أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الوحيلي - سحق رأس أفعى الإرهاب والخراب ولكن ألا تولد أفاع جديدة ؟!















المزيد.....

سحق رأس أفعى الإرهاب والخراب ولكن ألا تولد أفاع جديدة ؟!


طالب الوحيلي

الحوار المتمدن-العدد: 1789 - 2007 / 1 / 8 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سقوط صدام كنظام بكفة وإعدامه بكفة أخرى ،وان ما مضى بين هذين الحدثين قد مضى بإخفاقاته وبإشكالاته وبايجابياته ،ولكن ما لا يمكن غفرانه للجميع هو ان لا
يكون زوال صدام هو الرمح الأخير في جعبة الإرهاب

بين نشوة الانتصار التي اجتاحت ضحايا صدام او ورثتهم بعد ان حانت ساعة القصاص الفعلية ووقف على منصة طالما شهدت أنين وشهيق المعدومين الأبرياء في زمن هذا الشيطان ،فقد تعرف عليها بعض ذوي الشهداء الذين اعدموا فيها واجبروا على التطلع الى الأنفاس الأخيرة كيف تتحشرج في صدورهم ليقف خلفهم ضحايا آخرين يترقبون حلول دورهم حيث روى لي شخص صاح بهلع حين بثت التلفزيون مشاهد تنفيذ حكم الإعدام بالطاغية قال إنها الشعبة الخامسة في مديرية المخابرات العسكرية وراح يسرد بعالي صوته كيف استدعي لهذه المديرية دون ان يدور بخلده انه سوف يحضر حفل إعدام أبناء عمه الثلاثة وإذ وقف في الجهة المقابلة للمنصات الأربعة (التي خصصت إحداها لصدام)ادخلوا الضحايا وكان عددهم اثني عشر شهيدا وأوقف أبناء عمه واحد خلف الآخر دون ان تقيد أيديهم حيث كانت تنهال عليهم الضربات من قبل الجلادين بواسطة أنابيب من حديد مما يضطرهم للامتثال وحين شنقت الوجبة الأولى انداحت منه صرخة فزجره الحراس محذرينه بان يعدم معهم أن أتى بتصرف مماثل ،بعد التأكد من مفارقة الضحايا الحياة سحبوا جثثهم الى الأعلى لكي يحرروها من الحبال بعد ذلك القوا بها الى الأسفل ليتم العمل مع الضحايا الآخرين، وكان احد الأشقاء قد فارق الحياة قبل تنفيذ الحكم به ،حيث تناهى للمتحدث السمع بهذا الشأن ومع ذلك نفذ به الحكم المشئوم ..
ولابد لكل واحد منا ان يستحضر أسماء شهداءه ويتخيل ما عمل بهم الجلادون بأمر هذا الطاغية اللعين ،مع فارق كبير بين الأدب الجم لجلادي صدام واحترامهم للموقف الرهيب وتعاملهم معه برأفة بعد منحه فرصة في قول ما يشاء ورفض ما يريد فيما كانت طريقة إعدامه أسرع من لمح البصر ،وذلك عكس ما كان يفعله جلادوا شهداءنا الأبرار اذ كانوا يتلذذون بطرق موتهم وتعمد إطالة أمد احتضارهم دون ان يمهلونهم بنطق الشهادة .
وقد يبدأ الحديث ولا ينتهي حول هذا الحدث التاريخي الذي يستحق ان يكون بداية عهد العراق الجديد ونهاية كلية لنظام البعث ،فهو التاريخ الحقيقي لسقوط الدكتاتورية والذي استغرق يوم 9نيسان 2003 اذ لا جدوى من سقوط نظام حكم يتمتع رمزه بالحياة ويستأنس أنصاره وأيتامه بأمل رجوعه الى الحكم بعد ان جمعتهم بؤرة الوهم والعبودية لشخص وصنم الطاغية ،وقد شهد العراق زخم الجرائم البشعة لقوى الإرهاب التي لابد انها خرجت من جحور ودهاليز المدرسة الصدامية وضمن تكتيكات أشيع خبرها منذ إحراق أول بناية او دائرة حكومية في بغداد ومنذ أول عملية خطف او تسليب وقعت ،فيما كانت جيوش الفساد والتخريب الاقتصادي والإداري هي من سمات ومخلفات بقايا البعث الذين تمددوا وتمرغوا في غفلة من القوى المتصدية وعدم إفساحها المجال في تطبيق قانون اجتثاث البعث على وفق رؤيا عراقية مدركة لحقيقة المكون البعثي وامتداداته الواقعية .
