أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق الحاج - اعدام طائفيكي..!!















المزيد.....

اعدام طائفيكي..!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1783 - 2007 / 1 / 2 - 07:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في صبيحة عيد الأضحى قصدا..

ووسط كرنفال فرحة صدرية.. سيستانية ..برزانية.. كويتية.. إيرانية.. إسرائيلية.. أمريكية ..عارمة

تبارت الفضائيات في النقل عن "العراقية" صور مراسم تجهيز صدام للحظة الإعدام وعلى عجل فبدا الرجل المقيد اليدين والقدمين بمعطفه الأسود هادئا ..يتمتم بدعاء قصير .. ثم نقلت عن "بلادي" صورا لصدام بعد الإعدام وقد كسرت عنقه بوضوح و لطخ الدم وجهه وعنقه مما أثار استغرابي فلا دم عادة بعد عملية الشنق وفي المساء عرضت عملية الإعدام كاملة بما فيها الشهادة الأخيرة على خلفية طائفية منتصرة وبصمة واضحة لأتباع المقتدى..!!

ولا أدري لم خطر ببالي على الفور صور إعدام " نيكولاي شاوشيسكو " رجل رومانيا القوي بعد إعدامه على أيدي هبة رومانية متأمركة..!! رغم اختلاف الطريقة

لقد تشابه الاثنان صدام و شاوشيسكو في المعطف الاسود وفي أمور كثيرة فكلاهما كان قويا وصارما وبشكل فظ وقاس وله ضحايا كثر ولكن كليهما كان بانيا للدولة الحديثة في بلده ففي عهد صدام لا ينكر موضوعي يؤمن بالأرقام فقط أن الثورة العلمية و القدرة التسليحية والأمن ومحو الأمية ومستوى دخل الفرد قد حققا أعلى المستويات وكل هذا لا يشل مبررا مقبولا لما فعلا علاوة على أن الدور التاريخي والحلم القومي والأطماع الدولية و التصرفات غير المدروسة والقسوة المفرطة قد جعلت لصدام حسين التكريتي أعداء كثيرين..يسارعون إلى إعدامه ويفرحون بشكل هستيري ملفت للنظر ..!!

وأعتقد إن من كان يملك القرار والتوقيت في أمر الاعدام وغيره هو اللاعب الأكبر "أمريكا " وأما باقي اللاعبين فهم أقل من وصفهم كومبارس .

فأمريكا هي نفسها التي كانت وراء تحريض صدام على غزو إيران ولما تفرعن وبدأ يخرج عن الدور المرسوم هيأت له الطعم المناسب بغزوه الكويت وبالتالي تفننت في وضع سيناريو إيجاد المبرر الدولي لتحجيمه بحرب الخليج الثانية ومن ثم التخلص منه ، وهذا ليس من تأليفي بل من وثائق موثقة ترقد في مخازن العم هيكل وعرضها على الملأ ذات يوم..!!



وأمريكا قررت بذلك تنفيذ أول خطوات إستراتيجيتها الجديدة في العراق وهي إعدام صدام وفي يوم عيد الأضحى بالذات أولا.. لتوجه اهانة احتلالية متعمدة إلى الكرامة العربية جمعاء والى الحساسية الإسلامية والى المثل العدلية المتعلقة بحقوق إنسان معتقل بغض النظر عن التهم الموجهة إليه..

وثانيا ..تجاوز خط الرجعة في مصالحة مستقبلية محتملة بين الطوائف العراقية وبالتالي استمرار الاحتلال الأمريكي في نهب ثروات العراق بينما العراقيون منشغلون بعد ضحاياهم بالعشرات كل يوم من جراء السيارات المفخخة والعبوات الناسفة ..!!

والسؤال الذي يطرح نفسه..

لماذا تم الإعدام فجأة وعلى عجل قبل أن تكتمل فصول المحاكمة الهزلية الثانية "الأنفال " بعد المحاكمة الهزلية الأولى "الدجيل "..؟!!

هل كان هناك ..ما لا تريد أمريكا من أحد أن يطلع عليه وخاصة في فترة شهر العسل بين صدام ورامسفيلد..؟!!

وهل لما قاله طارق عزيز عن رغبته في طرح معلومة في غاية الأهمية في محكمة "الأنفال "علاقة بالتعجيل في الإعدام..؟!!



إن طوفان التساؤلات بعد إعدام صدام يجب أن تفتح عيوننا أكثر على العلاقة بين طهران وواشنطن وأنا شخصيا بت أعتقد إلى حد كبير بأننا معشر العرب ضحية وهم الاعتقاد بوجود خلاف بين الإستراتيجيتين الإيرانية والأمريكية في المنطقة وان وراء الأكمة ما ورائها ..!!

