أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ 3-3















المزيد.....

هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ 3-3


كامل النجار

الحوار المتمدن-العدد: 1788 - 2007 / 1 / 7 - 10:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ناقشنا في الحلقة السابقة كيف أن الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف الاقتصادي، وفي هذه الحلقة سوف أتحدث عن التخلف الاجتماعي والسياسي.
التخلف الاجتماعي:
كل مجتمع يتكون من رجال ونساء وأطفال. ويلعب كلٌ من هذه الشرائح دوراً مهماً في المجتمع. فيما مضى كان الرجل يقوم بالأعمال الشاقة التي تتطلب قوة عضلية مثل الصناعة والقتال، وكانت المرأة تربي أطفالها بالبيت أو تعمل في الوظائف التي لا تتطلب جهداً عضلياً كثيراً مثل التمريض. ومع تقدم التكنولوجيا أصبحت كل الأشغال الشاقة تقوم بها الماكينات التي لا تتطلب قوة عضلية. وفتحت المجتمعات الغربية للمرأة كل المجالات التي كانت محصورة على الرجال، فأصبحت المرأة تقود البصات والطائرات والقطارات وتعمل بالشرطة والجيش والطب والمحاماة والهندسة. وأثبتت المرأة كفاءتها في كل هذه المجالات، وفي مجال التعليم أصبحت تفوق الرجال لدرجة أن الطالبات في كليات الطب في جميع أنحاء العالم، بما فيها البلاد الإسلامية، أصبحن يمثلن أكثر من 60 بالمائة من عدد الطلاب. وأدى هذا الانفتاح في المجالات الوظيفية إلى استقلال المرأة اقتصادياً وأصبح بمقدورها إعالة نفسها وأطفالها إذا افترقت عن زوجها أو مات قبلها. وإذا كان كلاهما يعمل فإن زيادة مدخول الأسرة يؤدي إلى تحسن في السكن والأكل والنظافة مما يساعد على تحسن صحة الأسرة والمجتمع ككل. وأصبح الرجل والمرأة والطفل وحدة واحدة مكملة لبعضها البعض وللمجتمع.

أما في الإسلام فالمرأة لا تخرج من بيتها للعمل أو لطلب العلم إذ يكفيها من العلم أن تتعلم الفرائض (إذا كان لها أب أو أخ أو زوج أو محرم يعلمها الفرائض، ويعرفّها كيف تؤدي الواجبات، كفاها ذلك) (أحكام النساء لابن الجوزي، ص 102). فالإسلام يوصى بعزل المرأة عن المجتمع وبالتالي شلل المجتمع. والبلاد الإسلامية التي رضخت لواقع القرن العشرين وسمحت بتعليم البنات بعد التغلب على معارضة رجال الدين، كما حدث في السعودية والعراق، مثلاً، لا تسمح لها بالعمل إلا في وظائف معينة ولا بد أن تلبس العباءة التي تعيق أداء أبسط الأعمال. وحتى في المستشفيات تتطلب القوانين الإسلامية فصل الرجال عن النساء وبالتالي مضاعفة عدد الموظفين الذين يؤدون نفس الخدمة ومضاعفة المنصرفات على الخدمات. والزي الرسمي للممرضات بالبلاد الإسلامية يعيقهن عن الحركة السريعة وربما يساعد على انتشار العدوى بين المرضي. ثم أن المرأة التي لا تتعلم إلا الفرائض لا يمكن لها تنشيئة جيل متفتح من الشباب.

والأطفال الذين يكونون نواة رجال ونساء المستقبل، وتعتني الدول المتقدمة بتنشيئتهم وتوفر لهم البيئة التي تساعدهم على نمو مواهبهم في جميع المجالات، يقتال فقهاء الإسلام براءتهم ويفرضون على البنات التحجب وهن بعد أطفال لا يفقهن شيئاً عن الجنس. والصبيان يفرض عليهم الفقهاء حفظ القرآن والأحاديث في المدارس على حساب العلوم الطبيعية والموسيقى والفن. ونتيجة لهذه المبالغة في تدريس العلوم الدينية أصبحت المجتمعات الإسلامية متخلفة في كل مجالات العلوم ولم ينبغ فيها إلا القليل من أبنائها.

