أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - ألعلاقة الجدلية بين الدمقراطية والرأسمالية














المزيد.....

ألعلاقة الجدلية بين الدمقراطية والرأسمالية


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 1781 - 2006 / 12 / 31 - 11:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


على الماركسيين في عصرنا الحالي، وخاصة الذين يحبون الاستشهاد بماركس مستمدين منه فقط احكامه على الماضي، ان يتعلموا ويستفيدوا ويجددوا من خلال معرفتهم التطورات الحاصلة في مجتمعنا الحاضر، ومن خلال الفهم الثوري الملتزم للماركسية، ان يعرفوا وسائل وطرق صنع المستقبل، عندها فقط تستطيع الاحزاب الاشتراكية والشيوعية ان تضع امام الطبقة العاملة امكانيات إحداث التغيير الثوري في المجتمع، وان هذه الطبقة التي تكون الغالبية في المجتمع الرأسمالي تستطيع وقادرة على "مهاجمة السماء" كما قال ماركس. وكان يعني بأن النضال الطبقي لا يمكن ان يلقى النجاح دائما، فقد يحدث الفشل ويتكرر، ولكن على القوة الثورية ان تجدد المحاولة دائما لكي تستطيع ان تصنع التاريخ.
وهذا ما ذكره في البيان الشيوعي حيث ذكر بان تجربة بناء الاشتراكية قد تفشل مرة او اكثر ولكن تنتصر في النهاية، ولذلك فشل بناء الاشتراكية في روسيا يجب ان لا يدفع بالماركسي الحقيقي على ترك سلاحه الفكري بل ان يطوره بما يتلاءم ومستجدات الحاضر على مستوى عالمي ومحلي.
فتفاوت التطور الرأسمالي بين هذه الدول او تلك، بين هذا المجتمع او ذاك، يفرض على الاحزاب الثورية ان تتبع تكتيكا واستراتيجية يتلاءمان مع التطور الخاص لهذا المجتمع ولكن يتوافق مع التطور العام للانسانية، كتب ماركس يقول: "قد يكون من السهل جدا صنع تاريخ العالم لو كان النضال لا يقوم الا ضمن ظروف تؤدي حتما الى النجاح".
ففي عصرنا الحاضر، حيث يسيطر الاعلام الغربي، الرأسمالي، هناك ممارسة مدروسة، تهدف الى وضع نهاية للاعلام الحر الثوري التقدمي. لقد كتب إغناتيو راموني عن الولايات المتحدة "هذه منشأة اعلامية تكسو المعمورة كنسيج العنكبوت"، تستغل منافع ترقيم الاشارات وتطالب بمد شبكات تشمل جميع خدمات الاتصال، وتساعد خصوصا على ربط ثلاثة ميادين تقنية ببعضها البعض، الكمبيوتر، الهاتف والتلفزة التي تتوحد في وسائل الاتصال المتعددة والانترنت.
هذا هو السبب في ان الولايات المتحدة (المنتجة الاولى للتكنولوجيات الحديثة ومقر اهم الشركات العالمية للاتصال تضع من اجل عولمة الاقتصاد الحر والسوق الحرة وزنها كله في كفة ميزان، لكي تصل الى ان تفتح كل من البلدان حدودها ليغطيها "نهر الاعلام الحر" "(الرأسمالي، العدواني والاستهلاكي)، وسائل الاتصال والتسلية للولايات المتحدة الامريكية".
من هذا المنطلق مهم جدا الحفاظ على الوعي والفكر والاعلام الحر الثوري التقدمي من خلال استغلال التطور العام لتكنولوجيا الاتصال ومن خلال المحافظة على الفكر الماركسي، وربطه بمستجدات التطور الانساني، ومن خلال ممارسة النشاط السياسي الطبقي المثابر في ظل فهم العلاقة القائمة بين الدمقراطية بوجه عام والرأسمالية.
