أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - العام الجديد والجديد في حياة العراقيين














المزيد.....

العام الجديد والجديد في حياة العراقيين


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1780 - 2006 / 12 / 30 - 12:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عام جديد آخر يمر على العراقيين الذين مازالوا موزعين بين الشتات وبين الهم الداخلي والمأزق الذي أُدخلوا فيه بطريقة لم تكن على البال كطريقة المجزرة المتواصلة والقتل السادي وإقحام الدين أولاً والطائفية ثانية ومحاربة الاحتلال باسم القومية والوطنية ثالثاً في تبرير هذه السادية والقتل وهو الجديد المتنوع الذي كان العراقيون يتوجسون منه ولعل التوجس منه يعيد ذاكرتهم إلى الماضي حيث كانت هذه المجزرة تدار وفق التهديد المبطن والعلني لشل الوعي وتطويع الإرادة وجعلها مطيعة منكسرة منزوية ترتعب من الظل " انتبه للحائط آذان " الذي زرع الرعب والقلق والخوف من المصير المنتظر الذي يقبع في الزنانين والمعتقلات وأقبية الأمن والمخابرات والفرق الحزبية والجيش الشعبي وفدائي صدام وفرق الإعدام والاتهام بالخيانة كمدخل لتصفية فورية فردية وجماعية .. الذاكرة تعيد ذلك المسلسل الدموي وفق قوانينه وتشريعاته البعثصدامية في رؤيا أخرى تتمثل في " انتبه سيارة مفخخة ، عبوة متفجرات، حزام ناسف، أو قنبرة هاون أو اغتيال وخطف والتحضير للفدية " تحت أغطية المنظمات الإرهابية السلفية والمليشيات المسلحة الأصولية وتحتوي الفلول الباقية من البعثصدامي والمافيا الجديدة التي تكونت وتقسمت ودعمت من الداخل ومن الخارج وما دام الغرض يحقق الهدف المرسوم الذي كرس الرعب والخوف والقلق سابقاً ولاحقاً بطريقة جديدة ووفق الجديد المبتكر الذي يحقق تثبيت الاتجاه في العنف الذي يوجه للفرد والمجموع على السواء وهو يخدم سياسة دفع الناس إلى الانكفاء والإحباط واليأس وبالتالي جعلهم سلبيين غير منتجين وهو هدف شرير يريد أن يجعل من البلاد صحراء قفر لا نبت ولا زرع فيها أو خرائب لمدينة أصابها الجذام والطاعون وعند ذلك يتحقق هدفهم الذي يعتقدون بأنهم سيعيدهم للسلطة في ثوب جديد لحرث بشري جديد وقتل جديد ولتتكرر المأساة لمزيد من الشواء البشري، مزيداً من الأيتام والأرامل والمعوقين، مزيداً من الجوع والأمراض وانتشار الآفات الاجتماعية مزيداً من النهب والسرقة .. مزيداًً.....
عام جديد والعراق مازال تحت نير القوات الأجنبية يدفع فدية الدم والنهب والضياع بحدوده المخترقة التي يتسلل من خلالها المجرمين شذاذ الآفاق وجيرانه الذين يخافونه ويمنون النفس أن يبقى على حاله ونزيفه والفوضى التي ألمت به حتى لا تنتقل إليهم العدوى وألسنة حال البعض منهم تتوجه بالدعاء للنجاة وإبعاد المكروه والداء الذي ابتلى به.. وبينما العراق يستقبل أعياداً تحمل روح التسامح والحب وترفض البغضاء والكراهية والحقد والاستعلاء ، عيد الأضحى المبارك ، أعياد الميلاد المجيدة وعيد رأس السنة الجديدة وبدلاً من كل هذا المخزون الإنساني الفريد في تكويناته استقبلته السيارات المفخخة والتهجير المتبادل على أساس طائفي وتوسيع رقعة التفجيرات ضد المواطنين المسالمين واستمرار المجازر والجثث المحترقة لتزيد الأحزان حزناً جديداً . ولتفاقم الألم بآلام جديدة ، ولتضاف إلى المقابر الجماعية آلاف الجثث غير المعروفة.
عام جديد وتساؤلات مريرة ملحة تطرح على كل أصحاب الضمائر الوطنية المخلصة من العراقيين أولاً وآخراً
ــ هل سيستمر نزيف الدم إلى ما لا نهاية ؟ وتبقى البلاد في حالتها المأساوية ؟ من هو المستفيد والرابح ؟ الم يحن الأوان للعمل الجماعي لإنقاذ ما تبقى لكي تنتصر إرادة الخير على الباطل ؟ ويكون العراق العظيم عراق الإخاء والتآخي القومي والديني لكل العراقيين الخيرين وينأى شبح الحرب الأهلية الطائفية عنه وتحل المليشيات المسلحة غير القانونية ويحاسب الذين تلطخت أيدهم بدماء الأبرياء وتتحقق مصلحة العراق بالمصالحة الوطنية الحقيقية ويتحرر من آخر جندي أجنبي وان يكون القانون والعدل أساس الحكم والحرية والديمقراطية معياراً للتعامل والتنافس الأخلاقي الملتزم بالروح الوطنية والمسؤولية الخيرة.
كلنا أمل في العراقيين النجباء ومساعيهم ووحدتهم أمام التحديات العديدة الهادفة إلى تمزيقهم وتمزيق وطنهم ونحن على ثقة تامة أن إرادتهم الوطنية الخيرة ستنتصر في النهاية وستهزم كل فلول الظلام والحقد الطائفي والأشرار الحاقدين والمتربصين في الخفاء.
عام جديد وعسى أن يكون الطريق إلى أعوام قادمة يعم السلام والأمان والوئام والبناء والاستقلال الكامل غير المنقوص فيها..



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر المصالحة الوطنية والمصالحة الحقيقية
- الأستاذ سفيان الخزرجي والنقد الموضوعي
- مقترحات من أجل انتظام انعقاد جلسات البرلمان العراقي
- الكورد الفيلية فقدان الحقوق وعدم رد الاعتبار كمواطنين عراقيي ...
- محنة الفلسطينيون والعراقيون في العراق محنة مشتركة
- الحوار المتمدن في انطلاقته الخامسة
- الأيدي المكتوفة.. وماذا بعد ذلك؟
- وحدة الشعب العراقي هي الطريق الأسلم لوحدة العراق
- قدرة الدولة على إيقاف قتل البرياء في العراق
- مذكرة التحقيق أو التوقيف الصادرة بحق الشيخ حارث الضاري
- الديمقراطية في البرنامج والنظام الداخلي للحزب الشيوعي العراق ...
- ضرورة إنجاز التعديلات على الدستور العراقي الدائم
- أين المشكلة ؟.. وان فاز الحزب الديمقراطي بأغلبية مقاعد البرل ...
- الأزمة والحرب الأهلية الطائفية
- رؤيا في العبور
- حزن عراقي متواصل
- الشرقية والزمان والاصطياد في المياه العكرة
- الجيش القديم وعقدة تسليح الجيش الجديد والقوات المسلحة العراق ...
- هل يحتاج العراق لدولة دينية سياسية؟
- وأخيراً مرر مشروع الأقاليم


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - العام الجديد والجديد في حياة العراقيين