أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء السورملي - كاكه حمه ويس وعجائب قصور الظالمين















المزيد.....

كاكه حمه ويس وعجائب قصور الظالمين


ضياء السورملي

الحوار المتمدن-العدد: 1782 - 2007 / 1 / 1 - 08:23
المحور: كتابات ساخرة
    


تعجب كاكه حمه ويس وذهل من كثرة قصور صدام وجاء تعجبه من هذا الرجل الذي كان ينام في تلك القصور وتخلى عنها لينام بعد هروبه في حفرة تشبه القبر لينتهي بعدها في سجن بقيادة وحراسة اميركية وعلى ارض وخلف قضبان عراقية . فكر كاكه حمه ويس ان يبحث في التاريخ عن قصور الطغاة والظلمة واسعفه البحث في بطون التاريخ بظالم اخر كان يحب القصور هو النعمان السائح وقصره المشهور الخورنق .

يخبرنا التاريخ عن حاكم ظالم يدعى النعمان السائح وقصته المشهورة مع مهندس قصره سنمار ، ان قصر الخورنق الجميل الذي بني على ضفاف الفرات قرب مدينة النجف ، لم يهنأ النعمان طويلا بقصره حيث تخلى عن الملك والقصر البهيج بعد ان زهد في الدنيا وهام على وجهه مبتعدا عن العباد بعد تنسك وزهده في الحياة الدنيا ولكن بعد فوات الأوان.

شعر النعمان الظالم القاتل بالندم والخيبة والعار والجبن بعد قتله مهندس قصره سنمار الذي بنى له قصر الخورنق البهي بتصاميم هندسية رائعة ويوصف القصر بان الأضواء كانت تتغير حوله من لون الى اخر في الصباح وفي الظهر وفي العصر فيبدو القصر ازرقا في الصباح وابيضا في الظهر واصفرا في العصر وكان بامكان سنمار ان يحرك القصر ويجعله يدور مع دوران الشمس ولكنه لم يفعل لانه كان يشك في ان الملك النعمان سوف يجحده و لا يجازيه اجره وفعلا فان الملك النعمان قد قتل سنمار على ما بناه بكل همه واخلاص وصار مضربا للامثال بخيانة النعمان وكل من على شاكلة النعمان من الحكام .

لقد صرف سنمار عشرين سنة من عمره في بناء قصر الخورنق حتى اكتمل البناء واصبح قصرا فخما يجلب الناظر اليه ويسر الساكن فيه ولكن النعمان ضرب مثلا للجزاء غير العادل حيث امر بقذف سنمار من اعلى القصر وبهذا فقد كرم النعمان سنمار بهذا الجزاء وما كان له اي ذنب سوى انه بنى له قصر الخورنق الذي يتباهى به العرب في تاريخهم .

ضحك كاكه حمه ويس عندما عرف ان القيادة الأميركية تسكن احد القصور الكبيرة في منطقة اشتهرت لاحقا باسم المنطقة الخضراء وهذا المجمع الهائل والضخم من القصور التي بناها صدام من اموال الشعب المسروقة كما ضحك كاكه حمه ويس كثيرا عندما عرف ان القيادة البريطانية هي الأخرى تسكن في اكبر مجمع للقصور ويسمى قصر السجود تيمنا باسم سجودة زوجة صدام .

يضحك كاكه حمه ويس كلما يسمع اسم قصور صدام لان الأميركان يعتبرونها مقرات لهم او منتجعات سياحية لجنودهم او ضباطهم او اماكن استقبال لضيوفهم . كما ان طارق عزيز يسميها وهو في زنزانة الأميركان بانها قصور الشعب ، صحيح انها قصور الشعب الذي جعلوا منهم دروعا بشرية في هذه القصور عندما بدأ القصف الأميركي على العراق قبل غزوه واحتلاله او تحريره حسب فنون المصطلحات السياسية اللعينة ، لقد جاء صدام بالفقراء الذين بنوا له قصوره وجعل منهم دروعا بشرية في محاولة منه لمنع العدو الأميركي المحتل الغاصب او الصديق المحرر من قصف قصوره .

اما القصور التي بنيت في تكريت في السنوات بين 1993 و2002 وبكلفة بلايين الدنانير العراقية، فهي تضم حوالي 76 قصراً تشغل مساحة كبيرة من الأرض على الضفة الغربية لدجلة ، هذه القصور بنيت على شكل تحف تاريخية وان من يطلع عليها سوف يندهش لبنائها ولكن نهاية صدام كانت مقابل هذه القصور في حفرة وضيعة هز كاكه حمه ويس وهو يردد شعرا مرتجلا بحق الطاغية صدام .

ايا صدام اين من نهايتك تلك القصور ...... وما حكم الفطيسة الا بقايا لغربان وطيور

عندما سلم القائد العسكري الاميركي القصور الى محافظ تكريت قال له في احتفال رمزي باعتباره ملكا للشعب العراقي ولكن الشعب العراقي رفض هذا القصر وقام بنهبه وتدمير معالمه احتجاجا على الظلم الذي عانوه من بنائه ورفضوا ان يكون هذا المعقل الظالم رمزا لهم . ربما هم على حق لان هذه القصور بنيت على مساحة شاسعة من اراضيهم المغتصبة دون ارادتهم .

