أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيلفان سايدو - القيادة الكردية.. ساهمت في دفن المؤنفلين..














المزيد.....

القيادة الكردية.. ساهمت في دفن المؤنفلين..


سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)


الحوار المتمدن-العدد: 1785 - 2007 / 1 / 4 - 12:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


-1-
بإعدام الديكتاتور العراقي "صدام حسين" تم بالفعل طي سجله الشنيع، الحافل بالجرائم الفظيعة ضد الإنسانية، والذي حول الشعوب العراقية إبان فترة حكمه، إلى شعب من الأرامل واليتامى.. وبعد محاكمة لم تخل مجرياتها من الجدل والهزل، والتي استمرت زهاء 16 شهراً، قد تم تطوية صفحته بدفنه في المقبرة. بيد أنَ الذي لا يمكن تجاهله، ويستدعي تذكيره هو أنّ المطلع على التاريخ العراقي حيث يشكل التصادم الطائفي مقوماً أساسياً من مقومات ديناميكية الحياة السياسية والاجتماعية فيه. لهذا لم يكن من المستغرب أن تشكل هشاشة محاكمة الطاغية "صدام" وطريقة إعدامه بأيدي "فرق الموت الشيعية"، واختيار اليوم الذي تم فيه الإعدام، أولى أيام العيد وكذلك يوم العرفة، حيث أقدس الأيام لدى المسلمين، هماً ستأخذ بعداً ستؤثر سلباً على سمعة القضاء العراقي العريق، البعيد كل البعد عن الحسابات السياسية والانتقامات المذهبية، والذي أصبح من الآن يشكل إطاراً معاصراً للقضاء العراقي الحديث.
وإن سرعة محاكمته المجتزئة بهذه الطريقة لن تؤد إلى عراق جديد أفضل مما كان عليه سابقاً، والأمر نفسه ينطبق على إعدامه. فبعد قرابة أربع سنوات على الأعمال العنف، وبعد سقوط مئات آلاف الضحايا من العراقيين، من الصعب القول إن ثمة شيئاً تغير إلى الأفضل في البلاد. فضلاً عن أن عقوبة الإعدام قد لا تتوافق مع ولادة دولة على أسس القانون والديمقراطية. لأن نشر قيمَ الديمقراطية تتنافى تماماً وعقوبة الإعدام. مع الذكر من أنه لا أحد يشكك في صحة الجرائم التي ارتكبها صدام حسين بحق شعبه، فيداهُ مضرجتانِ بدماء ضحاياه الأبرياء، بيد أنّ إعدامه يعتبر سياسياً أمراً غير سليم؛ لأنّ موته لن يخدم مصلحة الشعب العراقي مستقبلاً بعد أن أصبح غير مؤثراً. بل على العكس من ذلك تماماً، إن إعدام صدام سيَؤجج من شدة التوتر بين الطوائف الدينية، وسيقف عائقاً أمام تحقيقِ المصالحة بينهم. لا بل أكثر من ذلك سوف يعطي لأنصار صدام فرصة استجماع قواهم، ليؤدي إلى مزيد من العنف.
وإذا ما نظرنا إلى الأمر على المدى البعيد، فسنجد أن كل المشكلات بقيت بلا حل؛ فالسنيون العرب سوف ينظرون إلى أنفسهم فيما بعد، كأقلية مذلة في العراق وانتصار الشيعة عليها. بينما الحكومة العراقية التي تجد نفسها تحت تأثير الدولة الجارة، وتحت رحمة القوى المسلحة الشيعية من جهة ومن الأخرى تحت ضغوطات الدول الغربية المتوافقة معها تكتيكياً في كل خطواتها، لا حول لها ولا قوة. أما المواطن العراقي فسيبقى عبثاً يبحث عن السلام لكن من دون جدوى.
-2-
لكن وبينما أمسى عمل القيادات الكردية المعتكفة في بغداد سر من أسرار ضعفهم السياسي على صعيد العراقي، والذي ظهر جلياً في مواقفهم حيال توصيات "بيكر-لي هاملتون"، فقد وصفها الرئيس مام جلال: بأنها انتقصت من السيادة العراقية، وهو ما ذهب إليه كذلك النائب محمود عثمان بقوله: إنها تجاهلت الكرد، وفي المقابل نعت نائب رئيس الوزراء د. برهم صالح: بأنها تتفق تماماً مع مصالحنا الوطنية !! وأنه رغم أن الوجود الرمزي للكرد في بغداد، إلا أنه لا يوجد أحد يملك الشجاعة الكافية ليقول لهم إنه ربما يرتكبون الخطأ من وجودهم العدمي هناك، وهو سيبدد نفوذهم رويدا رويدا في تنفيذهم لكل ما تملى عليهم.
لهذا نجد أنفسنا أمام مدى صعوبة تعريف المبادئ العامة التي من خلالها يمكن تبرير عدم تدخل القيادة الكردية في منع تنفيذ هذا الحكم بسرعتها هذه، والذي يتقاطع مع أرواح عشرات الآلاف المؤنفلين من ضحايا نظامه.
ولم يتوقف اهتزاز ورعونة مواقفهم عند ذاك، بل تعدى إلى تجاهل محنة ما تعرض لها مواطنونا الكرد على أيدي جلاوزة النظام البعثي المنهار، من حملات الأنفال والتشريد والقتل العشوائي والمقابر الجماعية.. الذي راحت ضحيتها عشرات الآلاف من المواطنين المدنيين العزل. عندما تركت مصير محاكمة "صدام" بيد الجماعات الشيعية التي سرعان ما حاكمت "صدام" على ضحايا قرية الدجيل الشيعية البالغ 148 شخصاً، ونفذت الحكم به في أحلك الأوضاع التي يمر فيها العراق. بينما لم يشر لا من قريب ولا من بعيد لمصير 180 ألف كردي مدني.
بل دعوا تنفيذ ذلك الحكم المتسرع دون مبالاة وأي اكتراث منهم، ليذهب "صدام" بأسراره إلى القبر. بالتواطؤ مع جلادين ملثمون. وإن لم يكن هناك التواطؤ، فكان هناك دعم مشين ومخزي لدفن قصة أفظع الجرائم الإنسانية، والتي لا تريد قادتنا أن نتذكرها ثانية. لأن ببساطة كل هؤلاء الذين ذهبوا ضحايا لحملات الأنفال كانت بترتيبات وأسلحة بريطانيا والولايات المتحدة لا غيرهما. بدليل أنّ الجيش العراقي استخدم قبل أكثر من ربع قرن الأسلحة الكيماوية ضد الجنود الإيرانيين.
والآن آن الأوان للقيادة الكردية أن تتنفس الصعداء ارتياحا بعد أن فقدت أخر أسلحة ما كان كانت تلوح بها، بمئات الآلاف من ضحايا الكرد. والتي ذهبت بدفن صدام إلى القبر.



