أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الصفار - مذكرات بريمر - سنتي في العراق - ألأيحاء بالسذاحه















المزيد.....



مذكرات بريمر - سنتي في العراق - ألأيحاء بالسذاحه


علي الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 1792 - 2007 / 1 / 11 - 11:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(( أكملت هذه القراءه لمذكرات بريمر قبل شهرين ولم أنشرها لشعوري بتجاوز ألأحداث لها إلا إنّ ألأعلان عن ستراتيجيه اميركيه جديده أشعرتني بضرورة عرضها للمناقشه على قراء الحوار المتمدن لأرتباطها بالمستقبل ولقناعتي بأن الستراتيجيه الجديده لن تكون أكثر من سيناريو جديد ..لآتستعجلوا في إبداء الرأي قبل ألأنتهاء منها )).
ألقسم ألأول

اثار كتاب بريمر – الحاكم الاميركي للعراق للفترة من آيار 2003 – حزيران 2004 ، الكثير من ردود الافعال وكتب عنه الكثير ومع ذلك يبقى الكتاب وثيقة مهمة يجب قرائتها من زوايا مختلفة خاصة وانها تعالج قضية معاصرة ابتدات في 2003 ولازالت تشغل العالم بشكل يومي مما يعطي للكتاب اهمية استثنائية...

في قرائتي للكتاب ولاكثر من مرة حاولت ان اجد اجابة لعدد من الاسئلة التي دارت في ذهني وانا أقرأه وأتأمل في مارواه من (( وقائع!! )) .

اهم الاسئلة التي خطرت في بالي هو لمن يوجه بريمر كتابه ؟ هل للاميركين ام للعراقين ؟ ثم ماهو مبرر إصدار كتاب يتحدث عن مرحلة معاصره واحداث لم يمر عليها اكثر من سنتين وفيها الكثير من الاسرار التي يؤدي ذكرها الى إضرار بالمصلحة القومية الاميركية ان لم يكن للكتاب اهدافاً خاصة تصب في خدمة هذه المصلحه وان يكون اصداره حظي بتشجيع من الادارة الاميركية... لو كان الكتاب موجهاً للاميركيين فانه سيعطي انطباعاً سيئاً عن ادارة الرئيس بوش في تعاملها مع قضية مهمة وخطيره مثل قضية العراق حيث انفقت الادارة الاميركية عليه اكثر من ثلاثمائة مليار دولار من اموال دافعي الضرائب وحاربت العالم كله وخلقت مواقف سلبية في كل ارجاء المعمورة ضد ادارة (بوش) وأدت الى مقتل وجرح الاف الاميركيين ... اذن لابد ان يكون الكتاب موجها الى جمهور اخر غير الاميركيين مثل العراقيين ، ويبقى السؤال ما الذي اراده بريمر في كتابه ؟ او ما هي الرسالة التي اراد ان يوجهها بريمر الى العراقيين كهدف اساسي من كتابه اذ من غير المعقول انه كتب كتابه بدون هدف . في تقديري ان بريمر اراد من كتابه ان يوجه الى العراقيين رسالتين :
الاولى: هي الايحاء لهم بالسذاجة والطيبة الاميركيتين وحسن النية في (الاخطاء) الاميركية في العراق او ان ماحدث في العراق بعد 9/4/2003 هو سلسلة من الاخطاء غير المقصودة.

الثانية : هي تحميل النخب السياسية العراقية مسؤولية كل ما حل ببلدهم.

قد يعتقد البعض ان هذه القراءة لكتاب ( بريمر ) تنطلق من عقلية المؤامرة المشبع بها العراقيين على حد تعبير ( بريمر ) نفسه ولكن القراءة المتانية للكتاب تجعلنا نخرج بعلامات استفهام واسئلة كثيرة بدلاً من الاجابات ، كما ان اساليب ( بريمر ) نفسه التي يرد ذكرها عرضاً في الكتاب ، تدل على دهائة وعلى تمكنة من استخدام كل الطرق الملتوية للوصول الى هدفه ... مما يرسخ لدينا عقلية (المؤامرة) التي ينتقدنا عليها بريمر (كعراقيين) ...

اذن لنقرا سوية كتاب (بريمر) ولنحاول ان نفهم رسالته جيداً ...

كما هو معروف ان اهم قدرات وخبرات ( بريمر ) قبل وصوله العراق هي في مكافحة الارهاب. اذ يشير في كتابه إلى إنه عمل لاكثر من عشرين سنة في هذا المجال (اي منذ ثمانينيات القرن العشرين في وقت لم نكن نسمع بمصطلح الارهاب) وان اخر منصب شغله في هو رئيس اللجنة الوطنية للارهاب المكونة من الحزبيين الجمهوري والديمقراطي وانه توقع وقوع هجمات ارهابية على الاراضي الاميركية وصحت توقعاته بعد احداث 11/9/2001.

اذن أُختير ( بريمر ) لأدارة ألعراق لخبرته في مكافحة الارهاب في وقت لم تكن الاعمال الارهابية قد بدأت في العراق في عام 2003 ومع ذلك اتحدى اي قارئ للكتاب ان يورد مثلاً واحدا او اقتراحاً او فعلا او فكرة قدمها (بريمر) لمكافحة ألأرهاب في العراق وذكره في كتابه .. إنّ الكتاب لم يتطرق الى ألأرهاب عدا ذكر بعض ألعمليات ألأرهابيه التي لاتتعدى العشره ، ولم يقدم ( بريمر ) تحليلاً علمياً (في ضوء خبرته) للارهاب وجذوره وسبل مكافحته خاصة وان اولى العمليات الارهابية بدات بعد وصوله للعراق ببضعة اشهر ، اذ ان اول عمل ارهابي بدأ في 7/8/2003 (تفجير السفارة الاردنية) واستمرت ألأعمال ألأرهابيه بالتصاعد بعد مغادرته ولحد ألآن ، إذن ما مبرر تعيين ( بريمر ) في هذا المنصب وكل خبرته (ارهابية) الم يكن لدى الادارة الاميركية خبيرا في اعادة الاعمار وبناء الدولة ممن يعرفون المنطقة جيدا وملمين بثقافاتها ويعرفون لغتها ولهم خبرات ادارية افضل من خبير في (الارهاب) !! ولبلد لم يكن يعرف الارهاب قبل قدوم ( بريمر ) فهل تقرأ الأداره ألأميركيه ( الممحي – كما يقول العراقيين ) ، وهل يعقل ان تجازف الادارة الامريكية بسمعتها في وضع رجل لاتتناسب خبرته مع المهمة الموكله (نظرياً ) اليه وهي بناء عراق ديمقراطي نموذجي للمنطقة باسرها...

امامنا تفسيرين لهذا اما ان الادارة الاميركية مصابة بمرض العالم الثالث في المحسوبية واختيار الاصدقاء والمعارف لمناصب لاتناسبهم ونستبعد هذا خاصة في موقع مهم كالعراق او نضطر للميل الى التفسير الثاني وهو ان اختيار (بريمر) جاء متناسباً مع خبرته فهو الافضل في مكافحة الارهاب وفي (صنعه ايضا) وان مهمته الحقيقية كانت سحب الارهاب وتوجيهه بعيداً عن الاراضي الاميركية وجذبه للعراق باعتباره المكان المناسب من حيث الجغرافية والبيئة الاجتماعية والسياسية لقتل الارهاب حيث الارض المنبسطة والمجتمع المتنوع دينيا ومذهبيا والرافض بأغلبيته للارهاب خاصة وان ألأرهاب ارتبط بالمذهب التكفيري المستند على احد مذاهب السنه وهم لايشكلون – أي التكفيرين – إلا أقليه في العراق حتى بين المذاهب السنيه كما إن العراق كان معروفا بمجتمعه المنفتح والباحث عن الحرية ، ودليلنا على حقيقة مهمة ( بريمر ) إنه فشل في مهمته المعلنة وهي بناء عراق ديمقراطي ومع ذلك لم تغضب عليه الادارة الاميركية كما يفترض بها لانه نجح نجاحا باهراً في مهمته الحقيقية وهي ((صنع الارهاب في العراق)) وان احد اهداف كتابه هذا كانت ترسيخ الانطباع لدى العراقيين بان مهمته المعلنة هي الوحيدة التي كان مسؤولا عنها وتبرير ماحدث من كوارث في وقته وبعده باعتبارها اخطاء ادارية غير مقصوده سببها نقص الخبره والسذاجه ألأميركيه.

نعود مرة اخرى لكتاب ( بريمر ) لنكتشف (السذاجة الاميركية المزعومه ) التي يحاول (بريمر) الايحاء بها ، يقول في الصفحة (17) - (( اننا كنا بعيدين عن تحديد العراقيين الوطنين الشرفاء والنشطين الذين بوسعهم حكم العراق بعد سقوط البعث ))...

كيف يمكننا ان نصدق ذلك والعديد من رجال المعارضة العراقية عملوا مع الاميركان لاكثر من عشر سنوات لاسقاط النظام كما ان الادراة الاميركية كانت حاضره بل المنسقة لاجتماع المعارضة في لندن في كانون الاول (ديسمبر 2002) ممثلة بشخص (زلماي خليل زاده ) وغيره من ممثلي الادارة الاميركية وحضر ذلك الاجتماع العشرات من العراقيين ... الم يكن هؤلاء جديرين بادارة العراق بعد البعث ثم اذا كان هو لايعرفهم لماذا لم ترسل الادارة الاميركية (زلماي خليل زادة) للعراق باعتباره الاكثر معرفة برجال السياسة في العراق... الا يحق لنا ان نفكر بان ( زلماي ) لم يكن قد حان دوره في ذلك الوقت لان المهمة تتطلب شخصاً مثل (بريمر) اي انه مسرح لايظهر فيه الممثلون بارادتهم او حسب قدراتهم بل وفقاً لسيناريو معد لهم وبأمر المخرج وما على الممثلين إلا لعب الدور واداء ما مطلوب منهم والدخول او الانسحاب من المسرح في الوقت الذي يختاره لهم المخرج...

