أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عودة بشارات - ملاحظات حول ورقة العمل التي اصدرها الحزب الشيوعي















المزيد.....

ملاحظات حول ورقة العمل التي اصدرها الحزب الشيوعي


عودة بشارات

الحوار المتمدن-العدد: 1791 - 2007 / 1 / 10 - 11:56
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


إذا كِبِر ابنك خاويه

ورقة العمل تحت عنوان: "التحديات والمهام التي تواجه الحزب الشيوعي الاسرائيلي" التي اقرها مجلس الحزب الشيوعي بالإجماع (إجماع؟! هل يوجد مخلوق كهذا في النقاش الفكري؟!) تثير النقاش لما ورد فيها من مواقف وما لم يرد فيها. والأهم انها بالأساس تتعرض للجبهة التي تشمل الشيوعيين واللاحزبيين، وفيما يلي بعض الملاحظات:

1- أين الجماهير العربية في الورقة؟الساحة المركزية التي للجبهة والحزب تأثير أساسي عليها هي ساحة الجماهير العربية في اسرائيل. الجبهة تحصل عل نسبة 30% من اصوات العرب، واكثر من 95% من اصواتها آتية من هذه الجماهير. الجبهة موجودة برئاسة ثلاث بلديات منها بلدية الناصرة، وموجودة في قيادة أو شريكة في قيادة 10 بلديات ومجالس محلية. رئيس لجنة الرؤساء ورئيس لجنة المتابعة من الجبهة. الهيئات الطلابية، النقابات، مؤسسات العمل الأهلي، كلها مكتظة بالجبهويين.
يواجه الجبهويون امتحاناً في منتهى الاهمية وهو بلورة اتجاه وشكل نضال الجماهير العربية. في المناسبات المختلفة، التي مرت، برزت الحاجة لصياغة استراتيجية متكاملة للجبهة بخصوص رؤيتنا لافاق نضال الجماهير العربية وأدوات هذا النضال. ملامح مواقفنا واضحة ومستمدة من مواقفنا المبدئية التي تعتمد على حقيقة أننا جزء لا يتجزأ من شعبنا الفسلطيني ومواطنون لا نقبل بأقل من المساواة القومية والمدنيّة، ولكنّ المواقف المتخذة تتطلب اجتهادات من الجبهة ومن الحزب الشيوعي ومن كل الوطنيين التقدميين في الشارع العربي ومن الدمقراطيين اليهود للمساهمة في بلورة استراتيجية متكاملة تكون المرشد لعملنا في المؤسسات السياسية والتمثيلية وغيرها.
يجري الآن نقاش عميق على المستوى السياسي والفكري بالنسبة لمستقبل هذه الجماهير في دولة تمارس تمييز بنيوي في جميع المجالات، في وضع قبلت فيه هذه الاقلية المواطنة بالرغم من الماسأة التي حلت بها في نكبة عام 48، وفي الوقت نفسه فإن المؤسسة، بنيوياً، ترفض مشاركة هذه الأقلية في مقدرات الدولة. الحاجة تتطلب بحث التغيير النوعي في البنية الاقتصادية الثقافية الفكرية للجماهير العربية التي تجري في ظل عالم منفتح يتم فيه رفض كل اشكال اللامساواة وفي ظل ذلك نشوء طروحات طابعها رد الفعل الغاضب وليس الموقف الموضوعي المبني على الفهم العميق لمصالح الجماهير العربية. وبالطبع لا يمكن لنا هنا أن نضع جانباً النقاش العميق الذي يحدث حول تركيبة لجنة المتابعة وموقفنا من هذا الامر المفصلي.
من جهة اخرى تحتل الجبهة موقعاً مركزياً في العمل البلدي. وبالاضافة لما ذكرته حول مواقعنا القيادية فنحن ممثَّلون في اغلبية البلديات والمجالس المحلية العربية والمختلطة، وهذا الامر هو مصدر نقاش كبير حول وِجهة عملنا. هذا النقاش يتخذ احياناً طابع التطرف، من الغرق في العمل البلدي لدرجة انه يغطّي على كافة نشاطاتنا الأخرى وفي المقابل نجد هنالك من يقول انه من اجل الحفاظ على وحدة فرع الجبهة يجب ان نمتنع عن خوض الانتخابات كلياً.. هكذا.
العمل البلدي يعالج مساحة واسعة في حياة الناس، وهذا الامر يتطلب من الجبهة المزيد من الاهتمام. هنالك حاجة لوضع اسس عامة بالنسبة لسياستنا في العمل البلدي. اننا نقدّر تقديراً عالياً رفاقنا الذين يمثلون نهج الجبهة على مستوى العمل البلدي وعلى مستوى لجنة الرؤساء، ولكن هذا الامر بحاجة الى تعميقه من اجل قول كلمة واضحة في سياستنا البلدية.
إننا نشهد هجوماً غير مسبوق على أهلنا في النقب. ونحن بحاجة إلى رد نضالي وفكري على المقولات الصهيونية الفظة التي تشرّع هذا الاقتلاع تحت شعارات قد تستسيغها آذان أوساط في الرأي العام.
فهمنا الجدلي يقودنا للاستنتاج ان وجود الجماهير العربية بقيادة وطنية دمقراطية، هو مكسب للنضال العام في اسرائيل. كل فهم اخر وكأن العمل في الشارع العربي هو اضعاف لنضالنا العام، هو فهم ميكانيكي. في الوقت نفسه كل انجاز دمقراطي في الشارع الاسرائيلي هو انجاح لنضال الجماهير العربية. هذان وجهان لعملة واحدة.
وهنالك عديد من القضايا، اشير لبعضها باختصار، التي تمثل جانباً اساسياً في عملنا: وضع النساء العربيات وموقعهن الاجتماعي والاقتصادي. وضع طلابنا الجامعيين العرب، حيث يضطر الاف الشبان الى السفر الى الخارج لاكمال تعليمهم. الاتجاهات السياسية لدى الشباب العرب.. هذه الأمور هي ساحة نضالنا الرئيسية. اذا لم يتم معالجتها، واذا تم ذكرها فقط في سياقات اخرى، وليس بصورة مستقلة، فسيحدث هذا الاغتراب بين كوادر الحزب والجبهة وبين النص. هذه الأمور غائبة عن ورقة العمل التي تبحث "الاستراتيجيات والتحديات".. هذا الأمر يبعث على الحزن، لأن هذا الحزب، تاريخياً، كان المرجعية الأوثق والأكثر شمولاً وإبداعاً في قضايا الجماهير العربية.

