أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ياسر العدل - !!مواسم الخوف00 وتوريد الجناة














المزيد.....

!!مواسم الخوف00 وتوريد الجناة


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 1787 - 2007 / 1 / 6 - 09:06
المحور: المجتمع المدني
    


فى حادثة قطع طريق تم القبض على هشام، وتبين انه سجن فى قضايا احتيال على بعض موظفى الحكومة, ونشل مدير عام, وقطع طريق مهجور، وفى حادثة زراعة مخدرات تم القبض على سماح، وتبين أنها ابنة تاجر مخدرات، وأخت زارع مخدرات، وسجنت فى قضية تهريب أدوية، وفى قضية اغتصاب تم القبض على داود, وتبين انه أدين فى قضايا تجارة عملة, وحيازة سلاح ابيض, وشهادة زور، واغتصاب مدير بنك, وفى هوجة اشتباه فى تجارة الممنوع تم القبض على سعيد, وتبين انه ماسح أحذية هارب من إحدى زوجتيه، يتفاوض على عقد عمل فى الخارج، وقضى عتريس عشرين يوما فى الحبس، حتى تم القبض على رجل آخر تشتبه الشرطة فى انه القاتل الوحيد لحصان رجل عظيم.
الدنيا مواسم أمن وزراعة وخوف وحصاد وتصفية حسابات، فى بعض المواسم تقعقع أدوات الشرطة فى تطهير منطقة من الخارجين على القانون، تفتش الأرض والسقوف والمنازل والجيوب، وتمسك بكل الخيوط تنسج منها شباكا وشراكا، ويتم القبض على العشرات من المشتبه فيهم، وتقيد بيانات الجميع فى سجلات الأمن، وحين تخبو طبول مواسم التطهير، تهدأ المعمعة ويسترخى المتعبون, ويدخل المقبوض عليهم مع بياناتهم فى محابس تحت السيطرة، وحين يطلق سراح بعضهم، يبقون تحت إمرة طلب عاجل للقبض على جناة فى موسم جديد، أو يرشحون لتسوية جرائم لم تستدل الشرطة على مرتكبيها.
عشرات من القضايا تقوم فيها الشرطة بالقبض على الجناة والخارجين على القانون، ومن باب استعراض الكفاءة وبث الرهبة فى القلوب, وبمنطق اضرب المربوط يخاف السايب، تعلن الشرطة سابق معرفتها بالجناة وأنها محيطة بتاريخهم الإجرامى، ويتسرب إلى ذاكرة الناس أن الشرطة تعرف الكثير عما يجرى داخل الشقوق، ومن تزوج اليوم، ومن سيهاجر غدا، ويرسخ فى قلوب الكثيرين أن الشرطة تقدر على ما يسترد به الكحل المسروق من أى عين، وأنها بحكم تاريخ القهر لشعبنا، تقدر على الأكثر مما يحول بيننا وبين الحرية.
فى كثير من القضايا، حين يتكرر القبض على المشتبه فيهم، ويكونوا نفس الأشخاص المعروفين للناس وللشرطة, يحتار الناس فى تفسير بقاء كثير من المجرمين أحرارا, لا تنالهم يد القانون بأدوات الشرطة، يعيثون فى الأرض فسادا ويروعون الآمنين، مجرمون يتعاملون مع الشرطة كأنها صديق مفروض عليهم، عندئذ يفسر البسطاء أن إغماض عين القانون على نشاط كثير من المجرمين الظاهرين للعيان، راجع لأن يد الشرطة تتحرك لتنفيذ حالات موسمية، ترتبط بحالات الترقية أو عمل المناظر الكفيلة بتنفيذ سياسات فردية محددة، ويتربى شعور لدى الناس بأن الأمور من حولهم غير منضبطة، ويحاصر الجميع إحساس بأنهم مشاريع جاهزة لحالات اشتباه، موضوعة تحت طلب الشرطة، ذلك بأن إغماض الأعين عن الإجرام المشهود أمر صالح للمساومة فى حومة الاستئثار بأى سلطة.
كلنا يعرف جناة من كل نوع، ويعاشر خارجين على القانون فى أكثر من نص، زوجات وأولاد وأهل، وموظفين وتجار، وفنانين وطلاب علم، وأساتذة جامعات وصحفيين، لكن الخوف من سطوة الجناة، ونوم القانون وفساد بعض الذمم، وما يمليه ضعفنا الإنسانى بأننا فى وقت ما، صالحين لأن نكون جناة من نوع ما، وتعثرنا الإنسانى فى تناول قضايا الحرية، نرضى لأنفسنا ما لا نرضاه لغيرنا، نستدرج كل القوانين لتخدم مصالحنا أولا، كل هذا الخوف يجعلنا لعبا مهترئة أمام السلطة, نطرح أنفسنا صالحين للاستخدام فى مواسم توريد الجناة للقضايا الناقصة، كل هذا الخوف يدفعنا لأن نتحسس سكاكينا وعصى، نهش بها خوفنا من البلطجة وفقدان الشعور بالأمن وسوء ظننا بعدالة تطبيق القانون.
ولكى تتحقق الديمقراطية، فإن علاج خوفنا من السلطة يتطلب إدارة علمية, تساعدنا على الفصل بين الجناة والشرطة والقضاء، إدارة ترفع الوعى لدى الناس ليدركوا طبيعة حرياتهم، وترفع كفاءة الشرطة فى جمع المعلومات وتحليلها وإدارة نشاطاتها، وترفع درجة تطبيق نصوص القانون لتشمل الجميع، وترفع سرعة التقاضى والحسم فى الأحكام، وترفع صلاحية السجون لحبس كل مخالف، أم أن خوفنا من السلطة مطلوب فى حد ذاته؟




#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !!جائزة السيد العميد
- ط - نق 00 يا أهل الكورة
- طبيب نفسانى 00 يا جامعة
- أموت فى الدّش
- كلام فى نظرية توريث الحكم
- من كان منكم بلا أمير
- فى انتظار بنت الملك
- انتظار بنت الملك
- علاوات للفقر .. والشكوى
- زمن الحروف ..والأسى
- صيف بلا ذنوب
- الخجل من العربية
- أبناؤنا فى الثانوى
- ناس فى سهل الطينة
- عَّّينُوه ....إشربوه
- مواسم اللحوم والامتحانات
- البحث عن حل
- ربنا00 لا تدخلنا فى تجربة
- ربنا... لا تدخلنا فى تجربة
- يا سيادة الوزير00 أين تقف؟


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ياسر العدل - !!مواسم الخوف00 وتوريد الجناة