رغم المقولة الممجوجة (أطلبوا العلم ولو في الصين) يقول الفقهاء عن العلم (العلم يشرح الصدر، ويوسِّعه حتى يكون أَوسعَ من الدنيا، والجهلُ يورثه الضِّيق والحَصْر والحبس، فكلما اتَّسع علمُ العبد، انشرح صدره واتسع، وليس هذا لكل عِلم، بل للعلم الموروث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو العلمُ النافع، فأهلُه أشرحُ الناس صدراً، وأوسعهم قلوباً، وأحسُنهم أخلاقاً، وأطيبُهم عيشاً .) (زاد المعاد لابن القيم الجوزية، ج2، ص 11). فالمجتمع المسلم، لولا الضغوط العالمية ولولا المستعمر الذي أدخل المدارس، يكون مجتمعاً لا علم له غير العلوم الموروثة عن الرسول. وبناءً على هذا التعريف للعلم تتخلف المجتمعات الإسلامية.

ومن المشاكل الاجتماعية في المجتمعات الإسلامية مسألة العنف الأسري الذي يكون ضحيته النساء والأطفال. ففي كل المجتمعات الإسلامية نجد ضرب المرأة متفشياً لدرجة أن النساء أنفسهن أصبحن يعتقدن أنه من حق الرجل أن يضربهن لأتفه الأسباب، كما أظهرت الاستطلاعات النسوية في الأردن وغيرها. والمجتمعات الغربية بها عنف ضد النساء إلا أنه عنف يعاقب عليه القانون. ولكن عنف الرجل ضد المرأة في الإسلام عنف مقنن يجد الرجال السند له في القرآن (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا) (النساء 34). وقد بلغت نسبة ضرب النساء وقتلهن وادعاء أن القتل كان لمحو العار، أي قتل شرف، مستوى عالياً في جميع المجتمعات الإسلامية خاصة باكستان والأردن وغزة. ومن غزة (تؤكد السيدة سلوى أبو معيلق من الجمعية الوطنية لتأهيل المعاقين، أن العنف أصبح ظاهرة قوية في مجتمعنا، حيث كثير من المعاقات من أمهات وبنات يتعرضن للعنف من إهانات لفظية وشتائم تتعرض لشرفهن، ثم انتهاكات جسدية قاسية وضرب وما شابه ذلك، كما تذكر بأن أمهات المعاقين والمعاقات أيضاً يتعرضن للعنف حيث يتم تحميلهن مسؤولية إنجاب هؤلاء المعاقين. تقص أبو معيلق بعض الحالات الحية قائلة: "أم لديها طفلين معاقين يأتون للجمعية تتعرض للضرب المبرح من قبل الزوج ووالده) (إيلاف 29 ديسمبر 2006). وحتى المسلمين الذين نزحوا إلى أوربا ترتفع عندهم نسبة قتل البنات من أجل الشرف وهذه إحدى نتائج الجهل الذي يتفشى في المجتمعات الإسلامية. والمشكلة أن العنف ضد النساء يولد عنف النساء ضد أطفالهن، وكما يقول علم النفس Violence begets violence أي العنف يولد العنف. وتدخل المجتمعات في دائرة مفرغة من العنف والأمراض النفسية التي تصاحبه. ولأن الإسلام يبيح ضرب المرأة نجد بعض الفقهاء يقول إنه ليس على الرجل ضمان (أي مسؤولية) إذا تلفت زوجته من التأديب المشروع في النشوز ولا على المعلم إذا أدب صبيه الأدب المشروع وبه قال مالك وقال الشافعي وأبو حنيفة‏ (المغني لابن قدامة المقدسي، كتاب الأشربة). وهذا منتهى التخلف الاجتماعي أن تسمح المجتمعات للرجال بقتل زوجاتهم أو المعلمين بقتل تلاميذهم باسم التأديب.

