أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - أيها السياسيون اتعظوا














المزيد.....

أيها السياسيون اتعظوا


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1786 - 2007 / 1 / 5 - 12:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


مما لاشك فيه أن الانتماء للوطن لا يتحدد بالتوفر على البطاقة الوطنية أو حمل الجنسية ؛ فهذه ، وإن كانت شروطا لهذا الانتماء فإنها لن تكفي لتخلق مشاعر الانتماء لهذا الوطن . ذلك أن مشاعر الانتماء يجسدها حب الوطن ويجليها الحرص على مستقبله والتداعي بالانشغال والقلق على مصير ثرواته البشرية والطبيعية . وقد جسدت هذا الانتماء في أرقى تجلياته أفواج من المقاومين والمناضلين الذين استرخصوا أرواحهم وحرياتهم دفاعا عن الوطن وكرامة المواطن ، ولم يكن شاغلهم مراكمة الثروات ولا احتكار السلطات . فما أحوجنا اليوم لهذا الروح الذي من شأنه ، ليس فقط تقوية مشاعر الانتماء وإشاعتها بين عموم المواطنين وشبابهم ، بل حمل السياسيين أساسا ومعهم أصحاب القرار الحزبي والحكومي والإداري وذوو المال والاستثمار والخبرة والكفاءة قصد حشد الجهود وشحذ الهمم للتصدي للمشاكل الحقيقية التي يواجهها المغرب ، والتي تعود بالأساس إلى المستويات الخطيرة التي وصلها الفساد الإداري والسياسي بسبب حالتي "السيبة" والتسيب اللتين خلقتا وضعا شاذا يجتمع عنده الناهبون وضحاياهم . فالأولون يستعجلون النهب قبل الخراب وعيونهم إلى الخارج للإفلات والانفلات ولا يكترثون لما يلحق البلاد من خراب للمقدرات وتدمير لآمال الشباب . إذ كل همهم نهب الثروات وتهريبها . أما ضحايا النهب والتهميش فهم أيضا يولون وجوههم شطر الخارج ويركبون المخاطر هربا من وطن فقدوا شعور الانتماء إليه وإن كانت لهم بطائق الهوية وجوازات السفر . لقد أدت حالة التسيب واللاعقاب إلى حالة مخيفة من التكالب على النهب والتبذير والإفساد كما لو أن القوم "غزاة" البلد لا مواطنوه . إذ لم ينج قطاع أو مرفق أو صندوق إلا وامتدت إليه يد التخريب والنهب والإفساد . وللوقوف على هول الكارثة يمكن التذكير بالفضائح والفظاعات التالية :
ـ فضائح تجار المخدرات التي تم الكشف عنها عقب اعتقال بعض البارونات أمثال الرماش والشريف بين الويدان والشولي والعروسي وغيرهم ممن أفسدوا البلاد والعباد ، ولم يسلم من الفساد أجهزة القضاء والأمن والدرك . فقد سبق ونشرت أسبوعية "الأيام" عدد 246 شهادة أحد المسئولين الأمنيين في موضوع قضية "الرماش" أكد فيها أنه إذا ( اعتقلنا كل من تعامل معه ـ أي الرماش ـ فهذا يعني اعتقال كل مسئولي الشمال طيلة عقدين ) . والمسئولية لا تنحصر في حدود الشمال ، بل أبعد من ذلك كما دلت عملية اعتقال مدير أمن القصور الملكية عبد العزيز إيزو وعدد من الكولونيلات .
ـ عمليات إفساد انتخابات تجديد ثلث مجلس المستشارين التي جرت يوم 8 شتنبر الماضي والتي كشفت خطورة الظاهرة على المستويين التشريعي والحزبي .
بخصوص المستوى الأول فإن المفسدين لا يقضون فقط على ما تبقى من مصداقية المؤسسات التشريعية ، ولكن سيحولونها إلى بؤرة للفساد وحامية له ، ولا أدل على ذلك تآمر دعاة الفساد من النواب المستشارين على رفض ميزانية وزارة العدل انتقاما وتضامنا مع الفاسدين الذين طالتهم يد القضاء .
أما على المستوى الحزبي ، فإن تزكية الفاسدين والدفاع عنهم من شأنه أن يعطل مهمة الأحزاب في الإصلاح ويحولها إلى محاضن تؤوي الفاسدين وتحميهم . بل تتحول ، بيد الفاسدين ، إلى معاول اغتيال الآمال وتخريب النفوس .
ـ إن حجم النهب الذي تعرض المال العمومي يفوق 200 مليار درهم . وهذا المبلغ وحده أضاع على المغرب فرص توفير 34% من الناتج الداخلي الإجمالي لسنة 2001 ، وبناء 1757676 سكن اقتصادي ، إحداث 412450 منصب شغل . لكن للأسف الشديد لم تتخذ الإجراءات القانونية الصارمة ضد كل الفاسدين . وبسبب ذلك فإن دائرة الفساد والارتشاء آخذة في الاتساع حيث جعلت وضعية المغرب تتقهقر في الترتيب من 45 عام 1999 إلى المرتبة 79 عام 2006 . وترتب عن تحالف الفساد والنهب والارتشاء إلقاء ما لا يقل عن ربع المغاربة بين مخالب الفقر المدقع ، وحرمان الوطن من الاستفادة من الطاقات والكفاءات الشابة .
ومن الواجب التذكير بأن هذه الفئات الشابة إذا لم يتم إدماجها في النسيج الاقتصادي والاجتماعي ، فإنها حتما ستتحول إلى قوة احتياطية يستغلها خصوم الديمقراطية ومناهضو المشروع المجتمعي الحداثي . ذلك أن الأفواج المتزايدة من الشباب العاطل وأمثالهم من المهمشين والفقراء لن يظلوا يبلعون ألسنتهم ولن يستمروا إلى ما لا نهاية في مطاردة أحلام الهجرة إلى "جنان" أوربا وبراري أمريكا . هؤلاء ، وحين اشتداد اليأس ، سيتحولون إلى أمواج عاتية تزيد "الطوفان" قوة تدميرية تجرف قواعد الاستقرار وما راكمه الشعب من مكاسب سياسية وحقوقية على درب إرساء دعائم دولة الحق والقانون .
إن ما يُعدّه خصوم الديمقراطية وأعداؤها لن يترك ، ليس فقط أمامكم وحدكم ، بل وأمام كل الشعب المغربي أية فرصة لبناء مؤسسات ديمقراطية تمثل إرادته وتصون كرامته . إن هؤلاء الخصوم قد أجمعوا أمرهم وهيأوا " فُلكَهم" لركوب "الطوفان" الذي يتوعدونكم به ، لكن للأسف ستكونون ضحيته الأولى ولن تكونوا ضحيته الأخيرة . إنهم يُعدّون العدة ويهيئون "القومة" لبدء "الزحف" وتفجير "الطوفان" الذي يريدون به جرف كل حصن ووضع يدهم على مقاليد الحكم ومفاتيح السلطة . وأنتم بممارساتكم السلبية وحساباتكم الضيقة تعجلون موعد "الزحف" وانفجار "الطوفان" . ذلك أن إشاعة الفساد وتوسيع دائرة النهب يضع أولى العراقيل وأخطرها في وجه مشاريع الإصلاح والتنمية التي يضعها ملك البلاد ويهيئ لها . وبذلك فأنتم تصطفون ، أردتم أو أبيتم ، إلى جانب القوى المناهضة للديمقراطية والمتربصة بها . ولا يعتقدن أحد منكم أن دولة "الطوفان" ستؤويكم أو فُلْك "القومة" سينجيكم . فلا عاصم اليوم من "طوفان" التطرف والإرهاب والإجرام إلا بحب الوطن والتفاني في تنميته .