وعن تبريره لانتشار النهب يقول بريمر في الصفحتين (22 ، 23) انه ((لم يكن لدى الجنود الاميركين الذين يزيد عددهم على 40 الف اوامر لوقف الناهبين) وفي مكان اخر ((ليس لدينا بعد مايكفي من القوات في بغداد لتامين الاهداف التكتيكية)) وفي الصفحة (27) يشير الى ما يناقض الفقرة السابقة عن عدد القوات فيقول ((عندما احتلت القوات التي تقودها الولايات المتحدة هايتي في سنة 1994 قتلت قواتنا ستة ناهبين خرقوا منع التجول فتوقف النهب)) اذن القضية لاعلاقة لها بعدد القوات ولكن بالرغبة في وقف النهب او اباحته ... ان الكثير من العراقيين يتذكرون باسى ان الاميركيين انفسهم كانوا يكسرون اقفال المخازن للعراقيين ويدعوهم للنهب وان الكثير من المرافق الحكومية نهبت تحت بصر الجنود الاميركان وتشجيعهم ولم يكن ألأمر يتطلب أكثر من بضعة إطلاقات في الهواء او فرض منع التجول لبضعة ايام...

مرة اخرى وبعقلية (المؤامرة) نؤكد ان الاميركان تعمدوا السماح للسُراق بنهب مؤسسات الدولة والمصارف لتدمير كل شئ ولايجاد مصادر لتمويل الارهاب لاحقاً فالكثير من السرقات تمت على ايدي عصابات منظمة كما ان التركيز الاعلامي على السرقات لم يكن خارجاً عن ارادة الاميركان الذين تعمدوا اعطاء صورة مشوهة عن العراقيين الذين سرقوا بلدهم ومن غير المستغرب أن ينخرطوا لاحقاً في العصابات والحركات الارهابية ...بمعنى آخر إنّ الأرهاب مثل النهب ظاهره عراقيه .

اذن لم يكن عدم وقف عمليات النهب خطا غير مقصود بل كان خطا متعمدا يشكل خطوة مهمة في المشروع الاميركي المجهول الاهداف في العراق.

في الصفحة (29) يشير الى (( حماية القوات الاميركية لوزارة النفط للحفاظ على سجلاتها باعتبارها ميراث الشعب العراقي )) وهو وصف غريب لان ميراث الشعب العراقي موجود في المتحف الوطني الذي سرق باشراف القوات الاميركية!! الصحيح ان وزارة النفط هي ميراث الاميركان !! لذلك حمتها القوات الاميركية...

في الصفحة (32) قرات اغرب تبرير لاحتلال العراق اذ يقول بريمر ((ان الله الذي حثنا على القيام بمثل هذه التضحية...)) وهو راي غريب اذ لم يوضح لنا كيف حثهم الله على ذلك ولماذا لم يحثهم مثلاُ على تحرير كوبا)) وهي الاقرب لهم والاقربون اولى بالتحرير – انها مرة اخرى الايحاء بالسذاجة فهو يختصر المشروع الاميركي في العراق الذي استغرق اعداده عشرات السنين بكونه اراده الهية ، هل سمعتم بضحك على الذقون اكثر من هذا!! ثم اذا كان الاميركان يفكرون بهذه الطريقة فلماذا ينتقدون الاحزاب الاسلامية او (الفاشية الاسلامية كما يسميها بوش) عندما يبررون افعالهم وينسبونها للأراده ألألهيه الغريب إن بعض المثقفين العرب مقتنعين باعتقاد ( بوش ) والمحافظين الجدد بان مهمتهم دينية وانهم يمثلون المخلص للعالم وهو وهم لايمكن تصديقه ولو كانت الادارة الاميركية كذلك لحولت مصانعها الى كنائس ولكنه الايهام بالسذاجة.

يؤكد بريمر ان الادارة الاميركية لم تضع خطة لعراق ما بعد الحرب ليبرر اخطاءها!! ويشير في الصفحة (38) – (( ان دراسة وزارة الخارجية بشان مستقبل العراق المكونة من خمس مجلدات لم تكن لتتضمن خطة لما بعد الحرب بل مجرد افكار!! )) وهنا نتساءل ماهي الافكار التي تضمنتها المجلدات الخمسة وهل تستدعي هذه الافكار خمسة مجلدات للتعبير عنها ... لايمكننا الوثوق بهذا الكلام ولانستطيع انكاره لان هذه المجلدات موجودة لدى الادارة الاميركية ولكن نسال الم يفكر احد ممن شاركوا في كتابة هذه المجلدات بوضع خطة او ترجمة الافكار الى خطة... هل يعقل ان العقول الاميركية بهذه السذاجة!! الغريب ايضاً ان بريمر يناقض نفسه في الصفحة التالية (39) عندما يقول (( لاتكمن المشكلة في اننا لم نخطط، بل في اننا خططنا لظروف طارئة غير مطلوبة )) اذن كانت هناك خطة ولكنها غير ملائمة ... فاي قول نصدق وجود الخطة ام عدم وجودها ؟؟
في الصفحة (40) تبدا الاسطوانة الاميركية عن السنة والشيعة بالعمل باعتبارها العمود الفقري للمشروع الاميركي اذ يشير الى الجيش العراقي بـ (( المجندين الشيعة ... والاعدام العشوائي على يد ضباطهم السنة في الغالب...)) .
وهو تفسير غير حقيقي ومختلق فقد خدمنا جميعاً في الجيش العراقي ولم يكن طرفي المعادلة جندي شيعي مقابل ضابط سني بل كانت جندي مقابل ضابط وقد يكون الجندي سني والضابط شيعي ، صحيح ان اغلبية الجنود هم شيعة بسبب النسبة السكانية لاغير اما قلة الضباط الشيعة فتعود لعوامل تاريخية قديمة كما ان الضباط لم يكونوا مسؤوليين عن اعدام الجنود ابداً بل ان فرق الاعدام كانت من الاجهزة الامنية الصدامية وفيها سنة وشيعة وكانت هذه الفرق تعدم كل من يتراجع جندياً كان ام ضابطاً ولاتكلف نفسها عناء معرفة طائفة المتراجع ان كان سنياً او شيعياً فقد اعدم احد اصدقائي الجنود وهو سني من قبل فرقة اعدام ولم نسأل إن كانت الفرقة شيعية ام سنية لأن هذا السؤال لم يكن يخطر ببال أي عراقي .

يعرف الجميع ان الغالبية العظمى من الضباط والجنود كان يكرهون النظام وخاصة بعد عام 1991 ولم يكن مطروحاً طائفة الجندي او الضابط عندما يكون الامر متعلقاً بحب او كره النظام ولم ينظر العراقيون لصدام كحاكم سني بل كحاكم ديكتاتوري. لكنه الاسلوب الاميركي في تثبيت حقائق في ذهن القارئ وكانها بديهيات كما ان بريمر يقولها بسذاجة وطيبة قلب!! فهو يصف ماوجده وما عرفه من العراقيين كما يحاول ألأيحاء لنا.

يستمر ( بريمر ) في سرد معاناته في تكوين حكومة جديدة وبناء العراق من جديد بسبب عدم وجود خطة اميركية لذلك !! الا انه يشير في الصفحة (57) الى (( امضى رومان اشهراً في مكتب الخطط الخاصة في البنتاغون وهو يعمل على هيكل الحكومة العراقية الجديدة في سنة 2002)) اي ان الادارة الاميركية بدات باعداد خطتها للحكومة العراقية قبل الحرب ولكنها وكما اشار اليها (بريمر) خطط خاصة لايعرفها الا الخاصين من الافراد والله يعلم حقيقة هذه الخطط خاصة وان الادراة الاميركية اصدرت قانون تحرير العراق في زمن (كلينتون) عام (1998) أي قبل خمس سنوات من الحرب ولايعقل انها اصدرت القانون وركنته في الارشيف اذ لابد ان ألأدارة الاميركية كانت تعمل على تنفيذه طيلة السنوات الخمس والا اصبحت هذه الادارة مشابهه لادارات العالم الثالث وهذا شئ لايمكن تصديقه.كما ان هذا الكلام يناقض ما قاله سابقا بعدم وجود خطه لأنهم ناقشوا قبل الحرب حتى ادق التفاصيل مثل شكل الحكومه .