والمشكلة الاجتماعية الكبرى بالنسبة للمرأة في الإسلام هي الاغتصاب الذي لا يعترف به الإسلام. فعلى المرأة التي تُغتصب في البلاد الإسلامية أن تُحضر أربعة شهود من الرجال العاقلين البالغين الذين رءوا المغتصب يفرض نفسه بالقوة على المرأة ويرون المرود في المكحلة. وطبعاً هذا هو طلب المستحيل. وإذا تجرأت المرأة واشتكت فسوف يكون مصيرها الرجم بجريمة الزنا لأنها لا تملك الشهود. ويحدث هذا في باكستان بانتظام. وعندما حاول الرئيس برويز مشرف تغيير هذا القانون الذي يؤدي إلى التخلف والظلم، ثار عليه رجال الدين وحاولوا اغتياله.

والمشكلة الاجتماعية الأخرى التي تعاني منها المجتمعات الإسلامية هي زواج البنات القاصرات من رجال في أعمار آبائهن. فلأن النبي تزوج عائشة في سن السادسة ودخل بها وهي بنت تسعة أعوام، أصبحت السن القانونية لزواج البنت السنة التاسعة. بل قد ذهب الإمام الخمينبي أبعد من ذلك وسمح بمفاخذة الطفلة الرضيعة. وهذا منتهى التخلف الاجتماعي الذي تعاقب عيه المجتمعات المتحضرة بالسجن لسنوات طويلة. ثم أن البنت البكر لا خيار لها في الزواج ومن حق أبيها أن يزوجها من يراه مناسباً لها. وإذا رفضت البنت فقد يقتلها أبوها أو أخوها لأنها جلبت عليهم العار. وزيجات مثل هذه غالباً ما تنتهي بالطلاق وتصبح المرأة بلا مصدر للرزق إذا كانت عائلتها فقيرة لأن الإسلام يفرض على الزوج نفقتها في فترة العدة فقط، وهي ثلاثة شهور لا غير. ونجد الطلاق في بلد مغلق كالسعودية تصل نسبته حوالي ثلاثين بالمائة وينتج عن الطلاق عدة مشاكل للأطفال الذين يُفصلون عن أمهاتهم قسراً حسب التعاليم الإسلامية. وحتى الزيجات التي لا يحدث بها طلاق تفتقر إلى الانسجام والحب والعطف بين الرجال وزوجاتهم نسبة للنظرة الدونية للمرأة التي يتربى عليها الرجال المسلمون.

ويظهر التخلف الاجتماعي بوضوح في أغلب المجتمعات الإسلامية في مسألة ختان البنات لكبح جماح شهوتهن الجنسية كما يدعي رجال الدين الذين يؤيدون الختان. ورغم عدم وجود نص قرآني لختان البنات إلا أنّ عدداً كبيراً من رجال الدين الإسلامي ينادون به ويزعمون أنه سنة لأن النبي قد قال للخاتنة في مكة (أخفضي ولا تُنهكي). وعملية الختان عملية بربرية موغلة في العنف الجسدي والنفسي ضد البنات. وتسبب لهن مشاكل لا حصر لها وبعضهن يموت من النزيف أو الإلتهابات بعد الختان.

وهناك زواج المتعة وزواج المسيار وزواج الفرند، وهذا النوع من الزواج يعطي الرجل المسلم الحق في ممارسة الجنس مع المرأة المطلقة أو العانس بدون أن يتحمل أي مسؤولية نحوها من نفقة أو مسكن أو ملابس. كل ما في الأمر أنه يأتي لها عند أهلها ليمارس الجنس ثم ينصرف إلى أهله. فإذا انجبت هذه المرأة تصبح هي وأطفالها عالة على المجتمع أو على أهلها. ونفس زواج الفرند موجود في الدول الغربية ولكن الفرق أن الفرند في الدول الغربية يتقاسم مع صديقته كل التكاليف وإذا افترقا فلها نصف البيت ونصف كل ما يملك. والرجل المتزوج إذا طلق زوجته فلها نصف ما يملك أو ما تقرره المحكمة بعد حصر ممتلكات الزوج. أليس ما يحدث في العالم الإسلامي تخلفاً اجتماعياً؟

وعندما حاولت بعض الحكومات تغير قوانين الأسرة التي تؤدي إلى مشاكل في المجتمعات الإسلامية ثار رجال الدين في البحرين وباكستان والجزائر والمغرب واتهموا حكوماتهم بالردة لأنها أرادت تغير الشريعة السمحة.

