أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عوده - لعن الله الفتنة !!














المزيد.....

لعن الله الفتنة !!


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 1787 - 2007 / 1 / 6 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أيام قليلة على بداية العام الجديد الذي كنا نتأمل فيه الخير وندعوا الله أن يكون عام الخير والتحرير والخلاص من الاحتلال ، إلا أن الرياح جرت عكس السفن هذه المرة ، فقد عادت الاشتباكات الدامية بين الفرقاء الفلسطينيين في شوارع قطاع غزة من جديد ، لتبعث في الأفق رائحة نتنه .. إنها رائحة الحرب الأهلية التي نخشاها جميعا ، لقد أعادت تلك المشاهد المرعبة لنا مشاهد الدم الذي سال في شوارعنا دون ذنب .. ونعود مرة أخرى لنستمع إلى البيانات والبيانات المضادة والتصريحات المتناقضة وتبادل الاتهامات .. وما يصم الأذن ويدمي العين .. من هذا الطرف وذاك .
عادت المواجهات من جديد إلى الواجهة .. واحتلت شريط الأخبار .. أحداث ذهب ضحيتها أبرياء من أطفال ونساء وعناصر من أجهزة الأمن، وقنص مواطنون، وأعمال اختطاف متبادل من الطرفين ، وكأننا نعيش بلا ضوابط قانونية .. أو روابط وطنيه تجمعنا ، فتنكرنا لكل المقدسات والروابط الوطنية التي تجمعنا ... تنكرنا لأخوة السلاح ورفاق الدرب والخندق الواحد .. التي طالما كانت وما تزال شعارات الوحدة التي نادينا بها ... فهل يقبل احد أن يرفع الأخ السلاح في وجه أخيه ؟
وهل مازالت مقولة الدم الفلسطيني خط احمر ؟
أسئلة مزعجه تنتظر إجابات جريئة ، لقد شاهدنا الدم الفلسطيني متناثرا على الأرصفة .. وعلى بقايا السيارات المدمرة من القذائف .. وفي نفس الوقت يوم أمس اجتاحت قوات الاحتلال مدينة رام الله بالضفة الغربية .. فسقط ثلاثة شهداء .. وعشرات الجرحى .. لقد كان لسان حال الجرحى وهم على أسرةّ المستشفيات تقول ( أيها الأخوة أوقفوا شلال الدم النازف في حرب الأخوة )
إن ثقافة الاقتتال الداخلي ليست ثقافتنا .. وليست من قيم شعبنا الفلسطيني الذي قدم الآف الشهداء عبر تاريخه الطويل .. إنها ثقافة تضر بإرثنا النضالي الذي رسمناه عبر عشرات السنوات من النضال الطويل .. ونحن بهذه الأحداث نرسم صورة من السواد في محيطنا العربي والدولي .

عدنا مرة أخرى إلى الحافة التي يريدها الاحتلال لنا .. إنها حافة الاقتتال الداخلي والفوضى والتمزق الذي يهددنا بالانهيار ، في الوقت الذي نحن اشد ما نكون فيه إلى التماسك والعمل يداً واحدة وموقفا موحدا للوصول إلى هدفنا المنشود بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .
يعتقد الفرقاء المتنازعون وهم بلا شك واهمون أن غياب القدرة على الحسم السياسي يمكن حسمها بالبندقية الضالة وقاطعة الطريق التي لا تخدم سوى عدو الشعب والأمة الاحتلال الإسرائيلي ، إن الوهم المتراكم لدى هذا الفريق أو ذاك انه قادر على شل حركة الفريق الآخر، أو تحجيمها يجعل الساحة الفلسطينية تدور في حلقة مفرغة لا نعلم نهايتها .. إنها بلا شك ستصل بنا إلى وضع مأساوي لا يمكننا التقدم خطوة واحدة إلى الأمام.
إن هذه الأحداث التي تتكرر يوما بعد يوم تسبب الشلل السياسي وما يتفرع عنه من بذرة وتربة خصبة للاقتتال يجب ألا يستمر ، لا بد للجميع أن يقف كل عند مسؤولياته لتحقيق الهدف المنشود وحقن الدم الفلسطيني ، وهو الوصول إلى حكومة قادرة على رفع الحصاريين الاقتصادي والسياسي وتامين احتياجات المواطن الذي هو في أمس الحاجة للوقوف معه لا تدمير مستقبله الذي يحلم به ، لذلك فليخرج الشعب الفلسطيني عن بكرة أبيه إذا استمرت هذه الأحداث وليرفع صوته عاليا .. كما خرج أمس في شوارع رام الله لصد العدوان الإسرائيلي الهمجي .. و ينبذ هذا الاقتتال ومرتكبيه وليصرخوا بأعلى أصواتهم لعن الله الفتنه .. وليرسلوا رسائل إلى قادة التنظيمات ( أوقفوا هدر دمنا .. وتدمير مستقبلنا ) فقد أكدت الأحداث على الساحة أن القادة هم اعجز من أن يضبطوا عناصرهم التي تعبث بأمننا وأماننا الذي ضاع أدراج الرياح . .
إن هذا الوضع الفوضوي المأساوي اللامسؤول الذي تعيشه قضيتنا لا يمكن ولا بأي حال من الأحوال أن يستمر على ما هو عليه .. فانه التربة الخصبة لخفافيش الظلام وقطاع الطرق والمارقين ومؤججي الفتنه على بث سمومهم في جسد هذا الشعب المثخن بالجراح أصلا دون المساءلة من أحد.
فكفى هذا الشعب معاناة وفقرا وجوعا واستهتارا بما تبقى من قضيته وإهدارا لدمه الغالي، فلتتوقف هذه الحالة الفوضوية المأساوية الكارثية مرة واحدة وإلى الأبد.
مر العام المنصرم وقد أثخنتنا الجراح وأدمتنا المواجع ... وكنا نظن أن العام الجديد سيحمل بين طياته خيوط الأمل .. سيجبر مثيري الفتن والبلبلة على التعقل رحمة بالوطن والمواطن .. فإذا به يبدأ بأبشع وأقبح صورة من العام المنصرم. فإلى أين نحن نشد الرحال إلى خلاص من الاحتلال أَم إلى الزوال بأيدي مثيري الفتنة ؟؟!!



#سامح_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقطة ضوء ....... أمريكيا والإرهاب
- كل عام والوطن بالف خير
- عندما يكون من الموت فلسفة
- حرب المهزومين


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عوده - لعن الله الفتنة !!