2- الاكثر تجانساً فكرياً وتنظيمياً في مجمل الخارطة الحزبية تقول الورقة: "أن السبب الأساسي للمشكلة القائمة في الجبهة هو تقليص المجال السياسي لها على مدى سنوات واليوم يقف على نفس الاساس الجماهيري مبنيان سياسيان متقابلان، الحزب والجبهة".
بادىء ذي بدء، يجب التأكيد أنه في القواعد الجماهيرية للحزب والجبهة، لا يوجد بناءان متقابلان على نفس الأساس الجماهيري. على نفس الأساس الجماهيري تقف حركة هي الأكثر بلورة، من حيث التجانس الفكري والسياسي والاجتماعي، من بين كافة الحركات السياسية في اسرائيل. إذا نظرنا إلى الأحزاب قاطبة في اسرائيل من "ايحود لئومي" ميرتس وبين الأحزاب العربية، نجد أن الجبهة هي الحركة الأكثر تجانساً فكرياً وتنظيمياً.
الحقيقة مغايرة تماماً، فبعد ثلاثين عامًا على تأسيسها، بعد مئات المعارك من العمل التطوعي الى الانتخابات الى النضالات الجماهيرية والاجتماعية والسياسية والوطنية والبلدية وحتى النضالات الفكرية، بعد هذه المعارك وفي خضمها نشأت وحدة لا يمكن ان تنفصم عراها، بين الكوادر الحزبية واللاحزبية في الجبهة. لقد تجاوزنا سقوط المنظومة الاشتراكية، تجاوزنا الهجوم المنفلت علينا من الاتجاهات القومجية والطائفية والعائليةً. لقد تفولذ هذا الجسم عبر أقسى المعارك، ولولا هذا التوجه الفكري، المكتوب وغير المكتوب، بين اعضاء الجبهة، من شيوعيين وغير حزبيين، لما كان من الممكن ان تصمد هذه الجبهة كل هذا العمر.
نعم، من حيث الاسم فالجبهة تعني أنها تحالف. ولكن الان بعد مضي هذه السنوات الطويلة وهذه التجربة المتراكمة فنحن حركة ولسنا جبهة بالمفهوم الحرفي للكلمة. عندما نشأت الجبهة كانت تحالفاً بين قوى سياسية واجتماعية مختلفة حول برنامج متفق عليه. لكن خلال 30 عاماً تم الفرز. الاغلبية الساحقة بقيت في هذا البيت بالسراء والضراء، وفي المقابل هنالك من قرر ان هذا الثوب ليس على مقاسه فخرج واختار طريقاً خاصة به، وبموجب البيانات في سجل المغادرين فالأغلبية كانوا من الشيوعيين.