ان اول عمل متميز نفذه (بريمر) بجداره بعد وصوله بغداد هو الغاء الاتفاق مع قادة المعارضة قبل الحرب الذين سبق وأن اتفقت ألادارة الاميركية معهم على انشاء حكومة عراقية مؤقتة بعد (التحرير) باربعة اسابيع كحد اعلى (وهذا ما يؤكده هو في كتابه) اضافة لتشكيلهم – أي المعارضه - لاربعة عشر لجنة متخصصة في شؤون ومجالات متنوعة (الامن / الاقتصاد/ ...) كما سمعنا في حينه ، ومن الصفحة (60) يبدا بريمر بتوضيح سياسته في الغاء الاتفاق مع المعارضة فيسميهم (المنفيين) بدلاً من قادة لاحزاب المعارضة ويصورهم كرجال انشقوا على (صدام) وكانهم يعبرون عن راي شخصي فردي ولاقواعد لهم في العراق وهذا وصف يخالف الحقيقة فالعديد منهم له قواعد وجماهير ومؤيدين وهم يمثلون قيادات سياسية تعمل في العراق لعقود وكان بالامكان إناطة مسؤولية الحكومة المؤقته بهم مع وضع مجموعة مبادئ عامة يعملون على اساسها وبمساعدة ومراقبة القوات الاميركية لضمان عدم استئثارهم بالسلطة مما كان سيكون له اثراً ايجابياً في الشارع العراقي الا ان الاميركيين معروفيين باستعدادهم وقدرتهم على التحول وبـ 180 درجة دون خوف او حياء وخصوصاً مع الاصدقاء الضعفاء وتاريخهم ملئ بمثل هذه الاساليب استناداً الى مبدأ اساسي يعتبر المصلحة الوطنية هي الاساس وليس مصلحة الاصدقاء وشعارهم معروف (( لايوجد اصدقاء دائمون ولا اعداء دائمون بل هناك مصلحة دائمة )) .
نفذ ( بريمر ) هذه المهمة بدهاء متميز وباعصاب باردة فبعد ان سماهم بالمنفيين بدا يعزف على نغمة عدم التوازن الملائم بين السنة والشيعة في (مجلس المنفيين) وهو توازن لم يكن مطروحاً ولم نفكر به كعراقيين ولكن السياسة الاميركية تريد ترسيخ هذا التمييز ونجحت به بتفوق. كما لاحظ (بريمر) خلال أيام مالم تلاحظه الادارة الامريكية التي كانت تتعامل مع المعارضة لسنوات ، لاحظ عدم وجود مسيحيين او تركمان او نساء وكان العراق وصل الى الحالة المستقرة التي يجب ان يراعي فيها هذا التوازن او كانها حكومة دائمة وليست حكومة طوارئ او حكومة انتقالية تهئ البلد لانتخابات ولحكومة دائمة وتسد الفراغ الذي نشا بعد سقوط النظام السابق.
الغريب انه في الصفحة (61) يشير الى (( ان توجيه الرئيس يقضي بالا نتعجل في انشاء ادارة عراقية مؤقته كي نحصل على مجموعة تحظى بالتمثيل ... علينا ان نركز على شروط العملية السياسية وبخاصة الامن ...)) بمعنى ان قادة المعارضة لايمثلون العراق تمثيلاً جيداً كما ان المهم هو الامن وكان الامن ينجز وبتحقق بدون حكومة او ان (المنفيين) هم العقبة امام استقرار الوضع ألأمني .
الغريب ان (بريمر) ، وفي اليوم الاول لوصوله استطاع اقناع (( مديروا مجلس الامن القومي )) بملاحظاته رغم ان خبرته في العراق لاتتعدى اليوم الواحد في حين عمل مديروا مجلس الامن القومي مع المعارضة سنوات فهل كانت هذه (ملاحظاته) ام توجيهات جديدة للادارة وعليه تنفيذها لبدء مرحلة جديدة في المشروع الاميركي في العراق ، اللهم إلا إذا كان يتمتع بذكاء خارق لم يملكه المديرون .

ويشير في بداية الصفحة (62) الى (( كنا نريد ان نحظى بسيطره على انشاء الحكومة المؤقته اكبر مما يريد لنا مجلس القيادة العراقي )) وهو تصريح وقح وغريب اذ يظهر نية الادارة الاميركية بالبقاء كمحتليين ومسيطرين على العراق وهو خلاف ما كانوا يصرحون به قبل الحرب وحتى يناقض ما وعد به ( زلماي خليل زاده ) الساسة العراقيين قبل اسبوعين من وصول ( بريمر ) ويشير في سطر اخر من نفس الصفحة الى (( والتنصل في الوقت نفسه مما ابلغهم خليل به)) وهو اعتراف خطير يسجل ايجابياً لقادة المعارضة ويوضح النوايا السيئة للادارة الاميركية التي تقود العالم ولاتستحي من التنصل من وعودها في قضايا مصيرية تهم الشعوب وحتى بعد اسبوعين من الاتفاق عليها... فاذا كانت الادارة الاميركية تتنصل بمثل هذه السهولة من وعودها فيكف نتوقع ان يثق الشعب العراقي بها بعد ذلك. ان هذه الحادثة تدل على ان للادارة الاميركية مشروعها الخاص المجهول الاهداف والوسائل ، خاصة وأن اصحاب هذا المشروع لايترددون في اسقاط من ساهم معهم في صياغة جزء من اهداف المشروع.
ان مراجعة لمجموعة المنفيين السبعة ( احدهم لم يكن منفيا هو السيد نصير الجادرجي ولانعرف من اختاره اذا لم يكن للادارة الاميركية كما يقول (بريمر) خطة لما بعد الحرب) تظهر بوضوح عدم طغيان الشيعة او الكرد او التيار الاسلامي عليها كما يدعي ( بريمر ) بل ان اثنين منهم فقط هم اسلاميون شيعة والخمسة الاخرين هم علمانيون كما ان كلاً من علاوي والجلبي لايمكن احتسابهما على الشيعة لانهم علمانيين ولاعلاقة لهم بالطائفية وحتى لو تم حسابهم كشيعة فان عدد الشيعة يصبح اربعة مقابل ثلاثة سنة اذا كان المعيار مذهبياً لان الاكراد هم سنة فاذا حسبنا علاوي والجلبي كشيعة فما المانع من حساب البرزاني والطالباني كسُنة... المهم من هنا بدات التقسيمات التي لم نكن نسمع بها شيعة عرب/ سنة عرب/ كرد الا ان بريمر يطرحها كحقيقة موجودة قبل قدومهم وان الاميركان اكتشفوها والحقيقة انهم اخترعوها الا ان (بريمر) يستغفل قراءه ويطرحها كحقيقة عليه التعامل معها بسبب طيبته وسذاجته وعدم اعداد الادارة الاميركية خططا لما بعد الحرب !!! .

