أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميرة الوردي - وأزهر الشجر














المزيد.....

وأزهر الشجر


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 1782 - 2007 / 1 / 1 - 08:22
المحور: الادب والفن
    


كلما أمسكتْ القلم لتكتب شيئا ممتعا شجيا ، يعبرعن خلجات روح عاشقة ، وتجربة طريفة ، مرت هنا أو هناك ، يشذ بها القلم، فلا تستطع تدوين غير الهموم والآلام التي رافقتها منذ الطفولة ، فتكون النتيجة تمزيق الورق ومداده ، وكلما حلمت بجمال الربيع ونواره ونسيمه العليل ، طالعتها عيون جاحظات رعبا منذ بدء تشكيل الحكومات وصولا لعهد الطاغية صدام والتي ازدادت جحوظا في زمن الديمقراطية الموعودة ، بالرغم من سوء الحكومات المتعاقبة منذ نشأت الدولة العراقية الأولى ، وبالرغم من المحن التي مر بها الشعب العراقي على أيديهم إلا أنها لم تصل بسوئها ووحشيتها كما وصلت اليه دولة البعث أو حكومة البعث منذ8 شباط عام 1963 والى يومها هذا ، كثيرون يعتقدون إن بعض البعثيين لم تتلطخ أيديهم بدم الشعب ، في شباط المشؤوم هب كل البعثيين لنجدة الإنقلابيين ضد عبد الكريم قاسم ولم يكتفوا بالغدر به وبأفراد الحكومة بل أباحوا دماء كل من لا يقف معهم فاستباحوا دماء الشيوعيين أولا والوجوه والقوى الوطنية ثانيا ، لم يكن مجيئهم للحكم الا على الجماجم والدماء ، ولم تنته محنة فبراير إلا لتأتي غيرها وبنفس الأيادي . رمت القلم وجلست تفكر في الله ومخلوقاته وأسئلة كثار تحاورها . أيعقل أن تجري كل تلك الجرائم تحت سمعه وبصره ، فهو يرى كل شيء ، و يسمع كل شيء ، وبإسمه تطورت هذه الجرائم لا لتقتصر على الشيوعيين ومن يُتهم بموالاتهم بل لتشمل كل الناس ، ولتتشعب مسميات المجرميين المدعيين به تحت رايته وباسمه ، مالذي تفعله الأم لتحمي ولدها وزوجها وأخوها وابنتها ، وهي في دوامة تشتتها ، ارتفع الأذان ، مدت يديها الى الأعلى طالبة العفو والمغفرة لكنها تباطأت وامتنعت ، ليس هناك اثم في حياتها يستوجب أن تطلب غفرانه ، بل يجب أن يُطلب الغفران منها . تبحث عن ملاذ يحميها من غربة الروح فيها ،
أين مدفني سيصير ؟
في الوطن الروح غريبة هناك ، نيران الأهل مطفأة والغائبون لم يعودوا
وفي الغربة لا أهل ولا وطن
أفضتها قدميها الى متاهات روحها المعذبة ، طنين الإذاعات أتعبها ، لا فائدة ترجى من أصحاب القنوات المهوسة بالجنس والجريمة ، ُيلبسون الجلادين ثوب الفضيلة والدين أين هم وشعبها يعذب كل يوم ، لم يكفهم ما قام به جلادهم وأعوانه وأذياله بل أرسلوا رعاعهم ليحرقوا ويدنسوا كل الحرمات ، يكفرون هذا فيفجروا ، ويطعنون ذاك فيقتلوا ، فهم آلهة الموت ولا أحد يصدهم ، أبواقهم تنعب من الداخل وهيئاتهم تدنس كل عقل منفتح يحرقون الماضي والحاضر ولا يرتضون الا بأنفسهم بدائل عن الطغاة فهم واحد متوحد في قتل الأبرياء . نفضت عن نفسها آلامها فاليوم ستكون نهاية الطاغية وغدا سيكون بدء عام جديد لاطاغية فيه ، ستتصالح مع نفسها أولا ومع الآخر ثانيا فلا أجمل من الحوار المثمر ولا أبدع من القول المتنوع ، ستحاول أن تنسى الآلام لتستطيع الحياة بالرغم من طول زمان القهر الا أن في العمر بقية لعام جديد ، ستلغي كل القنواة الملغومة سُمّا ضد وطنها وأهلها ولا تسمح الا لقول الحق أن يداعب أسماعها ، ستترك كل شراب الا كأسا من ماء دجلة جاءها بعد غياب ستبتدأ به عامها الجديد .



#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أشعل النار فيها
- الندم الثاني
- سعد والله
- زينب والمسرح
- حكاية من زمن الموت
- مناجاة
- التلفاز
- الآن حان الدرس الأول
- الحب بعد الرحيل
- الندم الأول
- أعاصير
- تاريخ أسفارنا /الفارزة الأولى والثانية
- تاريخ أسفارنا / الفارزة الثانية
- في يوم ما
- صورة
- مكتبتي
- جنون
- لحظة من لحظات الحرب
- لاشيء يعدل الحرية
- المحبرة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميرة الوردي - وأزهر الشجر