3- خط الدفاع الخلفي لمنع وصول نقاشات الى انشقاقفي المقابل، ونتيجة "وحدة الحال" التي نشأت في خضم المعارك المشتركة تبلور نهج تنظيمي تمثّل بمؤتمر الجبهة ومجلس الجبهة ومكتب الجبهة، وتجاوزنا مرحلة المركبات (سوى قطاعات لا تشكل اكثر من 5% من مجلس الجبهة). في الفروع تم اقامة جبهات محلية، ومؤتمرات لجبهات محلية، وقيادات لهذه الجبهات، وفي الهيئات الجبهوية المحلية يتم انتخاب قوائم مرشحينا للمجالس المحلية، وفي المجلس القطري يتم انتخاب قائمتنا للكنيست وللهستدروت، وفي احيان كثيرة انتقل التنافس والنقاش، وربما الصراع، الى مجلس الجبهة، حتى بين رفاق الحزب. هكذا شهدنا ترشيح اعضاء مكتب سياسي على نفس المركز لقائمة الكنيست مثلاً، وهذا الانفتاح عزّز اللحمة داخل الجبهة، وافاد الحزب في الوقت نفسه، انه جعل من الجبهة خط الدفاع الخلفي لمنع وصول تنافس او نقاشات، داخل الحزب نفسه، الى نزاع او حتى لانشقاق، لأن كادر من مئات الاشخاص، ليست لأغلبيته الساحقة أية مصلحة شخصية، هو الحَكَم وليس نزاع بين اشخاص.
هذا الامر مبارك وجيد ونحن نعتز به، وهو ليس "أساس المشكلة"، بالعكس وجود هذه الكوادر الجبهوية، التي هي في اغلبيتها الساحقة شيوعية، وانخراطها في العمل، كانت صمام الامان لمنع تدهور حالات معينة من النقاش داخل الحزب الى التدهور لحالات خطيرة، هذه المجالس جمعت بين الرفاق في القواعد، البعيدين نسبياً عن النقاشات الداخلية، وما يوجههم ليس النقاش الذي قد "يغرق" فيه اعضاء الهيئات العليا، بل الموضوع نفسه، وهو مكانة الجبهة وقدرتها على قيادة الجماهير. ويجب الاعتراف انه في كثير من الاحيان "يردُّنا" هؤلاء الرفاق المرتبطين بقضايا الناس الى جوهر الموضوع. وعند انهيار المعسكر الاشتراكي، الم يكن هذا النَّفَس التقدمي الصميمي، الذي قال ان جوهر وجودنا هو الدفاع عن مصالح شعبنا، بوجود او بعدم وجود المعسكر الاشتراكي، الم يكن هذا النَّفَس التقدمي هو صمام الامان لاستمرار مسيرتنا؟
والسؤال الاخر هنا، ماذا مع الجبهوي غير منظم في الحزب الشيوعي. انه يعتقد انه عضو في جبهة، هل عليه الان ان يفتش عن تنظيم (مركّب) يحتضنه، وبعد ذلك يعود للجبهة؟ هذا الجبهوي لا يريد ان يكون عضواً في مركب. ومن جهة الاخرى فمركب "النضال ضد الخصخصة" مثلاً سيحوي الشيوعيين وغير الشيوعيين، وحينها سنعود الى قصّة البنائين في كل مركّب.

