أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن صابط الجيلاوي - دورة إنتاج القتلة..الطاغية الأخير نموذجا...!














المزيد.....

دورة إنتاج القتلة..الطاغية الأخير نموذجا...!


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1784 - 2007 / 1 / 3 - 12:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



انتهت حياة الطاغية بالطريقة الدراماتيكية ذاتها لمسلسل القتل والسحل لحكام العراق وخصوصا في تاريخه المعاصر...والنواح العربي يعبر بكثافة عن عشق روحية الخضوع والاستلاب أمام القوي، نحن أمم جديرة بتلك المهزلة بان يحكمها الأقوياء عندما يحولون أعناقنا إلى ملهاه سواء عبر المشنقة أو بضع طلقات أو حتى بالبساطيل..هناك مستويات وأشكال متعددة لقطف الرؤوس لكن الجوهري هو تغييب الإنسان ببساطة لا حدود لها... تلك إرادة كان الحكام يعتقدون ان لهم وحدهم فقط الحق بممارستها أما أن تزحف باتجاه أجسادهم وأرواحهم فذلك بعيد حتما عن طيات تفكيرهم الرخو..لكن تراكم الحقائق أشعلت غواية القتل للزعماء وأكدت حضورها عراقيا..نحن نصنع الدكتاتور ثم نمل منه، نقوم بنزعة كسروال عتيق، ثم نستبدله بجديد ننفخ فيه حتى يتعملق ليواصل فن اللعب بدمنا...
رحل الدكتاتور بضبابية شبيهة بتلك التي أدخلته الحكم..الحالتان فيهما ذلك الباب المفتوح على شكل قاتل جديد سيسمن لاحقا وسيقدم لنا خطابا يجعلنا نخضع كأنثى شرقية في فراش الفحولة العربي..منذ عام 58 ونحن ننظر ونتسلى بهذا المسلسل الذي لا ينتهي، ولكن المأساوي اننا نحن الذين نتفرج بل الأصح نساهم بهذه المسرحية الشيطانية أول الضحايا ليس على صعيد تغييب الجسد بل فقرا وجوعا وتشردا..شعب بلا ماء ولا كهرباء ولا دواء ولا بصيص أمل..ولكننا كنا دوما في استعداد ونشوة لتبديل الهتاف ( بالروح بالدم نفديك...)، على استعداد في الكسل الفريد في عدم إنتاج حتى أبرة أو يشماغ خليجي ولكن شُطر وأذكياء في إنتاج هؤلاء، الصور تعلق في نفس الأماكن فقط السحن مختلفة وفوق هذه الصور خطاب لا ينتمي للعالم يأخذ شكلا قوميا تارة أو اسلامويا أو شيوعيا..لكن الجوهري واحد هو رخص تطلعاتنا وتسليم حريتنا طواعية إلى قتلة لا يرحمون...كان يكفي للذين يتباكون على صدام انه عاش حياة رخية بشكل استثنائي هو وعائلته وعشيرته وقريته وحيواناته لعقود طويلة في حين غاب شبابنا بالملايين وهم في أولى خطواتهم وحبوهم على طريق الحياة..أي دنيا عكرة صنعوها لنا ؟ العقل العربي هش وظاهرة صوتية يشوبها ذلك الخطاب الذي جعل منها منطقة مريضة ومتخلفة بشكل عجيب...!
لكن الأغرب هو حكامنا الجدد انهم لا يتعظون بل يسيرون كما يبدو في نفس دائرة هذا المستنقع الغريب..لقد اقتصروا تضحيات عظيمة لأمّة بشخص قائد واحد وبهتاف واحد يعبر عن( طينة) متخلفة هي الصاعدة في عراق اليوم لكي تنتج لنا دكتاتور جديد سنتغنى بأمجاده ثلاث عقود جديدة أو أكثر..عندها سنستبدله لكي نواصل هواية إنتاج دورة الجريمة..لم أكن أتصور يوما ان حكام بهكذا فقر سياسي وغباء غير قادرين على إدارة لحظة بسيطة وفارقة في تاريخ العراق كان لها أن تضع العدل فوق التفاصيل الصغيرة..لكن بحماقاتهم وضعونا أمام سؤال كان ولا زال حاضرا على مَنْ ستدور الدوائر....ومعها ستتطاير رؤوس بريئة ومجرمة على حد سواء لأننا أمم نهتف لكل أحمق...!؟؟؟
تحذير لكل من يلعب بمصير الناس ان النهاية كما شاهدتموها بسيطة للغاية وخصوصا في عراق اليوم حيث القتل والذبح..فوسط ذلك الخراب هناك لحظات حب يقابلها ببساطة حبل يلتف على رقبة سميكة قد يخاف عليها البعض من الأذى جلادين ومعدومين...!
تحسسوا رقابكم عندما تعملون منكرا...وخصوصا اللعب بحياة الآخر..فليس الدائم سوى وجه الله...فأمام اللحظات الرهيبة لن ينفع الندم ولن ينفع ان تكون جبانا أو شجاعا..كلاهما سيان ولن ينفع ذلك المبرر في تصوير مجرم على انه بطل.تلك قضية ستعيش إن وجدت للقادة العظام الذين أرادوا للخير أن ينتصر..!
عندما ترحل الهتافات والصور وفكرة تعظيم البشر وغطرسة القادة والشعارات والتمجيد الأجوف والشحن الفكري المتعدد الوجوه....عندما يكف الشعب في المستوى الأول عن ذلك..عندها نقول ان قادم العراق بخير..عداها هناك دكتاتور قادم جميل الطلعة والكلمات والشعارات..ومعها سيف سيقطف رؤوسنا باستسلام عجيب كما يفعل كل مرة..!
على أية حال نهاية طاغية أو مجرم تجعل العالم أكثر أمنا وجمالا...تلك حقيقة مادية صلدة هي هديتي لكل أولئك الذين حزنوا على غيابه الأبدي وقد يكون المؤقت أيضا إذا لم يتعظ البعض من حقائق التاريخ الرهيبة...!



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على سفيان الخزرجي ليوث..أما دمنا فوجهة نظر...!
- سعاد خيري* ومهارة تغييب الأقلية والمؤتمرات القادمة...!
- نهاية الدكتاتور ليست نهاية استسهال القتل....!
- عن أي اتحاد ثقافي يتحدث البعض..؟؟
- صالح المطلك وغوغائية ( البرلمانات ) العراقية...!
- العلم العراقي وإشكالية الولاء للوطن...!
- سؤال إلى مثقفي الارتزاق الجدد...؟؟؟!!
- الزرقاوي وصناعة الوهم...!
- البيشمركة تلك الكلمة الحلوة ولكن...؟
- عن النضال والصفة اللصيقة - المناضل
- كمال سبتي : موت لا يليق إلا بالفرسان
- مسرحية السلطة المضحكة...!
- سعدي يوسف عملاق عراقي لن ينال منه صغار السياسة وبائعي المواق ...
- رسالة مفتوحة إلى لجنة مبادرة مثقفي المهجر
- مُحمًّد مظلُوم - دائِماً ثمَّتَ بَرَاْبِرَة...!
- الصائغ مأساة وطن ولحظة مكثفة لمستقبل قاتم...!
- الحزب الشيوعي والتحالفات الجديدة (وفرارية) الأيام الصعبة...!
- الدكتاتور الذي لازال يحكمنا
- جلال الطالباني: رجل الحروب الكثيرة – الجعفري هدف طازج
- جريمة اغتيال الكاتب شمس الدين الموسوي


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن صابط الجيلاوي - دورة إنتاج القتلة..الطاغية الأخير نموذجا...!