أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - ما بين اعدام صدام واعدام اخر قياصرة روسيا















المزيد.....

ما بين اعدام صدام واعدام اخر قياصرة روسيا


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 1790 - 2007 / 1 / 9 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



التاريخ لايُصنع بقفازات نظيفة. وكثيرا ما تفرض العوامل الموضوعية منطقها القاضي بازاحة شخص ما وبطريقة ما لانه بات عائقا امام انعطاف جديد للعملية السياسية،لتطور الاحداث، مما يستدعي القيام بفعل قد يثير ردود فعل صاخبة وعواصف تبدو احيانا هوجاء، وهذا ما حدث حينما اعدم اخر قيصر لروسيا نيقولاي الثاني وما اتسمت به ردود الافعال على اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين2006. علما ان اعدام صدام جاء بقرار من محكمة ولان الجرائم التي ارتكبها معروفة للراي العام ولاتحتاج لبرهان جديد فالمتضررين على قيد الحياة.في كلا الحالتين كان فعل الاعدام ولو تم باسلوبين مختلفين, يعود الى تظافر جملة من العوامل التي لايمكن حصرها بارادة وخيار فرد او قيادة محددة. هكذا قضى التاريخ.
لقد حتمت العملية التاريخية بعد الثورة البلشفية عام 1917 ازاحة القيصر لان وجوده اصبح خطرا على العملية السياسية التي سعى الى تطويرها البلاشفة وتعزيز سلطتهم وسط تهديدات داخلية من بينها الجيش الابيض والتدخل الاجنبي.
ان وجود القصير ومخاطره يشبه لحد ما بقاء صدام في وضعه قبل الاعدام. لانه كان رمزا لجماعات التجاءت الى اسلوب العنف الوحشي للتصدي للنظام الجديد، واضعة من بين برامجها احياء النظام المنهار واعادة الرئيس المخلوع للحكم. وكان هو شخصيا وكما ظهر من خلال جلسات محاكمته، يزعم بانه الرئيس الشرعي للعراق. وظهر وان بقاءه على قيد الحياة سيشكل عامل توتر وقلق للوضع العراقي والعربي عموما وان هناك قيادات سياسيى بدات باستخدام ورقته لتحقيق اغراضها. لاسيما وان صدام شخصية مصابة بمرض جنون العظمة ولاتقبل بلعب ادوار ثانوية او الاستكانة في الظل. وانه سيظل يخطط لاجهاض العملية السياسية وحياكة المخططات من سجنه او منفاه لو ان الاحداث تطورت على هده الشاكلة.
ومثلما كانت هواجس لدى بغداد باحتمال تسفير صدام للخارج لو جرى التباطؤ بتنفيذ قرار المحكمة، فان القيادة البلشفية حصلت على معلومات بان هناك قوى دولية، وعلى الاغلب بريطانيا تخطط لعملية لتهريب القيصر نيقولاي الثاني وعائلته الى الخارج عبر هجوم يقوم به الجيش الابيض وكان من شان وجود القيصر في الخارج ان يسحب الشرعية من النظام البلشفي، ويكون اساسا لعدم الاعتراف به دوليا.. ويذكر ان العائلة الملكية البريطانية ارتبطت بعلاقات قرابة بالعائلة القيصرية الروسية، وسعت لانقاذها من قبضة البلاشفة، بيد ان السياسة لاتعير دائما اهمية للعلاقات العائلية ولاتتعامل وفق مفاهيم الاخلاق المتعارف عليها. ولم يزر الاتحاد السوفياتي طيله قيامه احد افراد العائلة الملكية احتجاجا على اعدام القيصر. وقررت الملكة اليزابيت الثانية زيارة موسكو فقد بعد انهيار النظام الشيوعي في التسعينات وكان الرئيس فلاديمير او زعيم روسي بعد ثورة اكتوبر 1917 اول من زار بريطانية بدعوة ملكية.
وجرى اعدام صدام على خلاف اعدام اخر لقيصر لروسيا، بقرار من المحكمة رغم ما دار حولها من ملابسات. ولم يعلن صدام تخليه عن السلطة رغم انه هرب من ساحة القتال تاركا البلد والجيش الذي يخضع لقيادته للاستسلام لجيش الاحتلال، وهو الذي وعد بمقاومته حتى الرمق الاخير وتحويل بغداد الى مقبرة له!.
كان نقولاي الثاني قد اعلن عن تخليه عن السلطة بعد حوالي شهر من ثورة شباط (فبراير) البرجوازية عام 1917 ( 15 اذار ( مارس )1917).واُحتجز القيصر وعائلته في الاشهر الاولى من ثورة شباط (فبراير) في احد القصور القيصرية في ضواحي بطرسبورغ ومن ثم نقل الى توبولسك وبعد ثورة اكتوبر الى اقليم يكتيرنبورغ في سيبيريا.
واعدمت اللجنة الحزبية لمنطقة يكترنبورغ، نيقولاي الثاني وعائلته في ليلة 17 على 18 تموز(يوليو) من دون محاكمة ولاشهود او محامين، مبررة ذلك باقتراب كتائب الجيش الابيض من المدينة لاختطافهم. ومن ثم جرى دفنهم تحت جنح الظلام في قبور( حفر) حفرت على عجل في احدى الغابات القريبة. وظلت مقابرهم مجهولة حتى انهيار النظام الشيوعي حيث جرت عملية تنقيب وعثر في المنطقة المفترضة على هياكل عظمية قيل انها تعود لعائلة القيصر ونقلوها وسط مراسيم احتفائية الى مدينة بطرسبورع وواروها التراب في قلعة بتروبافلوفسك حيث يرقد ذويهم. وظل اعدام القيصر واحدة من الصفحات الغامضة في تاريخ روسيا المعاصر والمثل الذي يضرب على ممارسات البلاشفة غير الانسانية دعك عن غير الشرعية.ولم يكشف لحد الان فيما اذا كان اعدام القيصر وعائلته عملية تعسفية قامت بها اللجنة الحزبية في اقليم يكتنبورغ، ام انها جاءت بقرار من القيادة البلشفية ومن فلاديمير لينين بالذات. وجاء اعدام القصير بصورة مسرحية حيث سيقت العائلة باجمعها وبمعية الطبيب الشخصي الذي كان يرافقها، الى قبو القصر الذي كانت تسكنه بحجة وجود خطر عليها، وما ان تجمعت القبو حتى استل رئيس اللجنة الحزبية ورقة وقرا عليهم صدور قرار الاعدام بحقهم،وقبل ان يعربوا عن احتجاجهم دخل جنود مسلحين لينفذوا حكم الاعدام.كان هناك القيصر وعقليته وابنه الاصغر المريض( خليفته) وبناته الثلاثة اضافة الى طبيهم العجوز. وحرص الفاعلون على طمس معالم العملية.
ولم تجر اية محاكمة للقيصر بيد ان البلاشفة يتهمون نيقولاي الثاني باضطهاد شعوب روسيا وقمع الحريات والتنكيل بالثوريين ونفيهم وسحق الحركة العمالية بقسوة وضربه المظاهرة السلمية في عام 1905 وايصاله البلد في حالة من الفوضى العامة.
هكذا اُعدم اخر قيصر لروسيا. وطوى التاريخ صفحته. وربما لم يستقبل سكان روسيا حينذاك نبأ اعدام القيصر بفرح ولكنهم حتما لم ياسفوا له، مثلما ياسف الكثير من العرب ( غير العراقيين) على اعدام واحد من اكثر الطغاة دموية في عصرهم الحديث. ان سكان روسيا لم ياسفوا لاعدام القيصر
( رغم تحفظهم على اسلوبه) لانه رمز الظلم والاضطهاد وباعتقادهم ان نظامه سبب تفشي الفقر والتخلف في كافة مرافق الحياة وتعامل بقسوة مع أي كافة اشكال الاحتجاج، وخضع للكاهن الغامض راسبوتين الذي كان له نفوذ كبير على السلطة, والكثير من العرب لم يخفوا حزنهم! على انزال العقوبة التي يستحقها رجل مارس الجريمة بصورة علنية وليس ضد شعب العراق وحده وانما ضد العرب. بما في ذلك قيادات فلسطينية وقومية ودينية واحتلاله الكويت وتعامله الفض مع العمالة المصرية التي اختفى جز منها او اعيد في توابيت وانكر حقوق الاخرين.
لقد نقل الروس رفاة قيصرهم بعد حوالي سبعين سنة من اعدامه الى مثواه الجديد ويسعون الان لاضفاء صفة القديس عليه، ربما تكفيرا لاسلوب الاعدام او ان البلاشفة اعدموه بصورة غير قانونية او لحاجة سياسية، فهل ستظهر سلطة بالعراق بعد عدة عقود تتناسى كل جرائم النظام السابق، ام ان الحكم سيكون حكم التاريخ الابدي على صدام حسين ولن يغفر له جرائمه. التاريخ وحده سيقول الكلمة ومتطلباته هي التي تحدد الارادة السياسية



