أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود المفرجي - يوسف الصائغ بعيون ادبية وليست سياسية














المزيد.....

يوسف الصائغ بعيون ادبية وليست سياسية


محمود المفرجي

الحوار المتمدن-العدد: 1793 - 2007 / 1 / 12 - 11:52
المحور: الادب والفن
    



عندما عرفت ان هذه الايام هي ذكرى رحيل الشاعر يوسف الصائغ ، قفزت امام عيني امواج الجدل التي احدثها موته وتوقفت عند كلام الزميل فاضل ثامر في مقالته (نحن ويوسف الصائغ) فصرت في حيرة من امري ، وتاه قلمي بين تأبينه او ادانته او التزام الصمت.
فحياة يوسف الصائغ كانت حافلة وطويلة ومتفرعة ما بين السياسة والثقافة والادب فهو لم يكن اديبا مثل كل الادباء ، ولم يكن شاعرا مثل كل الشعراء ، بل ان المنحنيات السياسية وتغيراتها اخذت بعدا كبيرا من حياته ووصلت الى هامته واطلقت العنان لمخيلته التي ترجمت تصوراتها على قلمه ، مما تركت انعكاسات متباينة في الوسط الثقافي الذي انقسم على نفسه ما بين مؤبن ومُدين او صامت.
ان المسيرة الطويلة لهذا الشاعر في مسايرته سلطة النظام السابق ومساهمته في تمجيده واعلاء شأنه، هي التي حشدت الاقلام التي تخندقت وراحت تنال منه كأنسان .
نعم ان "الصائغ" سَخَرَ بعض من طاقاته الى السلطة الحاكمة ، وصدح صوته في تمجيدها، ولكن؟ هل يلغي هذا كله قيمته الابداعية التي تركت اثرا واضحا في ضمير بعض المثقفين الذين لم يستنكفوا من رثاءه ومنهم البروفيسور عبد الاله الصائغ الذي تجرأ بوصفه لديوان الراحل (سيدة التفاحات الأربع) ، هو الديوان العربي الفائق الذي ضم عدداً من اعظم قصائد الرثاء العربي منذ العصر الجاهلي الى عصرنا هذا.
فلابد الفصل هنا بين الصائغ الذي انكر وتنصل من فكره الشيوعي على حساب قبوله بمسايرة السلطة الحاكمة ، وبين شفافيته الادبية الجريئة التي ترجمها هو بكل جراءة وهو يروي قصته مع معلمته الاولى "صبرية" في لحظات البحث عن رجولته.
فالصائغ قدم تبريره مسبقا وقبل موته حين قال: "الشعراء قد انقسموا الى قسمين متناحرين قسم ينضوي تحت لواء الشيوعيين، واخر ينضوي تحت لواء القوميين.
فعمل الصائغ (السلطوي) كان حدثا متماشيا مع القبضة المحكمة للنظام السابق على السلطة التي لم تترك مجالا لتطلعات الصائغ الحزبية العقائدية، فلم يكن امامه الا اللجوء الى (الخطيئة) التي اعدها استسلاما واستمرارا لرئته من اجل الاستنشاق الادبي الذي لم يتوقف حتى قبل موته بخاتمة (انا لا اباع) .
نعم هو لم يبخل على الثقافة أي طاقة من طاقاته ومواهبه المتعددة والمتشعبة ما بين المسرح والفن التشكيلي والشعر الذي كان يتخذ منه منفذا للبوح باسراره التي لا تصمد امام مخيلته التي ابدعت في هذه الميادين حين جسدها في نصيه المسرحيين "الباب" و "ديدمونة" التين فازتا بجائزتي احسن وافضل نص مسرحي في مهرجان قرطاج للعامين 1987 و1989 على التوالي. ناهيك عن اعماله التي تركت اثرا في جسد الثقافة العراقية مثل "المسافة" و "السرداب" و "اللعبة" وغيرها من الاعمال .
لهذا دعونا ننسى ايام الصائغ وحياته مع السلطة التي ذهبت بذهاب روحه ، ودعونا نضع ارثه الادبي في مكتبتنا العراقية التي تزخر بمثل هكذا اعمال.

المقالة نشرت في جريدة الصباح في عددها ليوم 8/1/2007 http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=35268



#محمود_المفرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مواطن الى رئيس الوزراء
- من يكفل الحريات ومن يطبق الديمقراطية .... ردا على مقالة هرمز ...


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود المفرجي - يوسف الصائغ بعيون ادبية وليست سياسية