يضحك كاكه حمه ويس مرة اخرى عندما يشاهد الصراع بين العديد من المسؤولين الحكوميين الجدد وهم يتصارعون على الأستيلاء على اي قصر من قصور الظلم المتبقية .

سمعنا ان احد القصور سوف يكون مركزا ثقافيا باسم الشاعر الكبير المرحوم محمد مهدي الجواهري ، ضحك كاكه حمه ويس ساخرا ومستغربا ومتسائلا وهل منح العراقيون الجواهري قبرا في العراق حتى يمنحوه قصرا من قصور صدام الذي اسقط عنه جنسيته ، وهل يرضى الجواهري ان يسكنوه وهو ميت في قصور الظلمة وهو القائل بحق العراق

ذممت مقامي في العراق وعلني ... متى اعتزم مسراي ان أحمد المسرى
لعلي ارى شبرا من الغدر خاليا .... كفاني اضطهادا انني طالب شبرا

يتصارع المسؤولون والقيادات الفخمة والضخمة على القصور اما المعدان فلا سقف لهم غير السماء ولا كوخ يلم شملهم غير الحصير والقصب والبردي في اهوار العراق ، ومن القصص الجميلة التي يرويها لنا كاكه حمه ويس كيف هدم الكرد قصور الظلم في جبال كردستان ومنها قصر رفض ان يسكنه القادة الكرد ، وكان احد هذه القصور يراه الناظر اليه من كل الأماكن المحيطة به في سولاف وسرسنك وبعشيقة وعين سفني لقد بني القصر على تلة عالية وفيها مهبط للطائرات المروحية ، لقد هدم الكرد قصر الطاغية لكي لا تبقى لهم اي ذكريات مع طاغية دمر قراهم وقتل ابناءهم وآباءهم . ويكمل كاكه حمه ويس سالفة القصور فانه يقدم لكم ملخصا بسيطا عن كل قصر على حدة بحث عنه في بطون الأنترنت وشده العجب من صور تلك القصور الفخمة وهو يهز رأسه ويقول لعنه الله على الحكام الظالمين .

قصر الموصل
بني هذا القصر على مساحة ميل مربع و أكمل بناؤه في 1994، ويعتبر المسكن الرئاسي الشمالي للرئيس العراقي . يحتوي هذا القصر على عدد من القصور والمساكن الهامة، ثلاث بحيرات وعدد من الشلالات

قصر تكريت
يغطي هذا القصر مساحة 2.5 ميلا مربعا ويقع على مسافة 90 ميلا شمال بغداد كما أنه يعتبر أحد أكبر القصور الرئاسية في العراق . ويحتوي هذا القصر على عدد من المزارع والقصور الصغيرة .

قصر بحيرة ثرثار
يقع هذا القصر على بعد 150 ميلا شمال العراق وقد أكمل بناؤه في نوفمبر/تشرين الثاني 1993. تبلغ مساحته 2.5 ميلا مربعا ويحتوي على عدد من القصور الرئاسية والمساكن الهامة

قصر الأعظمية
يعتبر من أهم خمسة قصور في بغداد. يقع هذا القصر على بعد 6 أميال من وسط المدينة ويطل على نهر دجلة. تبلغ مساحته 0.4 ميل مربع

واخيرا فان قصور الظلم لا يسكنها الا الظالمون. اما الذين ليس لهم حقوق واغلبهم من الفقراء هم الذين اغتصبت اراضيهم وجهودهم وراحتهم من اجل بناء هذه القصور التي لا تمثل الا عصر الظلم الصدامي والمرحلة التي تلت حكم صدام ، ويقول السيد محمد بحر العلوم في قصيدته الرائعة

كيف تبقى الأكثريات ترى هذى المهازل
يكدح الشعب بلا أجر لأفراد قلائل
وملايين الضحايا بين فلاح وعامل
لم يزل يصرعها الظلم ويدعو : أين حقى؟!

يا قصورا لم تكن الا بسعى الضعفاء
هذه الأكواخ فاضت من دماء البؤساء
وبنوك استحضروا الخمرة من هذى الدماء
فسلى الكأس يجبك الدم فيه : أين حقى ؟ !

من فقير الشعب بالقوة تستوفى الضرائب
وهو لم يظفر بحق ويؤدى ألف واجب
فعليه الغرم والغنم لسراق المناصب
أيسمى مجرما ان صاح فيهم : اين حقى؟ !



#ضياء_السورملي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعدام صدام عبر ودروس
- احزاب سقطت في مستنقعات مدينة الموت
- كاكه حمه ويس مع الحجاج في نقرة السلمان
- كاكه حمه ويس قاضي الشعب
- كاكه حمه ويس وحقوقه المسلوبة وآيات الله
- محمد البدري وداعا
- بيروت تحترق من جديد
- المعتوه بن لادن
- أبو شنيور في المحكمة
- الصابئة المندائيون - ملائكة السلام
- الدكتورة رايس أو السيدة تمنايه
- الزعيم الأبله
- المرأة العراقية
- معوقات تشكيل الحكومة العراقية
- هل ينجح وباء انفلونزا الطيور في انقاذنا ؟
- هل نجحت السياسة الأميركية في العراق ؟
- ستاتين الدواء المضاد للكوليسترول
- لا تناشديهم يا بيان
- التفاعلات السياسية والحروب وتأثيراتها على الأقتصاد الأميركي
- الملف النووي الأيراني الى أين ؟


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء السورملي - كاكه حمه ويس وعجائب قصور الظالمين