أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - صدّامٌ ... أشهر شخصية في العالم















المزيد.....

صدّامٌ ... أشهر شخصية في العالم


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1783 - 2007 / 1 / 2 - 11:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدّامٌ لم يستطع أن يبلغ من الشهرة في حياته ما بلغهُ بإعدامه . أصبح موضوع حديث سكان العالم كله ، وليس المسلمين والعرب فقط .

سكان الأرض ، وهم لا يعرفون ما عاناه الشعب العراقي من نظام الطاغية ، يفلسفون عملية الإعدام فلسفة البطران الذي يده في الماء وغير دارٍ بحال مَن يده في النار ، ومن حقهم ذلك ، حسب مبادئ الحريات الشخصية وإستقلالية الرأي المأخوذ بها في القوانين والأعراف التي سادت منذُ القرن الماضي .

ألفُ مليون مُسلم ، منهم مئات الملايين من العرب ، يتجادلون في عملية إعدام صدام ليس بالتركيز على موجبات قرار الحكم أو شرعية صدوره من محكمة عراقية شرعية ، ولا للإفاضة في شرح الجرائم التي إرتكبها بحق الشعب العراقي بجميع إنتساباته القومية والدينية والمذهبية ، لا لإعلانه الحرب على الجارة إيران ولا غزوه للبلد العربي الكويت ولا لإستعماله السلاح الكيمياوي ضد شعبه من الأكراد في كردستان العراق أو الشيعة في الأهوار . الجدل لا يدور في هذه القضايا بل في مواضيع أخرى خُلقت في اللحظات الأخيرة من حياة الطاغية كان الغرض منها بقصد أو عن غباء سياسي رفع إسمه إلى أعلى مراتب الشهرة الشخصية .

تم تنفيذ الإعدام في اليوم الأول من أيام عيد الأضحى المبارك ( بالقياسات التي يتقرر فيها العيد في الدول ذات الغالبية السنية ) يوم كان زوار بيت الله الحرام من الحجاج المسلمين يؤدّون مناسك الحج ، ويعتبر يوماً محرّماً لإرتكاب القتل في شرع إجماع المسلمين . أما أنّ العراق لم يكن قد أعلن ذلك اليوم عيداً بل اليوم التالي ، إمعاناً في سياسة عزل الشيعة عن إجماع المسلمين وتكريس الطائفية ، فإنّ ذلك لا يُقنع أكثرية المسلمين بأن يوم إعدام صدام لم يكن يوم عيد . كما أن الحجة التي يسوقها البعض أنّ صداماً لم يكن يُراعي حرمة شهر رمضان أو أن إنقلاب الثامن من شباط وقع في اليوم الرابع عشر من رمضان ، و ما تبع الإنقلاب من مجازر دموية ، كل تلك لا تبرر أن نكون أيضاً مثله لا نحترم القيم الإجتماعية والدينية لغيرنا ، ومن هذا الباب لا نملك الحق في إختلاس وسرقة أموال الدولة كما يجري لآن بحجة أن أزلام صدّام كانوا سرّاقاً ، ولا أن نكون ظالمين على خلق الله الذين يخالفوننا لأنّ صدّاماً كان كذلك .

مراسيم تنفيذ الإعدام كانت رسمية محددة بحضور أشخاص معدودين تمت تسميتهم بأوامر وتوكيلات رسمية ، إلاّ أن الإنفلات من النظام كان حقيقة واضحة ، حيثُ عدم مراعاة حرمة الحدث ، ألا وهو الموت الذي يجب على الإنسان مهما كانت عقيدته أن يكون خشوعاً يذكر يوما سيأتيه فيه هو ليموت بسبب مثله أوغيره فتصعد روحه إلى بارئها للحساب . في هذه اللحظات الحرجة سُمعت عباراتٌ غير مسؤولة من بعض الحضور بإصرار وتكرار دون مراعاة لرجاء شخص آخر من الحضور بالكفّ عنها . هذه العبارات غير المسؤولة هي التي خلقت موضوع الجدل الذي يشغل العالم كله وبضمنهم المسلمين والعرب .

كانت عبارات الصلوات الخاصة بالمذهب الشيعي وذكر إسم الشهيد السيد محمد باقر الصدر ثمّ ( مقتدى ، مقتدى ، مقتدى ) . وهذه العبارات قد أسبَغَت على عملية الإعدام نعتاً غير الصفة المفترض أن تتميّز بها ، وهي مراسيم رسمية كما أسلفنا ، وهي عباراتٌ أطلقت على كلّ حال وإنتشرت عبر وسائل الإعلام إلى العالم كلّه ، والناس يفسّرونها كلٌ من وجهة نظره أو حدّ فهمه أو ماتقتضيه مصلحته .

