أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق حربي - حذار من صناعة طاغية جديد في العراق!؟














المزيد.....

حذار من صناعة طاغية جديد في العراق!؟


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 1783 - 2007 / 1 / 2 - 09:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلمات
-148-
أرجح أن مناداة احد الجلادين بإسم (مقتدى) ثلاث مرات، في غرفة المعدوم صدام (السبت 30.12.2006)، أثار حفيظة الكثير من المتابعين، لمشهد شنق أعتى الطغاة، وإذ لم تتم المناداة بـ : عاش العراق أو الأمة العراقية أو الشعب العراقي على سبيل المثال، فممالاشك فيه تجعل تلك الصرخات الثلاث الحماسية، المحمومة إذا شئت، وكأن الكفاح المرير الذي خاضه الشعب العراقي ضد الطاغية، والقوى والأحزاب الوطنية والديمقراطية والإسلامية، وماسجلته من الرصيد الوطني عبر عشرات السنين، زائدا أنهار الدماء والدموع وصبر الأمهات والآباء، بما تضمن من التشريد والنفي والمطاردة وغيرها، كل هذا الكفاح الطويل العريض بدا وكأنه إختصر بشخص مقتدى لاغير، في لحظة إنجذابية غابت عن عقلاء الحكومة العراقية، فلم تسيطر على مشاعر حراسها وجلاديها، وكان الجميع قد صعدوا - وهو حق مكفول لكل من ذاق على يد الطاغية الموت والذل والهوان - إلى ذروى النشوة والسعادة المطلقة، بشنق بطل الحفرتين.
من جهة ثانية لايمكن لأي منصف للشعب العراقي عامة، إلا ان يضع تلك المناداة الإنجذابية والتهللية والتعبدية في صناعة طاغية جديد، - إبتداء من اللحظة المفصلية بإعدام طاغية قديم -، في خانة الإجراءات التعسفية والإقصائية لمجموعات عراقية، كانت ناضلت ضد النظام البائد وضحت، بغض النظر عن العرق والمذهب، لكنها أقصيت من نسيج الصيحة، عندما تغلبت تعاليم الطائفة لاتعاليم روح الشعب العراقي، الذي يحلو لنا دائما القول، أنه علم الشعوب الكتابة الحضارة وكيت وكيت، ويبدو أننا كنا جد مخطئين، إذ يجب أن نعلم أنفسنا أولا ابجدية أن ننادي بإسم شعبنا المظلوم ووطننا المستباح والممزق، قبل الأشخاص والزعماء والألقاب والعوائل!!
كذلك علا صوت المناداة الذي يؤشر لبداية صناعة طاغية جديد، على صوت العقل، وخطاب شعب عريق ذي إثنيات وأعراق ومذاهب، لم تسلم جميعا من غدر صدام ونظامه، حتى رشح من الموشور السياسي الراهن، أن لامعنى بعد مقتدى لأي كفاح عراقي، لامعنى لتضحيات الشهداء العراقيين على جسامتها، لابل أزيد من ذلك، أي على طريقة صراع العوائل والباشوات في الدولة العثمانية ومابعدها، بسبب تقاسم النفوذ والمناصب والثروات، بدا كأن شنق الطاغية إختصر بثأر شخصي بين عائلة الشهيد الصدر والطاغية الدموي، مايعني إسقاط حق الوطن الذي سلمه صدام للأمريكيين، بإعتباره القائد العام للقوات المسلحة العراقية، ناهيك بإسقاط حقوق الأيتام والأرامل والثكالى من العراقيات، بل وحتى الأرض والطبيعة العراقية التي لو كان لها لسان ناطق، لطالبت بحقوقها في هذا اليوم الموعود، إبتداء من تراب العراق المقدس الذي سيظل يعاني طويلا من سرطان اليورانيوم، وسموم الصواريخ الأمريكية التي أطلقت منها آلاف الأطنان على هذا الوطن العزيز، والطيور والحيوانات وكل نسمة هواء عراقية عذبة أشبعها صدام سموما وكراهية وبارود!
لايمكن بتاتا بعد الأحداث التي زلزلت العراق منذ تأسيس الدولة سنة 1921 ، حتى آخرها : انقشاع دخان صدام الأسود من سمواتنا، إلا أن نفكر بعمق وجدية في مستقبلنا، فإما إننا عبيد من طراز خاص لم نفهم درس صدام في الماضي، لذلك نحن على استعداد دائم، لكي ننقاد إلى شخص أو عائلة أو جاه أو منصب في الدولة، أو حتى إلى إيران إذا لم نجد من نعبده ويسوسنا بالسوط والكرباج، دون الشعب والوطن ومستقبله، أو أننا فهمنا الدرس جيدا وهضمناه وتجاوزناه وأصبحنا عقلاء نعرف كوعنا من بوعنا، وبدأنا نحكم أنفسنا بالعقيدة العراقية والوطنية العراقية، ونعمل على إحياء الهوية الوطنية.
بهذا لابغيره نتجنب صناعة طاغية جديد من طراز الصغير مقتدى، يأخذ بايدينا إلى الحروب والحصار والمغامرات والتشريد والنفي، وربما إلى عقد اتفاقيات مع الدول الإقليمية، اتفاقيات غامضة كما فعلها مقتدى في زياراته لسوريا والسعودية وإيران، وأن لانقبل بأقل من أن تكون دولتنا الجديدة دولة حقوق تكفلها الحكومة والدستور والمؤسسات، وأن تكون للإنسان العراقي منزلة مقدسة مرسومة بدقة دساتير الدول المتحضرة، التي إذا أصيب أحد مواطنيها بمكروه وهو سائح في دولة نائية مثلا، سرعان مايطير إليه وزير الخارجية ليحل مشاكله، أو يوفد من ينوب عنه لغرض حلها!
إبشروا لامقتدى يكون طاغوتا في العراق الجديد ولاهم يحزنون، بعد صناديق الاقتراع والانتخابات والدستور وحق الشعب العراقي في الحياة الحرة الكريمة، وطريق كفاح الأمة العراقية الطويل الذي إنتهى بصدام إلى حبل المشنقة.
1.1.2007
[email protected]
http://www.summereon.net/
http://www.summereon.net/tarikharbiweb.html