في الصفحة (67) ينتقد ) بريمر( مجموعة السبعة (( لعدم وجود تركمان او مسيحين او نساء يجب تمثيلهم في الحكومة)) وهو انتقاد غريب لانه يطلب مواصفات لايمكن توفرها في حكومة لبلد مستقر فكيف ببلد محتل وبدون حكومة بل لاتتوفر هذا المواصفات في الادارة الاميركية نفسها المستقرة منذ مئات السنين وحتى في الحكومات الاوربية ، لقد كان العراق بحاجة لحكومة تسد الفراغ السياسي والامني باسرع وقت خاصة وانها ستكون حكومة طوارئ او حكومة مؤقته واجبها الاساس حفظ الامن والاستقرار في البلد وهو ما طالبت به مجموعة السبعة ، ان المطالبة بشمولية التمثيل لم يكن الا حجة للتنصل من الوعود الاميركية باسلوب ماكر وخبيث ولو ان من طالب بها ( أي بريمر) رجل ساذج وحسن النية !! وكان على السياسين العراقيين ان يفهموا ان الهدف الاساسي من وجود ( بريمر) كان ابقاء البلد مفتوحاً وعدم ضبط الامن لاتاحة المجال للارهابيين للانتقال الى العراق وهو عمل لن تستطيع أي حكومه عراقيه القبول به ، كما ان تشكيل حكومة مستقرة سيزيل اي مبرر لوجود القوات الاميركية إذ لا يعقل ان تصرف الادارة الاميركية مليارات الدولارات لتسلم العراق لحكومة غير مامونة الجانب ولاشخاص لهم جذور في المجتمع قد يتجرؤن ويطلبون من القوات الاميركية الرحيل كما سيتضح لاحقاً من الشروط التي وضعتها الادارة الاميركية لاختيار اول رئيس وزراء ... المطلوب إذن حكومة ضعيفة .. ان ( بريمر ) يحاول الاجابه على استفسارات كان يرددها العراقيون محاولاً الاساءة لاعضاء مجموعة السبعة ((المتأمرين مع بعضهم - كما يصفهم - )) الا انه لم يوفق في تقديري في تبرير الموقف الاميركي رغم تلاعبه في الالفاظ ومحاولته اللعب على اكثر من حبل لان هدفه يختلف تماماً عن هدف مجموعة السبعة اذ مهما كان راينا بهم الا انهم لم يتوقعوا ان يكون بلدهم الموقع الذي اختارته الادارة الاميركية لمقاتلة4 الارهاب العالمي فاي طامع في الحكم يتمنى حكم بلدا قويا غير ممزق إلا إنها ضريبة من يتعامل مع ويصدق الاميركان ..
انني اتخيل ( بريمر ) كلاعب ( بوكر ) أميركي ماهر وحاذق يلعب بوكر مع لاعبين معتادين على لعب الدومينو ولايملكون الا معرفة وخبرة ضعيفتين في (البوكر) وبينما لايتوانى اللاعب الاميركي عن الغش والخداع بل وحتى استخدام السلاح ،بينما لايستطيع اللاعب الهاوي المعتاد على لعب الدومينو ذلك خاصة وان لاعب (البوكر) يقف وراءه حرس مدججون بالسلاح وجاهزون للاطلاق مقابل لاعبين هواة ( لم يشاركوا إلا في مباريات محليه ) وصدقوا ان اللاعب الاميركي قد تاب وابتعد عن الخداع وأسس جمعيه خيريه لتحرير الشعوب ... يثبت ( بريمر ) انه ادى دورا خطيراً كلاعب ماهر وبتميز يحسد عليه...
استمر (بريمر) في خطته وفي التفرد في ادارة الدولة بكل مرافقها من خلال مستشارين اميركان في كل وزارة وهو الهدف الظاهري لوجوده ليتمكن خلال هذه السنة تهيئة البيئة اللازمة لسحب الارهاب الدولي الى منطقة القتال (العراق) وفي ادارته للدولة فانه يعمد الى تهديم كل شئ كما انه لايذكر الحقائق بل انه يكذب ليبرر ادارته المباشرة للدولة ففي الصفحة (92) يذكر ان (( سجلات الموظفين يصعب الحصول عليها في بعض الوزارات ولم تكن متوفرة في وزارات اخرى )) وهذا ادعاء غير صحيح بالمره لان مثل هذه السجلات كانت متوفرة في كل وزارة وكل دائرة خاصة وان الموظفين كانوا يعملون في دوائرهم لغاية نيسان 2003 ولو سارع الاميركان بتشكيل الحكومة من العراقيين لوجدوا كل السجلات ولم تكن هناك اي مشكلة... الغريب ان المستشارين الاميركان في الوزارات سلكوا سلوك (بريمر) حيث إنهم لم يستعينوا بمن لديه خبرة في الوزارت بل ادعوا انهم يريدون شباب لتاهيلهم والحقيقة انهم استعانوا بالشباب قليلي او عديمي الخبرة ليصبحوا اداة طيعة بيد المستشارين...
في الفصل الرابع من الكتاب والذي اسماه بريمر (الرقصة السياسية) بدأ (بريمر) رقصته الماكره ... ويشير بريمر صراحة في الصفحة (105) الـي إن ((وجود ممثل خاص للامم المتحدة في بغداد يمكن ان يعقد مهمة اقامة ادارة مؤقته...)) وهنا يظهر ان الادارة الاميركية لم تكن ترغب في تواجد الامم المتحدة في العراق ليتحقق لها الانفراد في تقرير مصير البلد كما ان هذا الموقف يخالف الادعاءات الاميركية بحث الامم المتحدة للتواجد في العراق والغريب ان (بريمر) يشير الى ان وجود الامم المتحدة يعقد مهمة اقامة ادارة مؤقته وينسى إنه في الصفحات السابقة اكد بأن الادارة الاميركية لم تكن راغبة باقامة مثل هذه الادارة بسرعة.
تبدا الرقصة السياسية الاميركية يتخويف الشيعة من تكرار خطا سنة (1921) عندما لم يشاركوا في الحكومة العراقية التي انشأها البريطانيون بعد احتلالهم العراق ، وسيظل (بريمر) يذكر القادة الشيعة بهذه المخاوف ليحملهم مسؤولية اي موقف قد يتخذونه ضده باعتبارهم لايريدون الخير لابناء طائفتهم وسنلاحظ في الصفحات القادمة تذكيره لهم بذلك عند اي خلاف معهم لقد كان ( بريمر) يتعامل مع السياسين بثلاث وجوه الاول للشيعة والثاني للسنة والثالث للكرد ولكل وجه مصطلحاته الخاصة واسلوبه المحدد.
في الصفحة (110) يوضح ( بريمر ) الاحتياطات التي اتخذتها الادارة الاميركية واستباقها للاحداث عندما يشير (( فآخر ما نحتاح اليه في الرقصة السياسية المعقدة ان يشعر العراقيون ان بوسعهم تأليب الامم المتحدة على الائتلاف )) وهي فكرة لا اعتقد انها خطرت في بال السياسين العراقيين في ذلك الوقت لانهم لم يكونوا يثقوا في الامم المتحدة ولعلاقتهم الطويلة مع الاميركان ومع ذلك فان الاميركان بفضل خططهم التفصيليه للعراق وقدرات خبرائها تحسبت لكل ألأحتمالات إذ توقعت ان يؤدي الاحباط الذي سيشعر به السياسيون العراقيون الى لجوءهم الى الامم المتحدة مما قد يعرقل المشروع الاميركي ، فالمطلوب من الامم المتحدة ان توفر الغطاء القانوني الدولي للاحتلال لاأكثر ولااقل ... مرة اخرى يظهر دهاء (بريمر) ويضطرنا الى الاعتقاد بـ (المؤامرة الاميركية) إذ لو كانت النوايا الاميركية صادقة في إقامة عراق ديمقراطي لما ترددت في اشراك الامم المتحدة ، كما ان ظاهر السياسة الاميركية يرحب بالامم المتحدة وباطنها خلاف ذلك فاذا لم تكن هذه الاساليب تدل على (المؤامرة) فكيف يكون شكل المؤامرة اذن...