والإيمان بالإسلام يجعل زراعة الأعضاء للمرضى الذين لا يمكن علاجهم إلا بإزالة العضو المريض واستبداله بعضو جديد من قريب حي أو من شخص مات موتاً مفاجئاً، من المستحيلات لأن الفقهاء يعتبرون أن جسم الإنسان ليس ملكاً له وإنما ملكه لله ولا يجوز التصرف فيه بالنقص أو الإضافة. وعليه يموت المرضى المسلمون الذين من الممكن علاجهم إذا لم يتدخل فقهاء الإسلام. ومن سبب تخلف المجتمعات الإسلامية في مجال الطب منع تشريح الجثث لمعرفة أسباب الوفاة حتى يتعلم الأطباء من موت ذلك المريض.

والإيمان بالإسلام يخلق مجتمعات إتكالية تؤمن بأن الله عندما يرزق الأسرة بمولود جديد فإنه سوف يدبر له رزقه وبالتالي لا يحاول رب الأسرة تحديد النسل لأنه متكل على الله في رزق أبنائه. وقد أدى هذا الاعتقاد إلى زيادة تخلف المجتمعات الإسلامية في مصر وبنغلاديش وغيرها من المجتمعات لأن مدخول رب الأسرة لا يكفي لإطعام أطفاله ناهيك عن تعليمهم وعلاجهم وملابسهم. وينتهي أغلب هؤلاء الأطفال بترك المدارس والعمل في مهن لا تليق بالأطفال، حتى يساعدوا آباءهم في تحمل نفقات المعيشة. ويبلغ عدد مثل هؤلاء الأطفال مئات الآلاف في مصر والمغرب والجزائر والسودان وغيرها. ولولا الإيمان بالإسلام الذي يمنع تحديد النسل لكان بالإمكان إقناع هؤلاء الناس بتحديد النسل حتى يتيحوا لأطفالهم فرصاً أحسن في الحياة. وبسبب تعاليم الإسلام التي تمنع تحديد النسل يوصي الفقهاء بعدم استعمال غطاء الذكر الواقي Condom عند ممارسة الجنس وبالتالي يساعدون على انتشار الأمراض القاتلة مثل مرض فقدان المناعة المكتسب AIDS الذي أصاب الآلاف في البلاد الإسلامية.

ومن علامات التخلف الاجتماعي في الشرق المسلم انقسام المجتمعات وانفصال الأقليات وعزلها بسبب آيات الولاء والبراء التي تمنع المسلمين من التشبه بغيرهم أو الاختلاط بهم في أعيادهم. وبعض المجتمعات تمنعهم من الالتحاق بالجيش لأنهم لا يمكن الثقة بهم. ولا تسمح المجتمعات المسلمة، حسب تعاليم الإسلام، للمسيحي أو اليهودي أن يكون رئيساً على المسلمين مهما كانت مؤهلاته وخبرته أحسن من مؤهلات المسلمين. وتمنع بعض المجتمعات المسلمة العادات الحضارية البسيطة مثل إهداء الزهور للمرضى أو إرسال كروت التمنى بالشفاء العاجل على أساس أنها تشبه بالكفار. ولا شك أن فقهاء هذه المجتمعات يعتمدون في فتاواهم على القرآن والسنة النبوية. وقد رأينا حديثاً ما أصاب المسيحيين والصابئية وغيرهم في العراق لا لشيء إلا لكونهم غير مسلمين. ثم هناك الجلافة الصحراوية في ممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تبيح لرجل الدين ضرب الرجال والنساء بالعصا لردعهم عما يعتقده هو منكراً. ويفعل بوليس الآداب في مصر وغيرها من البلدا الإسلامية نفس الشيء. وضرب الناس لحملهم على أداء المعروف ونهيهم عن المنكر علامة من علامات التخلف الواضحة للعيان. والسبب هو الإسلام الذي يقول (من رأى منكراً فليغيره بيده وإن لم يستطع فبلسانه).

