أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - قراءة أولية في لقاء عباس - أولمرت















المزيد.....

قراءة أولية في لقاء عباس - أولمرت


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1778 - 2006 / 12 / 28 - 12:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن القراءة الأولية تشير إلى أن النتائج المتحققة من لقاء عباس - أولمرت, لم تخرج عن أي نتائج جدية تلامس ما هو جوهري من قضايا الشعب الفلسطيني ، إنهاء الإحتلال, عودة اللاجئين, الإستيطان, الجدار, الأسرى, القدس, ....الخ, وبالتالي لا يمكن لنا أن نصف هذا اللقاء, إلا أنه لقاء علاقات عامة وجاء متسرعاً بدون أية أجندة أو جدول أعمال، وإستجابه لضغوط خارجية دولية أمريكية بريطانية وعربيه مصريه - أردنيه , فرغم ما قيل وأشيع عن هذا اللقاء بأنه بناء وإيجابي وهام, إلا أن ما تمخض عن هذا اللقاء , لم يخرج إلا بما يقول المأثور الشعبي" تمخض الجبل فولد فأراً" فمهما حاولنا أن نجمل أو نضخم النتائج المتحققة من هذا اللقاء, فلن تخرج عن الإطار الشكلي الهامشي والثانوي, فعند الحديث عن الأسرى, وهم أحد القضايا الجوهرية لشعبنا الفلسطيني, نرى أن الحديث يجري عن عدد يتراوح ما بين 20-30 أسير من أصل أحد عشر ألف أسير, وطبعاً بعد أن يدقق جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك", وإدارة مصلحة السجون الأسماء ومدد الإعتقال, لنجد في النهاية, أن من يجري الحديث عن إطلاق سراحهم, هم من أصحاب الأحكام الخفيفة أطفال ونساء, ولم يتبقى لهم من محكومتيهم سوى بضعة أشهر على أبعد تقدير, ومسألة إطلاق سراحهم والتطبيل والتهليل و التزمير حولها, ليس ذو معنى أو قيمة, ففي أحيان كثيرة, فًإن حالة الإزدحام والاكتظاظ في السجون, تدفع بإدارة السجون لإطلاق سراح عدد من الأسرى من ذوي الأحكام الخفيفة، بدون أن يرتبط ذلك بقمة أو غيرها, والذي يريد أن يبدي بوادر حسن نية حقيقية, أو يبني جسور ثقة , فهو يدرك ويعرف تماماً أن هناك العشرات من الأسرى الفلسطينيون، قد مضى على وجودهم في السجون الإسرائيلية أكثر من عشرين عاما, وإن إطلاق سراحهم, هي إحدى الأولويات للشعب الفلسطيني, وهنا الإختبار الجدي والحقيقي لما يسمى ببوادر حسن نوايا, وليس إطلاق سراح عدد من الأطفال والنساء, ممن لم يتبقى على محكومتيهم سوى بضعة أشهر, أما عند الحديث عن أموال الضرائب الفلسطينية, المحتجزة أو المسطي عليها من قبل الإحتلال الإسرائيلي, فهي تتجاوز أكثر من ملياري دولار, وما سيتم الإفراج عنه من فتات فهو مرتبط بأجندة وأهداف سياسية,ومحاولة إسرائيلية لإرباك الساحة الفلسطينية, وإدخالها في صراعات داخلية, فنحن نعلم أن الرباعية والإتحاد الأوروبي, قد دعوا الإسرائيلين أكثر من مرة للإفراج عن أموال الشعب الفلسطيني المحتجزة, وهي بالتالي حق وإستحقاق للشعب الفلسطيني, وليس منة أو كرم من إسرائيل, بل أريد لهذه الأموال أمريكياً وإسرائيلياً هدف ودور سياسي يتعارض مع كل الأعراف والمواثيق والإتفاقيات الدولية, أما المصيبة الكبرى والكذبة الأكبر فهي حول إزالة العشرات من الحواجز العسكرية, والتي تزيد عن خمسمائة حاجز وأغلبها ليس له إرتباط بأي نواحي أمنية, وخصوصاً بعد إقامة جدار الفصل العنصري, بل له علاقة بالذهنية الإسرائيلية, التي تتلذذ بإذلال الفلسطينيين, وفن إخضاعهم وتركيعهم وتحويل حياتهم الى جحيم, حيث أن ما يجري الحديث عنه هنا, هو إزالة أكوام"الطمم"، التراب عن بعض مداخل المدن أو القرى, أو فتح شارع هنا أو هناك على أن يستعاض عن ذلك, بحواجز طيارة, و بالتالي يكون الوضع كما يقول المأثور الشعبي" كأنك يا أبو زيد ما غزيت", والحديث عن تسهيل حركة الشاحنات وإدخال البضائع إلى إسرائيل له علاقة بالسوق وفائدة الإقتصاد الإسرائيلي, أكثر ما هو حاجة فلسطينية, إذاً هذا هو جوهر القضايا التي خرج بها اللقاء, في حين قضايا جوهرية مثل عودة اللاجئين والإستيطان, تهويد القدس وعزلها, وهدم المنازل فيها بشكل يومي, والأسرى , وإحترام القوانين والمواثيق الدولية, لم يلتزم الجانب الإسرائيلي بأي منها, فمثلا قضية إطلاق سراح الفلسطينيون, ربطت بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المأسور" جلعاد شاليط" وتم إحالة هذا الموضوع إلى لجنة إسرائيلية- فلسطينية مشتركة لكي تحدد المعايير, هذه المعايير التي جلبها لنا أوسلو, سيعرف الإحتلال كيف سيماطل بها جيداً فإسحاق شامير" رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق قال سأفاوض الفلسطينيين مئة عام, دون أن أقوم بأي إنسحاب, والإسرائيليون سيخرجون علينا بشروطهم وإشتراطاتهم المعهودة, لا لإطلاق سراح أسرى 1948م, لا لإطلاق سراح أسرى القدس, لا إطلاق سراح أسرى" ملطخة أيديهم بالدماء" ولا ولا ولا, و هكذا دواليك بدون أية نتائج عملية, والمشكله ليست عند الإحتلال وحده, فهناك البعض في الساحة الفلسطينية يستمرىء التفاوض من أجل التفاوض, ونحن لسنا ضد عقد اللقاءات أو التفاوض , بل نحن نريد تفاوضا من أجل قضايا جوهرية وأساسية وفي مقدمتها إنهاء الإحتلال ، عودة اللاجئين ، إنهاء الإستيطان, وإزالة جدار الفصل العنصري, وإبطال وإلغاء كل إجراءات عزل القدس وتهويدها, وإطلاق سراح الأسرى دون أية قيود وشروط ، وبالتالي لا نريد قمم علاقات عامة, أو إستجابة لضغوط وإملاءات خارجية, فالكل يذكر ويدرك جيداً ما جرى في قمة شرم الشيخ, والتي نصت على العودة لحدود 28-9-2000, و إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيون , كيف أن الإحتلال عند التطبيق بدأ يساوم على إزالة حاجز هنا وآخر هناك, وكأن القضية, قضية حاجز, أو شحنة طحين, أو بضع ملايين من الدولارات, وليس مسألة إنهاء الإحتلال, وبالتالي فإن الحلول الجزئية والمؤقته لن تفضي بنا إلى تحقيق حقوق شعبنا الفلسطيني, والمدخل الهام لتحقيق هذه الحقوق, هو توحيد الساحة الفلسطينية عبر حكومة وحده وطنية, وبرنامج سياسي موحد ومتفق عليه, عمادها الأساسي، وثيقة الوفاق الوطني- وثيقة الأسرى- ،وإتفاق القاهرة آذار 2005, بالإضافة لخطاب سياسي موحد, مع الإمساك بقرارات الشرعية الدولية ومظلتها الأساسية هيئة الأمم المتحدة, حيث هناك إقرار عربي رسمي بفشل العملية السلمية, والتي ترك مقودها لإسرائيل تتحكم بها كيف تشاء, وباختصار لا نريد تفاوضاً من أجل التفاوض، ولا لقاءات قمة للإعلام و المصافحات والعلاقات العامة, وبالمقابل تستمر الآلة العسكرية في قتل شعبنا بشكل يومي, وسلب ونهب أراضيه وتوسيع الإستيطان, لأن ذلك من شأنه، أن يعمق حالة الإحتقان الداخلي والصراع في ساحتنا الفلسطينية, التي لن يكون الخاسر الوحيد فيها إلا شعبنا الفلسطيني.