يواصل (بريمر) رقصته السياسية بمهارة واضحة ومتميزة مقارنة مع راقصين لم يدخلوا حلبة الرقص الدولية سابقاً فمنهم المبتدئ او من لايجيد الا (الجوبي –رقصه عراقيه ) واخرين يعتبرون الرقص حرام ، ان وصف (بريمر) لهم بانهم ظلوا قادة معارضة حتى بعد ان اصبحوا في الحكم صحيح بمعنى انهم لم يستطيعوا ان يتحولوا الى (رجال دولة) وهذا اخطر نقص لديهم جميعاً لذلك لم يتمكنوا من مجاراة راقص ماهر مثل (بريمر) صحيح ان البعض منهم نزل الى حلبة الرقص مع (بريمر) الا ان حركته الراقصة ظلت مرتبكه وخجولة مقارنة مع (بريمر) خاصة وانهم كانوا ينتظرون سحب (بريمر) لهم للرقص ولم يبادروا من انفسهم للنزول لحلبة الرقص ولم يكونوا يشعروا بالنشوه التي يشعر بها راقص ماهر مثل (بريمر) ومن كان ينزل منهم للرقص كان يخشى تعليقات زملائه اكثر من تعليقات (بريمر) ، لقد كان على السياسين العراقيين ان ينزعوا جلد المعارضة في 9/4/2003 ويتحولوا لرجال دولة وان يعلموا انفسهم المهارات اللازمه للموقع الجديد الذي اصبحوا فيه ولو راجعوا تاريخ بلدهم لوجدوا فيه معين وخزين هائل في الدهاء السياسي الا ان القدرات الشخصية الضعيفة وضيق الوقت والتنافس فيما بينهم وطموحاتهم الشخصيه واستعجالهم المكاسب الشخصيه والضغوط التي مارسها المحتل عليهم لم تعطهم الفرصة للتامل فيما يجب ان يكونوا عليه بعد الاحتلال... وخلال هذا الفصل من الكتاب يحاول ( بريمر ) ان يعطي انطباعاً سيئاً عنهم ويورد امثلة كثيرة لذلك لانعرف مدى صحتها مما يستوجب عليهم ألرد عليه وهو مالم يفعلوه لحد الان مما يضطرنا الى تصديق ادعاءات ( بريمر ) ، ان السياسين العراقيون يتحملون نصف المسؤولية في ما آل اليه الوضع في العراق بسبب نظرتهم الحزبية والشخصية الضيقة وتعطشهم للحكم حتى في ظروف غير مؤاتية كما ان تشرذمهم وعدم قدرتهم على الاتفاق فيما بينهم اتاح (لبريمر) وغيره التلاعب بهم بل واسقاطهم في نظر العراقيين الواحد تلو الآخر واظهارهم بمظهر العملاء للاحتلال فقد وقعوا في سلسلة من الافخاخ التي نصبها لهم المحتل بسبب قصر نظرهم وكان عليهم ان يؤسسوا لمشروع وطني عراقي يتضمن الحدود الدنيا لمطالبهم وليكون هذا المشروع ندا للمشروع الاميركي لا ان يسعى الاسلامي لاقامة دولة اسلامية والكردي لاقامة دولة كردية في بلد كان ولازال يعاني من حروب مدمرة ونظام ديكتاتوري واحتلال وارهاب، الغريب ان البعض منهم كانت له مواقف جيدة (وهو ما لم يذكره من كتب عن كتاب بريمر) مثل (احمد الجلبي) الذي يبدو انه الاذكى في المجموعة فقد كان يصر على تشكيل الحكومة المؤقته مما ازعج (بريمر) ويتضح من الصفحات اللاحقة انه خطط لانهائه سياسياً ، كما كان موقف (الحكيم) في البداية في رفضه الاشتراك في المجلس حكيماً الا انه تراجع عنه ، وكان موقف (الجعفري) في اصراره على الاسراع بتشكيل الحكومة والتركيز على الامن وكذلك موقف كل من الطالباني والبارزاني وموقف السيد بحر العلوم في رفضهم الاشتراك في المجلس ، الا انهم لم يواصلوا هذه المواقف للاسباب التي ذكرتها سابقاً واصبحوا شاؤوا ام ابوا جزءاً من المشكلة بدلا من ان يقدموا حلولاً لانقاذ بلدهم ، نعم وقعوا في الفخ الاميركي بجداره.
ركز (بريمر) في رقصته السياسية على اهمية توسيع مجلس الحكم ليكون اكثر تمثيلاً وفق المسطره الاميركية بمقاييسها الثلاث (الشيعي / السني/ الكردي) كهدف ظاهر اما الهدف الحقيقي فيوضحه في الصفحة (115) (( وان سلطتهم ستخف في مجلس اوسع...)) وهذا هو الهدف الحقيقي لتوسيع المجلس ويمكن لمن يراجع اسماء اعضاء مجلس الحكم الـ (25) ان يكتشف ان اكثر من نصف اعضاءه هم شخصيات مغموره لم يكن لهم دور سياسي في زمن (صدام) ولم يفكروا في حياتهم ان يشاركوا في العمل السياسي وبهذا فقد ضرب الاميركان عصفورين بحجر واحد فمن جهة اضعفوا تاثير السياسين الحقيقين ومن جهة ثانية اوصلوا لهم رسالة واضحة بانكم بتاريخكم السياسي تعادلون في نظرنا اي عضو في المجلس حتى ممن لايعرف تاريخ بلده وجعله الاميركان عضوا في مجلس يحكم العراق وكان على السياسين ان يفطنوا لهذه اللعبة وان يتصرفوا بشكل مغاير تماماً لما قاموا به فالاميركان كانوا بحاجه لهم ولو كنت مكانهم لتركت المجلس وعملت على الارض مع الجماهير للوقوف بوجه المحتل فالتاريخ يذكر لنا الكثير من الوقائع انتقل فيها الحلفاء الى اعداء وبالعكس الا ان ساستناً ومع الاسف كانوا ولازالوا تنقصهم الجراة والحنكه السياسية وتغليب المصلحة العامة على الخاصة فدفعوا الثمن غالياً ولازالوا يدفعونه اذ لا يجرؤن حتى في الرد على ما اورده (بريمر) بشانهم في كتابه .
ان بعض مواقف السياسين العراقيين التي يذكرها ( بريمر ) تحتاج لتآمل ، خاصة وانهم لم يردوا عليه ، ففي الصفحة (123) يشير الى قول البرزاني ((انني اكره بغداد ...) وهو موقف عنصري غريب لم نكن نتوقعه من سياسي كالبرزاني وتعطى الانطباع بانه شخصية عنصرية شوفينية لا يفكر الا بانشاء دولة كردية وانه سيسعى دائماً الى اضعاف المركز (بغداد) لكرهه لها كما انه من المعيب على سياسي ان يكره مدينة لان حاكمها كان طاغية لكنها السمة البارزة لساستنا وهي قصر النظر.
يحاول ( بريمر) ان يرسخ لدى القارئ المفاهيم الاميركية عن العراق عندما يشير في صفحات كتابه بسذاجته !!! الى حقائق لايعترف بها ولا يعرفها الا الاميركان ففي الصفحة (124) يؤكد على ((نظراً لطبيعة المجتمع العراقي المفككه)) وهو وصف غير حقيقي الا انه يؤكد نوايا الاميركان بتفكيك المجتمع العراقي وهو ما فعلوه أملاٍ في (( إعادة الهندسه ألأجتماعيه للعراق )) وتركيبه وفق النموذج الأميركي لمرسوم للمنطقه .
في الصفحة (124) يشير (بريمر) الى (( لم نكن نريد ان يهيمن الاسلاميون على الغالبية العلمانية للبلد )) وهذا في تقديري خلاف ما كانوا يريدونه في ذلك الوقت والدليل نتائج انتخابات (2005) ولحد الان ، إذ لم يكن الاميركان غافلين عن هذه الحقيقة ولو اقتنعوا وبادرو بانشاء حكومة من الاعضاء السبعة لكان العلمانيون خمسة مقابل اسلامين إثنين فقط كما ان الاعضاء الذين تم اضافتهم من قبل الاميركان فيهم عدد غير قليل من الاسلاميين السنة والشيعة لذا فان توسيع المجلس ساهم في زيادة عدد الاسلاميين إذ كان المطلوب تصدي ألأسلاميين للمسوؤليه في ظروف غير مواتيه ليفشلوا وهو فخ وقعت فيه ألأحزاب ألأسلاميه . اثبتت تجربتنا كعراقيين مع الاميركان انهم يفعلون عكس ما يقولون فعندما يركزون على محاربة الارهاب فاننا نفهم توسيعه وتقويته والحادثة اعلاه - اي توسيع المجلس - تثبت ذلك.