وأكثر ما يفضح تخلف المجتمعات الإسلامية هو إيمانهم بالخرافة والأولياء والجن والعفاريت والاعتماد على الأولياء في شفاء المرضى أو العلاج بأبوال الإبل الذي ما زال بعض الفقهاء يؤمنون به، والكي والحجامة وما إلى ذلك، ونحن في القرن الحادي والعشرين. وإيمانهم بالتعاويذ والتمائم يجعل المجتمعات الإسلامية تربة خصبة لانتشار الأمراض والشعوذة. فمثلاً في الأسبوع الماضي عندما اختفت طائؤة ركاب في إندونيسيا المسلمة، من على شاشات الرادار، استعان مسؤولوا الطيران بالسحرة لتحديد مكان حطام الطايرة (كمااستنجد فريق الاغاثة بساحرين من اجل تحديد مكان طائرة البوينغ-737 بعد فشل الوسائل التقنية في العثور عليها. وقام فريق الاغاثة هذا، بذبح جاموس اضحية "لتمهيد الطريق" للبحث. كما قام اعضاء الفريق بتحركهم بقيادة ساحرين يدعيان الست سلمى و راوبونغ. وقد ادوا صلاة على ارواح اجداد سكان القرية وارواح الغابة) (إيلاف 6 يناير 2007). فاهم المسلمون في القرن الحادي والعشرين يقدمون القرابين والصلوات لأرواح أسلافهم وحتى للغابة.

أما مسألة تثقيف المجتمع وصقله بواسطة الفن من موسيقى وتمثيل ومسارح وسينما، فكلها يحاربها الإسلام الذي يتطلب من العبد المؤمن قضاء وقته في العبادة وذكر الله. ولذلك تستمر المجتمعات الإسلامية متبلدة الأحاسيس لا تعرف من الموسيقى والمسرح شيئاً. وطبعاً يجهل فقهاء الإسلام أن السينما والمسرح أدوات تثقيفية للمجتمع. وحتى الرياضة مثل التنس والسباحة والألعاب الأولمبية يمنعها الفقهاء للنساء لأنها تستدعي كشف جسم المرأة الذي هو عورة. وحتى بالنسبة للرجال يُكره لهم لبس الزي الذي لا يغطي الركبة. بل يعترض بعض الفقهاء على مباريات كرة القدم وكل الألعاب الرياضية للرجال لأنها تشغلهم عن عبادة الله. ثم يقولون لنا (العقل السليم في الجسم السليم).