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مالمنظمة(هيومان رايتس ووتش) وقرار مصادقة محكمة التمييز بإعدا ...
- ناموا بالعسل ياعراقيين... نحل أمريكي يطارد الإرهابيين !!
- بوش القادم إلى عمان اليوم بمشروع جهنمي لتدمير ماتبقى من العر ...
- تشيني للسعوديين: نعلم بوجود دعم مالي خليجي للإرهابين في العر ...
- أغسطس وبرابرة
- عشرة في الحروب وعشرة في تيه البحر*
- عاشت الفيحاء وسقطت الجزيرة!
- إله السوق
- ملاحظات على برامج القناة الفضائية العراقية 2
- عجبا!!..وهل أن محامي الشيطان خصم شريف لضحايا الشعب العراقي!! ...
- الحكومة تؤثث مساجد الفلوجة (5 نجوم) لإسكان الإرهابيين وتأهيل ...
- إغلاق أنبوب النفط عن بغداد..هل بدأت المنازعات بين الفيدراليا ...
- قبل انسحاب القوات الإيطالية : انفجار في محل لبيع الموسيقى في ...
- لكينه ابنك لكيناه..مالكيناه خللي عينك بعين الله!!
- ملاحظات على برامج القناة الفضائية العراقية (1)
- بلد رفاعي!
- بن لادن جندي أمريكا الوفي!
- السمك مقابل الوقود!
- !!تمن أبو الكَمُل - من استراليا..البيض والدجاج التالف من ولا ...
- الشعوب العربية المضطهدة والزرقاوي وعقدة البطل القومي!!


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق حربي - حذار من صناعة طاغية جديد في العراق!؟