في الصفحة (126) يذكر- بريمر- (( سمح صدام للحزب - الشيوعي – بالبقاء مترنحاً لانه رأى ان إلحاده المعلن قد يكون مفيداً في مواجهة الاسلامية – المقصود القوى الاسلامية)) واذا افترضنا حسن النية فهذا يدل على جهل واضح بتاريخ العراق لان العكس هو الصحيح فقد كان الشيوعيون هم الاقوى في اواسط سبعينات القرن العشرين وكان صدام يغض النظر عن الاسلامين ليقفوا بوجه الشيوعيين اذ ان المعارضة الاسلامية - وهي شيعية على ألأغلب – قويت بعد الثورة الايرانية (1979) وبعد ان انتهى (صدام ) من تحجيم الحزب الشيوعي وانتهاء الجبهة الوطنية في عام 1978..
وفي اختياره للشخصية الشيوعية المناسبة كان ( بريمر ) يبحث (( عن شخص تخلى عن شيوعيته )) اي انه لم يكن يريد مجلساً ممثلاً للشعب العراقي كما يزعم هو ورئيسه (بوش) بل يريد مجلساً ينسجم مع السياسة الاميركية وهذا تاكيد على ان احتلال العراق لم يكن ارادة إلهيه كما زعم كما ان الاميركان لم ياتوا محررين والا لما تدخلوا في اختيار الاشخاص المناسبين لادارة البلد وفق المواصفات ألأميركيه وليست العراقيه ، لقد تصرف (بريمر) وأعقبه ( زلماي ) الذي اكمل دور (بريمر ) ولازال يتصرف كحاكم مطلق وهذه هي أخطراستحقاقات اسقاط النظام من قبل قوى خارجية .
يتبجح (بريمر) بمهاراته في بداية الصفحة (128) عندما يشير الى (( اعترض الحكيم على اسم احد الخصوم وكنا قد اضفناه في اللحظة الاخيرة كاشاره مضللة لصرف الانتباه وعندما ارسلت خبراً بأنني ساشطب الاسم اذا وافق الحكيم على المشاركة شخصياً – في المجلس - توصلنا الى اتفاق )) . ارجو من كل قارئ ان يعيد الفقرة اعلاه اكثر من مرة لأنها تعطي صورة واضحة عن الاسلوب الاميركي في استغفال الاخرين حتى الحلفاء منهم ومن خلال الظهور بمظهر الغبي او الساذج او المتردد او المتراجع وهي المهارة التي يجيدها (بريمر) فقد وضعوا اسما يعرفون ان ( الحكيم ) سيعترض عليه ولم يكن في نيتهم ضمه الى المجلس الا انهم اشعروا (الحكيم) بانهم استجابوا لطلبه في اسقاط الاسم وعليه ان يستجيب لهم بالموافقة على المشاركة اي انهم (( باعوا له الهواء بثمن غال )) فاشعروه بانه حقق نصرا عليهم ، هنا يظهر الفرق بين العقليه ألأميركيه البراغماتيه والعقليه العربيه العشائريه حيث يهتم الاول بالنتيجة فقط فيما يركز الثاني على المظهر ، الاول يستخدم اسلوب التاجر الشاطر والثاني يؤدي دور المشتري (المغفل ) الذي يدفع ثمناً غالياً لبضاعة رخيصة. في ضوء ما سبق الا يحق لنا ان نفكر بعقلية (المؤامرة) حيث الحليف يضحك على حليفه قبل عدوه. لقد استخدم (بريمر) اساليب متنوعة في اقناع الساسة العراقيين ، وبالتاكيد لم يكن يعمل كل ذلك بمفرده بل يتوجيهات مجموعات عمل متمكنة فاختار الاسلوب المناسب لكل شخص لذا فقد اقنع السيد بحر العلوم بالمشاركة بقوله له (( اذا كنت تريد خدمة شعبك عليك ان تشارك في المجلس حيث ستتخذ قرارات مهمة)) – كما ذكر في الصفحة 129 - .
لاحظوا في الجملة الاخيرة قرارات مهمة فقد اوحى لـ( بحر العلوم ) بان المجلس سيتخذ قرارات مهمة او انه سيخول صلاحيات وهو خلاف ما كانت تريده الادارة وترسمه للمجلس كما سيتضح لاحقاً من كتاب (بريمر) نفسه اذ لم يسمحوا للمجلس اتخاذ اي قرار خطير باراده حره ... ان المتتبع لاسلوب الادارة الاميركية يتوصل الى نتيجة إنها استخدمت المعارضة وليس العكس كما توحي بذلك وسلكت معهم اسلوب الوعود الكاذبة ، فقبل الحرب وعدتهم بتشكيل حكومة بعد اربعة اسابيع من ( التحرير!) وبعد الحرب بمجلس حكم يتخذ قرارات مهمة وبعد المجلس ( يمكنكم توسيعه ) ثم بانشاء حكومة مؤقته وبهذا جعلتهم ينتظرون ايفاء الادارة بوعودها لهم اذ حالما تنقض وعدا سابقا لها تقدم لهم وعداً جديداً وبهذا فهي تبقيهم في فلكها حالمين بالوعد الجديد .
يفتخر ( بريمر ) في الصفحة (130) بمكره وغشه ( لبحر العلوم ) باقناعه بامكانية توسيع المجلس لاحقاً مقابل قبوله المشاركة في المجلس وهي فكره لم تكن وارده في خطة الادارة الاميركية كما يذكر ( بريمر ) نفسه ولكنها الأفخاخ او ( المؤامرات المتتالية ) ..وفي معرض رده على (الشريف علي ) الذي تساءل عن سبب ابعاده عن المجلس فاجابه احد مساعدي (بريمر) بان (( القاعدة تقضي بمشاركة الزعماء فقط )) فهل كانت هذه حقيقة ؟ وهل كان اعضاء المجلس جميعهم زعماء؟ ونصفهم لم نسمع بهم من قبل ، اذن استخدم (بريمر) ومساعديه اسلوب الغش والخداع المتلبس بلباس السذاجة والطيبه.
ويسخر (بريمر) نفسه في الصفحة (132) من عدم امكانية المجلس باعضائه الخمس والعشرين من اتخاذ اي قرار لصعوبة ذلك بسبب العدد الكبير وعدم التجانس وكانه يتشفى بهم وفي جانب اخر يكشف الهدف الاساسي من توسيع المجلس وهو ((اضعاف قدرات المجلس في اتخاذ القرارات)) اذ يصف (بريمر) في الصفحة (136) احدى عضوات المجلس (الدكتوره الخزاعي) بكونها ((خجولة وغير واثقة من نفسها)) ومع ذلك اختارتها الادارة الاميركية للمجلس لتتساوى مع من قضى عمره في المعارضة مثل علاوي / الحكيم/ حميد مجيد/ الجعفري ) الا يحق لنا إذن ان نسئ الظن به وبادارته.
يشير (بريمر) في كتابه الى (( انجزنا الاف مشاريع اعادة الاعمار)) كما في الصفحة (148) والقاري عندما يسمع بـ الاف المشاريع قد يظن انها مشاريع بالمفهوم السائد والحقيقة ان صبغ مدرسة مثلاً يسميه (بريمر) مشروعاً والعراقيون يتذكرون ان هذه الالاف هي مشاريع وهمية ذهبت كلفها الى جيوب المقاوليين الاميركيين باعتبارهم المقاوليين الرئيسيين والذين أحالوها بدورهم الى مقاول عراقي بـ10% من قيمتها واضعين تسعة اعشار قيمة المشروع في جيوبهم.
في الصفحتين ( 158 و 159 ) ينتقد (بريمر) – الجعفري - انتقاداً لاذعاً يجب على ( الجعفري ) ان يرد عليه والا فان سكوته يؤكد ما يقوله (بريمر) عنه مما يعطي انطباعاً سيئا عنهً . وفي الصفحات اللاحقة ايضاً يذكر الكثير من ( الوقائع ) عن المجلس يجب على اعضائه توضيحها لانها تفاصيل مؤلمة تظهرهم بمظهر البعيدين عن هموم شعبهم مع تركيزهم على مصالحهم الخاصة فقط خاصة فيما يخص الرواتب والتقريع المستمر لهم من قبل (بريمر) ، فاذا كان قادة العراق على هذا المستوى فعلى العراق السلام وحينئذ عليهم ان يتحملوا ما آل اليه الوضع في العراق ويتخلوا عن تاريخهم.
في الصفحة (165) يشير لاول ولاخر مرة عن طبيعة المجموعات الارهابية بموجب مذكره جهاز المخابرات في زمن صدام والمؤرخة في 23/1/ 2003 اي قبل ألأحتلال بشهرين والتي يطلب فيها الجهاز من عناصره تدمير كل شئ من محطات كهرباء وماء ومساجد وتنظيم عمليات اغتيال ... الخ الا ان (بريمر) لم يوضح لنا مدى استفادته من هذه الوثيقة في مكافحة الارهاب وهو الخبير في ذلك خاصة وان الاميركان يعرفون اسماء كل مدراء الشعب في جهاز مخابرات صدام ومع ذلك لم يتخذوا اي اجراء ضدهم بل منعوا المجلس والحكومات المتعاقبه من اتخاذ اي اجراء ضدهم وتركوهم طلقاء ينفذون سياستهم لأنها تصب في مصلحة المشروع ألأميركي .
يشرح بريمر في الصفحات (180-187) الهجوم على مقر الامم المتحدة في 19/8/2003 ومقتل ( دي ميلو ) فيه الا ان اغرب ما في هذه الصفحات ماورد في الصفحتين (185-186) اذ يشير الى (( بعد عدة ساعات اتصلت - رايس - لتسال عما تستطيع ان تفعله للمساعدة وقالت له (( انا وكولن مقتنعان بان العراق اصبح مسرحاً حاسماً في الحرب على الارهاب، واننا اذا انتصرنا في العراق فان بالامكان الحاق الهزيمة بالارهاب الاسلامي ))، الا تستحق هذه الفقرة وقفة تامل ، اذ كيف تسنى لرايس ان تحدد العراق مسرحاً للارهاب الدولي بعد ساعات قليلة فقط من تفجير بناية الامم المتحدة وهي ثاني عملية ارهابية ، اي بعد عمليتين فقط ،في حين إن الشعور المتوقع منهما هو الصدمه !! ثم ما هو الاساس الذي استندت عليه في تحليلها (المفاجئ) ان لم يكن هذا هوالمخطط الاصلي الذي ارسل من اجله (بريمر) للعراق وان كلام (رايس) يعلن بدء (المسرحية) لاغير لان مثل هذا الاعلان كان يتطلب دراسة متانية فهو إعلان خطير لايقل خطورة عن إعلان الحرب على العراق ... ان كلام ( رايس ) يهدف الى تقديم الشكر (لبريمر) لنجاحه في تهيئة المسرح لبدء المسرحية. ولا يمكنني التفكير بغير ذلك مهما قيل عن عقلية (المؤامرة) اذ لو وضع اي شخص نفسه مكان ( رايس ) فهل كان سيصل الى هذه النتيجة بعد عمليتين فقط ام ان مخرج المسرحية يعرف احداثها قبل ان يراها المتفرجون...

