أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صدام فهد الاسدي - نحت من ضباب في امرأة رشدي العامل














المزيد.....

نحت من ضباب في امرأة رشدي العامل


صدام فهد الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 1794 - 2007 / 1 / 13 - 10:35
المحور: الادب والفن
    


ولد رشدي وفتح عينيه على شييئن لم يفقدهما حتى لحظات احتضاره عام 1990,هما الشعر والمرأة,المرأة (كائن سري جميل في سنوات الصبا الخضراء,كانت حلما يكاد ان يكون مستحيلا وربما منحوتة آسرة مادتها من ضباب)من مقولة الشاعر انطلقت سحابة بحثي ماطرة باحثة عن لحظة صحو واحدة,إنها واحدة من أسباب ضياعه وموته,فلقد بحث رشدي عن المراة المثال ولم يجدها لذا وجدناه بشعره يخص أكثر من امرأة منجذبا الى هذه مخاطبا الأخرى,وقد تحولت المراة عنده الى نبع حزن شفيف وهو يفتح نافذة ذاته الى العالم وقد بدا حياته بقصيدة غزل في مجلة العراق 1949موهي من الشعر الحديث وظل حتى آخر قصيدة مات بها كانت بالغزل وهو يكتب للمرأة التي شكلت عنده محورا شعريا اقترب من السحر والأسطورة,لقد تساءل رشدي دائما(هب لي اسما لشاعر لم يتغن بالمرأة ,فهي تتمثل بينيلوب عند هوميروس وهي نبع حنان لجرير وموت ساحق لبيرون,فهل تريدني أن الغي هذا الكائن من حياتي شاعرا)والذي نراه أن الشعراء خاطبوا الفقراء والظلم والحرية بصيغة غير مباشرة وقد خاطبها رشدي من خلال المرأة,فالحب عنده يأتي بلا انتظار فلا فرق بين الحب والموت فهو القائل:
(هل أن الحب طريقي للموت
وان الموت طريقي للحب)
فالحب والموت يمتزجان ببراءة يعانق احدهما الآخر فهو يرى الموت عذابا لذيذا عندما تبكيه حبيبته بعد الموت وهو يعرف أن الموت قانون يعم الجميع ولا مهرب منه أبدا ولكنه يستقبله بسرور وهو سنة من سنن الطبيعة مهما كان قاسيا والمرأة التي ما بكت عليه أثناء حياته سوف تبكيه ميتا,والحب مثله يأتي مفاجئا كالموت والمراة التي يريدها معشوقة (هل تعرف طعم الحب على شفة امرأة معشوقة)انه يرفض التورط بامرأة أحبت غيره فلا يساوم على الحب الأول قائلا:
(نقل كما شئت فان الهوى يبقى ويبقى دربك المستحيل,,,
ما أقسى أن يحلم إنسان بامرأة تنسى قبلات الصبح ولون الفجر وطعم الملح ولا ينسى)وبهذا يتناص رافضا مع قول الشاعر العباسي(نقل فؤادك),,, إن الشاعر طير غريب داخل القفص لا يرضى ان يشاركه عصفور آخر في نقراته الرطبة فما أجمل أحلامه التي يريدها والمراة التي يشتهيها دفئا في برد هذا الشتاء القارص(في برد هذا القمر الشاحب امرأة توهبك الدفء )حتى يصل به الأمر الى الإباحة عن اللذة الحقيقية وليس الخيال قائلا:
((تخبرني عن رابع عن خامس عن عدد الرجال
وتومض العيون لي شاحبة تعال
نبحر في شواطيء المحال))وهكذا يكشف صريحا عن جوعه بلذة حج-ارقة للمراة قائلا(وانطفأت وحيدة وانهمر الشلال))ولا ادري كيف تفسرون الشلال المنهمر؟فان شاعرنا لم يكن دنئيا ولم ينشد اللذة الصاخبة كبعض الرجال بل كان يحذر المراة من الدموع نقطة ضعفها قائلا:
((لأنني أخشى عيون النساء
تمرح فيها الرغبة العمياء))
ومن هنا كان رشدي شبيها لحسين مردان وقد خلع ثوب عمر ابن ربيعة وارتدى ثوب جميل بثينة فكثرت العذرية والعتاب واللوم في شعره:
(آه لو اعرف سر خيانة النساء؟
من اجل نقود التاجر
طعنت امرأة قلب الشاعر
كل ما مر على حبك مات) هذه لافتات صادقة يطلقها رشدي خائفا حذرا من النساء وهو لا يثق أبدا بالمراة التي تسم قلبها لرجل واحد:
((مجنون من يحسب أن امرأة تعشقه وحده))وبعد,,,,لماذا يبتعد عن الخمرة فيقول:
لا تلمني إذا ترنح كاسي
بيدي واكفهر وجه الاقاح
وقد سحب ثقته في أخريات أيامه من المراة قائلا:
من شاف وجه امرأة يضحك
لكن عيون القلب في أهدابها مطفأة وعاشت المراة في شعره عابرة سبيل حيث قال:
واهنة خطاك مثل نجمة اخطات المدار
رخية خطاك مثل الشمس في مطافها الأخير ,,,,لذا ظل مخاطبا ولده الصغير آنذاك محمدا
((إني وليلي توأمان اجر معصمه فيقفو
وأنا وكأسي مبحران مع الدجى خدن وألف وأنا وعمري لاعبان على رهان لانكف
هكذا لعبت المرأة لعبتها في رشدي العامل وتركته وحيدا مع كأسه بعدما اخذت منه عصارات حبه وقوة جسده وإبداعات شعره
فهل تدافع المرأة التي قتلت رشديا عن نفسها تلك المراة اللؤلؤة التي ركض خلفها طويلا وفشل حيث قال
من يركض خلف الزمن الخائب لا يدرك سر الأشياء
من يبحث في الماء عن لؤلؤة لا يلقى غير الصدف الراكد ومن يبحث في الظلماء عن نجمة صبح لا يلقى غير الليل))
وبعد أن فقد امرأته الحقيقية ظل يبحث عن امرأة فاشلة انه مثار شفقة ممزوجة بالإعجاب من قبل النساء وحتى آخر حياته كانت له صلات مع النساء لا تتعدى حدود الحديث والنظرات والجلسات البريئة أما حبيبته أم علي فقد كانت حلمه الذي مامات في داخله حيا ومامات عند رحيله من ام علي حتى اليوم



#صدام_فهد_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل سقوط راية السراب
- الشاعر حسين مردان القديس الفاجر من يهيل الجبل على الشعراء
- اقصاء بدائي
- الشاعر الدكتور صلاح نيازي/الآتي على صهوة من لهب
- حين تنتفض الشوائب
- قف بعيدا عن اذرع النار/
- تشظيات متفائل
- تداعيات سفن الكلام في قصيدة منذر عبد الحر
- المطر يقص الرواية غدا
- الشاعر الدكتور صلاح نيازي الاتي على صهوة من لهب
- اشتعال الحرائق وتسرب الاقنعة في شعر البياتي
- الشاعر بلند الحيدري والبحث عن فردوسه المفقود
- رشدي العامل/شاعر شراعا مزقته ريح الزمن
- قصيدة رثاء الى الشاعر يوسف الصائغ


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صدام فهد الاسدي - نحت من ضباب في امرأة رشدي العامل