَل مسؤولياته كافَة.
باسم كل المعارضين السوريين، أود أن أشكركم على دعمكم ونصائحكم الحكيمة وأظن أننا بحاجة لنصائح بعضنا البعض اليوم أكثر من أي وقت مضى.
مع فائق الاحترام والتَقدير . أشرف المقضاد" ( كتابة الاسم وردت هكذا في الأصل المنشور).

تريثت الرد على هذه الرسالة وجواب السيد خدام عليها عل وعسى يقوم السيد علي صدر الدين البيانوني بالرد عليها، وهو الذي أدخل الثعلب إلى كرم العمل الوطني الديمقراطي مسترخصا دماء وأعمار الشهداء والمعتقلين السوريين، خاصة وأن الرائحة الطائفية الكريهة التي تفوح من الرسالة وجوابها تأتي لأنها تتهم بالخيانة الوطنية الجماعة المسيحية السورية باسم الأكثرية المسلمة السنية كما هو واضح بفجور فتنوي فئوي.
أن مهزلة انضمام السيد خدام المترفة إلى العمل الوطني السوري تتحول تدريجا إلى اعتداء بالفتنة والأضاليل على ثوابت العمل الوطني. فالطبع يغلب التطبع كما ثبت بقوانين الطبيعة فالرجل الذي تشكل في مدرسة حافظ الأسد للفتنة والإفساد وتفريق الصفوف ،ها هو بعد تفتيت صفوف المعارضة ولم يجف حبر إعلان دمشق بتهميش حركة الإخوان فيها عبر مهزلة إعلان وتشكيل جبهة الخلاص.... يأتي السيد خدام اليوم في رسالته الجوابية وكأنه لا زال يقدم خدماته الجليلة ـ التي عليها تعود ـ لسلطة بشار الأسد، اذ لكل امرىء من امره ما تعودا...
يثير السيد خدام فتنة وطنية سياسية بامتياز سلطوي في مرحلة جدا حساسة بين المسلمين والمسيحيين من خلال الرسالة المقدادية هذه ورده عليها.
ينسى السيد خدام أنه في التاريخ الوطني السوري ما بعد الاستقلال لم تكن هناك أكثريات و أقليات ـ حسبما ورد في جوابه ـ لا بل كانت هنالك قوى تابعة للمستعمر في صبغة أعوان وخدم وحواشي، كما في كل الأزمان، وفيهم من كل الأطياف. وقوى ونخب وطنية تصدت للمستعمر وهم من غالبية الشعب السوري ومن كل الأطياف ربما لا يعرف السيد خدام أن غالبية النخب الوطنية السورية تحت الانتداب وعشية الاستقلال كان حضور الأقليات ** فيها أكبر من الأكثرية التي يريد السيدان خدام وتابعه " قفة" اليوم دس السم في صحنها وكأنهما ـ للمهازل ـ أهل المعارضة وممثلو الأغلبية المسلمة السنية وورثة الكتلة الوطنية وحزب الشعب والحركة الوطنية الاستقلالية وهما ليسا أكثر من أبناء الطلقاء الذين التحقوا بالعمل الوطني السوري بعدما شاركوا السلطة جرائمها ومفاسدها وسرقاتها ونهبها وإذلالها للشعب والوطن جماعات ونقابات مهنية وكتلة ثقافية وقوى سياسية اشرف خدام وحواشي السلطة الآخرون على تدميرهم وقتلهم ترويعهم واتهامهم بالخيانة الكبرى وتهجيرهم في المنافي.
لو يقول لنا السيد مقداد و دونكيشوت المعارضة الجديد، أين كانوا سنوات الجمر في السبعينات والثمانينات والتسعينات من التاريخ السوري حين تدمى حتى التراب وصرخت حتى الأحجار لو يستنطق التاريخ جراح النساء المعتقلات: الشيوعيات والأخوانبات والرهينات في وجه أمثال هؤلاء المحدثين على المعارضة ناطقين فجورا وأمعية، أين كانوا وأية أدوار كانت لهم مسندة؟ وإذا كنا نأسف اليوم للموقع الذي تأطرت فيه جماعة الأخوان المسلمين من خلف راية السيد خدام فأن التاريخ لن يغفر له ولهم دماء شهدائهم وعذابات معتقليهم وشهداء ومعتقلي العمل الوطني السوري.
كنا نتمنى لو أن الجماعة ـ جماعة السيد البيانوني ـ، قادت السيد خدام بصفته نائبا لحافظ الأسد ووريثه، إلى المحاكم باسم الضحايا التي يحملون شرف تمثيلها اليوم عن الجرائم التي ارتكبوها بالشراكة في ذبح الآلاف ومن المعتقلين والرهائن والمنفيين لأن المكان الطبيعي للسيد خدام وراء قضبان سجن محاكمة عادلة ريثما يلتحق به الآخرون من سلطة وبقايا سلطة جرائم نظام حافظ الأسد.