4- العودة ثلاثين عاماً للوراءالرسالة التي تأتي بها هذه الوثيقة للجبهويين غير الحزبيين واضحة وهي: بما انه "لا يمكن تحويل الجبهة الى حزب وهذه مشكلة الجبهة" وبما أن "الجبهة لا يمكن ان يكون لها اساس فكري" وبما ان "المشكلة هو وجود "مبنيان سياسيان متقابلان" "على نفس الأساس الجماهيري" وبما ان الاقتراح هو "تخفيف" الحزم التنظيمي القائم، وبما ان الحديث يجري عن نظام مركبات وإجماع، وليس كما هو معمول به اليوم، هذا الامر معناه القول لغير الحزبيين في الجبهة: "تدبّروا امركم". هذا الوضع الإشكالي لن يستمر. نحن نريد العودة الى نموذج ال 77. نظام المركبات. (الاقتباسات هنا من ورقة العمل).
ماذا يشبه الامر، هو أن يأتي الزوج أو الزوجة بعد عشرين عاماً (وفي حالتنا 30 عاماً، ومسيرة طويلة من التجانس قبل الزواج- فترة "الحزب وأصدقاؤهً") ويطالب بإرجاع الحال إلى ما كان عليه قبل الزواج. كيف؟ ماذا مع فروع الجبهة التي لا تستطيع ان تفرق فيها بين عضو الحزب وبين غير المنظم في الحزب؟ وماذا مع التنظيم الحزبي الذي "خفَّ" الحزم التنظيمي به بشكل كبير، واصبح من حيث الالتزام وتقديم الواجبات و"الانشغال التنظيمي" لا فرق فيه بين عضو الحزب والجبهة؟ وماذا مع الرأي العام الذي لا يفرق بين الجبهة والحزب؟
هذه الوثيقة تريد التخلص من هذا الإرث العظيم الذي حتى عندما كان الحزب "أعزب" تصرفت قيادته بنهج وبحرارة من هو مسؤول عن كل العائلة- عن شعب بأسره. هذا الزواج لم يكن يوماً زواج متعة، أي رباط لأجل مصلحة آنية، أو زواجاً عرفياً، أي على الأوراق الرسمية فقط. لقد رأى هذا المولود النور من رحم أقسى- وأنبل- معاناة. لا يمكن العبث بهذا المولود.
إننا ندرك أن هذه الوثيقة، ونفسية هذه الوثيقة، تجعل العرب "عربين". من جهة "عرب الحزب" ومن "جهة عرب الجبهة". ويتم تأجيج العصبيات القبلية. الجبهويون الحزبيون سيقولون للحزبيين كذا وكذا، والحزبيون الجبهوين سيقولون كذا وكذا. و.."تِولّع". وبدأت المؤشرات بكلمات مثل "الدفاع عن الحزب"، و"حق الحزب" و"استقلالية الحزب"، وكأن كل ذلك يتم تهديده من قبل الجبهويين. نحن نعرف هذا السيناريو جيداً. وللأسف هنالك من وقع في أسر هذا الشرك، وصار رفاق لنا، خضنا معهم أقسى المعارك، يديرون وجوههم عنّا وكأننا ضد الحزب.. ورفاق آخرون مرتبكون نتيجة هذا الوضع. يأتون ويقولون لهم: هذا الجبهوي ضد الحزب. يقول لهم طيب ليش، فعلى العكس أرى أنه نشيط ويطرح مواقف الحزب ويدافع عن تاريخ الحزب! فيردّون، وابتسامة عريضة على شفاههم، ابتسامة العارف: "طيب ليش هو نشيط؟" وتأخذك الظنون بعيداً، فعلاً ليش فلان نشيط؟ إذاً، وراء الأكمة ما ورائها؟. نعم إنها سياسة التشكيك التي دمرت أنظمة حكم وطنية دمقراطية.
هنالك بوعي تام من أدخل سوسة الفرقة والحزازات إلى صفوفنا. وهو يلتقي شاء أم أبى مع أعداء الحزب ومع اعداء الجبهة، لأن هذا الحزب وهذه الجبهة لا يمكن لعدو خارجي أن يكسرهما. فقط بالصراعات الداخلية يمكن انجاز مآرب اعدائنا. وفي السنوات الأخيرة شرع معول لئيم في قطع الغصن الذي نجلس عليه جميعاً.