الظروف التي يستحيل فيها على الطبقات المظلومة ان "تحقق" حقوقها الدمقراطية هي في ظل الرأسمالية ظروف عادية لا حالات منفردة، بل تظاهرة نموذجية. وانتخابات الولايات المتحدة الاخيرة هي اكبر مثال على ذلك. فأي تغيير في السلطة بين كلا الحزبين المتنافسين لن يغير شيئا بالنسبة لوضع الفقر والبطالة والتمييز العنصري الذي يعاني منه المجتمع الامريكي لأن كلا الحزبين في النهاية يمثل طغمة رأس المال العسكري والمالي في امريكا.
ولكن الماركسي الحقيقي في هذه الظروف عليه ان لا يقول اذًا لا داعي الى الدمقراطية او لا داعي الى المجتمع المدني العَلماني او الى الجمهورية.
هذا الموقف خاطئ فالماركسي الحقيقي يعرف بان الدمقراطية لا تقضي على الاضطهاد الطبقي، ولا تفعل غير ان تجعل النضال الطبقي اكثر اتساعا وسفورا وحدّة، وهذا بالذات ما نريده، وبقدر ما يكون نظام الدولة، أي دولة، اوفر دمقراطية بقدر ما يتضح للعامل ان اصل الشر هو الرأسمالية وليس الحرمان من الحقوق. وبقدر ما تكون المساواة في الحقوق بين القوميات أتم واكمل (ولن تكون كاملة بدون حرية الانفصال وتقرير المصير)، وبقدر ما يتضح للعمال من ابناء الأمة المظلومة ان السبب يكمن في الرأسمالية وليس في الحرمان من الحقوق.
بقدر ما تكون حرية الطلاق أتم واكمل، بقدر ما يتضح للمرأة ان مصدر "عبوديتها البيتية" هو الرأسمالية وليس الحرمان من الحقوق وهكذا دواليك.
من هنا فالنضال المرحلي للقوى الدمقراطية الثورية في العالم العربي يجب ان يتركز، حول ترسيخ القيم الدمقراطية العَلمانية ومحاربة كل المفاهيم السلفية الرجعية من خلال فصل الدين عن الدولة، لأن على الماركسي ان يقتنع بان هذه الردة الدينية الحاصلة في المجتمع العربي هي موجة عابرة تعكس الظروف الصعبة والاضطهاد الذي يعيشه الانسان العربي.
فكما كتب ماركس "ان التشدد الديني هو من ناحية تعبير عن تشدد حقيقي موجود في الحياة وهو من جهة اخرى احتجاج على هذا التشدد. انه تنفس المخلوق المضطهد، هو روح عالم بلا قلب واحساس بالاوضاع الاجتماعية القاسية التي لا تمتلك أي احساس".
من هنا دور الماركسي، النضال من اجل تحقيق جميع الحقوق الدمقراطية وحتى لو كانت نسبية في ظل النظام الرأسمالي وتربية الجماهير الواسعة وتجنيدها بروح هذا النضال.
فالانتقال الى الاشتراكية كمرحلة تاريخية جديدة للتطور الانساني مستحيلة بدون الدمقراطية بمعنيين:
"1. لا يمكن للبروليتاريا ان تقوم بالثورة الاشتراكية اذا لم يهيئها لذلك النضال من اجل الدمقراطية.
2. لا يمكن للاشتراكية الظافرة ان تصون انتصارها وتقود البشرية الى اضمحلال الدولة، بدون تحقيق الدمقراطية الكاملة، وبدون التقارب والاندماج الطوعي الكامل بين الامم".

ألمراجع:
1. بصدد الكاريكاتور عن الماركسية وبصدد "الاقتصادية الامبريالية"- لينين.
2. ضد التحريفية دفاعا عن الماركسية- لينين.
3. ما هي العولمة- اولريش بك.

(كفر ياسيف)



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنصار الدولة الكهنوتية الاسلامية
- عملية السلام وبسيخوزا المجتمع الاسرائيلي
- دور اليسار في مكافحة هيمنة رأس المال
- البديل الإنساني الوحيد
- ألصهيونية المسيحية - دين في خدمة العنصرية ورأسمال
- ألثورة العلمية والتناقضات بين العمل والرأسمال
- حول الطائفية والعودة إلى السلفية
- علمنة التراث ودمقرطة العالم العربي
- إمبراطورية الشر - من وجهة نظر ماركسية
- بعض ملامح مملكة الحرية - مجتمع المستقبل


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - ألعلاقة الجدلية بين الدمقراطية والرأسمالية