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية الطاغية:يوم العراق
- محاولة تقويم: بوتين رجل عام 2006 لروسيا
- نيازوف : دكتاتور خارج دائرة النقد
- بعد 15عاما: الخاسرون والرابحون من انهيار الاتحاد السوفياتي
- العراق: مسرح العبث
- نهاية دكتاتور.او العالم سيكون افضل من دون الطغاة
- روسيا بين الغرب والثلاثي : حماس وايران وكوريا الشمالية
- وثيقة مكة المكرمة وافق خروج العراق من محنته
- جورجيا والصراع على القوقاز
- تفكك العراق حالة موضوعية. ولكن
- الحادي عشر من سبتمبر وانعكاساته على روسيا الاتحادية
- الحرب في لبنان وافاق التسوية في المنطقة
- روسيا من انذار خروشوف الى برغماتية بوتين
- رغم عدالة قضيته. لماذا أشاح الغرب بوجهه عن لبنان؟
- هولوكوست صنعتموه بأيديكم
- الكسندر بلوك وقصيدته -الغريبة
- لمصلحة من اختطاف الدبلوماسيين الروس ببغداد؟
- روسيا تقترب من المياه الدافئة
- على انقاض الوطن العراقي
- روسيا للتخفيف من الرد على اعلان طهران النووي


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - ما بين اعدام صدام واعدام اخر قياصرة روسيا