أن حجج المعارضة السورية التي استترت بالحياء عن فضح السيد خدام باعتبار أنها لن تقوم بمعركة السلطة ضد السيد خدام تصبح حجج ممجوجة وهو يعتدي بصفته أبــا للمعارضة وناطقا باسمها من على شاشات تلفزة قوى 14 آذار اللبنانية، هاو هو يدس للفتنة الوطنية في ساحة العمل الوطني ـ كما حاول قبله السيد فريد الغادري ـ وهي أن لم تتصدى لفعلته باعتبارها عملا وطنيا بامتياز فأنها ستثبت على نفسها الشراكة و التشارك معه في المهمة الفتنوية هذه.
الرسالة الجوابية من السيد خدام على تابعه المقداد ، انظر الرابط:
http://www.free-syria.com/loadarticle.php?articleid=13905
" عزيزي السيد أشرف المقداد
.....قرأت رسالتك بتمعن وأقدر الأسباب التي دفعتك لكتابتها وهي تعبر عن خوفك على مستقبل الوطن وعلى الوحدة الوطنية كما أود أن أوضح لك الحقائق والوقائع التالية :
- الطائفية آفة خطيرة قاتلة للشعوب ومعيقة لنهوضتها وتقدمها والأخطر منها من يستخدمها .............
أختار الشعب السوري الديموقراطية حتى في ظل الانتداب الأجنبي وجرت عدد انتخابات كانت تفوز بها الكتلة الوطنية وتسقط قوائم الانتداب وكانت قوائم الكتلة الوطنية... " ( انظر الملحق ماذا قال السيد خدام في محاضرته جامعة دمشق شباط 2001 )*.
"وهكذا استمر الوضع بعد الاستقلال حتى ظهور الانقلابات العسكرية التي أنهت الحياة الديموقراطية..."
حقيقة لا بد من الاعتراف أن أحكام الطواريء لأنظمة انقلابات الخمسينات لم تكن تدوم أكثر من شهور ولم تكن الحياة السياسية ولا الدستورية تتعطل لأكثر من أيام وكانت المعتقلات تفرغ في اقل من شهر ولم يستبعد رجالات سورية عن المشاركة أكثر من شهور .
ـ الحكم الفردي يفرز الظلم والقهر والقمع والفساد وليست له هوية طائفية لأن هويته الاستبداد والفساد ووسيلته القمع ومصادرة الحريات وكم الأفواه وشل العقول . " ( أربعين سنة كاملة حتى استطاع السيد خدام فهم هذه البديهية التي لا تنطلي على الأطفال) .
" ـ في الديموقراطية يصل إلى قيادة السلطة من يختاره الشعب ويسقطون بقرار من الشعب عبر الانتخابات وفي الديكتاتورية يبقى الحاكم على صدور الناس حتى نقله إلى القبر وليس له شريك. ............ . ليس لرئيس السلطة شريك في القرار لا من طائفته ولا من غيرها. " ( إلا نائبه من غير طائفته فهو شريك حجم مشاركته ).
" ـ في الحياة الديموقراطية يقوم الانقسام على أساس سياسي وليس على أسس طائفية أو مذهبية .... .......
ـ دعونا نرى في مرحلة الديكتاتورية الأسدية هل كان المسيحيون شركاء في القرار وفي السلطة ؟" ....
ونحن بدورنا نسأل السيد خدام الذي تشرف بخدمة كل الفترة الأسدية كيف عاد إليه الوعي بذك ومتى؟ بالـتأكيد أن عهد الأسد شمل الكثير من الأمعات المسيحيين كما شملت العديد من الأمعات الفاجرة المسلمة السنية والعلوية والدرزية والإسماعيلية وكردي ينكر أصله السيد محمود الأيوبي ........
ـ في الدولة الديموقراطية المواطن شريك في تقرير مصير النظام ...وفي الديكتاتورية المواطن أجير في خدمة السلطة الحاكمة.....................
لا المواطن السوري لم يصبح أجيرا قط،بل كان ضحية أهل النظام الرأس والحواشي لكن الحواشي ونائب الرأس قبل غيره، هم من غدوا عبيدا عند رئيسهم وأولاده 40 سنة قبل أن يكتشفوا أبوته للمعارضة بقدرة قادر.
" ـ أما قول البعض ( البعض الذين يستفتيه فيهم السيد مقداد ويقصد الأقليات ويخص الجماعة المسيحية هنا ) أن نظام أسرة الأسد يكفل لهم حقوقهم في وجه الأغلبية فهذا القول يدل على انعدام الشعور بالانتماء الوطني ويجعل هؤلاء أسرى نظام الاستبداد والفساد ...... وإذا كانوا يؤيدون حكم الأسرة الحاكمة والتي لا هوية وطنية لها........." ( اذا كان السيد خدام مقتنعا بأن الأسرة الحاكمة لا هوية وطنية لها فليقل لنا ماذا كانت هويته في إمرتها خلال كل هذه السنين ؟).
