أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود الوندي - صدام حسين دفع ثمن جرائمه














المزيد.....

صدام حسين دفع ثمن جرائمه


محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)


الحوار المتمدن-العدد: 1783 - 2007 / 1 / 2 - 10:52
المحور: حقوق الانسان
    


الثلاثون من شهر ديسمبر/ كانون الأول سنة 2006 سيكون يوما خالداً في تاريخ الشعب العراقي ، بل وفي تاريخ الانسانية جمعاء ، تكون بداية هذه السنة 2007 انتصار شعب المظلوم على ظالمه بأعـدام الطاغية صـدام حسين ، الذي أستحـق الإعـدام بحقه لأنه أرتكب جـرائم بشعة لا تعد ولا تحصى ضد شعبنا بجميع مكوناته ، كان سبب بكل آلامه ومصائبه ومعاناته طيلة السنوات الماضية الذي أعدم الآلاف من أبنائه بلا وجه حق خلال حكمه الجائر، لذلك يعتبر العراقيون بداية هذه السنة مع نهاية العهد المظلم في تاريخ العراق عندما وضع حبل المشنقة حول رقبة صـدام حسين،لانها اللحظة التي رسمت الفرحة على شفاه الأمهات الثكالى والأرامل واليتامى والمظلومين ، لحظة اخذ ثار كل شهداء العراق من قاتلهم وظالمهم وحافر قبورهم بدون ذنب اقترفوه، وهذه الفرحة العارمة التي كانت مجرد أمنية تطوف في خيالاتنا فقط ، لكن في النهايـة تحققت تلك الأمنية وحانت ساعة الحقيقة والقصاص ونفـذ حكم الشعب بالطاغية الذي كان يتصور نفسه أن لا إعصار يهز كرسيه مهما بلغت قوته ، والأدهى والأروع ما في ذلك أن المكان الذي أعدم صدام فيه هو مكان الذي وضع فيه ماكنة رهيبة لثرم البشر كانت ترمي لحوم العراقيين المظلومين بعد ثرم في نهردجلة لتكون طعما للأسماك وكانت أغلب تلك الأجساد لأخواننا من الكرد الفيلية الذين أحتجزهم صدام بعد أن سفرعوائلهم دون وجهة حق وتعديا على جميع الأعراف السماوية والدولية والقيم الإنسانية .

لقد كانت تلك الليلة من نهاية سنة 2006 طويلة قاسية ومملة على الشعب العراقي وهو يترقب تلك اللحظة بإعدام صدام حسين ، لأنه كان بانتظار هذا اليوم العظيم بنفوس صابرة ، وكان أمنيته أن يشاهد نهائية هذاالدكتاتورالذي ظلمه طيلة أربعين عاماً، كان الفرح مشعاً في عيون العراقيين الشرفاء، بينما كان الحزن مرتسماً على وجوه البعثيين وأصدقائهم وحلفائهم من العرب وغير العرب عندما سمعوا بإعــدام الطاغية .

ولم نستغرب من ظاهرة التباكي على الطاغية من قبل الحكومات العربية وغـير العربية والأحزاب القومية الشوفينية والأسلامية المتطرفة،واعلان بعض زعماءهم الحداد في بلدانهم ، وأقامة التعازي بالمصاب الجلل بدون حياء او خجـل وتجـرأهم على مشاعر الملايين من العراقيين ، لقد تخـشى هؤلاء الحكام ان تتكـرر التجربة معهم على يد شعوبهم المقهورة، إعدام الطاغية انما هي بمثابة ادانة لانفسهم قبل ان تكون للطاغية الذي تركهم ومصيرهم المحتوم (ان عاجلاً ام آجلاً ) ، اصبحـوا منذ اليوم يعيشون في كابوس قاتل لحين لحظة الاجل المحتوم، ولذلك فان هـؤلاء وامثالهم عملوا المستحيل من اجل ان لا يعدم صدام ، فيفلت من حكم الشعب العراقي والقصاص العادل ، ليس دفاعا عن الطاغية وانما دفاعا عن انفسهم .

