أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الصفار - ألأحزاب الدينيه الأسلاميه...مصادرة الرب وإحتكار ألأسلام















المزيد.....

ألأحزاب الدينيه الأسلاميه...مصادرة الرب وإحتكار ألأسلام


علي الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 1786 - 2007 / 1 / 5 - 12:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقال إن (( موسى )) هو الذي خلق ألله وليس العكس ، وما تختزنه عقولنا من أوصاف للأله مأخوذه من التوراة والتي أكدها القرآن ، وبسب ذلك لانستطيع شئنا أم أبينا ان نخلق صوره جديده للرب تتماشى مع ماتوصلت إليه الحضاره من تقدم علمى تجعل وصف موسى للرب عليه الكثير من علامات ألأستفهام بل لآيتجرأ أحد في تقديم وصف جديد لأن الصفات أصبحت مقدسه واعتبرت خطوطا حمراء لايجوز تجاوزها بالرغم من إن الرب ملكا للجميع ومن حق من يؤمن به أن يضع الصوره التي يراها مناسبه له والتي تتماشى مع عقله والذي يختلف بالتأكيد عن عقول اجدادنا قبل آلاف السنين بل يختلف عن عقول أجدادنا قبل عشرات السنين ، لقد صادرت ألأديان الثلاثه الرئيسيه الله واصبح ملكا لها بدلا من أن يكون ملكا للجميع كونه إله الناس جميعا في كل مكان وزمان ، وما فعلته ألأديان تفعله ألأحزاب الدينيه الأسلاميه بمصادرتها وإحتكارها للأسلام باعتباره ملكا لها لايحق لغيرها التحدث بأسمه رغم إنها لم تقدم لنا دليلا على احقيتها في ألأحتكار فجميع ألأنبياء قدموا دليلا للناس على إنهم رسل للرب وانهم يتحدثون باسمه بل إن الصراع الأساسي بين ألأنبياء وبين الناس في تلك العصور كان عدم قناعة الناس بصدق إدعاأت ألأنبياء ولو كان الناس مقتنعين لآمنوا بهم دون عناء وتحمل ألأنبياء الكثير من ألأذى بسبب عدم قناعة الناس بأحقيتهم في التحدث بأسم الرب وماعاناه الأنبياء لم يعانيه قادة ألأحزاب الأسلاميه ورجال الدين الذي صادروا الرب والأسلام دون عناء وبسهوله عجيبه وغير متخيله في عصر لايمكن لأحد إقناع ألأخرين دون أن يقدم دليلا علميا ،وبسبب الصمت المطبق نتيجة الأضطهاد الذي واجهه المثقفين تمادى هؤلاء بمساعدة الحكومات في منعهم ألأخرين من ألأقتراب من الأسلام الذي أصبح ملكا لهم دون غيرهم يفسروه كما يشاوؤن ويتقاتلون فيما بينهم بأسمه ، اسوق هذه المقدمه محاولا فهم مايجري من صراع ديني إسلامي بين المذاهب في عدد من الدول العربيه مثل العراق وما سيحدث في لبنان والبحرين ودول اخرى مرشحه لمثل هذه الصراعات المزيفه ، ففي العراق مثلا أختزل الصراع من صراع طبقي أو حضاري الى مذهبي بين متنازعين على إحتكار الدين والرب دون وجه حق إذ بدلا من الأختلاف حول سبل بناء العراق وسبل اللحاق بركب الحضاره تحول الصراع الى نزاع بين السنه والشيعه والغريب تكوّن رؤى سياسيه مذهبيه لأحداث العراق والعالم والمتابع لأحداث العراق يستغرب إنجرار الكثير من المثقفين العراقيين الى التفسير المذهبي دون وعي بسبب طغيان التفسير الديني المحتكر من ألأحزاب السياسيه الدينيه / المذهبيه ، تحضرني في هذه المناسبه حادثة وقعت لي بعد إحتلال العراق إذ كنت مقتنعا بأن المقاومه السلميه هي ألأفضل بينما كان أحد أصدقائي يعتقد بأن المقاومه العسكريه هي الحل وكان يستشهد بقول للنبي محمد في مقاومة الكفار ، بعد بضعة أشهر جمعني لقاء بنفس الصديق وعرفت منه إنه يعمل في مكتب( بريمر) فقلت له كيف تعمل مع المحتل وانت تدعي انك من المقاومه فأجابني بأن النبي محمد عقد صلح الحديبيه مع الكفار وبالتالي يحق لي دينيا أن اتصالح مع المحتل أجبته في حينها وهل أنت النبي ؟ وفي تقديري لو سأل المواطن العربي كل من يتحدث بأسم ألأسلام هذا السؤال لما تمادى هؤلاء في السيطره على الناس مستغلين قدسية الرب والدين. لقد ادت مصادرة الدين من قبل رجال / علماء الدين الى كوارث هي السبب الحقيقي لتخلف هذه الأمه وتدهورها المستمر لدرجه أصبح المواطن يسرع الى رجال الدين في كل مسألة إجتماعيه / علميه / أخلاقيه بل وحتى رياضيه طالبا منهم الرأي الفاصل الذي يصبح بعدها قانونا إسلاميا وكأنه صادر في زمن الصحابه ، وكثر من يسمون أنفسهم بالدعاة ووصل عددهم أكثر من الدعاة في بداية الدعوه ألأسلاميه بل اكثر من الأنبياء على مر العصور وكأننا نعيش عصر الجاهليه ، وبدلا من ان يكون الدين قضية خاصه بالأنسان اصبح شعارا إنتخابيا (( ألأسلام هو الحل – شعار ألأخوان في مصر )) يضمن لمن يرفعه الحصول على مقعد في البرلمان ويتمتع بأمتيازات السلطه ، وتتحول الهزيمه الى (( نصر إلهي – في لبنان )) رغم إن الأله للطرفين المتحاربين ولايعقل إنحيازه لفئه دون اخرى فالعدل صفته ومع هذا يصفق الشيعه في لبنان لهذا النصر ألألهي بل وحتى بعض المثقفين العلمانيين لا يخجلون من تئاكيد هذا النصر ، وبرغبة رجال الدين يتحول الحاكم الى وكيل للأمام المهدي جاء للسلطه لتهيئة الأوضاع لظهور ألأمام المهدي (( أحمدي نجاد – في إيران )) وهكذا يمعن رجال الدين (( وهو مصطلح غريب حاربه الأسلام )) وقادة الأحزاب الأسلاميه في مصادرتهم للدين وإسغلالهم لأماكن العباده فيما ينكفأ المثقفون العلمانيون خوفا من إتهامهم بالألحاد والكفر تاركين الساحه السياسيه والأجتماعيه لهم يلعبون بها وعليها دون خوف او رحمه. لقد اصبح الدين بسبب هؤلاء عاملا وسببا للتخلف بعد إن كان ظهوره حاجة مجتمعيه للتخلص من الظلم ،استطاع رجال الدين تساعدهم في ذلك الحكومات في زرع الخوف داخل المواطن العربي من المساس بالمقدس المختلق الذي لايقصد به الدين الحقيقي بل الدين الجديد الذي ابتدعه هؤلاء باعتبارهم الأعلم ووصل الخوف الى المثقفين الذي يفترض بهم ان يكونوا رياديين وتنويريين لا أن يحاججوا رجال الدين بالمصطلحات الدينيه التي لايستطيعون مجارات رجال الدين فيها، والمتابع للمناقشات التي تجري باستمرار حول حقوق المرأه مثلا او الحجاب يستغرب إنجرار المثقفين إلى تقديم تفسيرات دينيه لأقناع المستمعين وعدم إمتلاكهم ألجرأه فلى الأشاره الى عدم جواز معالجة قضيه معاصره بنصوص مضى عليها اكثر من الف سنه قيلت في مجتمع يختلف تماما ، ولايعني هذا إننا ندعو الناس لترك دينهم لأن الدين ظهر ليقدم حلولا وليس لخلق مشاكل ولو تخيلنا إن النبي محمد عاد للحياة الآن لطوّر الكثير من المفاهيم ولأصبح رجال الدين اول أهدافه كما كان الكهنه وابو سفيان اهدافا له لأنهم أعداء التقدم ، كان الدين تقدميا في وقته وجعله هؤلاء رجعيا بأيقافهم عجلة الزمن على السنه الهجريه الحاديه عشر تاريخ وفاة النبي محمد . إن المتابع لأوضاع العراق مثلا يستطيع ان يستنتج إن ألأحزاب السياسيه الدينيه تتحمل المسوؤليه الكبرى بعد ألأحتلال في مأساة العراق وينطبق الشئ نفسه على لبنان وفلسطين.إن الدين في العراق عامل فرقه أكثر منه عامل وحده بسبب التناحر التاريخي الشيعي السني خاصة بعد خلط الدين بالسياسه والتجاء السياسين إلى السيد السيستاني في كل قضيه حاسمه جعلته مرجعا سياسيا – دينيا فيما تلعب هيئة علماء المسلمين دورا رئيسيا في دعم ألأرهاب وتوفير غطاء شرعيا له مستخدمين القرآن نفسه الذي يستند إليه الشيعه في محاربتهم للأرهاب، وبهذا صادر رجال الدين ألأراده السياسيه بعد أن هيمنوا على المجتمع دينيا واجتماعيا.

يستطيع المثقفون العرب مواجهة طغيان رجال الدين بالتركيز على عدم أحقيتهم في التحدث بأسم ألأله لعدم إمتلاكهم الدليل على حقهم في ذلك وبذلك يتحول الصراع من محاربة الدين الى محاربة رجاله أو تحديد صلاحياتهم وحصرها في الشوؤن الدينيه فقط وإعادة الصراع على طبيعته الحقيقيه بين التخلف والتقدم و بناء مجتمع عصري متطور يعمل ألأنسان فيه دون قيود أو إحساس بالذنب او الخوف من العقاب الألهي فالأنسان خلق ليتمتع بحياته بالعمل والأبداع والتاريخ يؤكد حقيقة مهمه وهي إن المبدعين لم يكونوا من رجال الدين.



#علي_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءه لمشروع برنامج المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الصفار - ألأحزاب الدينيه الأسلاميه...مصادرة الرب وإحتكار ألأسلام