"ـ هل على الأكثرية الساحقة من السوريين أن تقبل استمرار حكم الفساد والقهر والظلم من أجل ضمان مصالح أولائك...... الذين يعتبرون الأسرة الفاسدة ضمانتهم ؟
أن السيد خدام، كتابعه المقداد، يتهم بالخيانة فئات مجتمعية سورية كاملة لأنها تتقاعس عن الالتحاق به لمقاومة سلطة الاستبداد، هل فكر لحظة ماذا لو سئل: بأية شجاعة تخليت عن حقك الدستوري كنائب لرئيس متوفى لم تمارسه ولو لحظة وأنت العارف حجم الخيانة التي مارستها بحق الشعب والحمهورية ودستور سيدك الأسد الأب؟
"ـ إن الخوف من نشوء حالة التطرف يصبح خوفاً حقيقياً في حالة استمرار النظام القمعي ولذلك فالحلول الحقيقية لمشاكل البلاد تكمن في الديموقراطية وليس في الديكتاتورية التي تنتج التطرف بسبب ممارستها سياسة العزل والإقصاء والتمييز وتهميش الشعب ...." هنا لم يعد السيد خدام يخاف الجزأرة والصوملة ومصير يوغسلافيا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*ملحق
من محاضرة خدام شباط 2001 جامعة دمشق يشرح خطته المضادة ضد المثقفين السوريين الذي طالبوا بالاصلاح.
...... فيقول: "معظمكم قد لا يعرف شيئاً عن تلك المرحلة، اذ لم تكن في عهد الخمسينات ديموقراطية بالمقاييس اياها، كان 17 نائباً فقط لحزب "البعث" عام ،1954 بينما كانت أكثرية النواب من الحزب الوطني وحزب الشعب وكتلة المستقلين والعشائر... وجميع هذه القوى الثلاث كانت مرتبطة بالعراق، وتريد الاتحاد مع العراق، مع ذلك، فقد فاز خط البعث، علماً بأنه كان أقلية في المؤسسة الديموقراطية لمجلس الشعب، حيث كان التضارب بين تطلعات الناس وعواطفها وبين القوى النيابية التي جاءت بحكم: إما المال أو الإقطاع أو العشائرية أو الطائفية"...
** ـ الأسر السورية الوطنية: مردم وإيبش وبوظو والقوتلي والعظم والخوري وإليان وكلاس ونظام الدين والبرازي والشيشكلي والمللي والعظمة والزعيم وهنانو والحناوي و غيرهم ممن أرسوا مداميك سورية الوطنية الحديثة ليسوا إلا أبناء الجماعات التي يصفها السيد خدام بالأقليات: المسيحية/ التركمانية/ الكردية/ الشركسية/ ،التي تشكلت منهم وسوريا إضافة إلى إخوانهم العرب.



#بشار_العيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المقاومة والفتنة والأخلاق في إبعادها الاستراتيجية
- بشار العيسى للفضائية الكردية- روج تي في-
- لعنة بروكسيل ..... والمعارضة السورية
- العريضة الدولية،* وسهو الخطيئة بحق المعتقلين: خليل حسين، ومس ...
- أوراق النعوة الطائفية تعتقل الكاتب ميشيل كيلو
- هل علينا أن نعتذر من السيد خدام؟ لنغفر له ذنوبه
- المعارضة السورية، والحائط المسدود بالعجز الحزبي، والبسطات، ا ...
- دع الحثالة تفعل عنك الأعمال القذرة
- من المسؤول عن نشوء واستمرار الاستبداد في سورية؟
- مشكلة الكرد وكردستان في سوريا، في بعدها السياسي والجيو تاريخ ...
- بشار الأسد: الخطاب الهارب من قفص صدام حسين
- النظام العربي والاصلاح السياسي
- لكن أين هي القوى السورية الجدّية؟
- ما أسرع ما استهلك - الابن - ارث أبيه
- العربـــي التــائـــــه (*) والتيّــــه في العتـــاب
- النسـاء، منتـوج سـوريا الذي لا يحتـاج الى تغليـف ؟!
- اغتيال الشيخ الخزنوي / حكام دمشق من الاسـتبــداد السـيا ســي ...
- ملاقاة الحـوار الوطنـي بالمصارحـة الوطنيـة
- مصيدة الكشتبان
- القضية الكردية والضرورة الديمقراطية في سوريا


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشار العيسى - المعارضة السورية: عبد الحليم خدام حصان طروادة السلطة