أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - العراقي ..من تعرق بعرق العرق الطيب














المزيد.....

العراقي ..من تعرق بعرق العرق الطيب


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1789 - 2007 / 1 / 8 - 10:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يمتد العراق منذ أزله الشامخ قطعة تضاريسية موحدة الهاجس رغم تعدد حضاراته وقومياتهم ، لكن جغرافية الأرض أستطاعت أن توحد فيه المكان وتدمجه في البناء الإجتماعي لوطن إسمه العراق في واحدة من أجمل صيغ التعايش والألفة ، وربما تبلور ذلك منذ أن بدأت الدولة العربية الاسلامية ، ورغم تعرض البلاد الى العديد من الموجات الاستعمارية والغزو والاحتلال إلا أن النسيج الأجتماعي والسكاني والأقتصادي ظل واحدا ، حيث مثل الكرد والتركمان والاثوريين هرم البناء الطوبغرافي للوطن من الشمال فيما مثل العرب الغالبية الجسد الاوسط والجنوبي للوطن العراقي ، ورغم ماحدث ويحدث من محاولات تدفعها النظرة القومية وهاجس التحرر جراء شعور البعض بالحيف وعدم أعطاءه حقه الوطني المشروع في نيل جزء من الحرية والسيادة داخل منظومة الوطن إلا ان الرؤية الشاملة لدى الجميع كانت تنظر الى العراق موحداً رغم كل ماحدث وخاصة بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة مع مجيئ المغفور له الملك فيصل بن الحسين ملكاً على العراق ...
وهكذا بقي العراق موحداً رغم تعاقب الحكومات والسلطات ، ولكنها تعاقبات مضطربة ولم تعش فترة هدوء إلا في بضع سنين وخاصة فيما يخص المسألة الكردية .
ولأن الامر قد درس في المسار السياسي والتأريخي من كل جوانبه فلا حاجة لاستعادة بعضاً من فصوله ، إذ أنتهى الأمر بعد المتغير التأريخي الذي مر به العراق في الهزات العنيفة التي تعرض لها جراء حرب الخليج الاولى مع ايران والثانية مع الولايات المتحدة والقوى الاطلسية والثالثة التي سقطت بها بغداد لتختفي الدولة في رمشة عين وتذوب كامل المؤسسات وليبدا عصر بناء جديد لم تكتمل صورته بسبب تراكمات البناء التاريخي والذهني والاجتماعي لزمن امتد عشرات السنين .
خلال هذه الفترة نأى الكرد عن تداخلات الامر واستكانوا لبناء حدودهم الجغرافية وخاصة بعد 1991 . وهم لا يلامون أبداً على رؤاهم في الاهتمام بدولتهم ومنطقتهم ضمن حدود المسمى الوطني لوجودهم المسمى ( إقليم كردستان ) ولكن ضمن رؤية الخارطة الواحدة لعراق بدءاً منذ زمن اربيلا الاشورية وحتى آخر زيارة للسيد مسعود البرزاني لبغداد .
غير إن هاجس كل هذه المقدمة يعتمد على رؤية أن ندرج إن الوحدة العراقية ضرورة وطنية خالصة ، وأن العرق العراقي هو عرق صاف يتشرف به البدن المولود بالسليمانية وكذلك المولود في قضاء ابي الخصيب ، وهو عرق طيب ، ومادخل عليه من هجين للتفرقة والاقتتال هو هجين غريب وطارئ ، لأن ابن الموصل لن يتخلى أبداً عن طعم وتذوق عنبر المشخاب ، وإبن دهوك لن يستغني في شتاءه عن تمر البصرة ، وكذلك إبن الناصرية لن يتعود صيفا أجمل من صيف شقلاوة وشرب لبن اربيل وإستذكار حلم صداقة الربايا مع أصدقاءه من جنود الصف الكرد أو أولئك الذين كان معهم في مرحلة دراسية واحدة بجامعة السليمانية .
ويعرف أهل الجنوب كم كان من مدرسي اللغة العربية في ثانوياتهم هم من الاخوان الكرد . وكم كان التصاهر شائعاً ولازال بين العرب والكرد.
وهكذا لايمكن لنا أن نلغي حقيقة التأريخ ووجوده بفعل الطارئ العابر ، وإن نظرة التوحيد الجغرافي والسكاني للعراق ستظل قائمة دون أن تفتت ، وحتى وإن تغيرت النظم الاجتماعية والوظيفية التي تقود البلد وفق رؤى ومصطلحات وتركيبات جديدة ، سوف نجد إن التماسك الروحي المصنوع بأزل التأريخ وخلوده سيظل قائماً .
لأن العرق الطيب ، يمد دائما جذوره الى داخل الارض ليقوي ثبات الشجرة أمام الريح ، لاليصير هشاً ومن ثم يسقط ميتاً .. والعراق ماتعود يوماً ان يسقط صريعا قدام ريح ...



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضاء - مساحة اليقين لرؤية العين ..
- نصٌ مشتعل ، بنارِ الثلجِ ..وعيونِ ملاكٍ من الجنة
- الكتابة على الشفاه .. بحبر الآه
- قصائد / كزار حنتوش / الموت بأرجوحه
- اتمنى أن لايكون عام 2007 .عام 2000 ودمعة
- كزار حنتوش ..خيط من الحلم بين الشنافية والشطرة
- موسيقى الليل ...وجفن فراشة ...وعام جديد
- جمعة اللامي ..ذاكرة وطن ..وجائزة إبداعية
- العراق ..وديعة تحت أجفان الله أولاً ..أيها النواب
- مدام بغداد ...والسيدة باريس . . ودمعة صديقة الملاية
- العراق ... مستقبل طفولته ..ومأسأة رجولته ..وعنوسة أنوثته
- العراق ..بين عقل المؤمن وشيطان القتل
- العراق ... جمرة في القلب . ودعاء الى الرب
- زهرة الحب . وسط عيون أطفالي وزوجتي
- بنجوين ...وشمال الله
- العراق .. مسيح ٌ ، أجفانه ُ دمعة مؤذن . وضحكته ُ مريم العراق ...
- خواطر من لقاء لباولو كويلهو..صاحب رواية الخيميائي
- كيف تكتب خاطرة . بمزاج ستيني
- السيد غابريل ماركيز يطرق الباب
- العراق الذي نصفه رغيف . والنصف الآخر دمعة


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - العراقي ..من تعرق بعرق العرق الطيب