وللإعلام لمساته المرعبة سواء كان سلبيا ام ايجابيا ،فقد انهار باعدام صدام حاجز الحياء او المجاملة للقنوات الفضائية العربية والعراقية المعروفة بمواقفها القذرة اتجاه القضية العراقية في ماضي العراق وحاضره فراحت تؤبن الطاغية مرة وتختلق الأكاذيب او تحرض او تفتري ضد الشعب وقواه الوطنية وتجربته الجديدة ،اذ غفروا كل جرائم صدام وبيضوا كل تأريخه الأسود وعكسوا الوجه الصريح للرؤيا الطائفية والعنصرية للخطاب الشعبي للأنظمة العربية التي شارك بعضها بمواقف لا يمكن غفرانها دوليا حين أعلن الحداد او حين سمح بإقامة صلاة الغائب على روح صدام الآثمة ،ولتتيح المجال للأبواق الصدئة في الزعيق وفي العواء والنباح على وفق حملة ظالمة تجلب في ثناياها بوادر عداء عربي لشعب مبتلى بأغلبيته الشيعية والكردية ،غير عابئة بما جار به صدام طيلة حكمه على العراقيين والعرب أجمعين ،ومتناسية واقعها البائس وانحطاط أنظمتها وما يمكن ان يمثله لها العراق من تجربة خلاقة وسندا قويا لو دعم واسند من عمقه العربي ،لكن الجهل الذي يطبق عليها وما تمليه طواغيت الإعلام عليها سوف يفقدها هذا الكيان الحضاري والاقتصادي الهائل ليحول الأمر الى انفصام ابدي ،ولذلك ما يبرره لانهم قايضوا الشعب بأغلبيته بشخص جلاد قميء يستحق ان يعدم ملايين المرات ..
وبين ذهول ايتام صدام الذين تحقق يتمهم بعد ان شاهدوا غير مصدقين الكابوس الذي لابد ان يرسخ في أذهانهم وقائدهم الرمز والذي اتخذوه ربا فأباحوا قتل الأبرياء وذبحهم قرابين تحت قدميه ،وجندوا أنفسهم لكل رذيلة رغبة في إرضاء شهوته للدماء ،شاهدوه وحبل المشنقة يضيق على عنقه وليعلن إعدامه ،والجميع يتوقع ردة فعلهم وما يمكن ان يقومون به من تصرفات تكشف إصرارهم على موالاة الطاغية والإعلان عن صورتهم الإرهابية بعد ان نقلت لهم جثة سيدهم بالرغم من تقدير الحكومة لشيخ عشيرة البو ناصر وثقتها بحكمته ،الا ان مظاهر العزاء في تكريت والرمادي تدل على ان الضالعين فيها ما هم الا إرهابيون متمرسون بقتل الشعب العراقي وتهجير الاسر الآمنة والساعون لإشعال الفتن المدمرة لاسيما بعد اجتياحهم لحرم الإمامين المظلومين العسكريين في سامراء وأداء صلاة الغائب على روح الطاغية وهم من قبل من هدموا هذه الروضة الطاهرة ،والانكى من ذلك حضور مجالس العزاء أشخاص ملثمون تدل أزياءهم على منزلة رفيعة مما يثير الشك بكون هؤلاء من نجوم المجتمع الجديد ،بل لعلهم والله اعلم ممن فجع بإعدام صدام من أعضاء مجلس النواب او من أطراف حكومية عرفوا بميلهم الطائفي والبعثي!!!
بين انتشاء أغلبية الشعب العراقي بإعدام صدام ،وبين ذهول وفجيعة أيتامه من عرب او عراقيين ،لابد ان تعاد قراءة الهزائم التي لحقت بقوى الإرهاب و الانتصارات التي تحققت لشعبنا ونظامنا الديمقراطي ،تلك الانتصارات التي لم تستثمر بصورة واقعية فذبلت أغصانها في قيض الأحداث الساخن ،وانعكست في بعض الأحيان لتكون غصة في حلقوم الشعب المبتلى ،ولا داعي لاستذكارها ،لكن أهمها اليوم هو موت رأس الأفعى والوحي المحرك للخراب ،حتى ان عزة الدوري خرج من (موميائه) ليصرخ في عبيد صدام عبر بيان له جاء ( فيه من كان يعبد محمدا فأن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فأن الله حي لا يموت) حيث وصل الأمر بهذا الإمعة الى الإقرار بعبادتهم لصدام ،مع تحفظنا على أصل الحديث والمناسبة التي تمثل بها (الفقيه) عزيز ابو الثلج وتشبيهه لطاغية مجرم لا أصل له بأقدس اسم عرفته البشرية !!
والخلاصة ان سقوط صدام كنظام بكفة وإعدامه بكفة أخرى ،وان ما مضى بين هذين الحدثين قد مضى بإخفاقاته وبإشكالاته وبايجابياته ،ولكن ما لا يمكن غفرانه للجميع هو ان لا يكون زوال صدام هو الرمح الأخير في جعبة الإرهاب ،والمسمار الاخير في نعشه ،مما يقتضي على الحكومة تأكيد ارجحيتها في اتخاذ المواقف الحاسمة وتأكيد قدرتها على ان تكون بمستوى التحدي الجديد لاسيما وانه قد أصبح في إطار إقليمي يقتضي وضع إستراتيجية جديدة على المستويين الداخلي والخارجي ،وتقييم كافة الملفات التي لم تحقق متطلبات المواطن العراقي وأحلامه التي لم تتحقق الا في القصاص من الطاغية صدام ورؤيته أخيرا وهو معلق بحبل المشنقة .