بقلم : راسم عبيدات
القدس _ جبل المكبر



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلتان أمني ، تهدئه، لجان تحقيق والنتيجة صفر
- علينا أن لا نضيع البوصلة إسرائيل وأمريكا الخطر وليس إيران
- الوجه الآخر للقدس
- التهدئة تبدأ في بغداد وتنتهي في القدس
- حماس فتح ملتحية في الصراع على السلطة
- لبنان على حافة الاستنقاع والحرب الأهلية
- مقاربة لبنانية_ فلسطينية الرئاسة والحكومة
- التيار الثالث أو الطريق الثالث بلا طريق
- بين (ليبرمان) و حماس مع فارق التشبيه
- بيت حانون, قانا, الفلوجة, قندهار
- القدس والعمل السياسي
- الانتخابات المبكرة دوامة من الأزمات ولا بديل عن حكومة الوحدة ...
- -رايس- تسوق بضاعة فاسدة لحفر باطن جديد
- لبنان أكثر من أجنده وأكثر من رؤيا
- إختبر معلوماتك مع النظام الرسمي العربي
- المجتمع الفلسطيني يدخل مرحلة الاستنقاع والتفكك
- رسالة مفتوحة للنظام الرسمي العربي وجيوشه الجرارة
- النظام الرسمي العربي انفصال كلي عن مصالح الأمة وأهدافها وطلع ...
- رسالة مفتوحة للرئيس الفنزويلي- هوغو تشافيز-
- ارحمونا وارحموا شعبنا الفلسطيني


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - قراءة أولية في لقاء عباس - أولمرت