القسم الثاني من الكتاب

في هذا القسم يكشف (بريمر) عن حجم ومستوى التدخلات الاميركية في اختيار الوزراء وفي عمل مجلس الحكم والحكومة مما يؤكد انهم لم يمارسوا دورهم كمحررين كما يزعمون بل كمحتلين يملكون البلد وبقررون فيه كل شئ وهو ما ادى الى الكوارث اللاحقة والمستمرة لحد الان حيث ارتكب الاميركان سلسلة من الاخطاء ( المقصودة ) خاصة وان (بريمر) يؤكد انهم يعرفون كل شئ ولديهم معلومات استخباراتية دقيقة والتي كان يجب ان تقلل من احتمالات الخطا...
في الصفحة (194) يؤكد على انهم وضعوا خطوط حمر (( لن نقبل اسلاميين في وزارتي الداخلية والتربية )) وهو تدخل سافر وغريب ومع ذلك فأن ماحصل في الحكومات اللاحقة عكس ذلك تماماً اذ تولى هاتين الوزارتين اسلاميين!!
وفي نفس الصفحة يؤكد على (( اجرت اجهزة مخابراتنا تدقيقا في اسماء المرشحين في قواعد البيانات التي لديها فلم تجد بين الوزراء من كان بعثياً ...)) الا يدل هذا على انهم يمتلكون معلومات دقيقة ومع ذلك اشار في القسم الاول الى ضعف المعلومات الاستخباراتية...
وتدل دقة معلوماتهم في وصفه الدقيق لانصار مقتدى الصدر (الصفحة 199) . يؤكد ( بريمر ) في الصفحة (205) إنه أبلغ ألوزراء (( الائتلاف – أي ألأميركان هو السلطة السيدة هنا )) واكد ذلك بتصرفاته مع (نوري البدران) اول وزير للداخلية الذي كان ينوي (( اغلاق الحدود العراقية لمدة ستة اشهر وطرد كل الاجانب غير الماذونين )) مما اثار حفيظة الائتلاف وكانه يقترح عملاً مخلاً بالامن لدرجة ان (بريمر) ذهب الى اياد علاوي لكبح جماح (البدران) والذي إضطر في النهايه إلى تقديم ألأستقاله – لأسباب شخصيه !!!- لقد أخطأ ( البدران ) بحسن نية كما يبدو في تجاوزه الخطوط الحمر التي لم يمكن يعرفها ولايتوقعها واهمها ابقاء الحدود مفتوحة لاستقدام الارهابيين وهو احد اهم اهداف الاحتلال ولو كانت نية (بريمر) صادقة في حفظ الامن لما كان مبرراً كل ردود الفعل تلك على اقتراح لوزير واعتباره (( شديد الخرق )) – على حد تعبير بريمر - لكونه حاول ايضاً انشاء قوة شبه عسكرية دون موافقة الاميركان . هل يعقل ان يرفض ( الخبير) في مكافحة الارهاب مقترحاً اثبتت الاحداث اللاحقة صحته أم إن خبرة الوزير التي لم تكن تتعدى ألأشهر افضل من خبرة اكثر من عشرين عاما لخبير أميركي في ألأرهاب !!. لقد كانت الادارة الاميركية ممثلة بالائتلاف حساسة جداً من موضوع غلق الحدود لذا فقد اثارهم بشكل غريب تاكيد ( السيد السيستاني ) في 4 ايلول (2003) بان (( العراق بحاجة الى ضوابط مشددة على الحدود وجهاز مخابرات داخلي فعال – الصفحة 213)) وحاول (بريمر) ان يسخر من هذا الاقتراح بتشبيهه بالاجراءات البعثية السابقة وكأن ضبط الحدود اجراءًً ديكتاتوريا..حاول ( بريمر ) تقديم تبريرات غير مقنعه لعدم موافقتهم على هذا ألأجراء مثل (( ليس لدينا سياسة لمنح التاشيرات، وليس لدينا شرطة حدود مدربة )) وهي حجج لايقبلها العقل ومع ذلك لو صدقنا هذه الحجج فلماذا لم يتم ضبط الحدود لحد الان هل يعقل ان ثلاث سنوات مضت ولم يضع الاميركان والحكومات المتعاقبة سياسة لمنح التاشيرات ولازالت الحدود مفتوحة ، كما ان الكثير من العراقيين يعرفون إن الاميركان حطموا اجهزة الكومبيوتر التي وضعتها الداخلية في المنفذ الحدودي مع الاردن في طريبيل لتسجيل الداخلين والخارجين في زمن حكومة الجعفري ولازالت الحدود لحد هذه اللحظة خارج سيطرة الحكومة ودون مبرر معقول مما يضطرنا لأن نفسر ألأمر بالسماح للأرهابيين بدخول العراق بحريه كاحد أهداف المشروع ألأميركي. هنا لابد للسياسين العراقيين من ان يردوا على الادارة الاميركية التي مابرحت تردد انها صرفت مليارات الدولارات وضحت بابناءها من اجل العراقيين فالحقيقة ان الاميركان مستفيدين من تواجدهم في العراق وان المصلحة الاميركية فقط هي الدافع الاساس للادارة الاميركية لاحتلال العراق وانها تستخدم العراق والعراقيين كادوات في محاربتها للارهاب الدولي ولتحقيق اهدافها الاخرى غير المعروفة وعلى السياسين ان يطالبوا هذه الادارة بالثمن وهو اعادة بناء العراق واعماره ليكون بلدا ديمقراطياً وحرا .. مع الاسف لازال الساسة العراقيون في الطرف الاضعف من المعادلة يتلقون ضربات واهانات الاحتلال من جهة وتفجيرات الارهابين من الجهة الثانية كما ان القوى (المعارضة) للعملية السياسية تتحمل وزر مايحدث لانها تتعمد اضعاف الحكومة بدلا من دعمها وتقويتها لتكون نداً للادارة الاميركية والحقيقة ان جميع السياسين العراقيين يتحملون وزر ما يحدث لانهم لم يرتقوا الى مستوى جمع الشمل العراقي حول مشروع وطني عراقي مما يسهل للادارة الاميركية الاستفراد بهم كلا على انفراد.
يحاول ( بريمر ) استغفال قراءه بتقديمه لتبريرات غير منطقية عن سبب تدخلهم المستمر في الشأن العراقي والقاء مسؤولية الاخطاء على السياسين العراقيين وقد برع في التنصل من هذه المسؤوليات فهو الذي اصر مثلا على توسيع مجلس الحكم من سبعة الى خمسة وعشرين ثم
يسخر من المجلس لأنه لايستطيع ألأتفاق على قرار بسبب عددهم وعدم تجانسهم ثم يقول في الصفحة (218) (( مجلس الحكم لا يتمتع بتفويض لحكم العراق... اعضاءه لايتمتعون بتاييد كبير وهم يفتقرون الى المصداقية لدى قطاعات واسعة من السكان )) وكانه لم يشارك في اختيار اعضائه ولم يجير الاعضاء السبعة على قبول اشخاصا غير معروفين ، ثم لم يقل لنا كيف يحصل المجلس على تفويض والاميركان يرفضون الانتخابات التي يصر عليها (السيستاني) وإذا كان المطلوب تفويضا من العراقيين لحكم العراق فمن اعطى الاميركان تفويضاً لادارة العراق الم ياخذوا التفويض بالقوة رغماً عن المجتمع الدولي ثم من اوصل المجلس لافتقار المصداقية اليس الاميركان نفسهم بفعل اجراءاتهم وتعمدهم الايحاء للعراقيين بان الامر كله بيد الاميركان ... نعم برع (بريمر) في فعل وقول الشئ ونقيضه...
لو كانت الادارة جادة فعلاً في اقامة عراق ديمقراطي لحاسبت ( بريمر ) لانه لم يحقق اهدافها المعلنة فهو يقول في الصفحة (217) (( ابي زيد - طمأنني بان قوات الائتلاف والعملاء الخاصين تفكك من شبكات المتمردين اكثر ما يستطيع العدو استبداله بها..)) هذا التقييم في ايلول /2003 فهل استطاع الائتلاف بالفعل من تفكيك التمرد ام ان كلاً من ( ابي زيد وبريمر ) يستحقان العقاب الشديد لان تقييمهم كان غير صحيحاً اللهم الا اذا كانت الادارة لاترغب في تفكيك التمرد ،فالحقيقه خلاف ذلك فالعراقيون يحفظون مئات الامثلة على قيام الاميركان باطلاق سراح قادة الارهاب الذين تعتقلهم القوات العراقية كما انها منعت قوات الداخلية من دخول عدد من المناطق التي يتمركز فيها قادة الارهاب في بغداد مثل ( الغزاليه /حي الجامعة / الخضراء/ اليرموك ... الخ) ولازال الاميركان يتعمدون توجيه جهودهم نحو النتائج دون معالجة الاسباب اذ يتعمدون التركيز على المليشيات (المقصود بها المليشيات الشيعية مثل بدر وجيش المهدي) باعتبارها المشكلة الاخطر في العراق وهم يعرفون ان جيش المهدي لم يمارس اعمال القتل الا بعد سنتين من ممارسة الارهابيين لقتل (الشيعة) على الهوية تحت انظار الاميركان... صحيح ان المليشيات تشكل خطراً على الدولة ولكن الارهاب اخطر بكثير.كما إن الجميع يعرف بوجود لوائين من العراقيين تحت ألأمره المباشره للأميركان ولايعرف احد سبب وجودهم وما يقومون به .
ترد في الكتاب عدد من الاحداث والمواقف ومنها مواقف ايجابية لاعضاء مجلس الحكم الذين شعروا بالاحباط ومنها ما ذكره في الصفحة (257) من حديث للجعفري مع ( بريمر) قال له فيه (( اذا كان المجلس ضعيفاً فلا تلومنّ الا نفسك لانك انت الذي عينته ولايمكننا ان نتوقع من المجلس التصرف بمسؤولية اذا لم تكن لديه سلطة )) وهو موقف ممتاز يسجل ( للجعفري ) الذي اصاب كبد الحقيقة وكان عليه (اي الجعفري) ان يعزز كلامه باتخاذ موقف جرئ الا انه شأن رفاقه كانوا ولازالوا ينتظرون ايفاء المحتل (الحليف) بوعوده ونرجوا ان لايظلوا ينتظرون خاصة وان (بريمر) كان يردد على السياسين الشيعة وينصحهم بعدم تكرار (( الخطا الكارثي الذي ارتكبوه في العشرينات .. الصحفة 258 )) ويجب على الجعفري كذلك ان يرد على ما قاله (بريمر) بشان موقفه السلبي من (مقتدى الصدر – صفحة 259) .
لقد حاول (بريمر) التملص قدر الامكان من تعهدات الادارة الاميركية بحجج واهية فهو يرفض (( نقل السيادة الى هيئة عراقية غير منتخبة وبدون دستور – الصفحة 262 )) وهو الذي رفض الانتخابات وكأن الاحتلال البديل الافضل ... تم يذكر في مكان اخر في الصفحة -269- ان (( صبر الجماعة هناك – اي في اميركا – على القادة العراقيين اخذ ينفذ )) وهو اسلوب اخر استخدمه (بريمر) في الضغط على الساسة العراقيين ولازال هذا الاسلوب مستخدم من قبل الادارة الاميركية مع العراقيين اخرها مع المالكي في 25/10/2006 اي بعد ثلاث سنوات من اول انذار.
اذن الادارة توعد ثم لا تفي بوعودها وتنفذ برنامجها وتفرض شروطها وتختار الاشخاص بنفسها وتحدد الصلاحيات بما لايمكن العراقيين من التحرك بحرية تم تلقي باللوم عليهم ولازالت الادارة تتبع هذا الاسلوب لحد الان ، ويشير (بريمر) في كتابه الى تهديده المستمر لهم بالعزل كما في الصفحة (272) فاذا كان هذا صحيحاً فعلى قادة العراق الجديد ان يعتزلوا السياسة .
لقد ادى (بريمر) دوراً خبيثاً في خلق وتعزيز الفرقة بين العراقيين ويبثها في ثنايا كتابه كحقيقة كانت موجودة قبل الاحتلال ويشير في الصفحة (288) الى (( شددت – رايس - بقوة على اهمية وجود دستور لتنظيم الحياة السياسية في العراق وحماية حقوق الاقليتين السنية العربية والاكراد )) وهو وصف لم يخطر على بال العراقيين فلاول مرة نسمع بالاقلية السنية او ما ذكره في الصفحة (290) عن (( احتمال انتقام الشيعة مما فعله السنة منذ الف عام )) وهو تحريف متعمد للتاريخ لايجوز ان يطلقه من جاء لبناء عراق ديمقراطي لان الهدف من الدستور لم يكن لحماية الاقليات بل لوضع لبنة اساسية في بناء العراق كما انه لايوجد شيعي واحد فكر بالانتقام من السنة كما يدعي لان الجميع سنة وشيعة كانوا يعانون من الحكومات الديكتاتورية وعدو الشيعة هو نفسه عدو السنة وهو المحتل والحاكم الظالم على مر السنين كما ان القادة الشيعة لم يذكروا مطلقاً (ظلم السنة لهم) لانه لم يكن موجوداً ولكنه الدهاء الاميركي في بث الفرقة بين العراقيين والتي نجحوا فيها بجدارة.
لقد كان (بريمر) ثعلباً اميركياً بامتياز فقد استطاع ان يخدع الجميع وخاصة السياسين العراقيين واشار في كتابه الى اكثر من اسلوب ماكر استخدمه معهم بل انه يتفاخر بمكره في اكثر من مكان في الكتاب ومنها ما قاله في الصفحة (294) حول اقتراحهم لتنظيم مؤتمرات في المحافظات لانتخاب هيئة تتولى كتابة الدستور عندما اعترض بعض اعضاء المجلس على طريقة انتقاء المؤتمرات وابدوا قلقهم من عدم تمكن المجلس من السيطره على العملية والتي بررها الاميركان بانها لزيادة تمثيل العراقيين الا انه يشير بمكر الى راي بعض اعضاء المجلس ((وكان ذلك صحيحاً بالطبع .. وهو ما نهدف اليه)) اي ان الهدف من المؤتمرات لم يكن توسيع التمثيل بل اضعاف سيطرة المجلس وجعله هيئة ضعيفة مشلوله وهو ما حصل فعلاً . ويؤكد في الصفحة (295) على ان (( مجلس الحكم يقف في وجه اعادة السيادة الى الشعب العراقي )) وهو راي غير صحيح لانه ذكر سابقاً انه مؤمن بعدم الاستعجال في نقل السيادة للعراقيين.