فزعماء الشيعة في العراق لم يلقوا بأنفسهم كاملا في أحضان البنتاجون إلا بعلم ورضا المرجعية الإيرانية..!!

وإيران لو أرادت مقاومة أمريكا وطردها من العراق لفعلت ولكنها في الحقيقة هي أكثر الأطراف استفادة في الوقت الحالي

وعلى كل طرف عربي أو فلسطيني يتعامل الان مع طهران بحسن نية أو بغيرها يجب أن يراجع خطواته ويتبصر ما يفعل إلا اذا كان يريد استبدال الاحتلال الأمريكي للعراق باحتلال فارسي طائفي..مقابل حفنة دولارات..!!

ولينظر الفلسطينيون الذين يأخذون الكوبونات السخية من ايران إلى ما يفعله مريدي إيران بالفلسطينيين في العراق والذين فقدوا أكثر من 180 برئيا دون ذنب سوى انهم رهائن فلسطينيين عرب في بلد النخوة و العرب..!!

وهذا ليس غريبا على عراق طائفي يبرطع الموساد فيه كما يشاء ويغتال العقول العراقية بحرفية عالية..!!

وهذا ليس غريبا على عراق يمنع في شماله التحدث باللغة العربية و يحرض بشدة على كل ما هو عربي..!!

وأقول بهدوء المؤمن و الواثق إلى أتباع أمريكا وإيران في العراق ..



إن من ينظر إلى تاريخ الحكم الحديث في العراق يجده للأسف مشبعا بعار ودم فمن اغتيال لفيصل وغازي إلى سجل لعبد الكريم قاسم إلى حرق لعبد السلام عارف إلى شنق لصدام ولا أظن إن أحدا يتوقع لكم نهاية أفضل مما سبق فانتبهوا..واتمنى إن تكونوا ساعتها في رباطة جأش ذلك التكريتي الذي سيحاكمه التاريخ بلا شك وينصفه أو يدينه بشكل أفضل من محاكماتكم المضحكة..!!

بالنسبة لي لم أخف حزني على اعدام صدام الذي أطلق عليه أصدقاء الامس أعداء اليوم "فارس البوابة الشرقية بهذه الطريقة وهذا التوقيت مع اني كنت متوقعا دائما ومنذ ثلاث سنوات إن تلعب أمريكا بهذا الجوكر المحروق للتخفيف من خيبتها الثقيلة في بغداد ..!!

أما بالنسبة للتصريحات المتفائلة من البعض عن ولادة عراق جديد وآمن بعد صدام فأقول

لقد أعدم باعدام صدام شاء الفرحون أم أبوا ذلك التسامح والسعي للمصالحة الذي لطالما تشدقوا به في المؤتمرات والمقابلات وسيسقط ضحايا كثيرون ابرياء لايقلوا براءة عمن قتلهم صدام يوما..وسيمر وقت طويل قبل أن يتعافى نخيل العراق من وباء الانتقام والحقد الطائفي البغيض .

وواهم.. واهم جدا من يتوقع من الطائفيين العراقيين أن عراق ما بعد صدام سيكون أفضل حالا من عراق ما قبله

لان المقاومة العراقية للأمريكان وزلمهم لم تكن مرتبطة برجل وإنما كانت ولا زالت مرتبطة بكرامة وعقيدة ووطن..!!

واني وكثيرين على ثقة من أن العراق الموحد العظيم قادم لا محالة..ولكن بدونهم .

وتبقى عبارة صدام الاخيرة الساخرة "هيه ..هيك المرجلة..!! " أبلغ عبارة قيلت في وجه زمن أمريكي وعربي رديء..!!



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صح النوم يا...
- ليش هيك..؟!!
- مفيش فايدة..!!
- الله لا يعطيكو عافية..!!
- امسك حرامي..!!
- رحماك..أيها النرجسي الكبير..!!
- ليس وقتا للبكاء..!!
- أيام السيد عربي..!!
- وردة..لبيت حانون
- هكذا هم..وهكذا نحن..!!
- ارهاب×ارهاب
- من المتعوس وتابعه..الى خايب الرجا
- ياخوفي..!!
- حج متأخر.. الى عشتار
- حد الله..ياوطن..!!
- أنا والعندليب
- أنا والعندليب!!
- أخ..يابلد كبونات..!!
- والله ..وكبرت ياسطى..!!
- مؤمر..!!


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق الحاج - اعدام طائفيكي..!!