#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلاميون إذا ما هاجوا وماجوا
- هل نادية ياسين تجهل أن أباها يريد موالين لا محاورين ؟
- ندية ياسين تروج لبضاعة أصابها البوار 1
- الإدارة الأمريكية لا تجلب السلام ولا تنشر الديمقراطية
- زواج المسيار امتهان للمرأة وتقويض لصرح الأسرة
- ...الذين يسعون لتخريب الأسرة وهدم كيانها
- هل أصبح المغرب مشتلا للتطرف ووكرا للإرهاب ؟
- رسالة إلى وزير المالية والخوصصة
- تخليق الحياة العامة المدخل الرئيسي لكل تنمية حقيقية
- الذين يجرون المغرب إلى مستنقع فتن المشرق
- معاداة النظام لا تبرر مناصرة الإرهاب
- محامو الشيطان والاتجار بحقوق الإنسان
- الإرهاب والفساد وجهان لخطر واحد يهدد المغرب
- أحداث 11سبتمبر وإستراتيجية نشر الإرهاب
- حتى لا يتحول المغرب إلى جزائر ثانية 3
- حتى لا يتحول المغرب إلى جزائر ثانية 2
- حتى لا يتحول المغرب إلى جزائر ثانية 1
- بعد ست سنوات من الحكم ، الملك يبادر والحكومة تصادر 2
- لبنان مجال للحرب بالنيابة
- بعد سبع سنوات من الحكم ، الملك يبادر والحكومة تصادر -1


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - أيها السياسيون اتعظوا