ولن أثقل على القاريء بتعداد نواحي التخلف السياسي في المجتمعات الإسلامية التي لا تعترف بالديمقراطية وليس للفرد فيها إلا طاعة الحاكم التي أوصى بها الإسلام (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم) (النساء، 59، والأنفال 20) حتى إنْ سرق الحاكم وقتل وزنى. المهم أن من شق عصا الطاعة عليه فقد عصى الله والرسول. وتقول كل الجماعات السلفية بحرمة الديمقراطية وكفر الأحزاب السياسية، وتحث على طاعة ولي الأمر الذي يألهونه في المجتمعات الإسلامية. وقد ظهر هذا جلياً بعد إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين عندما سأل مذيع التلفزيون أحد المارة المصريين فرد بقوله (الله! معقول رئيس جمهورية بينعدم). ولا ينحصر مثل هذا الفهم للرئيس في مصر فقط، فقد أقاموا دواوين العزاء في الأردن واليمن وغزة وليبيا ومصر والبحرين والمغرب، لطاغية ملأ أرض العراق بالمقابر الجماعية وسرق مليارات الدولارات من قوت الشعب العراقي ودمر الكويت وإيران بحروبه الزائفة. ولكنها طاعة ولي الأمر، ومع هذه الطاعة العمياء لا نرى لحقوق الإنسان أي وجود في العالم الإسلامي رغم أن جميع الدول الإسلامية قد وقعت على وثيقة حقوق الإنسان الدولية. ويقول فقهاء الإسلام إنّ حقوق الإنسان مؤامرة أمريكية صهيونية لضرب الإسلام. وما زلنا نعتبر بناء مستشفي أو مدرسة بالمجتمع مكرمة ملكية أو رئاسية ولا يعرف المواطن المسلم أنها حق من حقوقه ومن مال الدولة الذي اختلسه الملك أو الحاكم. وقد رأينا التخلف السياسي الذي وصلت إليه أفغانستان في عهد الطلبان الذين طبقوا تعاليم الإسلام كما كانت تطبق في عهد الخلفاء الراشدين. فإفغانستان التي أُنشئت بها أول صحيفة يومية في العالم الإسلامي في القرن التاسع عشر، أقفل الطلبان مدارسها وصحفها وتلفزيونها ودور العرض المسرحي والسينمائي. ولن أتطرق إلى الحدود الإسلامية التي تبصق في وجه العدالة وحقوق الإنسان كل ما رجمنا امرأة لانها مارست وظيفة من وظائفها الفسيولوجية مثل ممارسة الجنس مع من تختار، وفي كل مرة نقطع فيها يد السارق الفقير الذي يسرق رغيف الخبز ونتقاضى عن الموظف أو الحاكم الذي يختلس الملايين لأنها لم تكن في حرز أمين ومغلق، ولم يحملها فعلياً من البنك أو المؤسسة التي يعمل بها. وكمثال لإباحة السرقة في الفقه الإسلامي يقول الفقهاء إذا نقب شخصٌ ما جدار المكان الذي يُحفظ فيه المال ولكنه لم يدخله وجاء شخصٌ أخر ودخل من الفجوة التي نقبها الأول، وسرق المال، فلا يقطع أي منهما لأن الأول لم يسرق ولأن الثاني دخل المبني الذي أصبح غير محرز بفعل النقب، وبما أن المال لم يكن وقتها محرزاً، فلا قطع على السارق. ما زالت تحكمنا قوانين القرن السابع عندما كان مال المسلمين يُحفظ فعلياً في بيت المال ويجلس عليه حارس أمين، وفي بعض الحالات غير أمين. وفي كل مرة نقطع أيدي وأرجل الناس من خلاف إذا نهبوا أو قطعوا الطريق، نُظهر تخلفنا السياسي والاجتماعي لأننا نضيف إلى المجتمع أناساً معاقين لا يستطيعون كسب قوتهم بعد أن قطعنا أيديهم وأرجلهم بدل أن نعلمهم مهنة يرتزقون منها.

وبعد عرض كل هذه المثالب، لا يخامرني أي شك أن الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف. وواقع المجتمعات الإسلامية اليوم هو خير برهان على ذلك.



#كامل_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ 2-3
- هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ - 1
- زغلول النجار والسموم الإسلامية
- الأديان ليست سماوية
- تغيير مهمة الإله
- الإسلام والشبكة العنكبوتية
- هل يحق لرئيس جامعة الأزهر أن يفاخر
- الإسلام هو القاسم المشترك
- أنثى موزعة الحقيقة بين الجاهلية والإسلام 2-2 تعقيباً على عبد ...
- أنثى موزعة الحقيقة بين الجاهلية والإسلام 1 -2
- مفردات الجنس عند العرب
- أسطورة العدل الإلهي
- الإسلام يذل المرأة
- أسماء الله الحسنى
- هل نصلب البابا أم نصلب المنطق لننصر النبي؟
- ردود أفعال المسلمين على خطاب البابا بنيدكس السادس عشر
- الحب.. والجنس.. والإسلام 2-2
- الحب..الجنس..والإسلام 1-2
- تنبؤ القرآن
- المسلمون والإسلام: كلاهما يُسفّه الحياة


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...
- الراهب المسيحي كعدي يكشف عن سر محبة المسيحيين لآل البيت(ع) ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ 3-3