أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - إعدام صدام حسين ثقافة الديكتاتور هي من أعدمته














المزيد.....

إعدام صدام حسين ثقافة الديكتاتور هي من أعدمته


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1787 - 2007 / 1 / 6 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقاوم والشانق في نفس القناع , هو الملثم الذي تعرفه ويدعي أنك لا تراه من خلال قناعه هذا , المشهد يضج بلابسي الأقنعة خريجي ثقافة الموت , كلهم ملثمون وكلنا عراة أمام أعينهم والعنف هنا مشهد توزعه القنوات الفضائية لتربية أجيال من الملثمين . وبيانات تصدر من هنا وهناك من تيارات العروبة المنخورة أصلا بوكلائها الممهورين بختم السلطة العربية الآفلة , لم نجد منهم هذا المشهد عندما قام أحد رعاتهم هذا باجتياح الكويت البلد الصغير والمسالم والذي قدم من أموال شعبه الكثير لكل الشعوب العربية وأنظمتها من أجل قضايا خرج منها الكويت أخير باحتلاله من قبل صدام . والتنكيل وأعدام أبنائه بلا ذنب سوى لأن صدام حسين أراد ذلك . في أي حدث يتكرر المشهد ذاته دوما هنالك ملثمين وثقافة أجهزة القمع العربية تديرهم من خلف القناع ويخرجون علينا بآياتهم التي تنذر دوما بالخراب بعد وقوعه لا قبل . بماذا يختلف الذين أعدموا صدام عن صدام ؟ لازالت الكويت وكل دول المنطقة بخطر ! صدام يلبس ربطة عنق ربما وهم يرتدون قناعا ! يقول توماس فريدمان ( في اعتقادي أن صدام حسين يستحق الموت ألف مرة ومرة . ولكن لو كان القادة الشيعة فاجأوا الجميع , وأعلنوا أن تراب العراق قد تضرج بما يكفي من الدماء , وخففواعقوبة إعدام صدام للسجن المؤبد , فأبقوا بذلك على حياته , على أمل توحيد العراق , بدلا من إعدامه وتعميق الجرح والنزيف الوطني . وعلى رغم جهلي بما إذا كان الإبقاء على حياة صدام , سيؤدي إلى تلك النتيجة أم لا . إلا أنني أدرك جيدا أنه قلما فاجأنا العراقيون بأية مؤشرات تصالح وطني , اللهم إلا مفاجأتنا بقدرتهم على قتل بعضهم بعضا ) هذا كله سيكون مفهوما بالنسبة لضحايا صدام وللشعب الكويتي , ولكن غير المفهوم هوالتأكيد وفي نفس السياق على جعله بطلا عروبيا وقوميا ! وكأن ضحاياه ليسوا عربا والشعب الكويتي ليس شعبا عربيا ! وبالتالي تمنيات توماس فريدمان الذي عبر عنها الكثير من المثقفين العرب ! لايمكن أن تصب في خانة تحويله إلى بطل قومي وشهيد ورمز ..الخ من الإسطوانة المشروخة هذه ! ولكنها جزء مهم ورئيسي من المشهد العربي نفسه ومن ثقافته التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن لأنها ثقافة سلطة في سياق ملتبس أصلا . سؤالنا بسيط : كان صدام ديكتاتورا دمويا لايشق له غبار وهو من يتحمل المسؤولية الأساسية فيما وصل إليه وضع العراق والمنطقة فكيف يصبح شهيد العروبة والمقاومة وبطل , والقذافي يعلن الحداد لثلاثة أيام في ليبيا وتتنادى القوى القومجية والإسلامية لعقد مهرجانات ترمز لنا ديكتاتورا ؟ هذا السؤال البسيط الذي ينبئ بما لايدع مجالا للشك بأن هذه القوى تجد نفسها في المآل الأخير ضد أي ملمح يتقدم في هذه العتمة نحو ثقافة ديمقراطية حقيقية . وأخص بالذكر هنا القوى الأردنية والفلسطينية التي خرجت ببيانات ونداءات وما شابه فاجأنيفي هذا السياق في الحقيقة موقف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي أسسها جورج حبش . لتقول لشعوبنا المنكوبة هذه ببقاء نظم شبيهة بنظام صدام أنها هي أنظمة هذه الرموز وهذه الثقافة ! لهذا ليس مفاجئا أن يكون موقف التيار الإسلامي في الإردن ومصر والجزائر وفلسطين ..الخ موقفا محابيا للنظام في سورية وعلاقته وطيدة مع ركائز النظام الإيراني في المنطقة . أليست مفارقة أن يعلن القذافي الحداد على صدام حسين ؟ أليس هذا تأكيدا على أن ضحايا صدام لا قيمة لهم بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والطائفية أم أن هذا يصب في نفس المجرى الإيراني السوري في تذكية المسألة طائفيا في المنطقة , أليست القوى التي تتصدر الآن العنف الطائفي هي قوى حليفة رغم الدم الذي يجري بينها ؟ تعالوا لنستعرض المشهد : القوى التي حرصت على إعدام صدام بهذه الطريقة وبهذه السرعة ومارافق هذا الإعدام من ترميزات ودلالات هي قوى إسلامية ولكنها موالية إلى هذا الحد أو ذاك لإيران , وأليست القوى التي تريد تحويل صدام إلى رمز وبطل وشهيد هي قوى إسلامية أو عروبية برداء إسلامي ؟ وأليست كلها كان صدام يستقبلها في نفس فضاءه كما كانت إيران تستقبل القوى الحاكمة الآن في العراق ؟ إنها نفس الثقافة التي دعمها صدام ومولها وإن كان الشقاق بين هذه القوى موجودا ودمويا إنما نجد عمقه في الصراع بين هذه الأنظمة ذاتها على النفوذ وعلى استمرار هذه الإشكال من السلطات والنظم ؟ ولنلاحظ الآن موقف التيار الإسلامي من النظام السوري , موقف حماس والقوى الإسلامية الفلسطينية من إيران ..الخ إنها ثقافة القناع والإعدام والتلذذ بهذا الإعدام هي التي رباها صدام ويربيها الآن النظام الإيراني في المنطقة . لهذا ممن نطلب أن يقوم بثقافة التسامح في المشهد السياسي العراقي والإقليمي ؟ والأنكى من كل هذا أن كل هذه القوى بما فيها فرق الموت الصدرية هي ضد أمريكا !
غسان المفلح



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرار 1737
- إعدام صدام حسين إحقاق حق أم خطأ أمريكي ؟
- شرقنا الأوسط فعلا عاريا ! توماس فريدمان يعرينا
- ليس دفاعا عن زياد بل
- الديمقراطية هي الحل الجزء الأخير
- الديمقراطية هي الحل 2
- الديمقراطية هي الحل
- المواطنة وحقوق الإنسان في سورية
- المحكمة الدولية الفرصة الأخيرة
- على أعداء أمريكا أن يجهزوا أنفسهم لا نسحابها من العراق
- من عبور الطوائف إلى عبور الوطن
- سياسة الاختلاف وثقافة الجموع
- الألمان سرقوا الحمار
- جبهة الخلاص وإعلان دمشق والمعارضة الكردية
- السيد نصر الله يرسل ندائه الأخير
- رأي في المقاومة العراقية
- العراق 4
- العراق 3
- الشارع اللبناني بين الحرية الفردية وعنف الخطاب
- العراق 2


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - إعدام صدام حسين ثقافة الديكتاتور هي من أعدمته