#سيلفان_سايدو (هاشتاغ)       Silvan_Saydo#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضايا الفساد.. أرّقت القيادة الكردية عن مسار عملها..لذا فاتت ...
- كركوك، الماضي والحاضر
- تآكل المعارضة السورية.. وتحولها إلى الممارضة السورية..
- بعد تلك المحاكمة.. أصبح الأمر خياراً بين الصعوبة والكارثة..
- حقيقة مرة في العراق.. لاتروق لأحد الاعتراف بها...
- القيادة الكردية... خذلت شعبها..
- الحماس والغرب...يعبثان بحياة الفلسطينيين
- الانتقائية المحضة... عند المسلمين
- صور.. لمدى الشرخ الحاصل بين الغرب والشرق..
- تمهيدات… لتبرئة صدام..
- كل هذه المحاكمة العادلة.. وكل هذه الترجمة الفاشلة
- الكاتب.. الذي جسد صوت شعبه..
- مبادرة المصالحة الوطنية.. والحقائق الغائبة
- الشرق الأوسط الجديد...
- من كردستان إلى كردفان... والعالم العربي في حال كان..!
- المعارضة السورية بين عملها... وبين حسابات مموليّها
- العراق.. مسرح للمكايدات المذهبية
- إسلاميو الكرد بين إرهاب السياسة.. وعض الأصابع
- السياسة المقنعة.. بفلسفة الإسلام
- سوريا تغدو في عزلة مطلقة..


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيلفان سايدو - القيادة الكردية.. ساهمت في دفن المؤنفلين..