5- المشكلة هي في الابواب المغلقة أمام أي ساكن جديدالسؤال بعد 30 عاماً من هذا الزواج الكاثوليكي المثمر والمبارك، هو ليس ارجاع الامور الى ما كانت عليه قبل هذا الارتباط المقدس، لان في ذلك دمار لكل العائلة. السؤال المطروح هو كيف نوطد هذا الجسم؟ هذا هو السؤال، والمثل العربي يقول "اذا كِبِر ابنك خاويه"- وليس "عاديه". هذا الجسم هو مكسب للجماهير العربية وللقوى الدمقراطية الحقيقية في الشاع اليهودي. انه مكسب لطريقها النضالي وواجبنا صيانة هذا النهج برمش العين، وليس ان نبحث عن طرق تعيدنا ثلاثين عاماً الى الوراء الى تاريخ "الحزب واصدقائه"، لان "الاصدقاء" لا يريدون ان يكونوا مركباً، ومن جهة فالمركبات الاخرى، في الشارع اليهودي، عصية على الاقناع، ما دامت الصهيوينة هي الايدلوجية السائدة. ومن جهة اخرى هنالك في الشارع اليهودي، مَن لا يجد لدينا البيت الدافىء والشراكة الكاملة، وبما انه لا توجد مركبات حقيقة فسيبقى في احسن الاحوال صديقاً، من بعيد لبعيد، بينما همنا الاساسي جذب قوى لتصبح شريكة في مشروعنا الوطني الدمقراطي.
باختصار من يعتقد ان المشكلة هي "التزاحم" بين بناءين فهو مخطىء. يجب ان نقول نحن بحاجة الى كل من يريد ان يقدم لقضيتنا العادلة. القضية ليست "أنا أو أنت". الشعار يجب ان يكون "أنا وانت معاً"، ولذلك ليس صدفة أن هذه النفسية في الشارع اليهودي هي التي "هرّبت" أكثر الاصدقاء المقربين من صفوفنا.
اذا كان النَّفَس الذي يميز عملنا هو تزاحم "بناءين" على نفس القاعدة الجماهيرية فلا عجب ان لا الجبهة ولا الحزب الشيوعي يتمتعان بالشعبية في الشارع اليهودي. هل "البناء الثاني"، غير الموجود تقريباً، هو الذي منع توسّع الحزب والجبهة في الشارع اليهودي. ماذا فعلنا مع حركات الاحتجاج التي تبلورت فكرياً وسياسياً بُعيد أكتوبر 2000، ماذا فعلنا من أجل ضم عدد من نشيطيها الى الجبهة؟ المشكلة تكمن بالضبط في هذا النَّفَس. ليس "البناء" الثاني هو المشكلة، المشكلة هي في الابواب المغلقة امام اي ساكن جديد، كأن الجبهة او الحزب هي "طابو" للبعض.