وإما ما تسمى المثقفين والمحللين السياسين والتي امتلأت صرخاتهم ونباحهم عبرالفضائيات العربية والعالمية، ويعتبرون إعدام الطاغية إهانة للعروبة والأسلام لانه رمزعزتهم وكرامتهم،هؤلاء يعانون من مرض في العقول ونقص في الشعور، وخلل في نوعية الثقافة التي يحملونها ، وشلل في طريقة التفكير، وسرطان في وعيهم الثقافي والمعرفي .

كان الخبر أمر إعدام صدام حسين كالزلزال على صدور هولاء الرعاع الذين تستروا على جرائمه بحق الشعب العراقي ، ولم نسمع صوتاً واحداً من بين هولاء المنبوذين إزاء الجرائم البشعة الذي أرتكبه صدام حسين ضد الإنسانية وإعدام الاف من العراقيين من قبل جلاوزته بدون أية محاكمة عادلة كما هو معروف لدى القاصي والداني خلال حكمه الأسود ، ولا يذرف أحدهم دمعاً واحدة على ضحايا الآنفال وحلبجة واهوار وضحايا المعتقلات السرية وضحايا الأنتفاضة الشعبانية .

من الطبيعي أن تكون محتومة هكذا نهاية صدام ، متوقعة لأي مجرم و سفاح كبير، وليكن درس جديد وعبرة لكل الطغاة في العالم العربي والإسلامي، علىحكام العرب يأخذوا العبرة مما حصل لصدام حسين الذي انتهى ذليلاً بحبل المشنقة وإلى مزبلة التاريخ وبئس المصير، ومَن يستسخف بمقدرات شعبه ويستهين بكرامته و يصادر حريته ، فأن مصيره أولا و أخيرا سوف ينتهي مشابها بمصير الطاغية ، وهذا هو حكم التاريخ الذي لا يرحم مهما تجبر وتكبر الظالم، ومهما بنى ترسانة هائلة من الأسلحة وعسكرة المجتمع، فلا بد وأن ينال جـزاءه العــادل .



#محمود_الوندي (هاشتاغ)       Mahmmud_Khorshid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جانب من مشكلة الحكم والارهاب في العراق
- عبد السلام ملا ياسين وفكرته المنيرة
- هبوا لمؤازرة فنان الشعب فؤاد سالم
- فهم الديمقراطية والفيدرالية،جهل أم تجاهل لدى البعض
- مجرموا الانفال وشهوده مطلوب إحضارهم
- مشكلة الإرهاب في العراق
- ما هي الأنفال ؟ ؟
- تركيا ليست بقوة إسرائيل وكوردستان لا يشبه لبنان
- الصابئة المندائيين ومعاناتهم
- ثورة 14 تموز وقائدها الشهيد عبد الكريم قاسم
- الوجه الأخر للأرهاب
- كأس العالم ومحكمة صدام حسين
- العوامل المنشطة للأرهاب
- الحياة تقف على ساقيين ، الحرية والديمقراطية
- ما الجديد في الوزارة الجديدة
- حلبجة عروسة كوردستان
- نصرنا في وحدتنا
- شلت يد مؤنفلك يا صديقي علي أحسان
- مأساة تضاف الى مآسي الكورد الفيلية
- كم من الشعراء والأدباء والفنانين عانوا بعيداً عن وطنهم


المزيد.....




- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة
- تفاصيل قانون بريطاني جديد يمهّد لترحيل اللاجئين إلى رواندا
- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة
- العفو الدولية تحذر: النظام العالمي مهدد بالانهيار
- الخارجية الروسية: لا خطط لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إ ...
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة تلقيه رشى


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود الوندي - صدام حسين دفع ثمن جرائمه