يذهب البعض في تعليل عبارات الصلوات الخاصة بالمذهب الشيعي أن صدّاماً إنّما يُعدَم بإعتباره سنيّاً ، وليس بسبب صدور حكم الإعدام بحقه في قضية محددة إسمها ( مجزرة الدجيل ) . ويضيف هذا البعض أن هذه العبارة هي رسالة إلى كل السنة لكي يرتدعوا مخافة من لقاء نفس المصير . ويذهب أخرون إلى أنها رسالة موجهة إلى الأكراد تقول لهم ( نصّبنا محكمة برئاسة قاضٍ كردي ليحكم لنا على صدّام بالإعدام وها نحن الشيعة ننفّذُ به الحكم ، وقد نصّبنا محكمة أخرى برئاسة قاضٍٍ عربي ليحكم لكم على علي الكيمياوي بالإعدام فقوموا أنتم الأكراد بإعدامه ، فلنا الرأس الكبير لأننا الأكثرية ولكم الرأس الصغير لأنكم الأقلية . )

يذهب البعض لتعليل العبارة الخاصة بذكر إسم الشهيد السيد محمد باقر الصدر بأنّ صداماً قد أعدم إنتقاماً لقتله إياه لا بسبب الحكم الصادر بحقه في القضية المشار إليها فهل هذا ما أرادته السلطات حفاً .

أما عبارة ( مقتدى ، مقتدى ، مقتدى ) فقد وردت بشأنها تعليلات عديدة ، أولها سياسيٌ يقصد منها أنّ تنفيذُ الإعدام قد تمّ من قبل جماعة السيد مقتدى الصدر ، وأنهم موجودون في جميع مفاصل الدولة ومؤثرون رغم إنسحاب وزرائهم من الحكومة ونوابهم من مجلس النوّاب . وثاني التعليلات محاولة من الذي قام بالهتاف بالإعلان عن إنتمائه وولائه للتيار الصدري للتفاخر . اما التعليل الثالث فهو بإتجاه معاكس إذ أن الذي هتف إنّما كان موجهاً خطابه إلى صدّام شخصياً ليُطمئنه أن حياته التي ستنتهي في لحظات ستجعله ( مقتدى ) أي بمعنى ( إن كنت يا صدّام ستموت ، فكلّنا من بعدك صدّامٌ ) .

لا جدال في سمو منزلة جميع الأئمة الذين كانوا قادة الفكر الإسلامي من جميع المذاهب لما تركوه من تراث حضاري نفخر به ونفتخر بالإنتماء إليهم جميعا ، ولكن هل كنا بحاجة لمثل هذه الأعمال في تلك اللحظات ، ومَن الذي قام بها وما الغرض الحقيقي لهذا التصرّف ، فإن كان منا فتلك مصيبةٌ وإن كان شخصاً مدسوساً علينا فالمصيبة أعظمُ . إنها والله قد أضرّت بالقيم التي نؤمن بها وزعزعت الثقة بتلك القيم لدى الكثير ، وإن لهذا الفعل ظلالاً طويلة على العراق عامة وعلى الشيعة خاصّةً ، إن لم تقم الحكومة بإصادر بيان رسمي تستنكر به ما حدث وتحاسب مسببه .

إن ردود الفعل لدى معظم الدول العربية والإسلامية ستؤدى إلى جعل العراق معزولاً عنهم وضعيفاً تجاه الضغوط الدولية . وأنّ جهود المخلصين لبناء وحدة وطنية حقيقية قد أصبحت في مهب الريح رغم أن رجالات الحكومة يحلمون أن إعدام صدّام قد يخلق ظروفأً أفضل للتفاهم بين التيارات السياسية .

إنكم أيها السادة تحلمون ، فالمفروض أن تحتكموا إلى الشعب في إنتخابات مبكرة تحت إشراف كامل من الأمم المتحدة لتجاوز ما حدث في الماضي الذي أدى إلى سيطرتكم على الحكم دون أن تستطيعوا السيطرة على إستقرارالبلاد وضمان حياة وأمن أبناء الشعب .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحثُ عن الشرعيّة
- عودةٌ لقراءة أورول
- عَودةٌ اقراءة أورول
- بطلٌ شهيدٌ
- نحنُ نفرّقُ أنفسَنا
- حوارٌ في القضيّة العراقيّة
- وجهتا نظر
- أمريكا والمزمار السحري
- ليس دفاعاً عن بوش
- الشّعب
- الظلمُ ليس أبيضاً في أيّ حال
- الظلمُ ليس أبيضاً بأيّ حال
- الديمقراطية
- الديمقراطية والفدرالية
- عارٌ جهلُكُم أيها السادة
- الديمقراطية في التربية والتعليم والثقافة العامة
- الطبقة العاملة في الصّراع
- النظرية وأورول
- الحرص على العرض
- في الظلام تلمعُ عيون القط


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - صدّامٌ ... أشهر شخصية في العالم