6- جبهة مختلفين بدون المتشابهينأما بالنسبة للصرعة الجديدة حول "جبهة المختلفين" فالهدف هو نشر الضباب لحجب الرؤيا. كيف يمكن الحديث عن جبهة مختلفين والنية تتجه نحو دك القاعدة التي يقف عليها المتشابهون؟
يقولون أنهم يريدون جبهة مختلفين وفي المقابل يقولون انه لا يوجد أساس فكري لجبهة المتشابهين. ولكن عندما استعرضوا تاريخ نضال الجبهة كلّه ولم يجدوا مشكلة فكرية واحدة كانت مدار اختلاف بين الجبهويين، قرروا وضع اجندة فكرية مختلفة. بالروح بالدم، يوجد خلاف فكري، والدليل.. "فيسكونسين".
الثمار الأولى "لجبهة المختلفين" بدأت تظهر في الناصرة، وليس صدفة أن يقرر البيان أن الناصرة كانت مثلاً يحتذى في قضية فيسكونسين. والسؤال هل نهج قيادة فرع الحزب في الناصرة هو ترجمة لشعار "جبهة مختلفين وليس جبهة متشابهين"، هل هذا ما يريدونه- التحالف مع "المختلفين" ومعاداة "المتشابهين"- رفاقنا في الخندق الواحد؟

7- إنطلاقة الجبهة.. انطلاقة الحزبالحقيقة أن هذه الوثيقة مهمة لأنها تضع الأمور في نصابها، فهي قد وضعت الجواب على السؤال: من يريد أن يلغي من؟ وعندما أقرأ هذه الوثيقة الصادرة عن اللجنة المركزية للحزب، أتذكر وبشعور ثقيل، الحملة التي أدارتها اللجنة المركزية في أعقاب الانتخابات البلدية في تل أبيب- يافا، وكيف تم اتهام شيوعيين وغير شيوعيين إنهم يريدون إلغاء الحزب، كل ذلك بسبب المطالبة بالشراكة التامة وبسيادة الجبهة على قراراتها فيما يخص العمل المشترك.
السؤال الذي يواجه الجبهة الآن هو كيفية تطبيق دستورها الذي تم وضعه في بداية التسعينات بشكل يرسخ التنظيم وبشكل يتم فيه إشراك أوسع الأوساط في العمل الجبهوي على مدار السنين، وبشكل يعزز الانتماء للجبهة ولأفكارها التي هي افكار الحزب.
هذا الأمر هو امتحان للجبهة ولرسالتها التاريخية بين العرب واليهود. وبالنسبة للجماهير العربية في اسرائيل التي تواجه اليوم امتحانات سياسية فكرية بالغة الاهمية، فان أي تراجع في عمل الجبهة وجعلها مركبات، بدل كونها بديلاً فكرياً سياسياً اجتماعياً، كما هو الامر الان، فهذا يعني القيام بخطوة ذات تأثير بعيد المدى على مستقبل نضال الجماهير العربية.. وهذا الخطر جدي جداً.




#عودة_بشارات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درويش لطوبي: معكم كانت حالتنا افضل
- تراث الحزب الشيوعي، والجبهة، والحفاظ على استمرارية نهجه هي م ...
- عندما يكون ظهرنا الى الحائط
- كلمة سكرتير عام الجبهة عودة بشارات: ماير فلنر بطل المعارضة ا ...
- يعرف الفلسطينيون ما يريدون


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عودة بشارات - ملاحظات حول ورقة العمل التي اصدرها الحزب الشيوعي