#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيدكم مبارك باعدام الطاغية ... مع التحيات لفالح حسون ومحسن ر ...
- الصلح سيد الأحكام لمن يريد العراق وليس لصالح المطلك وأمثاله
- حين يقف أبطالنا حفاة على منصة الفوز ويضيع المال العام
- العراق بين المشاريع النظرية للامن وانهياره المستمر!!
- ايام السيد عربي هل ذكرت العرب وقادتهم بجرائم صدام وخيبتهم؟!!
- تقرير بيكر هاملتون جدولة لملفات كثيرة
- حلفاء الضاري ودائرة اللعب بدماء الشعب العراقي
- ماذا لو انسحبوا من العملية السياسية؟!
- قراءة في سلوكيات محامي الدفاع عن صدام
- الى صديقي الذي هاجر مدينة الصدر* ..رسالة من وسط الفجيعة
- امريكا هل جادة فعلا في مكافحة الارهاب؟!فانظروا دماء ضحايا مد ...
- الانقلاب الايجابي على الإرهاب وحكومة المالكي أمام اختبار جدي ...
- مؤتمر القيادات الروحية في مكة المكرمة ونوايا الضاري المفضوحة ...
- مؤنفلون إلى وحدة المجازر البشرية
- والشعب يستذكر يوم قال نعم للدستور..نعم الفدرالية تنتصر ثانية ...
- رفع الحصانة عن نائب غائب في جعبته خمسة وسبعين مليون دولار!
- عندما يتحول العراق إلى ملاذ آمن للإرهاب ..ورحم الله الحق الع ...
- تهجير أهالي سبع البور فقرة تستبق المؤامرة
- استراتيجيات الأمن والحكم وهموم ورثة المقابر الجماعية
- المصالحة الوطنية العجلة التي تسحق الإرهابيين ومخابئهم


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الوحيلي - سحق رأس أفعى الإرهاب والخراب ولكن ألا تولد أفاع جديدة ؟!