أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلامة كيلة - عراق ما بعد الدكتاتورية آليات تشكيل - العراق الجديد














المزيد.....

عراق ما بعد الدكتاتورية آليات تشكيل - العراق الجديد


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 539 - 2003 / 7 / 10 - 03:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



عراق ما بعد الدكتاتورية
آليات تشكيل «العراق الجديد»

سلامة كيلة
خطوات تشكيل الدولة العراقية بدأت. وربما كان هناك من ينتظر تحقيق «الوعود»، تلك الوعود التي تركزت بالأساس، على ما هو حسَّاس وضروري لدى العراقيين، كما لدى العالم، وأقصد هنا: الديمقراطية. حيث كان الحلم بأن يفضي إنهاء الدكتاتورية، إلى أن يؤسس الشعب نظامه، وأن تحكمه سلطة ديمقراطية. فقد كان «الهدف» من الحرب، وفق الخطاب الرسمي الاميركي، هو إزالة الطغاة ونشر الحرية، بتأسيس نظام ديمقراطي يكون جزءاً من «العالم الحرّ».
لكن توضّح منذ البدء أن الجيش الاميركي قادم ليحكم، حيث أصبح القائد العسكري للحرب هو الحاكم العسكري، كما عُيِّن «حاكم مدني» أميركي تحت إمرته، كخطوة لفرض «إدارة إنتقالية»، هدفها بناء الدولة العراقية، وخلق «العراق الجديد» عبر «تأهيل» الشعب العراقي لكي يستطيع حكم نفسه بنفسه، لأنه يحتاج إلى التدريب على الديمقراطية، فقد «ثبت» أنه عاجز عن تحقيق ذلك، فلم يجلب سوى «الدكتاتورية» أو «الفوضى»، ولقد «أكدت» مرحلة الاستقلال ذلك. وإذا كنا نسترجع هنا الخطاب الاستعماري القديم، ونلمس أن هذا الخطاب الجديد يكرّر ذاك القديم، وربما كلمة بكلمة، فإننا نلمس كذلك الأساس الذي تقام عليه ضرورة الاحتلال، أو ضرورة العودة إلى الاستعمار. وهي النظرية التي باتت تطرح تحت يافطة «عودة الامبريالية».
إن الخلفية التي تحكم النظرة الاستعمارية الجديدة، والتي تطبق الآن على العراق، تقوم على المسائل التالية:
* إن الاميركيين يتعاملون مع المجتمع العراقي، إنطلاقاً من انه مجتمع قبائل وطوائف وإثنيات، لم ترتقِ العلاقات فيه إلى مستوى التعامل المدني الحديث.
* وإنهم يعملون على التعامل مع زعماء ووجهاء هذه القبائل والطوائف والإثنيات، ويعملون على تكريسهم ممثلين للشعب العراقي.
* إن السلطة الجديدة ستكون هي سلطة «النخبة» الجديدة، المكونة من هؤلاء الزعماء والوجهاء.
بمعنى أن زاوية النظر الاميركية تنطلق من أن المجتمع العراقي هو مجتمع مفكك ومفتّت، وما قبل حديث، يعيش «القرون الوسطى» بكل تخلفها وربما بربريتها، لا يعرف الحقوق، والمأسسة، ويفتقد النظرة العقلانية الحديثة..الخ، ولهذا بالذات يحتاج إلى الاستعمار، إلى «الحكم الخارجي». وهنا نلمس كيف أن أميركا تحقق «رسالتها التاريخية» التي كلّفها الله بها، حسب آخر إشارات بوش الابن. وبالتالي فقد زحفت الجيوش الاميركية لكي تدربنا على الديمقراطية، ولم تزحف لكي تسقط الدكتاتورية وتقيم الديمقراطية كما اوضحت في خطاب قدومها .
ولهذا فإن الفيدرالية المطروحة كأساس لتشكيل الدولة الجديدة، هي فيدرالية قبائل وطوائف وعشائر، وليست الفيدرالية التي كانت نتاج التكوين المدني الحديث، إنها الشكل الكاريكاتوري لها، التي تقود إلى تأسيس «دولة هشة»، هي في الواقع تجميع شكلي لبنى متنافرة متذررة، وتعمل دوماً على إعادة إنتاج تنافرها وتذررها. وكذلك تكون الديمقراطية هي «ديمقراطية» ممثلي الطوائف والعشائرو الإثنيات، أي لا تنطلق من الأساس البسيط للديمقراطية، الذي هو حق المواطنة، المواطنة التي تتجاوز الطوائف والعشائر والإثنيات.
وإذا كان التخلّص من الدكتاتورية ضرورياً، فإن «ديمقراطية» أميركا تقوم على التخلّص من كل التكوين المدني الذي تحقق طيلة عقود، و«إنبات» المستحاثّات هو تدمير المجتمع، ليعاد القديمة، وتركيب الدولة الجديدة على أساس هذه المستحاثات. والزمن الفاصل بين تدمير البنى القديمة للدولة والمجتمع وإعادة تركيبها هو زمن «الإدارة الانتقالية»، حيث سيعني التدريب على الديمقراطية، تفكيك المجتمع إلى طوائف وقبائل، أي الانتقال من التعامل مع الشعب كشعب يحكمه حق المواطنة، إلى التعامل معه كطوائف وقبائل وإثنيات، لكي تتأسس "ديمقراطية» هؤلاء. إذن أن المرحلة التالية لتدمير الدولة (تدمير جيشها ومؤسساتها) تركيبه وتركيب الدولة على أساسه في ظل الاحتلال الطويل.

 



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق من الدكتاتورية إلى الاحتلال
- عولمة الليبرالية الجديدة
- العولمة والحرب
- حروب الإمبراطورية
- هل نستطيع تقييم التجربة الاشتراكية
- كتاب - اطروحات من أجل ماركسية مناضلة
- أية عولمة نناهض
- مع حقوق الإنسان ضد حقوق الشعوب؟!
- العراق كبوابة لصوغ - عالم جديد
- لا للحرب...
- مصير الماركسية بعد انهيار المنظومة الاشتراكية
- ما العمل حول إعادة بناء اليسار الماركسي
- الحداثة من منظور غربي: كيف تنظر الرأسمالية إلى تحديث الإسلام ...
- أزمة اليسار
- عن اليسار الغائب والأصولية الناشطة


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلامة كيلة - عراق ما بعد الدكتاتورية آليات تشكيل - العراق الجديد