يؤكد (بريمر) في الصفحة (320) ان (( العراقيين من اكثر الامم في العالم تمسكاً بعقلية المؤامرة )) ولو قرا (بريمر) ملاحظاتي هذه لترسخت لديه هذه القناعة ولكن كل اجراءات واقوال (بريمر) وكما اوضحنا مراراً تؤكد المؤامره اذ لايمكن ان نقتنع بسذاجة الاميركان الذين احتلوا العراق بدون خطة لما بعد الحرب وبدون معلومات استخباراتية – كما يزعم – واذا بهم يعرفون اسماء وعناوين كل القيادين البعثيين ومنتسبي الاجهزة الامنية ويتوقعون الاحداث قبل وقوعها ويفعلون الشئ ونقيضه ويعلنون اهدافاً ويسعون لتحقيق غيرها ويتبجحون بمكرهم وبقدرتهم على التنصل من وعودهم.
يقول بريمر في الصفحة - 343 - (( اننا لم نرسل شبابنا وشاباتنا كل هذه المسافة لتحرير العراق من صدام لكي نجد ان الامة العراقية تفككت ...)) هنا أترك التعليق للعراقيين ، مالذي حققه الأميركان غير تفكيك وتمزيق النسيج العراقي ؟ كيف إذن نصدق كلام ( بريمر )

يشير بريمر في الصفحة (352) (( درسنا اهمية انشاء هيكل دستوري يوحد البلد المنقسم )) بما يوحي ان البلد كان بالاصل منقسماً وجاؤا ليوحدوه وهو العكس تماماً فهم الذين قسموا البلد خاصة الدستور الذي زاد البلد انقساماً . ويستمر في الصفحات التالية الاشارة الى عدد من المشاكل التي حدثت بين اعضاء مجلس الحكم مثل المشاكل الخاصة بينهم وقانون ادارة الدولة واصراره على وقت محدد لانجازه وادخاله عدد من الافخاخ فيه مثل حق ممثلي ثلاث محافظات نقض الدستور وهو شرط وضعه الاكراد بما اثار الخلاف بين حلفاء الامس الذين مع الاسف بلعوا الطعم واشغلوا نفسهم بمواضيع ثانوية او مواضيع لم يحن وقتها مما جعل المحتل يظهر بمظهر (حامي وحدة العراق) وفيما أُشغل الساسة العراقيون بهذه المواضيع أُطلقت يد الاميركان لتنفيذ مشروعهم في تفكيك البنية العراقية واستمرارهم في البقاء الطرف الاقوى في المعادلة السياسية.
ومن المؤسف حقا ان يظهر الساسة العراقيون بهذا المستوى المتدني في الفكر والافق وكنا نامل ظهور سياسي وطني مبدع يوحد الجميع حول مشروع وطني عراقي يكون نداً للمشروع الاميركي بدلاً من هذا التشتت الذي سيدفع ثمنه الجميع وسيحاسبهم التاريخ على ضيق افقهم وتفكيرهم بمصلحتهم الشخصية البعيدة عن مصلحة جماهيرهم ومن الغريب ان يتصرف الساسة الشيعة مثلاً تصرفات تدل على عدم امتلاكهم الحكمة والحنكة السياسية برجوعهم المستمر ( للسيد السيستاني ) مما افقدهم ثقة الطرف المقابل (الاميركي) وحملهم في نفس الوقت تبعات مواقف المرجعية والاكثر غرابة موقف الساسة الكرد الذين تصرفوا بشكل قومي عنصري اعتماداً على دعم المحتل في رفع سقف مطالبهم لوضع اسس الدولة الكردية القادمة دون ان يدركوا عدم امكانية ضمان الدعم المستمر للاميركان والدليل ما فعلوه (اي الاميركان) قبل وبعد 9/4/2003 ولكنه مع الاسف ضيق الافق واستعجال تحقيق الهدف حتى بحرق المراحل الطبيعية اللازمة للوصول للهدف.
في الصفحات التالية من الكتاب يورد (بريمر) عدد من الحوادث التي تندرج ضمن الفكرة الاساسية وهي الايحاء بالسذاجة والتغطية على هدف المحتل الحقيقي واشغال العراقيين بمواقف غير اساسية لذا ساذكرها لينتبه القارئ اليها مع تعليق بسيط عنها اذا كانت تحتاج لتعليق...
في الصفحة (446) يؤكد مرة اخرى على(( في هذا البلد المقسم!!)) . وفي الصفحة (449) وصفحات لاحقة اخرى يظهر الموقف المتميز للدكتور ( الشهرستاني ) في عدم رغبته بالعمل مع الاحتلال وعدم رضا (بوش ) عليه وفي نفس الصفحة لابد ان نقف عند راي السيد السيستاني بـ (( ضرورة ان تتولى شخصية سنية رئاسة الوزراء )) ولا نعرف لماذا لم يبقى السيستاني مصراً على رايه.
وفي الصفحة (450) وما بعدها يظهر لنا الصراع المضحك بين ( الباجه جي والياور) لتولي رئاسة الدولة وكيف ان الصدفة وحدها ساهمت في بروز (الياور) في التنافس على هذا المنصب ويظهر لنا ايضاً بؤس القادة السياسين.
في الصفحة (451) يشير الى تاكيد (بوش) بـ (( علينا ان نكون متاكدين من ان رئيس الوزراء الجديد لن يطلب منا الرحيل بعد يوم من نقل السيادة )) وهذا دليل على ان الاميركان كانوا ولازالوا مصرين على البقاء خلاف مايرددونه دائماً .
في الصحفة (455) وما بعدها يعرض كيف عمل على اسقاط (الجلبي) لمعارضته لـ (بريمر) ولبقاء الاحتلال وكيف لفقوا له تهما متنوعة لاسقاطه ظهر بعد ذلك انها غير صحيحة (مثل العمالة لايران) وكان سببها الحقيقي هو موقف ( الجلبي ).
وفي الصفحة (468) يشير الى مهاراته المسرحية التي استخدمها في التعامل مع اعضاء مجلس الحكم وتخويفه المستمر لهم باللجوء الى (( ضباط سابقين في جيش صدام )) للحصول منهم على تنازلات سياسية وهو خلاف ما يدعيه من سذاجة وطيبة قلب.
وفي الصفحة (478) يشير الى تبادله لثلاثين رسالة مع ( السيد السيستاني ) خلال اربعة عشر شهر وهو ما يستدعي التوضيح من ( السيد السيستاني ) لبيان الحقيقة خاصة واننا كنا نعتقد ان السيستاني لايتعامل مباشرة مع الاحتلال.
في الصفحة (484) يشير (بريمر) الى ((التقارير الاستخباراتية تشير الى ان الارهابين يتدفقون الى بغداد من الغرب والشمال ...)) الا تستدعي هذه الفقرة منا ان نسال كيف عرفت الاستخبارات ولماذا لم توقفهم ومامدى اختراق الاميركان للتنظيمات الارهابية خاصة ونحن نتحدث عن عام (2004) فماذا تعرف هذه الاستخبارات عن الارهابيين الان في نهاية عام 2006 ، ومع هذا يزداد ألأرهاب قوة وتنظيما ، ألا يحق لنا ألأستغراب والشك .
اما اكثر جملة وقفتُ عندها فهي التي وردت في الصفحة قبل الاخيرة (495)
(( الـيـوم بـات الـعـراق مـوحـداً !!!!!!!! ))

فهل هذا الوصف حقيقي؟ اتوجه بسؤالي هذا لكل السياسين العراقيين وجميع المواطنين
اليس الصحيح ان يقول :

(( الـيـوم انـجـزت مـهـمتـي وبـات الـعراق منقسـما ً)).

الخلاصة
قد يعتقد القارئ انني كنت متطرفاً في قرائتي لكتاب بريمر وان عقلية (المؤامرة) التي يعيرنا بها (بريمر) هي صحيحة ولكن ارجو من كل قارئ ان يعيد النظر بقرائته للكتاب الذي قراته ثلاث مرات ولم استطع الخروج بنتيجة الا ماذكرته في الصفحات السابقة.

رسالتي الاخيرة للنخب السياسية العراقية لقد اخطائتم جميعاً بتشرذمكم وتغليب مصالحكم وستندمون في يوم ما ان لم تبادروا للاتفاق على مشروع وطني عراقي بدون تسميات مقرفة (الشيعة / السنة / الكرد) ، خطوتكم ألأولى بالأعتراف بأنكم أخطأتم جميعا وتتفقون على مشروع لخمس سنوات ترممون فيها الجسد العراقي المثخن بطعنات الديكتاتوريه والأرهاب وتجربوا العيش سوية قبل ان تقفزوا لمشاريع حزبيه ضيقه فرقتكم وستجعلكم لعبة بيد المحتل وتذكروا ان التاريخ لن يرحم ولم يخلد الا اصحاب المبادئ وتذكروا مصير الطاغيه قبلكم وحذار من لعنة التاريخ التي لن ترحم .... والسلام.



#علي_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي العراقي ...صح إنت كلش حلو ...بس موش كل الزين
- تداعيات إعدام صدام...دليل على أزمة العقل العربي
- ألأحزاب الدينيه الأسلاميه...مصادرة الرب وإحتكار ألأسلام
- قراءه لمشروع برنامج المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الصفار - مذكرات بريمر - سنتي في العراق - ألأيحاء بالسذاحه